
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَرَفْــتُ الـدِّيَارَ لِأُمِّ الرَّهِيــ
ــنِ بَيْـنَ الظُّبَاءِ فَوَادي عُشَرْ
أَقَــامَتْ بِـهِ فَـابْتَنَتْ خَيْمَـةً
عَلَــى قَصــَبٍ وَفُـرَاتِ النَّهَـرْ
أَقـامَتْ بِـهِ كَمُقـامِ الْحَنِيــ
ــفِ شـَهْرَيْ جُمادَى وَشَهْرَيْ صَفَرْ
تَخَيَّــرُ مِــنْ لَبَــنِ الْآرِكــا
تِ بِالصــَّيْفِ بادِيَـةً وَالْحَضـَرْ
أَلِكْنِـي إِلَيْهـا وَخَيْـرُ الرَّسُو
لِ أَعْلَمُهُــمْ بِنَـوَاحِي الْخَبَـرْ
بِآيَــةِ مــا وَقَفَـتْ وَالرِّكَـا
بُ بَيْـنَ الْحَجُـونِ وَبَيْنَ السِّرَرْ
فَقَــالَتْ تَبَــرَّرْتَ فـي حَجِّنـا
وَمَـا كُنْـتَ فِينـا جَدِيراً بِبِرّْ
وَأَعْلَــمُ أَنِّــي وَأُمَّ الرَّهِيــ
ــنِ كَالظَّبْيِِ سِيقَ لِحَبْلِ الشَّعَرْ
فَبَيْنـا يُسـَلِّمُ رَجْـعَ الْيَدَيــ
ـــنِ بَـاءَ بِكَفَّـةِ حَبْـلٍ مُمَـرّْ
فَـرَاغَ وَقَـدْ نَشـِبَتْ في الزِّمَا
عِ فَاسـْتَحْكَمَتْ مِثْلَ عَقْدِ الْوَتَرْ
وَمَـا إِنْ رَحِيـقٌ سَبَتْها التِّجا
رُ مِـنْ أَذْرِعـاتٍ فَـوَادِي جَـدَرْ
ســُلَافَةُ رَاحٍ تُرِيــكَ الْقَــذَى
تُصــَفَّقُ فــي بَطْــنِ زِقٍّ وَجَـرّْ
وَتُمْـزَجُ بِالْعَـذْبِ عَـذْبِ الْفُرَا
تِ زَعْزَعَـهُ الرِّيـحُ بَعْدَ الْمَطَرْ
تَحَــدَّرَ عَـنْ شـَاهِقٍ كَالْحَصِيــ
ـرِ مُسْتَقْبِلَ الرِّيحِ وَالْفَيْءُ قَرّْ
فَشــَجَّ بِــهِ ثَبَــرَاتِ الرِّصـا
فِ حَتَّــى تَزَيَّـلَ رَنْـقُ الْمَـدَرْ
فَجَــاءَ وَقَـدْ فَصـَّلَتُهُ الشـَّما
لُ عَـذْبَ الْمَذَاقَـةِ بُسـْراً خَصِرْ
بِـأَطْيَبَ مِنْهـا إِذَا ما النُّجُو
مُ أَعْنَقْـنَ مِثْـلَ تَوَالِي الْبَقَرْ
فَــدَعْ عَنْـكَ هَـذا وَلَا تَغْتَبِـطْ
لِخَيْـــرٍ وَلَا تَتَبــاءَسْ لِضــُرْ
وَخَفِّـضْ عَلَيْـكَ مِـنَ النَّائِبـاتِ
وَلَا تَــكُ مِنْهـا كَئِيبـاً بِشـَرّْ
فَـإِنَّ الرِّجـالَ إِلَـى الْحَادِثا
تِ فَاســْتَيْقِنَنَّ أَحَــبُّ الْجُـزُرْ
أَبَعْـدَ ابْـنِ عُجْرَةَ لَيْثِ الرِّجا
لِ أَمْسـَى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ ذا نَفَرْ
وَهُـمْ سـَبْعَةٌ كَعَـوَالِي الرِّمَـا
حِ بِيـضُ الْوُجُـوهِ لِطَـافُ الْأُزُرْ
مَطَـاعِيمُ لِلضـَّيْفِ حِيـنَ الشِّتَا
ءِ قُـبُّ الْبُطُـونِ كَثِيرُو الْفَجَرْ
فَيَـا لَيْتَهُـمْ حَـذِرُوا جَيْشـَهُمْ
عَشـِيَّةَ هُـمْ مِثْـلُ طَيْـرِ الْخَمَرْ
فَلَــوْ نُبِــذُوا بِـأَبِي مَـاعِزٍ
حَدِيـدِ السـِّنَانِ وَشَاهِي الْبَصَرْ
وَبِـابْنَيْ قُبَيْـسٍ وَلَـمْ يُكْلَمـا
إِلَـى أَنْ يُضـِيءَ عَمُـودُ السَّحَرْ
لَقَــالَ الْأَبَاعِــدُ وَالشـَّامِتُو
نَ كَـانَتْ كَلَيْلَـةِ أَهْـلِ الْهُزَرْ
خُوَيْلِدُ بْنُ خالِد بنِ مُحَرِّث، مِنْ قَبِيلَةِ هُذَيل، عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ، وَقَدْ وَصَلَ المَدِينَةَ حِينَ وَفاةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدَ دَفْنَهُ، وَهُوَ شاعِرٌ فَحَلٌّ جَعَلَهُ ابْنُ سَلامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّالِثَةِ، اشْتُهِرَ بِقَصِيدَتِهِ العَيْنِيَّةِ الَّتِي مَطْلَعُها (أَمِنَ المَنَوِّنِ وَرَيْبِها تَتَوَجَّعُ /وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ) قالَها فِي رِثاءِ أَبْنائِهِ الخَمْسَةِ الَّذِينَ ماتُوا بِالطاعُونِ فِي عامٍ واحِدٍ، تُوُفِّيَ فِي إِفْرِيقِيَّة وَقِيلَ بِمِصْرَ فِي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ إِلَى المَدِينَةِ بَعْدَ فَتْحٍ إِفْرِيقِيَّةٍ نَحْوَ سَنَةِ 27ه.