
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَنـالُ العُلـى بِالمُرهفاتِ القَواضِبِ
وَسـُمرِ العَـوالي وَالعِتاقِ الشَوازِبِ
وَطَعـنٍ إِذا مـا النَّقعُ ثارَ وَأَقبَلَت
بَنو الحَربِ أَمثالَ الجِمالِ المَصاعِبِ
وَضـَربٍ يُـزِلُّ الهـامَ عَـن كُـلِّ ماجِدٍ
عَلـى الهَـولِ مِقدامٍ كَريمِ المناسِبِ
وَليـسَ يَنـالُ المَجـدَ مَـن كانَ هَمُّهُ
طـروقَ الأَغـاني وَاِعتِنـاق الحَبائِبِ
وَلا بَلَــغَ العَليـاءَ إِلّا اِبـنُ حُـرَّةٍ
قَليـلُ اِفتِكـارٍ فـي وقوعِ العَواقِبِ
جَريــءٌ عَلـى الأَعـداءِ مُـرٌّ مـذاقُهُ
بَعيـدُ المَـدى جَمُّ النَّدى وَالمَواهِبِ
حَليــفُ ســُرىً جَـوّابُ أَرضٍ تَجـاوَزَت
بِـهِ العيسُ أَجوازَ القِفارِ السَباسِبِ
وَخاضـَت بِـهِ الخَيـلُ النَّجيعَ وَحُطِّمَت
عَـواليهِ قَسـراً فـي صُدورِ الكَتائِبِ
تَعَلَّــمَ مِــن فِعــلِ الأَميـرِ مُحمَّـدٍ
فَأَصـبَحَ مَلكـاً فـي أَجـلِّ المَراتِـبِ
فَـتىً لَـم تَـزَل فـي كُلِّ يَومٍ جِيادُهُ
يُقســِّمنَ أَمـوالَ العَـدُوِّ المُحـارِبِ
يشــنُّ بِهـا الغـاراتِ أَروعُ ماجِـدٌ
سـَريعٌ إِلـى الجُلّـى بَعيدُ المَطالِبِ
شـُجاعٌ إِذا مـا أَصبَحَ الحَيُّ لَم يَكُن
صــــُبوحُهُم إِلّا رواقَ المَضــــارِبِ
أَزاحَ الأَعـادي عَـن حِماهـا وَحـازَهُ
فَأَضــحَت لَــهُ آسـادُها كَالثَّعـالِبِ
فَلَـم يَبـقَ أَرضٌ لَـم تَجُزهـا جيادُهُ
وَقَــد حطَّمَـت أَركانَهـا بِالمَنـاكِبِ
فَسـائِل بِـهِ في الحَربِ أَبناءَ مالِكٍ
وَمـا حاضـِرٌ فـي عِلمِـهِ مثـلُ غائِبِ
غَــداةَ تَوَلّـوا هـارِبينَ وَأَسـلَمُوا
عَلـى الرَّغـمِ مِنهُم كُلَّ بَيضاءَ كاعِبِ
أَتــاهُم بِجَيــشٍ يَملأُ الأُفـقَ مـالهُ
سـِوى مَـن يُراعـي مِـن شَبابٍ وَشائِبِ
فَلمّــا رأَوهُ أَنَّــهُ هُـوَ لَـم يَكُـن
ســــِلاحُهُمُ إِلّا غُبـــارَ الســـَّلاهِبِ
وَهَــل مَنَعَــت مِنـهُ غَزيَّـةُ دارَهـا
بِأَســـمَرَ عســّالٍ وَأَبيــضَ قاضــِبِ
غَــداةَ أَتـاهُم فـي سـَماءٍ عَجاجَـةٍ
أَســِنَّتُه مِــن تَحتِهــا كَـالكَواكِبِ
وَقَـد جـاءَهُم مِنهُ النَّذيرُ لِيَأخُذُوا
مِـنَ البِـرِّ عَـن جَوزِ الطَّريقِ بِجانِبِ
فَلَـم يَقبَلوا قَولَ النَّصيحِ وَأَعرَضوا
وَظنّـوا ظُنونـاً يـا لَها مِن كَواذِبِ
فَصــبَّحهُم شــَعواءَ ســَدَّت عَلَيهــمُ
رحـابَ الفَيـافي شـَرقِها وَالمَغارِبِ
فَمـا لَبِثـوا إِلّا فواقـاً وَأَجفَلـوا
كَإِجفــالِ شــاءٍ مِـن ذئابٍ سـَواغِبِ
وَخَلّـوا عَـن الأَموالِ صُفراً وَأَسلَموا
عـذابَ الثَنايـا ضـاحِكاتِ الترائِبِ
وَطــارَ اِبــنُ مَـذكورٍ يَشـِلُّ قِلاصـَهُ
وَيُنــذِرُ مِــن غـاراتِهِ كُـلَّ صـاحِبِ
وَلَـم يرعَ ما قَد كانَ مِن خُلفِ دَهمَشٍ
وَقـالَ الوَفـا في مِثلِها غَيرُ واجِبِ
وَلمّـا أَتَـت أهـلُ الشـَّآمِ يَقودُهـا
إِلَيـهِ الـرَّدى قَـودَ الجَنيبِ لِراكِبِ
ســَعيدٌ وَمَســعودٌ وَرَهــطُ حَــديثه
يَسـيرونَ جُـردَ الخَيلِ بَينَ النَجائِبِ
وَقَـد حَسـَدوا أَهلَ الحِجازِ وأَقبَلُوا
مِـنَ الشـامِ فـي أَهليهمُ وَالعَصائِبِ
أَتاهُم يَجوبُ البيدَ بِالخَيلِ وَالقَنا
فَـتىً عَبـدَلِيٌّ فـي الوَغى غَيرُ هائِبِ
ضــَروبٌ لِهامــاتِ الكُمــاةِ مُعَـوَّدٌ
بِمَنـعِ التَـوالي وَاِبتِذالِ الرَغائِبِ
فَلَــم يُنجِهِـم إِلّا الفـرارُ وَجيـرَةٌ
أَتَـت مِنـهُ مـا فيهـا مَعابٌ لِعائِبِ
وَقَـد زَعَمـوا فـي زَعمِهم أَنَّ خَيلَهُم
تَـدوسُ قُـرى البَحَريـنِ مِن كُلِّ جانِبِ
وَهَيهـاتَ مـا قَـد حـاوَلُوهُ وَدونَـهُ
سُيوفُ اِبنِ فَضلٍ ذي العُلى وَالمَناقِبِ
وَفِتيــانُ صــِدقٍ مِـن عَقيـلٍ أَعَـزَّةٌ
ثِقـالٌ عَلـى الأَعـدا كِرامُ المناسِبِ
بِــهِ بَلَغــوا آمــالَهُم وَمُنــاهُمُ
وَحَلّـوا مِنَ العَلياءِ أَعلى المَراتِبِ
هُـوَ السـَّيّدُ الضـِّرغامُ وَالأَسَدُ الَّذي
بَنـى مَجـدَهُ فَـوقَ النُّجومِ الثَوَاقِبِ
لَـهُ خَضـَعَت غُلـبُ الرِّقـابِ وَأَصـبَحت
بِـه الأَرضُ تَزهـو بَعدَ تِلكَ الغَياهِبِ
تَـرى عِنـدَهُ رُسـلَ المُلـوكِ مُقيمَـةً
ذَهــابُ رَســولٍ عِنــدَ آخــرِ آيـبِ
مَخافَــةَ ســَطواتٍ لَــهُ يَعرِفُونَهـا
تُقيـمُ عَلـى الأَعـداءِ صَوتَ النَوادِبِ
مُــورِّثُهُ مِــن عَهــدِ عـادٍ وَجُرهـمٍ
وُهَيـبُ بـنُ أَفصى وَالقُرونِ الذَواهِبِ
وَمــالَ أَميــرُ المُــؤمِنينَ بِـوُدِّهِ
إِلَيــهِ وَســَمّاهُ زَعيــمَ الأَعــارِبِ
حَمـى الـبرَّ مِـن حَدِّ العِراقِ فَحازَهُ
إِلـى الشّامِ وَاِستَولى عَلى حَدِّ ناعِبِ
فَعَــزَّ لِســامي عِــزِّهِ كُــلُّ خـائِفٍ
مَــرُوعٍ وَأَغنــى جُـودُهُ كُـلَّ طـالِبِ
فَلا عَــدمَت يَومــاً رَبيعَــةُ مِثلَـهُ
لِتَشــييدِ عِــزٍّ أَو لِبَــذلِ مَـواهِبِ
وَلا بَرِحَــت أَيّــامُهُ فــي ســَعادَةٍ
وَلا زالَ مَحـروسَ الحِمـى وَالجَـوانِبِ
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.