
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُعيـذُكَ أَن تَسـمو إِلَيـكَ الحَـوادِثُ
وَأَن تَتَغشــّاكَ الخُطــوبُ الكَـوارِثُ
سـَليلَ العُلـى لا زِلـتَ في ظِلِّ نِعمَةٍ
لَـكَ المَجـدُ ثـانٍ وَالسـَلامَةُ ثـالِثُ
وَجُـزتَ المَـدى فـي خَفـضِ عَيشٍ وَعِزَّةٍ
يَــدينُ لَهــا سـامٍ وَحـامٍ وَيـافِثُ
وَلا زالَــتِ الأَقـدارُ تَجـري مُطيعَـةً
لِأَمــرِكَ حَتّـى يَبعَـثَ الخَلـقَ بـاعِثُ
وَســالَمَتِ الأَيّــامُ نادِيَــكَ الَّـذي
بِــهِ كُـلَّ مَجـدٍ مُجمَـعِ الأَمـرِ لابِـثُ
لَعَمـري لَقَـد أَشـبَهتَ فَضـلاً وَسُؤدَداً
أَبـاكَ عَلِيّـاً حيـنَ تَبـدو النَكائِثُ
وَأُقسـِمُ ما ماتَت سَجاياهُ في العُلى
وَأَنـتَ لَها يا اِبنَ المَيامينِ وارِثُ
لَكَ الكَرَمُ الغَمرُ الَّذي يُحدِثُ الغِنى
وَغَيـرُكَ يلـوي فـي النَّـدى وَيُماغِثُ
عَفَفــتَ وَجـانَبتَ الأَذى غَيـرَ عـاجِزٍ
وَقَــد مَلَأَت كُــلَّ البِلادِ الهَثــاهِثُ
فَـتىً نَبَـوِيُّ الطَبـعِ لا تَسـتَخِفُّهُ ال
مَثـاني إِذا مـا حُرِّكَـت وَالمَثـالِثُ
إِذا الخَمـرُ أَفنى عَيثُها مالَ باخِلٍ
فَـإِنَّ نَـداهُ الغَمرَ في المالِ عائِثُ
وَإِن عَبَثَـت أَيـدي اللَيـالي بِسـَيِّدٍ
فَــإِنَّ يَــدَيهِ بِاللَيــالي عَـوابِثُ
جَـرى وَجَرَت أَهلُ العُلى فَأَتى المَدى
جُموحـاً وَأَقعـى كَلبهُـم وَهـو لاهِـثُ
فَقُــل لِمُبــارِيهِ رُوَيــدَكَ فَـاِتّئد
مَـتى صـَحِبَت شـُهبَ البُـزاةِ الأَباغِثُ
مَـتى يَجـرِ خَلـفَ الأَعوَجِيِّ اِبنُ كَودَنٍ
فَيـا قُـربَ ما تَحثو عَلَيهِ الكَثاكِثُ
فَلـو أَنَّ قُسـّاً فـي الفَصـاحَةِ رامَهُ
لَأَكــدى وَلاِنهـارَت عَلَيـهِ المَبـاحِثُ
يُقِـرُّ لَـهُ فـي الجـودِ كَعـبٌ وَحاتِمٌ
وَفـي الحِلـمِ وَالإِقـدامِ قَيسٌ وَحارِثُ
إِذا لاثَ يَومـــاً حَبـــوَةً فَكَــأَنَّهُ
عَلـى الطـودِ مِن أَعلى أَبانينَ لائِثِ
لَـهُ العَطَنُ الرَّحبُ الَّذي لَم تَزَل بِهِ
رِكـابُ الأمـاني وَالرِيـاض الأَثـائِثُ
يُنــادي إِلَيـهِ الراغِـبينَ سـَماحُهُ
وَأَخلاقُـهُ الغُـرُّ الحِسـانُ الـدَمائِثُ
إِذا مـا دَعـاهُ الرّاغِبـونَ لِحاجَـةٍ
فَلا الصـَوتُ مَحجـوبٌ وَلا الجودُ رائِثُ
هُــوَ الغَيــثُ لَكــن طَلُّـهُ وَرَذاذهُ
يَغــصُّ بِــهِ قُريــانُهُ وَالمــدالِثُ
كَريـمُ الثَنـا لا العِـرضُ مِنهُ رَدِيَّةٌ
تُصـابُ وَلا زِنـدُ النَـدى مِنـهُ غالِثُ
هُمـامٌ مَـتى تَقصـِدهُ تَقصـِد مُيَمّمـاً
جَــواداً عَلــى عِلّاتِــهِ لا يُمــالِثُ
جَـزى اللَّـهُ تاجَ الدّينِ خَيراً فَإِنَّهُ
بِـهِ تُـدفَعُ الجُلّـى وَتُكفى الهَنابِثُ
فِــدىً لأَبــي زَيـدٍ رِجـالٌ قُلـوبُهُم
عَـنِ الخَيـرِ غُلـفٌ وَالحبـالُ رَثائِثُ
لَهُــم أَلســُنٌ سـُمجٌ وَأَيـدٍ لَئِيمَـةٌ
وَأَندِيَـــةٌ زُعــرٌ وَمــالٌ جُثــاجِثُ
وَإِنَّ العُــروقَ الطَّيّبــاتِ فُروعُهـا
نَـوامٍ وَلا تَنمـو العُـروقُ الخَبائِثُ
فَـتىً لا يُبـاري جـارَهُ جـارُ غَيـرِهِ
وَهَــل يَسـتوي عَيمـانُ قَـومٍ وَآبِـثُ
فَــتىً لَــم تَــزَل أَخلاقُـهُ وخِلالُـهُ
عَلـى حَمـدِهِ فـي كُـلِّ يَـومٍ بَـواعِثُ
فَقُـل لِلَّـذي آلـى يَمينـاً لَقَد رَأى
لَــهُ ثانيــاً كَفِّــر فَإِنَّـكَ حـانِثُ
لِيَهنِـكَ عِيـدٌ أَنـتَ أَحلـى شـَمائِلاً
وَأَحســَنُ مِنــهُ إِن تَنَكَّــرَ حــادِثُ
وَعِشــتُ حَميــداً أَلـفَ عيـدٍ مُجَـدَّدٍ
تَلــوثُ بِعَليــاكَ الرِّجـالُ الملاوِثُ
فَـدُونَكَها يـا اِبـنَ النَّـبيِّ غَريبَةً
تُخَبِّـــرُ أَنَّ العائِبيهـــا هَلابِــثُ
جَمَعـتُ بِها سِحرَ الكَلامِ الَّذي اِختَفى
قَـديماً فَلَـم يَنفُـث بِـهِ قَبلُ نافِثُ
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.