
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِــنْ أُمِّ ســُفْيَانَ طَيْــفٌ سـَرَى
هُــدُوّاً فَــأَرَّقَ قَلْبــاً قَرِيحـا
عَصـــَانِي الْفُــؤَادُ فَأَســْلَمْتُهُ
وَلَــمْ أَكُ مِمَّــا عَنَـاهُ ضـَرِيحا
وَقَــدْ كُنْــتُ أَغْبِطُـهُ أَنْ يَرِيــ
ــعَ مِـنْ نَحْـوِهِنَّ سـَلِيماً صَحِيحا
كَمَـا تَغْبِـطُ الـدَّنِفَ الْمُسْتَبِلْــ
ــلَ بِـالْبُرْءِ تُنْبَـؤُهُ مُسـْتِرِيحا
رَأَيْـتُ وَأَهْلِـي بِـوَادِي الرَّجِيــ
ــعِ فـي أَرْضِ قَبْلَةَ بَرْقاً مُلِيحا
يُضــِيءُ رَبَابــاً كَـدُهْمِ الْمَخَـا
ضِ جُلِّلْـنَ فَـوْقَ الْوَلَايا الْوَلِيحا
كَــأَنَّ مَصــَاعِيبَ غُلْــبَ الرِّقَـا
بِ فـي دارِ صـِرْمٍ تَلَاقـى مُرِيحـا
تَغَــذَّمْنَ فـي جَـانِبَيْهِ الْخَبِيــ
رَ لَمَّـا وَهَـى خَرْجُـهُ وَاسـْتُبِيحا
وَهَــى خَرْجُـهُ وَاسـْتُجِيلَ الْرَبـا
بُ عَنْــهُ وَغُــرِّمَ مَــاءً صـَرِيحا
ثَلَاثــاً فَلَمَّـا اسـْتُحِيلَ الجَهـا
مُ وَاسـْتَجْمَعَ الطِّفْـلُ مِنْهُ رُشُوحا
مَرَتْــهُ النُّعَـامَى فَلَـمْ يَعْتَـرِفْ
خِلَافَ النُّعَـامَى مِـنَ الشَّامِ رِيحا
فَحَــطَّ مِــنَ الْحُــزَنِ الْمُغْفِـرا
تِ وَالطَّيْـرُ تَلْثَـقُ حَتَّـى تَصـِيحا
كَــأَنَّ الظِّبــاءَ كُشـُوحُ النِّسـَا
ءِ يَطْفُــونَ فَــوْقَ ذُراهُ جُنُوحـا
ســَقَيْتُ بِــهِ دَارَهــا إذْ نَـأَتْ
وَصـَدَّقَتِ الْخَـالَ فينـا الْأَنُوحـا
فَإِمَّـــا يَحِينَـــنَّ أَنْ تَهْجُــرِي
وَتَســْتَبْدِلِي خَلَفــاً أَوْ نَصـِيحا
وَإِمَّـــا يَحِينَـــنَّ أَنْ تَصــْرِمِي
وَتَنْــأَيْ نَـوَاكِ وَكَـانَتْ طَرُوحـا
فَــإِنَّ ابْـنَ تُرْنَـى إِذَا جِئْتُكُـمْ
أَرَاهُ يُـــدَافِعُ قَــوْلاً بَرِيحــا
فَصــَاحِبَ صــِدْقٍ كِســِيدِ الضـَّرَا
ءِ يَنْهَـضُ في الْغَزْوِ نَهْضاً نَجِيحا
وَشــيكَ الفُصـولِ بَعيـدَ القُفـو
لِ إِلّا مُشــاحاً بِــهِ أَو مُشـيحا
يَرِيـعُ الْغُـزَاةُ وَمـا إِنْ يَرِيــ
ـــعُ مُضــْطَمِراً طُرَّتَـاهُ طَلِيحـا
كَســـَيفِ الْمُــرَادِيِّ لَا نَــاكِلاً
جَبَانــاً وَلَا جَيْــدَرِيّاً قَبِيحــا
قَـدَ ابْقَـى لَـكِ الْأَيْـنُ مِنْ جِسْمِهِ
نَوَاشــِرَ ســِيدٍ وَوَجْهـاً صـَبِيحا
أَرِبْـــتُ لِإِرْبَتِـــهِ فَانْطَلَقْــــ
ــتُ أُزْجِـي لِحُبِّ الْإِيابِ السَّنِيحا
عَلَــى طُــرُقٍ كَنُحُــورِ الرِّكَــا
بِ تَحْســَبُ آرامَهُــنَّ الصــُّرُوحا
بِهِــنَّ نَعَــامٌ بَنَاهــا الرِّجـا
لُ تُلْقِي النَّفائِضُ فِيها السَّرِيحا
خُوَيْلِدُ بْنُ خالِد بنِ مُحَرِّث، مِنْ قَبِيلَةِ هُذَيل، عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ، وَقَدْ وَصَلَ المَدِينَةَ حِينَ وَفاةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدَ دَفْنَهُ، وَهُوَ شاعِرٌ فَحَلٌّ جَعَلَهُ ابْنُ سَلامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّالِثَةِ، اشْتُهِرَ بِقَصِيدَتِهِ العَيْنِيَّةِ الَّتِي مَطْلَعُها (أَمِنَ المَنَوِّنِ وَرَيْبِها تَتَوَجَّعُ /وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ) قالَها فِي رِثاءِ أَبْنائِهِ الخَمْسَةِ الَّذِينَ ماتُوا بِالطاعُونِ فِي عامٍ واحِدٍ، تُوُفِّيَ فِي إِفْرِيقِيَّة وَقِيلَ بِمِصْرَ فِي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ إِلَى المَدِينَةِ بَعْدَ فَتْحٍ إِفْرِيقِيَّةٍ نَحْوَ سَنَةِ 27ه.