
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَـوَى جَـرَسٌ وَاللَّيْـلُ مُسْتَحْلِسُ النَّدَى
لِمُسـْتَنبِحٍ بَيْـنَ الرُّوَيْثـاتِ فَالْخَصْرِ
تَنَــوَّرَ فَـوْقَ الْأَشـْفِياءِ وَقَـدْ أَتَـى
عَلَــى قَطَـنٍ أَغْبـاشُ ذِي حَـدَبٍ خُضـْرِ
فَقـالَ امْـرُؤٌ فُوهٌ مِنَ الْجُوعِ عاصِبٌ:
أَلَـمْ تَسـْمَعا نَبْحـاً بِرابِيَةِ النَّسْرِ
فَشــَبَّتْ لَـهُ نـارانِ: نـارٌ بِرَهْـوَةٍ
وَنـارُ بَنِي عَبْدِ الْمَدانِ لَدَى الْقَهْرِ
وَشـَبَّتْ لَـهُ نـارُ ابْـنِ طِمْرَ بَدا لَهُ
سـَناها وَأَنَّـى مِنْـهُ نـارُ بَنِي طِمْرِ
وَجــاءَ عَلَــى بَكْــرٍ ثَفـالٍ يَكُـدُّهُ
عَصـاهُ اسـْتُهُ وَجْءَ الْعِجايَةِ بِالْفِهْرِ
فَلا غَــرْوَ إِلَّا حِيــنَ يَضـْرِبُ مَوْهِنـاً
لِيُـوقِظ أَهْـلَ الْبَيْـتِ سالِفَةَ الْبَكْرِ
فَقُلْـتُ لَـهُ ما تَبْتَغِي؟ قالَ: أَبْتَغِي
قَلُوصـاً لَنـا وَرْقاءَ مِنْ نَعَمِ الْخُضْرِ
عَجِبْـتُ لَـهُ إِذْ يَتَّقِي الْكَلْبَ بِالْعَصا
وَلا يَتَّقِــي صـُمَّ الْأَسـاوِدِ إِذْ تَسـْرِي
وَلَكِنَّـــهُ نَقَّـــتْ ضــَفادِعُ بَطْنِــهِ
أَنَ اخْبَـرَ أَصـْراماً بِنَخْلِ أُولِي تَمْرِ
تَـذَكَّرَ صـِرْمَ ابْنَـيْ زِيـادِ بْنِ حابِسٍ
بِمَــدْفَعِ أَشــْداخٍ وَحَـيِّ أَبِـي بِشـْرِ
فَبـاتَتْ لَـهُ الشـِّيزَى قِياماً بِرِزْقِهِ
إِلَـى أَنْ غَـدا مِنْهُـنَّ كَالْأُتُنِ الْقُمْرِ
فَــأَطْعَمْتُهُ حَتَّــى حَبَــتْ حاوِيـاؤُهُ
كَحَبْـوِ الْجَـوارِي فِي مَلاعِبِها الْبُجْرِ
إِذا شــَفَتاهُ ذاقَتــا حَــرَّ طَعْمِـهِ
تَرَمَّزَتــا لِلْحُــرِّ كَالْأَســَكِ الشـُّعْرِ
كَــأَنَّ يَــدَيْهِ كُلَّمـا قـامَ جانِبـاً
عَلَيْهــا يَــدا آسٍ أَياســِرُهُ دُبْـرُ
تَخِــرُّ الرِّفـاقُ المُعْتَفُـونَ عَلَيْهِـمُ
سُقُوطَ الْقَطا الْكُدْرِيِّ فِي نُطَفِ الْبَحْرِ
فَقُلْــتُ لَــهُ لَمَّـا تَجَهَّـزَ غادِيـاً:
أَلا كُــلُّ عَــوْفِيٍّ يُضــِيفُ وَلا يَقْـرِي
المُزَرِّدُ هُوَ يَزِيدُ بنُ ضِرَارٍ الذُّبْيانِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَأَسْلَمَ، وَهُوَ أَخُو الشَّاعِرِ الشَّمّاخِ بنِ ضِرارٍ، عُرِفَ المُزَرِّدُ بِهِجائِهِ فَهُوَ أَحَدُ مَنْ هَجا قَوْمَهُ، وَهُوَ مِمَّنْ يَهْجُو الأَضْيافَ وَيَمُنُّ عَلَيْهِمْ بِما قَراهُمْ بِهِ، وَلَهُ مُهاجاةٌ مَعَ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ، وقدْ تابَ عَنِ الهِجاءِ حِينَ تقدَّمَ بِهِ السِّنُّ وقالَ: (تَبَرَّأْتُ مِن شَتْمِ الرِّجالِ بِتَوبَةٍ / إِلى اللَّهِ مِنِّي لا يُنادَى وَلِيدُها) تُوفِّيَ نَحوَ عامِ 30 لِلهِجْرَةِ.