
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
واهـاً لَـهُ مِـن نـاء
أَلحـــانُهُ زَفـــزاف
في صَمتِ وادي الفَناء
تُعـــانِقُ الأَســـداف
يَضــِجُّ فــي الأَمـواج
مُصــــطَخِبِ الصـــَوتِ
يَزهــى عَلــى الإِدلاج
مِــن شــَفَقِ المَــوتِ
مَفيضــُهُ مِــن دُمـوع
يَســـكِبُها اللَحـــنُ
وَصـــَمتُها مَقطـــوع
يَنهَبُــــهُ الحُـــزنُ
دَوّى عَلــى الأَصــداء
يُمعِــنُ فـي الظَلمـا
يُســـامِرُ الجَــوزاء
وَيَنفُـــخُ الحُلمـــا
عَجيجُــــهُ صــــَيّاح
كَــالبوقِ فـي الآذان
يُهــــــاجِمُ الأَرواح
مِـن غَيرِ ما اِستِئذان
فَــالكَونُ فــي رَجـفِ
كَــالكَوكَبِ الخَفّــاق
خاضــا مِــنَ الخَـوفِ
فــي مَســبَحِ الآفـاق
وَتــــارَةً يَخفَــــت
فــي غَســقِ اللَيــلِ
كَــالروحِ لَـو تَصـمُت
فــي صــَخبِ الوَيــلِ
فَتَحســـِبُ المَوجـــا
يَلعَــــبُ بِــــالأَرضِ
يَرُجُّهـــــا رَجّــــا
وَبَعــــدَها يَمضـــي
يَعلــو عَلـى النَجـمِ
وَيَلمِـــسُ الســـَقفا
كَـــأَنَّ فـــي حُلــمِ
طَيفـــا بِــهِ رَفــا
فَطـــافَتِ الـــذِكرى
بِقَلبِـــهِ النـــائي
كَالظِــلِّ لَــو أَسـرى
بِصــــَفحَةِ المـــاءِ
فــي دُجنَــةِ الآبـاد
تَرعِـــشُ كَالأَشـــباح
كَـالجَمرِ تَحتَ الرَماد
مِـن فَـوقِهِ النَدُّ فاح
فَلاحَ فـــي اللَيـــلِ
بُســـتانُهُ الســاجي
مُعَطَّــــرَ الــــذَيلِ
فــــي أُفُــــقٍ داجِ
وَتَحــتَ ظَــلٍّ وَرَيــف
مَقعَــدُ مَــن يَهــوى
يَخطِــفُ فيــهِ رَفيـف
مِــنَ الســَنا أَضـوى
وَتِلــكَ لا بَــل هـذي
مَلاعِــــبٌ لا تَحصـــى
لَيـسَ لَهـا مِـن نَفاذ
قَـــطُّ وَلا تُستَقصـــى
كَـم مَـرَّ فيهـا رَبيع
وَمَــرَّ فيهــا خَريـف
وَكَـم مَشـى فـي خُشوع
يُنـــاغِمُ الشــادوف
يَلهــو عَلـى النَبـتِ
وَيَقطِـــفُ الزَهـــرا
يَخِـــفُّ فـــي صــَمتِ
يَســـتَرِقُ الطَيـــرا
محمد بن عثمان الهمشري.متأدب له شعر، تركي الأصل، مصري المولد والمنشأ والوفاة ، ولد برأس البر (مصر)، ونشأ في القبلاوين، وتعلم بالمنصورة، ثم بكلية الآداب بالقاهرة، وتذوق الأدب الإنكليزي فترجم عنه بعض القصائد ومئات من القصص وكثيراً من روايات (الجيب). وتولى التحرير في مجلة التعاون سنة 1934 إلى أن توفي بالقاهرة، وجمع نظمه في (ديوان - ط) صغير.