
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتَيْـتُ بَنِـي عَمِّـي فَضَنُّوا بِما لَهُمْ
عَلَــيَّ وَمَــنْ يَبْخَـلْ فَـإِنِّيَ عـارِفُ
فَكُنْـتُ كَمَـنْ غَـرَّتْ أَفـانِينُ هَيْـدَبٍ
دَنـا مِشـْفَراهُ وَازْلَغَـبَّ الزَّحـالِفُ
وَحَــرَّشَ إِخْــوانِي عَلَــيَّ كَنـايِنِي
وَخَيْـرُ النِّساءِ الْمُؤْمِناتُ الْحَنائِفُ
تَـواكَلْنَ رَحْلِـي تَحْـتَ عَيْـنٍ مَطِيرَةٍ
مِـنَ الـدَّجْنِ حَتَّـى لَمْ يُرِبْهُنَّ واكِفُ
وَقــالَ جَــوارِيهِمْ: لَعَـلَّ قَلُوصـَهُ
بِـدارِ ابْـنِ أَوْفَـى صَبَّةُ اللَّفِّ آلِفُ
تَمَشــَّى خِلالَ الـدُّورِ لا يَعْلِفُونَهـا
كَمـا طَـوَّفَتْ مَفْرُوكَـةُ الرَّفْغِ صالِفُ
وَجـاؤُوا جَمِيعـاً قَـوْمُهُمْ وَنِساؤُهُمْ
بِمــا كُــلُّ ذِي رَأْيٍ لَـهُ مُتَسـاخِفُ
وَقــالُوا: أَقِيمُـوا سـُنَّةً لِأَخِيكُـمُ
بَنِـي عَبْـدِ غَنْـمٍ لَيْسَ فِيها مُخالِفُ
فَكــانَتْ ســَراوِيلٌ وَجُـرْدٌ خَمِيصـَةٌ
وَخَمْــسُ مِــئٍ مِنْهــا قَسـِيٌّ وَزائِفُ
إِذا قُرِبَــتْ لِلسـُّوقِ خُلِّـفَ نِصـْفُها
كَمـا خُلِّفَـتْ يَوْمَ الْعِدادِ الرَّوادِفُ
فَفِيــمَ وَأَنْتُــمْ مَعْشــَرٌ بِجَزِيـرَةٍ
بِها الذِّئْبُ وَالضِّبْعانُ شَبْعانُ خارِفُ
تُمَشــُّونَ بِالْأَســْواقِ بُـدّاً كَـأَنَّكُمْ
خَلايــا مُــرِدَّاتُ الضـُّرُوعِ خَرانِـفُ
وَقَطْـعٌ دَجُـوجِيٌّ مِـنَ اللَّيْـلِ مُلْبِـسٌ
عَلَــى الْأَرْضِ مِنْـهُ أَكْسـُرٌ وَخَوالِـفُ
فَهَلَّا جَمَعْتُــمْ جَمْــعَ ثَـوْرٍ لِهَيْثَـمٍ
وَأَنْتُـمْ بَنُو ماءِ السَّماءِ الْغَطارِفُ
تَـذَكَّرْتُ إِخْـوانَ الصـَّفاءِ فَلَمْ يَكُنْ
لِـــدِينِيَ إِلَّا بِالْمَدِينَــةِ كاشــِفُ
بِفِتْيـانِ صـِدْقٍ مِـنْ قُرَيْـشٍ كَـأَنَّهُمْ
ســُيُوفٌ جَلاهـا صـَيْقَلٌ وَهْـوَ جـانِفُ
فَقَرَّبْــتُ مِبْــراةً كَــأَنَّ ضـُلُوعَها
سـَقائِفُ شـِيزَى عـاجَ مِنْهُـنَّ عـاطِفُ
مُوَثَّقَــةً عَقْــدَ الْمَحــالِ كَأَنَّهـا
دَمُـوكٌ مِنَ الْجارِي عَلَيْها الْخَطاطِفُ
فَطِـرْتُ وَراعَـوْا بِالْهَوانِ ابْنَ حُرَّةٍ
فَـتىً لَـمْ تُـوَرِّكْهُ الإِماءُ الْخَواضِفُ
فَمـا نِمْـتُ حَتَّى صاحَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ
بِـذاتِ التَّنانِيرِ الصَّدَى وَالْعَوازِفُ
وَقُلْتُ: ابْــنُ عَـمٍّ جَرَّفَتْـهُ مُصـِيبَةٌ
تَحُـصُّ اللِّحَـى عُرْيانَةُ الظَّهْرِ شارِفُ
وَأَقْسـَمْتُ لا آتِيهِـمُ الـدَّهْرَ بَعْدَها
وَلَــوْ كَثُــرَتْ خُــدَّامُهُمْ وَالْعَلائِفُ
وَلَـوْ لَـمْ أَسـُقْ إِلَّا حِمـاراً مُوَقَّعاً
بِنَقْعـاءَ يَـدْمَى ظَهْـرُهُ وَالْحَراقِـفُ
تَعـالَيْنَ فِـي جَوِّ السَّماءِ فَما يُرَى
بِنِيــقٍ وَلا دانٍ مِــنَ الْأَرْضِ خـاطِفُ
لَوَصـَّلْتُ أَسـْباباً لَهـا أَوْ لَنِلْتُها
وَلَـوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا الرُّقَى وَالتَّكالُفُ
فَزارِيَّــــةٌ مُرِّيَّــــةٌ ثَعْلَبِيَّـــةٌ
لَصـِيقَتُنا أَوْ مِـنْ ذُرَى مَـنْ نُخالِفُ
وَمــا زَوَّدَتْنِـي غَيْـرَ حِشـْفٍ مُرَمَّـدٍ
نَسـُوا الزَّيْتَ عَنْهُ فَهْوَ أَغْبَرُ شاسِفُ
المُزَرِّدُ هُوَ يَزِيدُ بنُ ضِرَارٍ الذُّبْيانِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَأَسْلَمَ، وَهُوَ أَخُو الشَّاعِرِ الشَّمّاخِ بنِ ضِرارٍ، عُرِفَ المُزَرِّدُ بِهِجائِهِ فَهُوَ أَحَدُ مَنْ هَجا قَوْمَهُ، وَهُوَ مِمَّنْ يَهْجُو الأَضْيافَ وَيَمُنُّ عَلَيْهِمْ بِما قَراهُمْ بِهِ، وَلَهُ مُهاجاةٌ مَعَ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ، وقدْ تابَ عَنِ الهِجاءِ حِينَ تقدَّمَ بِهِ السِّنُّ وقالَ: (تَبَرَّأْتُ مِن شَتْمِ الرِّجالِ بِتَوبَةٍ / إِلى اللَّهِ مِنِّي لا يُنادَى وَلِيدُها) تُوفِّيَ نَحوَ عامِ 30 لِلهِجْرَةِ.