
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اليَـــومَ ســُرَّ العُلا وَاِستَبشــَرَ الأَدَبُ
وَأَحمَــدت ســَيرَها المَهرِيَّــةُ النُجُـبُ
اليَــومَ أَعتَـبَ دَهـري وَاِرعَـوى وقَضـى
فـي كُـلِّ مـا كُنـتَ أَشـكوهُ فَكَـم أُجَـبُ
اليَــومَ أَسـفَرَ وَجـهُ الحَـظِّ وَاِنبَسـَطَت
يَــدُ الرَجــاءِ وَزالَ الهَــمُّ وَالنَصـَبُ
اليَـــومَ أَقبَلَـــتِ الآمــالُ باســِمَةً
عَـن كَالمَهـا زانَـهُ التَفلِيـجُ والشَنَبُ
فَكَــم لِــذا اليَـومِ مِـن دَوِّيَّـةِ قَـذفٍ
قَطَعــتُ وَالقَلــبُ فـي أَهوالِهـا يَجِـبُ
تَبـدو بِهـا الجِـنُّ لـي حينـاً وَآوِنَـةً
تَبـــثُّ أَضـــواءَها حَــولي وَتَنتَحِــبُ
فَحيــنَ أَكثَــرتِ التَهويـلَ قُلـتُ لَهـا
هَــذا التَّهَــوُّلُ جِــدٌّ مِنــكِ أَو لَعِـبُ
حَســبي أَبــو جَعفَـرٍ مِمّـا يَـدُبُّ عَلـى
وَجــهِ البَســيطَةِ أَو يَعتَــرُّ أَو يَثِـبُ
حَســبي إِمـام الهُـدى لا فـرعُ دَوحَتِـهِ
عِـــشٌّ وَلا ريــشُ ســَهمٍ راشــَهُ لَعــبُ
حَسـبي إِمـامُ الهُـدى المَنصورُ فَاِمتَلَأَت
رُعبـاً فَضـاقَت بِهـا الغيطـانُ وَالجيبُ
صــِنوُ النَبِــيِّ إِذا يُعــزى وَمُشــبِهُهُ
خَلقــاً وَخُلقـاً وَبـابُ اللَّـهِ وَالسـَّبَبُ
وَهّــابُ مــا لا رَأَت عَيــنٌ وَلا ســَمِعَت
بِمثلِـــهِ هَيبَـــةً عُجـــمٌ وَلا عَـــرَبُ
تَــرى مَنــاقِب كُـلِّ النـاسِ إِن سـَفَرَت
أَدنـــى مَنـــاقِبهِ تَخــزى فَتَنتَقِــبُ
كَــم نــارِ شــَرٍّ طِلاعُ الأَرضِ جاحِمُهــا
لَــهُ شــُواظٌ بِحَيــثُ النَجــمُ يَلتَهِـبُ
بِلَمحَــةٍ مِنــهُ عــادَت وَهــيَ خاشـِعَةٌ
ثَلجــاً وَمــا ذاكَ مِــن آيـاتِهِ عَجَـبُ
وَكَـــم أَخــي ثَــروَةٍ أَودى بِثَروَتِــهِ
ظُلــمُ الــوُلاةِ وَتَأويلاتُهــا الكَــذِبُ
أَعــادَ ثَروتَــهُ مِــن غَيــرِ مَســأَلَةٍ
إِلَيــهِ عَفــواً وَقَـد مَـرَّت لَهـا حِقَـبُ
وَكَـــم خَلاءٍ مَخُـــوفٍ قَلـــبُ ســالِكِهِ
لِلخَــوفِ مِثــلَ لِـواءِ الجَيـشِ يَضـطَرِبُ
أَضـحى بِـهَ آمِنـاً تَمشـي الفَتـاةُ بِـهِ
مَشـــيَ القَطــاةِ وَحَلّا صــَدرَها لَبَــبُ
وَكَــم أَنـالَ الغِنـى مَـن لا يُعَـدُّ لَـهُ
غَيـــرُ الخَصاصـــَةِ أُمٌّ وَالشــَقاءُ أَبُ
وَكَــم عِظــامِ ذُنــوبٍ فيــه مُوثَقَــةٍ
أَقلُّهـــا لِحَصـــاةِ القَلــبِ تَنتَهِــبُ
هَـذا هُـوَ الفَضلُ وَالنَفسُ الشَريفَةُ وَال
جـودُ العَميـمُ وَهَـذا الخَيـرُ وَالحَسـَبُ
وَكَــم قَبــائِلَ بَعـدَ المَـوتِ أَنشـَرَها
وَمــا لَهــا غَيــرُ مَقصـوراتِها تُـرُبُ
فَلــو رَأى عُمَــرُ الفــاروقُ ســيرَتَهُ
لَقــالَ هَــذا رَحــى الإِسـلامِ وَالقُطُـبُ
وَشــَمَّرَ الــذَّيلَ يَســعى فـي أَوامِـرِهِ
مــا فــي الَّـذي قُلتُـهُ شـَكٌّ وَلا رِيَـبُ
بِــهِ الفُتُــوَّةُ تَمَّــت وَاِعتَلَـت شـَرَفاً
كَمــا بِــهِ شــَرُفَت آبــاؤُهُ النُّجُــبُ
فَمــا نَــرى كَعلِـيٍّ فـي الأَنـامِ فَتَـىً
ســِواهُ وَالشـِّبهُ نَحـوَ الشـِّبهِ مُجتَـذَبُ
وَأَيُّ مُعتَصــــِمٍ بِــــاللَّهِ مُنتَصــــِرٍ
لَلّـهِ مِنـهُ الرِّضـا فـي اللَّـهِ وَالغَضَبِ
قَـرَّت بِـهِ الأَرضُ مِـن أَقصى التُخومِ وَقَد
كــادَت لِفَقــدِ إِمــامِ البِـرِّ تَنقلِـبُ
وَأَصـــبَحت أَيكَـــةُ الإِســلامِ ناضــِرَةً
يَـدعو المُسـيمَ إِلَيهـا الماءُ وَالعُشبُ
وَاِهتَـــزَّتِ الأَرضُ مِـــن رِيٍّ فَلا طَلَـــقٌ
لِلمــاءِ يُــذكَرُ فــي حَــيٍّ وَلا قَــرَبُ
وَأَشـــرَقَت بَهجَــةً دارُ الســَّلامِ بِــهِ
حَتّــى تَمَنَّـت سـَناها السـَبعَةُ الشـُهُبُ
وَأَظهَــرَ العُجــبَ شــَطّاها وَدِجلَتُهــا
وَمــا أَحــاطَت بِـهِ الأَسـواقُ وَالرُحُـبُ
وَفُتِّحـــت لِلقِــرى أَبــوابُ ذي كَــرَمٍ
جفـــانُهُ خُلُــجُ الصــِّينِيِّ لا العُلَــبُ
وَأَلـفُ أَلـفٍ تَزيـدُ الضـِّعفَ جـادَ بِهـا
فــي كُــلِّ عــامٍ وَقَلَّـت عِنـدما يَهِـبُ
وَمِثـــلُ ذَلِـــكَ أَضـــعافاً مُضــاعَفَةً
أَعطــى وَقـالَ قُصـارى كُـلِّ ذي العَطَـبُ
فَمــا يَمُــرُّ بِــهِ يَــومٌ وَلَيــسَ بِـهِ
لَــهُ مَــواهِبُ تُســتَزرى لَهـا السـُّحُبُ
فَـاليَومَ مـا فـوقَ ظَهـرِ الأَرضِ قاطِبَـةً
إِلّا اِمــرُؤٌ وَلَــهُ مِــن مــالِهِ نَشــَبُ
فَلــو تُــذابُ عَطايــا كَفِّــهِ لَجَــرَت
بَحــراً مِـن التِـبرِ رَجّافـاً لَـهُ لَجَـبُ
لَـم يَـدَّخِر غَيـرَ مـا آبـاؤُهُ اِدَّخُـروا
مِـن أَنفُـسٍ وَجَميـع المـالِ قَـد وَهَبُوا
يَأبى الأُلى غَيرَ كَسبِ الحَمدِ ما اِدَّخروا
وَغَيـرَ أَنفَـسِ مـا يَحـوونَ مـا وَهَبُـوا
وَغَيــرَ رَجراجَــةٍ شـَعواءَ مـا جَلَبُـوا
وَغَيـرَ نَجـمٍ يُسـامي النَّجـمَ ما طَلَبُوا
وَغَيـرَ هامَـةِ مَعـدى الهـامِ ما ضَرَبُوا
وَغَيـرَ مِـدرَهِ دارِ الحَـربِ مـا حَرَبُـوا
قَــومٌ هُـم الـرَأسُ مِـن فهـرٍ وَغَيرهُـم
إِذا يُقـــاسُ إِلـــى عَليــاهُمُ ذَنَــبُ
النَجــمُ يَنجُـم ظُهـراً إِن هُـمُ غَضـِبُوا
وَالأَرضُ تَــأرضُ نَهــراً إِن هُـمُ رَكِبُـوا
بِفَضـــلِهِم نَطَــقَ القُــرآنُ مُمتَــدِحاً
لَهُــم وَجـاءَت بِـهِ مِـن قَبلِـهِ الكُتُـبُ
أَبــوهُمُ الخَيـرُ عَبـدُ اللَّـهِ خَيـرُ أبٍ
وَجَــدُّهُم ســَيِّدُ البَطحــاءِ إِن نُسـِبُوا
لَـولاكُمُ يـا بَنـي العَبّـاسِ ما اِنصَدَعَت
عَصــا الخِلافَــةِ صــَدعاً لَيـسَ يَنشـَعِبُ
عَنهــا طَردتُــم وَلَمّــا يَثنِكُـم رَهَـبٌ
بَنــي الطَّريــدِ وَلا اِســتَوهاكُمُ رُعـبُ
وَلا وَنَيتُــم إِلــى أَن قــامَ مــاؤُهُم
وَخــانَ دَلــوَهُمُ مِــن عَقـدِها الكَـرَبُ
وَعــادَ ميراثُكُــم مِــن كَــفِّ غاصـِبِهِ
فيكُــم وَأَهــلُ الـدَعاوى عَنكُـمُ غِيَـبُ
يـا خَيـرَ مَـن عَلِقَـت أَيدي الرَجاءِ بِهِ
وَمَــن ســَواءٌ لَـدَيهِ التِـبرُ وَالتّـربُ
إِلَيــكَ مِــن بَلَــدِ البَحريـنِ قَرَّبَنـي
شــَدٌّ بِــهِ اِنحَلَّــتِ الأَكـوارُ وَالغُـرُبُ
وَغـــادَرَ العِيـــسَ أَنضــاءً مُطَلَّحَــةً
يَكــادُ يَصــرَعُها مِـن خَلفِهـا العُشـبُ
فَحَلِّنـــي بِلبـــاسٍ مِنـــكَ يَحســُدُني
عَلــى اِتّصــالي بِكُــم نـاءٍ وَمُقتَـرِبُ
وَاِجعَـل عـدادي فـي الفِتيانِ واِعلُ بِهِ
شــَأني فَمُعتَقــدي أَن يَنجَــحَ الطَّلَـبُ
أَنــتَ الإِمـامُ الَّـذي قَـد كُنـتُ آمُلُـهُ
وَذا الزَمـانُ الَّـذي قَـد كُنـتُ أَرتَقِـبُ
كَــم جُبـت دونَـكَ مِـن تَيهـا وَخاوِيَـةٍ
يَشــكو الكَلالَ بِهـا النَجّـاءَةُ التَعِـبُ
وَمُزبِـــدٍ يَــتراءى المَــوتُ راكِبــهُ
ســــَلامَةُ المُتَخَطِّيـــه لَـــهُ عَجَـــبُ
وَكَــم طَرقــتُ رِجــالاً ينــذِرونَ دَمـي
أَســقيتُهُم عَلقَمـاً غَصـباً لَـهُ شـَرِبُوا
كَـم قُلـتُ لِلنَّفـسِ إِذ لَـجَّ الهُلوعُ بِها
وَكَالــدِماءِ دُمــوعِ العَيــنِ تَنســَكِبُ
قِــرّي فَيُمــنُ أَميـرِ المُـؤمِنينَ لَنـا
حــرزٌ يَقينــا الَّـذي يُخشـى وَيُجتَنَـبُ
فَبــارَكَ اللَّــهُ فــي أَيّــامِ دَولَتِـهِ
وَجادَهـــا كُـــلُّ رَجّــاسٍ لَــهُ لجَــبُ
فَـــإِنَّ أَيّامَهــا طــرزُ الزَمــانِ إِذ
عُــدَّت وَتــاجٌ بِــهِ الأَعيــادُ تَعتَصـِبُ
وَلا أَرانـــا إِمامــاً غَيــرَهُ أَبَــداً
فَمــا لَنــا فــي إِمــامٍ غَيـرِهِ أَرَبُ
وَعـاشَ فـي ظِلِّـهِ المَـولى الَّـذي شَهِدَت
بِمَجــــدِهِ وَعُلاهُ العُجـــمُ وَالعَـــرَبُ
بَحـرُ النَّـدا شـَرَفُ الـدّينِ الَّذي شَرُفَت
بِـهِ الـوَرى وَسـَما فَخـراً بِـهِ اللَقَـبُ
مــا نــاحَ صــَبٌّ وَمـا نـاحَت مُطَوَّقَـةٌ
وَمــا اِســتَلَذَّ غَرامــاً عاشــِقٌ وَصـِبُ
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.