
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خُـذوا عَـن يَمينِ المُنحَنى أَيُّها الرَكبُ
لِنَســأَلَ ذاكَ الحَـيَّ مـا صـَنَعَ السـِّربُ
عَســى خَبَــرٌ يُحيــي حَشاشــَةَ وامِــقٍ
صــَريعِ غَــرامٍ مــا يَجِــفُّ لَـهُ غَـربُ
بِأَحشـــائِهِ نــارُ اِشــتِياقٍ يَشــُبُّها
زَفيـرُ جَـوىً يَأبى لَها النَأيُ أَن تَخبو
أَلا لَيـــتَ شــِعري وَالحَــوادِثُ جَمَّــةٌ
وَذا الــدَّهرُ سـَيفٌ لا يُقـامُ لَـهُ عَضـبُ
عَـنِ الحَـيِّ بِالجَرعـاءِ هَـل راقَ بَعدَنا
لَهُــم ذَلِـكَ المَرعـى وَمَـورِدهُ العَـذبُ
وَهَـل أَينـعَ الـوادي الشَمالِيُّ وَاِكتَسَت
عَثاكيــل قِنــوانٍ حَــدائِقُهُ الغلــبُ
وَهَــل بَعــدَنا طـابَ المُقـامُ لِمَعشـَرٍ
بِحَيــثُ تَلاقــى سـاحَةُ الحَـيِّ وَالـدّربُ
وَهَــل عِنــدَهُم مِــن لَوعَــةٍ وَصـَبابَةٍ
كَمـا عِنـدَنا وَالحُـبُّ يشـقي بِـهِ الحِبُّ
وَهَــل عَلِمــت بِنــتُ المَنـاوِلِ أَنَّنـي
بِــأُخرى ســِواها لا أهيــمُ وَلا أَصـبو
وَبَيضــاءَ مِثـلَ البَـدرِ حُسـناً وَشـارَةً
يزيــنُ بِهـا السـِّبُّ المُزَبـرَقُ وَالإِتـبُ
إِذا مــا نِســاءُ الحَـيِّ رُحـنَ فَإِنَّهـا
لَهـا النَّظـرَةُ الأُولـى عَلَيهـنَّ وَالعَقبُ
تَحَيَّــرَ فيهــا رائِقُ الحُسـنِ فَاِغتَـدَت
وَلَيــسَ لَهــا فيهِــنَّ شــَكلٌ وَلا تِـربُ
بَـدَت سـافِراً مِـن ضـَربِ دينار وَالصِّبا
يُرَنِّحُهــا وَالــدَّلُّ والتّيــهُ وَالعُجـبُ
رَأَتنــي فَأَبــدَت عَــن أَسـيلٍ وَحَجَّبَـت
بِــذي مِعصــَمٍ جَـدلٍ يَغـصُّ بِـهِ القُلـبُ
وَقـــالَت غَريــبٌ وَالفتــاةُ غَريبَــةٌ
وَلا فــي نِكــاحِ الحــلِّ ذامٌ وَلا ذَنـبُ
فَقُلــتُ لَهــا إِنّـي أَلـوفٌ وَلـي هَـوىً
وَمــا لـيَ فـي بَغـدادَ شـِعبٌ وَلا سـِربُ
فَقـالَت وَأَيـنَ الشـِّعبُ وَالسِّربُ وَالهَوى
فَقُلـتُ بِحَيـثُ الكـرُّ وَالطَّعـنُ وَالضـَّربُ
فَقــالَت أَرى البحرَيـن دارَكَ وَالهَـوى
بَنــوكَ وَهَــذا مـا أَرى فَمـنِ الشـِّعبُ
فَقُلــتُ ســَلي حيَّــي نِــزارٍ وَيَعــرُبٍ
بِأَعظَمِهـا خَطبـاً إِذا اِسـتَبهَمَ الخَطـبُ
وَأَمنعِهـــا جــاراً وأَوســعِها حِمــىً
وَأَصــعَبِها عِـزّاً إِذا اِسـتُرحِلَ الصـَعبُ
وَأَنهَرِهــا طَعنــاً وَضــَرباً وَنــائِلاً
إِذا اِغبَــرّتِ الآفـاقُ وَاِهتَـزَّتِ الحَـربُ
وأَقتلهـــا لِلملـــكِ صـــَعَّرَ خَـــدَّهُ
قَـديمُ اِنتِظـام المُلكِ وَالعَسكَر اللَّجبُ
فَقـــالَت لَعَمـــري إِنَّهــا لِرَبيعَــةٌ
بَنـــاتُ المَعـــالي لا كِلابٌ وَلا كَلــبُ
وَلَــو سـُئِلَت يَومـاً رَبيعَـةُ مَـن بِهـم
لَهـا خَضـَعت وَاِرتَجَّـتِ الشـَرقُ وَالغَـربُ
وَمَــن خَيرُهــا طُـرّاً قَـديماً وَسـالِفاً
وَأَنجبُهــا عَقبــاً إِذا أَخلَـفَ العَقـبُ
لأَخـــبرَ أَهـــلُ العِلــمِ أَن رَبيعَــةً
رَحـىً آلُ إِبراهيـمَ فـي سـِرِّها القُطـبُ
هُـمُ النّـاسُ كُـلُّ النّـاسِ وَالناسُ فَضلَةٌ
إِذا نـابَ أَمـرٌ أَطَّ مِـن حَملِـهِ الصـُّلبُ
بِهـم يُـدرَكَ الشـَأوُ البَعيـدُ وَعِنـدَهُم
لِمُلتَمِــسِ المَعــروفِ ذو مَربَــعٍ خَصـبُ
وَفيهــم رِبــاطُ المَكرُمــاتِ وِراثَــةً
يُورِّثُهــا المولــودَ والِــدُه النَـدبُ
وَلَـــولا أَيــاديهم وَفَضــلُ حُلــومِهم
لَزُلزلــت الأَرضــونَ وَاِنقَصــَّتِ الشـُهبُ
خِفـافٌ إِلـى داعـي الـوَغى غَيـرَ أَنَّهُم
ثِقــالٌ إِذا خَفَّــت مَصـاعيبُها الهُلـبُ
إِذا الجـارُ أَمسـى نُهبـةً عِنـدَ جـارِهِ
فَــأَموالهُم لِلجـارِ مـا بَينَهُـم نَهـبُ
أَطـاعَت لَهُـم مـا بَينَ مِصرَ إِلى القَنا
إِلـى حَيـثُ تَلقى دارَها الشِّحرُ وَالنُّقبُ
وَجاشــَت نُفـوسُ الـرومِ حَتّـى مُلوكهـا
إِذا ذَكَــرتَ أَملاكَهُــم هَزَّهــا الرُعـبُ
تَحِــنُّ إِلــى بَــذلِ النَــوالِ أَكُفُّهُـم
حَنينـاً كَـذاتِ السـَقبِ فارقَهـا السَقبُ
فَـــأَكثَرُ مـــا تَلقــاهُمُ وَلِباســُهُم
حَبيــكُ الــدِّلاصِ التُبَّعِيّـاتِ لا العُصـبُ
لَهُـم أَبَـداً نـارانِ نـارٌ بِهـا الصِّلا
تَلـــذُّ وَنــارٌ لا يُفارِقُهــا العَضــبُ
وَأَيّـــامُهُم يَومـــانِ يَــومٌ لِنــائِلٍ
يَقـولُ ذَوُوا الحاجـاتِ مِـن فَيضـِهِ حَسبُ
وَيَـومٌ تَقـولُ الخَيـلُ وَالـبيضُ وَالقَنا
بِـهِ وَالعِـدى قَطنـا فَلا كـانَتِ الحَـربُ
وَإِن ضـــُنَّ بِالعِــدّانِ كــانَ قِراهُــمُ
ســَديفُ المَتــالي لا عَتــودٌ وَلا وَطـبُ
أُولَئِكَ قَــومي حيــنَ أَدعــو وَأُسـرَتي
وَيُنجِبُنـــي مِنهُـــم شــَمارِخَةٌ غُلــبُ
وَمــا أَنــا فيهـم بِـالمَهِينِ وَإِنَّنـي
إِذا عُــدَّ فَضـلٌ فيهـمُ الرَجـلُ الضـَربُ
لِـيَ البَيـتُ فيهـم وَالسـَماحَةُ وَالحِجا
وَذو الصَّبرِ حينَ الباسِ وَالمِقوَلُ الذَّربُ
وَإِنَّ اِنفــــرادي عَنهُـــمُ وَتَغَرُّبـــي
تَرامـى بِـيَ الأَمـواجُ وَالحَـزنُ وَالسُهبُ
بِغَيــرِ اِختيــارٍ كـانَ مِنّـي وَلا قِلـىً
وَإِنّهُـــمُ لَلعَيــنُ وَالأَنــفُ وَالقَلــبُ
وَلَكِنَّهـــا الأَيّـــامُ تُبعِـــدُ تــارَةً
وَتُـــدني وَلا بعــدٌ يَــدومُ وَلا قُــربُ
وَإِنّــــي حَفِـــيٌّ عَنهُـــمُ وَمُســـائِلٌ
بِهِـم حيثُ يَثوي السَفرُ أَو ينزلُ الرَّكبُ
وَكَــم قــائِلٍ لِــي عـدِّ عَنهُـم فَـإِنَّهُ
مَــعَ الأَلَـمِ المَضـّاضِ قَـد يُقطَـعُ الإِربُ
فَقُلــتُ رُوَيــداً قَــد صــَدَقتَ وَذَلِكُـم
إِذا لَــم يَكُــن فيــهِ لِحــامِلِهِ طِـبُّ
إِذا لَـــم أُداوِ العُضــوَ إِلّا بِقطعِــهِ
فَلا قَصـــَبٌ يَبقــى لَعَمــري وَلا قُصــبُ
وَإِنّـــي بِقَـــومي لَلضــَّنينُ وَإِنَّنــي
عَلـى بُعـدِ داري وَالتَنـائي بِهـم حَدبُ
وَلــي فيهـمُ سـَيفٌ إِذا مـا اِنتضـَيتُهُ
عَلـى الـدَّهرِ أَضـحى وَهوَ مِن خِيفَةٍ كَلبُ
عَلـى أَن حَـدَّ السـَّيفِ قَـد رُبَّمـا نَبـا
وَفُـــلَّ وَهَـــذا لا يُفَـــلُّ وَلا يَنبــو
همـــامٌ عَلَـــت هِمّـــاتُهُ فَكَأَنَّمـــا
يُحـاوِلُ أَمـراً دونَـهُ السـَّبعَةُ الشـُّهبُ
عَلا كُـــلَّ بـــاعٍ بـــاعُهُ وَتَواضــَعَت
لِعِزَّتِــهِ وَاِنقــادَت العُجــمُ وَالعُـربُ
ســَليلُ عُلاً مِــن دوحَــةٍ طـابَ فرعُهـا
وَطــالَت ذُرى أَغصـانِها وَزَكـى التُـربُ
يَـــبيتُ مُنـــاويهِ يُســـاوِرُ هَمَّـــهُ
وَيُقضــى عليـهِ قَبـلَ يُقضـى لَـهُ نَحـبُ
ســَما لِلعُلا مِــن قَبـلِ تَبقيـلِ وَجهِـهِ
فَأَدرَكَهـــا وَالمــأثراتُ لَــهُ صــَحبُ
هُــوَ البَـدرُ لَكِـن لَيـسَ يَسـتُرُ نُـورَهُ
حِجــابٌ وَنـورُ البَـدرِ يَسـتُرُهُ الحجـبُ
هُـوَ اللَّيـثُ لَكِـن غابُهُ البيضُ وَالقَنا
هُـوَ النَّصـلُ لَكِـن كُـلُّ مَتـنٍ لَـهُ قَـربُ
هُــوَ المَـوتُ لَكِـن لَيـسَ يَقتُـلُ غِيلَـةً
هُـــوَ البَحــرُ إِلّا أَنَّ مَــورِدَهُ عَــذبُ
وَمــا غــالبتهُ مُنــذُ كــانَ كَتيبَـةٌ
لِتظهِـــرَهُ إِلّا وَكـــانَ لَــهُ الغَلــبُ
وَمــا هـابَتِ الأَملاك بكـراً مِـن العُلا
لِعِزَّتِهـــا إِلّا وَكـــانَ لَــهُ الخَطــبُ
أَتــاني مِــنَ الأَنبــاءِ عَنـهُ غَـرائِبٌ
فَلَـذَّت بِهـا الأَسـماعِ وَاِستَبشـَرَ القَلبُ
بِعطـــفٍ عَلــى وُدِّ العَشــيرَةِ صــادِقٍ
وَرَفـــضِ عِــداها لا محــالٌ وَلا كــذبُ
وَتَجميرِهـــا مِـــن كُــلِّ أَوبٍ حميَّــةً
عَلَيهـا فَـزالَ الخَـوفُ وَاِلتَـأَمَ الشَّعبُ
أَبــا ماجِــدٍ اِنظُـر إِلـى ذي قَرابَـةٍ
بِعَيـنِ رِضـاً يُغضـي لَهـا الخائِنُ الخِبُّ
فَـإِنَّ الـوَدادَ المَحـضَ ما لا يَشوبُهُ اِخ
تِلابٌ وَبَعــضُ القَــومِ شــِيمَتُهُ الخلـبُ
وَغِــظ بِاِصـطِناعي مَعشـَراً إِن دَعـوتهُم
لِنائِبَــةٍ أَبُّــوا وَإِن أَمِنــوا نَبّـوا
خَطـاطيفُ فـي حَمـلِ الأَباطيـلِ بَـل هُـمُ
أَخَــفُّ وَفــي الجُلّــى كَـأَنَّهُمُ الخُشـبُ
لِـيَ الطَّـولُ وَالفَضـلُ المُـبينُ عَلَيهـمُ
وَهَـل يَسـتَوي عـالي الشَناخيبِ وَالهُضبُ
وَأُقســِمُ لَــولا وُدُّكَ المَحـضُ لَـم تَخُـض
إِلــى بَلَـدِ البَحريـنِ بِـي بُـزَّلٌ صـُهبُ
وَقَـد كـانَ لِـي فـي الأَرضِ مَنأَىً وَمَرحَلٌ
وَمـا ضـرُّ أَهـلِ الفَضـلِ مِـن أَنَّهُم غَربُ
وَثانِيَـــةً أَنّـــي أَغـــارُ عَلَيكُـــمُ
إِذا مـا جَزيـلُ النَّظمِ سارَت بِهِ الكُتبُ
وَجـاءَ مَـديحي فـي سـِواكُم فَيـا لَهـا
حُوَيجِيَّـةٌ يَـأبى لَهـا الماجِـدُ النَـدبُ
هُنــاكَ يَقــولُ النـاسُ لَـو أَنَّ قَـومَهُ
كِــرامٌ لَكـانَت زِنـدهُم عَنـهُ لا تَكبـو
فَــإِنَّ اِمتِــداحي غَيرَكُــم كَهِجــائكُم
وَذَلِـــكَ مِنّـــي إِن تَحرَّيتَـــهُ عَتــبُ
وَعِنــديَ ممّـا يَنسـِجُ الفِكـرُ وَالحِجـا
ســَرابيلُ تَبقـى مـا تَرادَفَـت الحِقـبُ
أَضــِنُّ بِهــا عَــن غَيرِكُــم وَأَصـونُها
وَلَـو بُعِـثَ الطـائيُّ ذُو الجودِ أَو كَعبُ
فَصــُن حُــرَّ وَجهــي عَـن سـُؤالٍ فَـإِنَّهُ
عَلَــيَّ وَلَــو عــاشَ اِبـنُ زائِدَةٍ صـَعبُ
وَرُدَّ كَــثيراً مِــن يَســيرٍ تَقُــت بِـهِ
فِراخـاً قَـد اِستَولى عَلى ربعِها الجَدبُ
فَبَحــــرُكَ لِلــــوُرّادِ ذُو مُتَغَطمِـــطٍ
وَرَبعُـــكَ لِلوُفّـــادِ ذُو ســَعَةٍ رَحــبُ
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.