
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَراهُ الهَـوى مـا لَـم يَكُـن في حِسابِهِ
فَـــأَقلَقَهُ عَـــن صــَبرِهِ وَاِحتِســابِهِ
وَلا تُؤلِمــــاهُ بِــــالمَلامِ فَــــإِنَّهُ
يُــثيرُ جَــواهُ وَاِترُكــاهُ لِمــا بِـهِ
أُعيـــذُكما مِـــن وَجـــدِهِ وَغَرامِــهِ
وَلوعــاتِهِ يَــومَ النَــوى واِكتِئابِـهِ
فَهــل لَكُمــا أَن تَــذهَبا لا شـُفِيتُما
لِشــأنِكُما أَو تُقصــِرا عَــن عِتــابِهِ
تُريـــدانِ مِنـــهُ ســَلوَةً وَتَناســِياً
وَصــَبراً لَقَــد بالغتُمـا فـي عَـذابِهِ
وَأَنّــى لَــهُ الصـَبرُ الَّـذي تَطلُبـانِهِ
وَقـد ضـاعَ يَـومَ الحَشـرِ مِفتـاحُ بابِهِ
ســَلا عَنــهُ غِــزلانُ القُرَيَّــةِ أَيُّهــا
غَــدا بِبقايــا لُبِّــهِ فــي نهــابِهِ
وَقــولا لَــهُ يـا أَحسـَنَ السـِربِ إِنَّـهُ
غَريــبٌ فَهــل مِــن رِقَّــةٍ لِاِغتِرابِــهِ
وَعَــلَّ نَــوالاً مِنــهُ يَحمــي حشاشــَةً
يُزَكّـــي بِــهِ عَــن حُســنِهِ وَشــَبابِهِ
فَــإِنَّ زَكــاةَ الحُســنِ تَقبيـلُ ثَغـرِهِ
وَرَشـــفُ ثَنايـــاهُ وَبَـــردِ رُضــابِهِ
حَلالاً لِأَبنــــاءِ الســــَبيلِ مُخَصــــَّصٌ
لَهُــم دونَ مَـن قَـد نَصـَّهُ فـي كِتـابِهِ
رَعــى اللَّــهُ أَيّـامَ الشـَّبابِ فَإِنَّهـا
هـيَ العُمـرُ يـا طُـولَ الأَسـى بِاِستِلابِهِ
وَجـادَ ديـارَ الحَـيِّ مِـن أَيمَـنِ الحَسا
مُــرِبٌّ يُــواري الهُضـبَ دانـي رَبـابِهِ
كَجودِ اِبنِ مَسعود الفَتى الواهِبِ اللُّها
وَمُخجِــلِ مُنهَـلِّ الحَيـا فـي اِنسـِكابِهِ
همــام مِــن الوَســميِّ أَغــزَرُ ديمَـةً
إِذا لَــجَّ فــي تَهتــانِهِ وَاِنصــِبابِهِ
وَأَمضـى مِـن الصِّمصـامِ عَزمـاً إِذا غَدا
يَمُـــجُّ دَمــاً مِــن صــَدرِهِ وَذُبــابِهِ
وَأَضــبطُ جَأَشــاً يَـومَ يُثنـي حِفاظَهـا
بَنـو الحَـربِ مُبـدي لبـدِهِ عِنـدَ بابِهِ
وَأَحلَـمُ مِـن قَيـسٍ إِذا الحِلـمُ لَم يُشِن
عُلاهُ وَلَـــم يُغــرِ العِــدا بِجنــابِهِ
وَأَبلـــغُ مِـــن قــسٍّ وَســَحبانِ وائِلٍ
إِذا الشــَّرُّ أَبـدى كَالِحـاً جُـلَّ نـابِهِ
طَويــلُ المطـا عِنـدَ النِـزالِ كَأَنَّمـا
دَمُ الفــارِسِ المَرهـوب أَحلـى شـَرابِهِ
إِذا مَلـــكٌ راحَ الحطــامَ اِكتِســابُهُ
فَــإِنَّ العُلا وَالمَجــدَ حَبـلُ اِكتِسـابِهِ
بَصــيرٌ بِمَعنــى كُــلِّ أَمــرٍ كَأَنَّمــا
تُريــهِ خَطــاهُ عَينــهُ مِــن صــَوابِهِ
ضــروبٌ لِهامـاتِ الكُمـاةِ إِذا اِسـتَوَت
مِـنَ الرُّعـبِ آسـادُ الشـَرى مِـن كِلابِـهِ
يَهُــزُّ حُســاماً صـارِماً لَـو رَمـى بِـهِ
شــَماريخَ رَضــوى لاِنـزَوى عَـن هِضـابِهِ
تَضــِجُّ حَمــاليقُ العِــدا مِـن طعـانِهِ
وَتَبكــي دَمــاً هاماتهـا مِـن ضـِرابِهِ
إِلـى الصـِّيدِ مِـن نَسلِ العُيونيِّ يَنتَمي
وَأَيُّ نِصـــابٍ فــي الــوَرى كَنِصــابِهِ
إِذا ذُكـــرَت آبـــاؤُهُ يَــومَ مَفخَــرٍ
تَضــاءا لِمَـن يَبغـي العُلا بِاِنتِسـابِهِ
لَعَمــري لَقَــد أَحيــا مَكـارِمَ قَـومِهِ
فَحَســـبُ معـــدٍّ ســَعيُهُ وَكَفــى بِــهِ
تَقَبَّــــلَ فَضـــلاً ذا العُلا وَمُحَمَّـــداً
فَمــا لَهُمــا مِـن بَعـدِهِ مِـن مُشـابِهِ
رَأَيــتُ لَــهُ فيمــا رَأيــتُ خَلائِفــاً
أَلَـــذَّ وَأَحلـــى مِـــن زلالِ ثغــابِهِ
فَـــتىً مـــالُهُ لِلمُعتَفيــنَ وَجــاهُهُ
لِمُستَضــــعَفٍ لا يرعَــــوي لِخطـــابِهِ
نَمــاهُ إِلــى العَليـاءِ فَضـلٌ وَعَبـدَلٌ
وَلــو أَدركــاهُ اليَـومَ لاِفتَخَـرا بِـهِ
وَخَيــرُ عَقيــلٍ كُلِّهــا حيــنَ يَنتَمـي
خُــــؤولَتُه بِالصــــِدقِ لا بِكـــذابِهِ
وَلا خـــالَ إِلّا دونَ مَــن كــانَ جَــدُّهُ
ســِنانٌ مَحَــلُّ الضــَيفِ رَحــبُ جَنـابِهِ
أَقـــولُ لِعيســى وَالرِّياشــِيُّ مُعــرِضٌ
وَتِلــكَ الرَوابــي عُــوَّمٌ فـي سـَرابِهِ
إِذا حســــَنٌ بَلَّغتِنِيــــهِ فَأَبشـــري
بِمَرعــىً يَفــوقُ المسـكَ رَيّـا تُرابِـهِ
نَظمــتُ لَــهُ مَـدحي وَمـا جِئتُ طالِبـاً
نَـــداهُ وَلا مُســتَمطِراً مِــن ســَحابِهِ
وَلَكِـــن هَزّتنـــي لِــذاكَ اِرتِياحَــةٌ
وَعُجــتُ لِمَحمــودِ الثَنــا مُســتَطابِهِ
عَلــى أَنَّــهُ البَحـرُ الَّـذي لا مَـذاقُهُ
أُجــاجٌ وَلا يَجـري القَـذا مِـن عُبـابِهِ
لِأَنَّ عُبـــابي دَفقَـــةٌ مِـــن عُبــابِهِ
وَهَضــبَةُ عِــزّي تَلعَــةٌ مِــن هِضــابِهِ
وَآبـــاؤُهُ الغُــرُّ الكِــرامُ أُبُــوَّتي
وَآســادُ غــابي مِــن رَآبيــلِ غـابِهِ
وَلَيـــسَ يَليـــقُ المَــدحُ إِلّا بِســَيِّدٍ
مُهيــنٍ لِغــالي مــالِهِ مِــن طِلابِــهِ
إِذا قــالَ فيــهِ مــادِحٌ قـالَ سـامِعٌ
صــَدَقتَ وَلَــم يَصـدُق فَـتىً بِاِغتِيـابِهِ
كَمِثــلِ اِبــنِ مَسـعودٍ وَهَيهـاتَ مِثلُـهُ
إِلـى حَيـثُ يَـدعو الخَلـقَ داعي حِسابِهِ
فَحــازَ الَّــذي يَرجــو جَميـلَ ثَـوابِهِ
وَيَخشــى مَـدى الـدُنيا أَليـمَ عِقـابِهِ
فَلا زالَــتِ الأَعــداءُ قَتلــى ســُيوفِهِ
وَأَقلامِـــهِ فـــي أَرضـــِها وَحِرابِــهِ
وَعَــزَّ بــهِ الــدّينُ الحَنيـفُ وَحَلَّلَـت
مَحــارِمُ دارِ الشــِركِ حُمــرُ قِبــابِهِ
وَلا بَرِحَـــت عَيـــنُ الإِلَـــهِ تَحُــوطُهُ
وَتَحفَظُـــهُ فـــي مُكثِـــهِ وَذَهـــابِهِ
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.