
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـى الـدَهرُ أَن يَلقـاكَ إِلّا مُحارِباً
فَجَـرِّد لَـهُ سـَيفاً مِـن العَزمِ قاضِبا
وَلا تَلقَــهُ مُســتَعتِباً مِــن ظُلامَــةٍ
فَمـا الـدَهرُ سَمّاعاً لِمَن جاءَ عاتِبا
وَجـانِب بَنيـهِ مـا اِسـتَطَعتَ فَـإِنَّهُم
عَقــارِبُ لَيــلٍ لا تــزالُ ضــَوارِبا
وَإِن كُنـتَ ذا جَهلٍ بِهم فَاِغدُ أَو فَرُخ
عَلَــيَّ أُخبِّــركَ الأُمــورَ العَجائِبـا
بَلَـــوتُهُمُ دَهــراً طَــويلاً وَغَرَّنــي
تَلألُــؤ آلٍ يُرجِــعُ الطَّــرفَ كاذِبـا
وَجَرَّبتهُــم حَتّــى إِذا مـا عَرَفتُهُـم
عَرَفـــتُ رَزايــا جَمَّــةً وَمَصــائِبا
وَصــاحَبتُ أَقوامــاً أَلا لَيـتَ أَنَّنـي
تَبَــدَّلتُ زِنجــاً مِنهُــمُ وَصــَقالِبا
ظَنَنتُهُــــــمُ ظِلّاً ظَليلاً وَجنَّــــــةً
فَكـانُوا سـَموماً يَـومَ صـَيفٍ وَحاصِبا
بُليـتُ بِهِـم كَـالوَردِ يلقـى معاطِساً
أَحَــقُّ بِــأَن يَلقـى أَكُفّـاً خَواضـِبا
سـَعوا فـي دَمـي بِالجُهدِ حَتّى كَأَنَّني
مِـنَ الـرُومِ قَد أعلمتُ جَيشاً مُحارِبا
وَلَــم يَكفِهُــم قَيـدٌ ثَقيـلٌ وَخَشـبَةٌ
بِرِجلـيَ فـي دَهمـاءَ تُنسي المَصائِبا
وَأَشـياءُ لَـو عَـدَّدتُها طـالَ شـرحُها
وَلَـم أُحصـِها في مُحكَمِ النَّظمِ حاسِبا
جَـزى اللَّـهُ خَيـراً كُـلَّ ثـاوٍ رَأَيتُهُ
بِبَغــدادَ لا يَنفَـكُّ بِالـدَربِ سـارِبا
فَلَـم أَلـقَ مِنهُـم يَومَ نَحسٍ وَلَم أَبِت
أُحــاذِرُ مِنهُـم جانِيـاً أَو مُواثِبـا
وَأَعقَــبَ ســوءاً شـامِتاً سـُرَّ قَلبُـهُ
بِضـَيمي وَأَضـحى عـاثِرَ الجـدِّ خائِبا
فَهَـــل ســـَرَّهُ إِلّا اِختلاقُ نَميمَـــةٍ
وَمــا زَالَ سـَهماً لِلنَّميمَـةِ صـائِبا
فَلا تَحسـَبُ الأَعـداءُ أَنّـي لِمـا جَـرى
تَضعضـَعتُ أَو أَعطَيـتُ حبلـي مُشـاغِبا
فَقَبلي قَضى النُعمانُ في السِّجنِ نَحبَهُ
وَغُـودِرَ مَسـلوباً وَقَـد كـانَ سـالِبا
وَعاشَ اِبنُ ذي الجدَّينِ في الغُلِّ بُرهَةً
لَيــاليَ يَــدعو قَـومَهُ وَالعَصـائِبا
فَجلّـت بُنـو ذُهـلِ بـن شـَيبانَ هَمَّـهُ
بِمَلمومَـةٍ تُزجـي العِتـاقُ الشَوازِبا
أَفـاؤوا بِهـا أَنفالَ كِسرى وَلَم تَزَل
تُفِيـءُ السـَّبايا خَيلُهُـم وَالحَرائِبا
وَلَـو غَيـرُ قَـومي رامَ ظُلمـي لَقَلَّصت
خُصـاهُ وَأَضـحى قاصـِرَ الخَطـوِ لاغِبـا
لعـــايَنَ دونــي عُصــبَةً عَبدَلِيَّــةً
تَســـامى فُــرادى لِلعُلا وَمُقانِبــا
أَبوهــا أَبـي إِن أَدعُهـا وَجُـدودُها
جـدُودي إِذا عَـدَّ الرِّجـالُ المناسِبا
وَمِـــن آلِ إِبراهيــمَ كُــلّ مُــذَبِّبٍ
عَـنِ المَجـدِ يَحتَلُّ الذُرى وَالغَوارِبا
أَلا لَيتَـــهُ مِــن غَيرِهــم فَــأَردُّهُ
بِهـم فَيَـروحُ الـدَهرُ خَزيـانَ ناكِبا
فَيـا راكِبـاً تَطـوي بِهِ البِيدَ جَسرَةٌ
وَتَغتــالُ غيطــانَ الفَلا وَالأَخاشـِبا
إِذا أَنــتَ أَلقَيــتَ العِصـيَّ مُخَيِّمـاً
بِالاِحسـا وَجـاوَرتَ المُلـوكَ الأَطايِبا
فيمِّــم لِجَرعـاءِ الشـَّمالِ فَـإِنَّ لِـي
بِهـــا خِلَّــةً أَشــتاقُها وَمَلاعِبــا
وَقِـف وَقفَـةً بِالـدَّربِ غَربِـيَّ بابِهـا
فَثَــمَّ تلاقــي أُســرَتي وَالأَقارِبــا
فَتَلقــى مُلوكـاً كَالأَهِلَّـةِ لَـم تَـزَل
تَهـشُّ إِلـى الجُلّـى وَتَأبى المَعايِبا
وَإِن تَـأتِ قَصـرَ القُرمُطِـيِّ تَجِـد بِـهِ
جَمـاجِمَ قَـومي وَالقُـرومَ المَصـاعِبا
ذَوي المُلكِ وَالتيجانِ وَالمَنصِبِ الَّذي
ســَما فَعلا فَخـراً فَجـازَ الكَواكِبـا
فَقُــل لَهُــمُ بَعــدَ السـَلامِ مَقالَـةً
تَعــمُّ بِهــا عَنّـي شـَباباً وَشـائِبا
أَلا يـا لَقَـومي وَالفَـتى حينَ يَرتَمي
بِـهِ الـدَهرُ يَـدعو قَومَهُ لا الأَجانِبا
كَفــى حزنــاً أَنّـي بِبَغـدادَ مُفـرَدٌ
عِـنِ الأَهـلِ أَلقـى كُـلَّ يَـومٍ عَجائِبا
وَيَشــتاقُكُم قَلــبي فَـأَذكُرُ دونَكُـم
مَهـــامِهَ لا أَشـــتاقُها وَسَباســِبا
فَيســهلُ عِنــدي خَوضـُها فَيعـزُّ لـي
تَــذَكُّرُ حــالاتٍ أَشــَبنَ الــذَوائِبا
وَلا عـارَ في ضَيمِ المُلوكِ عَلى الفَتى
وَما زَالَ حُكمُ السَيفِ في الأَرضِ غالِبا
بَلــى إِنَّ ضــَيمَ الأَقرَبيــنَ وَجَـدتُهُ
أَشــَدَّ عَلــى الأَحشـاءِ حـرّاً وَلاهِبـا
أَلا إِنَّـهُ الـداءُ العَيـاءُ وَإِنَّهُ الش
شجا في التَراقي وَالمُزيلُ المَراتِبا
وَلَــولا بَنـاتُ العامِرِيَّـةِ لَـم أَكُـن
لِأَلــوي إِلــى دارِ المَذَلَّـةِ جانِبـا
لَقَـد كـانَ لِـي بِالأَهلِ أَهلٌ وَبِالغِنى
فِنــاءٌ وَأَلقــى بِالمُصـاحِبِ صـاحِبا
وَلَكِنَّنــي أَخشــى عَلَيهــنَّ أَن يَـرى
بِهِــنَّ عَــدوٌّ مــالَهُ كــانَ طالِبـا
مُقاســاة ضــُرٍّ أَو مُعانــاة غُربَـةٍ
تُريهــنَّ أَنــوارِ الصـَّباحِ غَياهِبـا
وَآنـفُ أَن يُصـبِحنَ فـي غَيـرِ مَعشـَري
فَأُصــبِحُ قَـد رَدّوا عَلَـيَّ النَصـائِبا
فَيُصــبِحنَ قَـد أُنكِحـنَ إِمّـا مُـدَرَّعاً
لَئيمـاً يَـرى الإِحسـانَ لِلفَقرِ جالِبا
وَإِمّــا اِبـنَ ضـِلٍّ تـائِهٍ فـي ضـَلالَةٍ
مِـنَ الغـيِّ تَـدعوهُ الطَواغيتُ راهِبا
كَمـا نُكِحَـت بِنـتُ المُهَلهـلِ إِذ غَدا
مِـنَ الضـَّيمِ في سَعدِ العَشيرَةِ هارِبا
بِأَيســـَرِ مَهــرٍ عِنــدَ أَلأَمِ خــاطِبٍ
وَوالِــدُها غَيظــاً يَعـضُّ الرَواجِبـا
وَلَـو أَصـبَحَت فـي دارِ بَكـرٍ وَتَغلِـبٍ
لَما رامَ أَن يَأتي لَها النَّذلُ خاطِبا
فَيـا اِبـنَ أَبـي رِفقاً بِهنَّ وَكُن أَباً
مُــديباً عَلــى إِكرامِهِــنَّ مُواظِبـا
وَصـِل وَاِحتَمِـل وَاِخفِـض جَناحَـكَ رَحمَةً
لَهُــنَّ وَلا تَقطِــب عَلَيهــنَّ حاجِبــا
وَحــاذِر عَلَيهــنَّ الجَفــاءَ فَـإِنَّني
أَرى المَـوتَ أَن يَمشينَ شُعثاً سَواغِبا
فَــإِن ســَلِمَت نَفســي لَهُــنَّ هَنيئَةً
مِـنَ الدَهرِ جاوَرنَ النُّجومَ الثَواقِبا
وَعــادَ إِلــيَّ الـدَهرُ بَعـدَ غَرامِـهِ
يعفِّــرُ خَــدَّيهِ عَلــى الأَرضِ تائِبـا
كَمـا جـاءَ قَبلـي مُستَكيناً إِلى أَبي
وَقَـد هـمَّ أَن يَلـوي عَلَيهِ المَخالِبا
وَلِلّـــهِ فينـــا عــادَةٌ مُســتَمِرَّةٌ
يُجلّلُنـا النُّعمـى وَيُعطـي الرَغائِبا
فَشــُكراً لَــهُ مِــن مُنعِــمٍ مُتَفَضـَّلٍ
عَلَينـا وَحَمـداً ينفـذُ الدَهر واصِبا
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.