
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إيـه يـا شاعِري كَفاكَ مَقاما
هـا هُنا فَالفَناءُ جَمُّ الضِفافِ
لَيـسَ شـَطُّ الأَعـرافِ هذا وَلكِن
هُـوَ رُكـنٌ مِـن شاطِىءِ الأَعرافِ
سـَتَرى مَخبَـأَ اللَيالي وَتَلقى
مَصرَعَ الوَقتِ في دُجاهُ الضافي
حَيـثُ لا مَعلَـمٌ هُنالِـكَ يَهـدي
لا وَلا فَــوقَهُ يُصــاخُ لِطــافِ
فَسـَرى فُلكُهـا يَشـُقُّ الدَياجى
فــي ذَميــلٍ مَســيرُهُ رَكّـاضِ
يَمخَـرُ المَوجَ وَالعُبابَ بِقَيدو
مٍ كَريـهٍ عَلـى الـرَدى خَـوّاضِ
وَإِذا بـي أَحَـسُّ صـَوتاً حَنوناً
طائِفـاً في الرَدى بِأَرخَمِ جَرسِ
يَتَهـادى عَلـى السُكونِ رَخيما
وَيُنـاجي الأَرواحَ في مِثلِ هَمسِ
وَهِـيَ في المَوتِ لا تَحِسُّ بِنَجوى
مِــن غَنــاءِ وَلا تُصـيخُ لِحِـسِّ
سـَكَنَت سـَكنَةً يُعانِقُهـا الصَم
تُ وَأَسـرى بِهـا فَنـاءٌ مُغسـِيِّ
أَخَـذَ الصَوتُ في اِزدِيادِ خُفوتٍ
وَســَجوٍ عَلـى السـُكونِ مَديـدِ
مُسـتَديراً عَلى الفَضاءِ يُداني
طَـرفُ هذا الفَضاءِ حَدَّ الوُجودِ
وَبَـدا فَـوقَ هامَـةِ الأُفقِ نورٌ
سـاطِعُ الجَـوِّ خـاطِفٌ مِن بَعيدِ
وَإِذا مَــوكِبٌ يَــتيهُ عَلَيــهِ
مِثـلُ قَصـرٍ مِـنَ الضِياءِ مَشيدِ
هُـوَ رَكبُ الحَياةِ يَمشي حَثيثاً
مُسـتَخِفّاً إِلـى ضَريحِ اللَيالي
فَهُـوَ مَثوى الأَحقابِ بَعدَ تَمامٍ
وَمَقَـرُّ الأَجيـالِ بَعـدَ اِكتِمالِ
قِـف تَأَمَّـل فُلكَ الحَياةِ عَلَيهِ
مَلَـــكٌ فـــي وَضــاءَةٍ وَجَلالِ
عَبقَـرِيُّ الخَيالِ في سُندِسٍ خُضرٍ
يَغنــي فـي بَهـرَةٍ وَاِختِيـالِ
وَســَرَت خَلفَــهُ زَوارِقُ شــَتّى
تَتَــــراءى كَأَنَّهــــا أَحلامُ
فَتَــرى زَورَقَ الجَمـالِ عَلَيـهِ
مُســـمِعاتٌ غِنـــاؤُهُنَّ ســَلامُ
وَتَــرى زَورَقَ الشـُرورِ عَلَيـهِ
مُســـمِعاتٌ غِنــاؤُهُنَّ ســِقامُ
وَتَــرى خَلفَهــا زَوارِقَ شـَتّى
مُنشـــِئاتٍ وَكُلَّهـــا آثــامُ
جُبِلَـت هـذِهِ اليـاةُ عَلى الش
رِّ وَإِن كـانَ نامِياً في الخَيرِ
وَأَرى الخَيـرَ مِـن ثِمارٍ ضِرارٍ
وَجَـدَت خَصـبَ أَرضـِها في الشَرِّ
إِن هـذا التُـرابَ وَهـوَ قَبيحٌ
فـاحَ مِـن روحِـهِ أَريجُ الزَهرِ
لَيـسَ هـذا النَعيمُ غَيرَ شَقاءٍ
فَحَــذارِ حَـذارِ مِـن أُمِّ دَفـرِ
وَمَضى الرَكبُ في الرَدى وَتَلاشى
أَثَرُ الرَكبِ في ضَريحِ اللَيالي
فَكَـأَنَّ الحَيـاةَ كـانَت مَناماً
وَغُـرورُ الحَيـاةِ طَيـفُ خَيـالِ
محمد بن عثمان الهمشري.متأدب له شعر، تركي الأصل، مصري المولد والمنشأ والوفاة ، ولد برأس البر (مصر)، ونشأ في القبلاوين، وتعلم بالمنصورة، ثم بكلية الآداب بالقاهرة، وتذوق الأدب الإنكليزي فترجم عنه بعض القصائد ومئات من القصص وكثيراً من روايات (الجيب). وتولى التحرير في مجلة التعاون سنة 1934 إلى أن توفي بالقاهرة، وجمع نظمه في (ديوان - ط) صغير.