
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيُّ نـورٍ هـذا الَّـذي يَبهَرُ الأُف
قَ وَيَزهـــو مُغَشــِّيا جَنَبــاتِهِ
هُـوَ يـا شـاعِري الصَغيرِ رِكابي
وَيَشــِعُّ الضــِياءُ مِـن مِشـكاتِهِ
قَــد تَخَطّــى إِلَيـكَ كُـلَّ هُبـوبٍ
وَمُســَفَّ اللُجـاتِ فـي مائِجـاتِه
وَبَـدا فَـوقَ صـَفحَةِ الأُفـقِ أَيّـو
سَ يُقَـلَّ الأَنـوارِ فـي مَركَبـاتِه
يـا لَـهُ مَركِبـاً غَلائِلُـهُ النـو
رُ وَمِــن خـالِصِ الأَثيـرِ شـِراعُه
اِحتَوَتهُ الأَنوارُ في رَكبِها الضا
فـي وَدانـي طَرفَ الأَواذي شُعاعُه
فَتَـراءَت مِثـلَ القَناديـلِ تَترى
حَــولَهُ فَوقَهـا يَـرِفُّ التَمـاعُه
أَو رُؤىً فـي كَـرىً تَـراءى وِضاءً
ضــَمَّ أَطيافَهــا إِلَيــهِ قِلاعُـه
قَـد تَهـادى بَيـنَ الظَلامِ كَحُلـمٍ
ذَهَبِـــيٍّ عَلـــى جَنــاحٍ فِضــّي
مِـن رُؤى أَوَّلَ الكَـرى وَهِيَ تَسري
مُســرِعاتٍ مِـنَ العُيـونِ الغُمـضِ
حَــولَهُ مَوجَتــانِ قَــد حَوتـاهُ
وَهـوَ فيهـا يَـرِفُّ مِثـلَ الـوَمضِ
يُعكَـسُ السـِحرُ فَـوقَهُ كُـلَّ حيـنٍ
فـي زَهِـيِّ الأَطيـافِ مِـن كُلِّ مَحضِ
أَنـتَ يـا شـاعِري تَحَمَّلـتَ صَبراً
فــي حَيـاةٍ مَحفوفَـةٍ بِـالزَوالِ
هِـيَ رُؤيـا حِلـمٍ وَيَقظَتُـهُ المَو
تُ وَقَفـــرٌ ســـَماؤُهُ مِـــن آلِ
تَبدَأُ العَيشَ في الَّذي تَنتَهي في
هِ ســَوادٌ عَلــى قَفيــرِ خــالِ
وَنَهــارٌ يَمضــي بِسـاحَةِ لَيلَـي
نِ هُـوَ العَيـشُ وَهـوَ عُمرُ خَيالي
إيـهِ يـا شـاعِري تَحَمَّلـتَ صَبراً
فـي عَـذابٍ قَـد فـاقَ كُـلَّ عَذابِ
لَكَـأَنّي أَراكَ فـي نَشـوَةِ الفِـك
رِ شــَكِيّاً تَشــكو مِـنَ الأَوصـابِ
أَتُرى تَرتَضي اِصطِحابي إِلى الجَنَّ
ةِ مَثــوى الشــَوادِنِ الأَســرابِ
حَيـثُ تَلقى ما تَشتَهيهِ مِنَ الآما
لِ فـــي الأَشـــرِباتِ وَالأَســلابِ
محمد بن عثمان الهمشري.متأدب له شعر، تركي الأصل، مصري المولد والمنشأ والوفاة ، ولد برأس البر (مصر)، ونشأ في القبلاوين، وتعلم بالمنصورة، ثم بكلية الآداب بالقاهرة، وتذوق الأدب الإنكليزي فترجم عنه بعض القصائد ومئات من القصص وكثيراً من روايات (الجيب). وتولى التحرير في مجلة التعاون سنة 1934 إلى أن توفي بالقاهرة، وجمع نظمه في (ديوان - ط) صغير.