
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَــرى حَيــثُ أَعلامُ العُيـونِ تَراهـا
فَخَلّــوا لِأَعنــاقِ المَطِــيِّ بُراهــا
وَلا تُعجِلُوهــا عَــن إِناخَــةِ سـاعَةٍ
فَقَــد شــَفَّها تَهجِيرُهــا وَســُراها
وَيـا حادِيَيهـا مِـن زَوِيِّ بـنِ مالِـكٍ
ذَراهـا تَـرِد مـاءَ الـوَقيبِ ذَراهـا
وَلا تَجـذِباها بِـالبُرى وَاِرخِيـا لَها
فَجَــذبُ البُــرى وَالإِنجِـذابُ بَراهـا
فَمـا خُلِقَـت مِـن طَبـعِ حَيني خِفافُها
وَلا مِــن ذُرى هُضـبِ السـَراةِ ذُراهـا
وَلا تُنكِـــرا إِرزامَهــا وَحَنِينَهــا
فَكُــلُّ هَــوىً تَحنُــو عَلَيـهِ وَراهـا
بِعَينـي أَرى ماوَيكُمـا غافَـةَ النَقا
نَقـا العَيـنِ ذاتِ الرَملِ فَاِبتَدِراها
لَعَـــلَّ مَقِيلاً تَحتَهـــا وَاِضــطِجاعَةً
تَــرُدُّ عَلــى عَيـنِ المَشـُوقِ كَراهـا
وَبِيتـــا وَظلّا بِالـــدِيارِ وَذَكِّــرا
لَيالِيَنـــا بِالقَصـــرِ وَاِذَّكِراهــا
فَكَـم لَيلَـةٍ بِتنـا بِهـا لَو يُباعُها
أَريـــبٌ بِشــطرَي عُمــرِهِ لَشــَراها
يَلُـومُ قَلُوصـِي صـاحِبايَ عَلـى الوَنى
وَلَــو عَرَفــا مـا فَوقَهـا عَـذَراها
لَقَــد حَمَلَـت بَحـراً وَبَـدراً وَهَضـبَةً
وَمــا كُـلُّ ذا يَقـوى عَلَيـهِ قَراهـا
وَلا تَلحَياهــا إِنَّهــا خَيــرُ عُــدَّةٍ
لِنَفــسٍ إِذا بَعــضُ الهُمـومِ عَراهـا
بِهـا يَتَلَهّـى ذُو الشـُجُونِ إِذا لَهَـت
تِجـارُ القُـرى فـي بَيعِهـا وَشـِراها
وَلا تَنظُراهــا وَاِنظُـرَا طَـودَ سـُؤددٍ
عَلَيهــا وَبَعـدَ العـامِ فَاِنتَظِراهـا
سـَتَأتي بِمـا يُشـجي الحَسـُودَ سَماعُهُ
وَيُنســي خصــالاتِ الرِجــالِ مِراهـا
فَــإِن مَنَعَــت ســَعدانُ رَوضَ بِلادِهـا
وَقِيـلَ اِكتَفـى مِـن عَـذبِها بِصـَراها
وَهَـــرَّت كِلابٌ دُونَهـــا وَهَريرُهـــا
أَثــارَ عَلَيهــا بِالنِبــاحِ ضـِراها
فَبِالبَصــرَةِ الفَيحـاءِ مـاءٌ وَرَوضـَةٌ
حَــبيبٌ إِلَيهــا نَبتُهــا وَثَراهــا
وَلَيـثٌ مِـنَ العِيـصِ بـنِ إِسحاقَ عِيصُهُ
يَراهــا بِعَيـنِ الـوُدِّ حيـنَ يَراهـا
يُســَرُّ بِمَلقــى رَحلِهـا عِنـدَ بـابِهِ
فَلَــو شــَرِبَت ذَوبَ اللُجَيـنِ قَراهـا
هُمـامٌ تَـرى فـي كُـلِّ حَـيٍّ لَـهُ يَـداً
بِبُؤســَى وَنُعمــى بَيِّنــاً أَثَراهــا
جَـوادٌ يَـرى الـدُنيا مَتاعـاً وَبُلغَةً
فَـــأَهوَنُ شـــَيءٍ عِنــدَهُ حَجَراهــا
تُقِــرُّ العِــراقُ أَنَّـهُ خَيـرُ أَهلِهـا
وَبَحــرُ عَطاياهــا وَلَيــثُ شــَراها
وَعِصــمَةُ جانِيهــا وَمَـأوى طَريـدِها
وَمُطلِــقُ أَســراها وَكَهــفُ ذُراهــا
وَبَــدرُ مَعاليهــا وَشــَمسُ فَخارِهـا
وَمِصــباحُ ناديهــا وَنَجــمُ سـُراها
وَمــارِن عِرنيـنِ العُلا مِـن مُلوكهـا
وَدُرَّةُ تــاجِ العِــزِّ مِــن أُمَراهــا
إِذا خَــدَمُ الأَمـوالِ بـاعَت حُظُوظَهـا
مِــنَ الباقيـاتِ الصـالِحاتِ شـَراها
وَإِن هِبـتَ مَسـرى لَيلَـةٍ فـي صَباحِها
طِعــانٌ كَتغطــاطِ المَــزادِ سـُراها
ســَلوا عَـن مَواضـِيهِ مَنيعـاً وَعَمَّـهُ
فَقَــد خَبَراهــا بَعـدَما اِختَبَرَاهـا
أَلَـم يُخلِ أَرضَ السَيبِ بِالسَيفِ مِنهُما
وَكانــا بِغَيـرِ الحَـقِّ قَـد عَمَراهـا
أَرادا يَكِيـــدانِ الخِلافَـــةَ ضــلَّةً
فَيــا لَـكِ رُؤيـا ضـِدَّ مـا عَبَراهـا
وَهَـل ضـَرَّ قَـرنَ الشـَمسِ عِندَ ذُرُورِها
عُـــواءُ كِلابٍ أَو نُبـــاحُ جِراهـــا
أَحَلَّهُمــا بِالســَيفِ فـي أَرضِ عـامِرٍ
وَلَـولا سـِطامُ السـَيفِ مـا اِعتَمَراها
إِلـى هَجَـرٍ سـاقا المَطايـا بِهجـرَةٍ
وَغَيــر اِختيــارٍ مِنهُـمُ اِهتَجَراهـا
وَأُقســِمُ لَــولا حَملُــهُ وَاِحتِقــارُهُ
لِشـــَأنِهما جِــدّاً لَمــا حَضــَراها
وَمِـن قَبـلُ كَـم أَولاهُمـا مِـن صَنيعَةٍ
وَنُعمـى تَفُـوتُ الشـُكرَ لَـو شـَكَراها
لَعَمري لَقَد نالَ المعادي إِذا اِعتَدَت
بِســـاعَةِ ســُوءٍ أَخرَســَت شــُعَراها
أَسـالَ مَجـاري سـَيلِها مِـن دِمائِهـا
وَأَوهـى إِلـى يَـومِ المَعـادِ عُراهـا
لَقَــد جَـرَّدَت مِنـهُ الخِلافَـةُ صـارِماً
لَــوَ اِنَّ الرَواســي أَرؤُسٌ لَفَراهــا
أَنـام بَنـي الأَسـفارِ أَمنـاً فَأَصبَحَت
ســَواءً عَلَيهــا قَفرُهــا وَقُراهــا
تَسـيرُ إِلـى الأَهـوازِ مِـن أَرضِ بابِلٍ
وَلَيـــسَ ســِوى أَســيافِهِ خُفَراهــا
تَبِيـتُ عَلـى ظَهـرِ الطَريـقِ عِيابُهـا
وَعَيـنُ اِبـنِ غَـبراءِ السـُحُوقِ تَراها
وَيـا طالمـا قَـد نزّعَـت مِن رِقابِها
مَــدارِعُها شــَدَّ الضــُحى وَفِراهــا
لَعَمــري لَقَــد أَحيــا لِأُمَّـةِ أَحمَـدٍ
مِـنَ العَـدلِ مـا أَوصـى بِـهِ عُمَراها
فَلا عَــدِمَتهُ مــا أَنــارَت نُجُومُهـا
وَمــا سـارَ فـي أَبراجِهـا قَمَراهـا
وَلا بَرِحَـــت أَعـــداؤُهُ وَزَمانُهـــا
بِعَيــنِ القِلــى وَالإِمتِهـانِ يَراهـا
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.