
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَفـا الْجَزْعُ مِنْ سَلْمَى كَأَنَّ دِيارَها
عَلَـى الْجَـزْعِ مَجْـرُورٌ عَلَيْهِنَّ بُرْنُسُ
وَقَـدْ جَعَلَتْ -إِنَّ الْجَدِيدَ إِلَى بِلىً-
مَنـازِلُ سـَلْمَى بِالْمِراضـَيْنِ تَـدْرُسُ
وَفِـي النَّـاسِ أَعْـداءٌ فَلا تَأْمَنَنَّهُمْ
وُشــاةٌ مُشــاةٌ بِالْأَحــادِيثُ نُمَّـسُ
وَإِنِّـي وَإِنْ كـانَتْ أُنُـوفٌ رَواغِمـاً
وَمـاتت أُوامـاً أَنْفُـسٌ ثُـمَّ أَنْفُـسُ
لَمُلْتَفَّـةٌ سـاقِي بِسـاقٍ عَلَـى هَـوىً
كَمـا الْتَـفَّ عِيـصُ الْأَيْكَةِ الْمُتَلَبِّسُ
وَلَـوْ أَنَّ أَلْفـاً مِـنْ لُيُوثٍ نِزالُها
ســِجالُ الْمَنايــا وِرْدُهُـنَّ مُغَلِّـسُ
لَخَلَّيْــنَ بَيْنِـي راغِمـاتٍ وَبَيْنَهـا
وَرَوْقِــي بِـأَطْرافِ الْغَضـا يَتَمَـرَّسُ
وَإِنِّــي لَآتِيهـا وَإِنْ كـانَ دُونَهـا
ثَمــانِي مَفــازاتٍ قَطــاهُنَّ نُسـَّسُ
وَلَـوْ بَـذَلَتْ أَدْنَـى الْحَدِيثِ لِعاقِلٍ
خَـذُولٍ إِذا مـا أَفْضَتِ الْعُصْمُ يَجْلِسُ
بِـرَأْسِ ابْنِ طِمْرٍ أَوْ شَمَنْصِيرَ يَنْتَمِي
إِلـــى حُلَّــبٍ أَســْنامُهُنَّ مُــوَدَّسُ
لَأَفْضـَى إِلَـى سـَلْمَى لِحُسـْنِ حَدِيثِها
مِنَ الطَّوْدِ حَتَّى ظَلَّ فِي الْحَبْلِ يَحْدِسُ
وَلَـوْ أَنَّ شـَيْخاً ذا بَنِيـنَ كَأَنَّمـا
عَلَـى رَأْسـِهِ مِنْ شامِلِ الشَّيْبِ قَوْنَسُ
وَقَـدْ فَنِيَـتْ أَضْراسـُهُ غَيْـرَ واحِـدٍ
رَمِيـمٍ إِذا مـا مُـسَّ يَـدْمَى وَيَضْرَسُ
تُبَيِّــتُ فِيـهِ الْعَنْكَبُـوتُ بَناتِهـا
نَواشــِئَ حَتَّـى شـِبْنَ أَوْ هُـنَّ عُنَّـسُ
لَظَــلَّ النَّهــارَ رانِيــاً وَكَـأَنَّهُ
إِذا كَــشَّ ثَـوْرٌ مِـنْ كَرِيـصٍ مُنَمِّـسُ
المُزَرِّدُ هُوَ يَزِيدُ بنُ ضِرَارٍ الذُّبْيانِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَأَسْلَمَ، وَهُوَ أَخُو الشَّاعِرِ الشَّمّاخِ بنِ ضِرارٍ، عُرِفَ المُزَرِّدُ بِهِجائِهِ فَهُوَ أَحَدُ مَنْ هَجا قَوْمَهُ، وَهُوَ مِمَّنْ يَهْجُو الأَضْيافَ وَيَمُنُّ عَلَيْهِمْ بِما قَراهُمْ بِهِ، وَلَهُ مُهاجاةٌ مَعَ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ، وقدْ تابَ عَنِ الهِجاءِ حِينَ تقدَّمَ بِهِ السِّنُّ وقالَ: (تَبَرَّأْتُ مِن شَتْمِ الرِّجالِ بِتَوبَةٍ / إِلى اللَّهِ مِنِّي لا يُنادَى وَلِيدُها) تُوفِّيَ نَحوَ عامِ 30 لِلهِجْرَةِ.