
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــَدَّت فَجَــذّت حَبـلَ وَصـلِكَ زَينَـبُ
تِيهـاً وَأَعجَبَهـا الشـَبابُ المُعجِبُ
وَلَطالَمــا فَعَلَـت تُطيـلُ مُرورَهـا
وَتَجِيـءُ عَمـداً كَـي تَـراكَ وَتَـذهَبُ
لا تَعجَبَـن يـا قَلـبُ مِـن هِجرانِها
فَوِصــالُها لَــو دامَ مِنـهُ أَعجَـبُ
أَغـرى المَليحَـةَ بِالصـُدودِ ثَلاثَـةٌ
نَـــــأيٌ وَإِقلالٌ وَرَأسٌ أَشـــــيَبُ
فَاِضـرِب عَـن اِستِعتابِها صَفحاً فَما
ذَو الشــَيبِ وَالإِفلاسِ مِمَّــن يَعتِـبُ
وَاِسـتَبقِ مـاءَ الوَجهِ فيهِ وَكُن بِهِ
حَجِيــاً وِلا تَقُــلِ القُلـوبُ تَقَلَّـبُ
وَلَئِن طَمِعـتَ بَـأَن تُريـعَ وَتَرعَـوي
وَالحـالُ تِلـكَ فَمَرحَبـاً يـا أَشعَبُ
يــا حَبَّـذا وَادي الحَسـاءِ فَـإِنَّهُ
لَــو ســاءَني وادٍ إِلــيَّ مُحَبَّــبُ
يــا حَبَّـذا دَربُ السـَّليمِ وَحَبَّـذا
ذاكَ القَطيــنُ بِـهِ وَذاكَ المَلعَـبُ
وَعِصــابَةٌ فــارَقتُهُم لا عَـن قِلـىً
مِنّــي وَلا لــي غَيـرُ وَالـدِهِم أَبُ
وَكَريمَـــةُ الطَرفيــنِ ذِروَةُ وائِلٍ
آباؤُهـــا وَجُــدودُها إِذ تُنســَبُ
شــاطَرتُها شـَرخَ الشـَبابِ وَمـاؤُهُ
يَجــري وَجَــذوَةُ نــارِهِ تَتَلَهَّــبُ
لا تَحســَبُ الأَيّــامَ تُبلــي جــدَّةً
أَبَــداً وَلا بَـردُ الشـَبيبَةِ يُسـلَبُ
وَبَعِيـدَةٍ الأَقطـارِ طامِسـَةِ الضـُّوى
تِيهـاً تَمـوتُ بِهـا الظِبا وَالأَرنَبُ
يَتشـابَهُ الطّـرفُ المُجَلّـلُ إِن بَدا
فـي عَيـنِ سـالِكِ جَوِّهـا وَالثَعلَـبُ
أَقحَمتُهــا شــَرجَ النَّجـاءِ شـِمِلَّةً
أَحَــداً يُباريهــا كمَيــتٌ مُـذهِبُ
مـا لـي بِهـا مِـن صـاحِبٍ إِلّا هُما
وَمُهَنَّـــدٌ عَضـــبٌ وَقَلـــبٌ قُلّــبُ
وَلَقـد حَلَبـتُ الـدَهرَ أشـطُرَ نابِهِ
وَعَرَفــتُ مـا يُبـدي وَمـا يَتَغَيَّـبُ
فَــإِذا مَــوَدَّةُ كُـلِّ مَـن أَصـفَيتُهُ
وُدّي لَــدى الحاجــاتِ بَـرقٌ خُلَّـبُ
يـا هـاجِرَ الأَوطـانِ يَطلُـبُ ماجِداً
يَلجـا إِلَيـهِ مِـن الزَمـانِ وَيَهربُ
اِنـزل عَلـى الملـكِ الَّذي بِفنائِهِ
تُلقـى الرِّحـالُ وَيَسـتَريحُ المُتعَبُ
اِنـزل عَلى البَحرِ الخِضَمِّ فَما بَقى
مَلــكٌ ســِواهُ بِـهِ تُنـاخُ الأَركُـبُ
اِنـزل عَلـى الطَّـودِ الأَشـَمِّ فَـإِنَّهُ
حِصــنٌ يُحــاذِرُهُ الزَمـانُ وَيرهـبُ
اِنزل عَلى النَدبِ الهُمامِ فَما تَرى
أَحَـداً سـِواهُ إِلـى المَكارِمِ يَرغَبُ
مُتَوَقِّــدُ العَزمــاتِ يُخشـى بَأسـُهُ
وَيَخــافُ صـَولَتَهُ الهِزَبـرُ الأَغلَـبُ
أَمضـى مِـن الصِّمصامِ عَزماً وَالدِما
تَكسـو المَنـاكِبَ وَالنُفـوسُ تُسـَلَّبُ
وَالـبيضُ في أَيدي الكُماةِ ضِياؤُها
يَطفـو مِـراراً فـي الغُبارِ وَيَرسُبُ
وَكَــأَنَّ أَطــرافَ الأَســِنَّةِ أَنجُــمٌ
شـُهبٌ وَداجـي النَّقـعِ لَيـلٌ غَيهَـبُ
فـي مَعـرَكٍ عـاثَ الـرَدى في أَهلِهِ
فَمُعَفَّــــرٌ وَمُضــــَرَّجٌ وَمُقَعضـــَبُ
أَلِــفَ الحُــروبَ جَــوادُهُ فَكَـأَنَّهُ
مِـن مـاءِ هامـاتِ الفَـوارِسِ يَشرَبُ
يَهوي اِنقِضاضاً في المكَرِّ كَما هَوى
لِقَنيصــَةٍ حَجــنُ المَخـالِبِ أَشـهَبُ
مــا صــَبَّحَت داراً هَـوادي خَيلِـهِ
إِلّا وَقــامَ المَــوتُ فيهـا يَخطُـبُ
لِلّـــهِ دَرُّكَ أَيُّ فـــارِسِ نَهمَـــةٍ
وَاليَــومُ يَـومٌ بِالجِيـادِ عَصَبصـَبُ
وَمَلاذِ مَكـــروبٍ وَعِصـــمَةٍ آمِـــلٍ
أَذكـى الرَجـاءَ بِـهِ وَعَـزَّ المَطلَبُ
لَــم يُمنَــعِ العـافونَ إِلّا عِرضـَهُ
وَالعِـرضُ عِنـدَ ذَوي النُهى لا يُوهَبُ
نَفــــسٌ لِعَمـــري مُـــرَّةٌ وَخلائِقٌ
أَحلـى مِـن المـاءِ الـزُلالِ وَأَعذَبُ
يَفـديكَ يـا خَيـرَ المُلـوكِ مَعاشِرٌ
ظَهَـرُوا وَلَكِـن عِندَما ظهرُوا غَبُوا
إِن يُمـدَحوا غَضـِبُوا عَلـى مُدّاحِهِم
خَوفَ الجَزاءِ وَإِن هُجُوا لَم يَغضَبوا
أَمـوالُهُم فَـوقَ السـِماكِ وَجـاهُهُم
يَغلــو عَلــى مُسـتامِهِ إِذ يُطلَـبُ
جَعَلـوا وِقـاءَ حُطـامِهم أَعراضـَهُم
فَغَــدَت تُمَـزَّقُ فـي البِلادِ وَتُنهَـبُ
فَلِـذاكَ قـالَ النـاسُ فـي آبائِهم
قَبــحَ الإِلَـهُ أُبُـوَّةً لَـم يُنجِبُـوا
لِلّــهِ دَرُّكَ يــا عَلِـيُّ فَلَـم يَعُـد
إلّاكَ فــي هَــذا الزَمــانِ مُهَـذَّبُ
أَضـحَت بِـكَ الأَحسـاءُ سـاكِنَةً وَقَـد
رَجَفَـت بِمَـن فيهـا وَكـادَت تُقلَـبُ
لَـو لَـم تَـدارَكهَا وَتَـرأَب صَدعَها
لَغَــدت بِهــا خَيـلُ الهَلاكِ تَـوَثَّبُ
أَحيَيتهـا بَعـدَ المَمـاتِ وَبَعـدَما
قــامَت بَواكيهــا تَنـوحُ وَتَنـدُبُ
وَمَنَعتَهـا مِـن بَعـدِ ما كانَت سُدىً
فــي كُــلِّ ناحِيـةٍ تُغـارُ وَتُنهَـبُ
وَمَلأتَهــا عَــدلاً وَكــانَت عُمِّمَــت
جَـوراً تَغـورُ بـهِ الـدِيّارُ وَتُخرَبُ
وَرَفَعـتَ عَنهـا المُؤذِيـاتِ وَطالَما
راحَ البَلا فـــي جَوِّهــا يَتَصــَبَّبُ
حَتّــى كَأَنَّــكَ وَالمُشــَبِّهُ صــادِقٌ
عُمَــرٌ بِهــا وَكَأَنَّهـا لَـكَ يَـثرِبُ
نـامَ الغَنِـيُّ وَكـانَ قَبلَـكَ لا يَني
خَــوفَ المَظــالِمِ سـاهِراً يَتَقَلَّـبُ
وَمَشـى الفَقيـرُ ضـُحىً وَهَـوَّنَ آمِناً
بِالإِلتِفـــاتِ وَأَســفَرَ المُتَنَقِّــبُ
إِيهـاً أَبـا المَنصـورِ يَقظَة ثائِرٍ
بَطَــلٍ لِعَليــاهُ يَغــارُ وَيَغضــَبُ
لا تَركنَــنَّ إِلـى العُـدوِّ وَلا تُطِـع
آراءَ مَـن فـي حَبـلِ غَيـرِكَ يَحطِـبُ
وَاِعـصَ الـذَّليلَ إِذا أَشارَ وَلا تَثِق
فـي الكائِنـاتِ بِكُـلِّ مَـن تَستَصحِبُ
وَاِعلَـم بِـأَنَّ النـاسَ قَـد جَرَّبتهُم
فَـإِذا صـَحيحُ الـوُدِّ مِنهُـم عَقـرَبُ
وَاِقبَــل نَصــيحَةَ ماجِـدٍ بِاعـدتَهُ
عَنكُـم لِضـَعفِ الـرَأيِ وَهـوَ الأَقرَبُ
آبـاؤُكَ الغُرُّ الكِرامُ إِذا اِنتَمَوا
آبـــاؤُهُ وَجُـــدُودُهُ إِذ تُنســـَبُ
أَبقــى لَكُـم فـي كُـلِّ دارٍ حلَّهـا
شـــَرَفاً يُشــَرِّقُ ذِكــرُهُ وَيُغَــرِّبُ
يَشــري عَــدُوُّكُمُ المُـداجي بُعـدَهُ
عَنكُـم بِـأَنفَسِ مـا يُبـاعُ وَيُطلَـبُ
تَــرِدُ الكِلابُ الواســِعِيَّةُ حَوضـَكُم
وَأُذادُ عَنــهُ كَمـا يُـذادُ الأَجـرَبُ
وَتُجِلُّنـي أُسـدُ الشـَّرى فـي أَرضِها
وَبِأَرضــِكُم يَســطو عَلَـيَّ الثَّعلَـبُ
وَبِقَوســِكُم فـي كُـلِّ يَـومٍ أَرتَمـي
وَبِســَيفِكُم فــي كُـلِّ يَـومٍ أُضـرَبُ
وَأَقـولُ مـا قـالَ اِبنُ مُرَّةَ مُعلِناً
لا أُمَّ لـــــي إِن دامَ ذاكَ وَلا أَبُ
لـي فـي بِلادِ اللَّـهِ عَمَّـن لا يَـرى
حَقّــي مَــراحٌ كَيـفَ شـِئتُ وَمَـذهَبُ
فَـاِحفَظ وِصـاتي يـا عَلِـيُّ وَلا تُضِع
مـا قَـد وُليـتَ فَحـولَ شاتِكَ أَذؤُبُ
وَعَلَيــكَ بِالعَـدلِ الَّـذي أَحيَيتَـهُ
فَـدُعاءِ بـاكٍ فـي الـدُجى لا يُحجَبُ
وَبَقيــتَ مَعمـورَ الجَنـابِ مُؤَيّـداً
مــا قــامَ داعٍ بِالصــَّلاةِ يُثَـوِّبُ
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.