
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إنّــي أَراك تنفَّــسُ الصــعداء
هَــل كـانَ وعـدك للإلـه ريـاءَ
فكّــر فَبِنتـك للحِمـى موعـودة
وَاِحــذَر لئلّا تَنثَنــي فتســاءَ
فَلقَد وَعدت ببنتك اليونان وال
يونـان يبغـي اليوم منك وفاءَ
وَالشـعبُ يَـأتي كـلّ يومٍ سائلاً
كلكـاس هَـل حـازَ الدعاء رضاءَ
فَيجيبــه مِـن دون شـكٍّ قـائلاً
إِن الإِلــه قـدِ اِسـتجاب دعـاءَ
مَـولايَ فَاِحـذَر أَن تَسـوء نبوءة
كلكــاس ليــسَ يكـذب الأنبـاءَ
فَـإِذا شَكاك فَهل تظنّ الشعب يب
قـــى ســاكتاً لا ينقضــنّ ولاءَ
ولأنـت تـدري مـا يكـون قضاؤه
أن يبــغ بينـك والإلـه قضـاءَ
أَوَلست أَنت إلى القتال دعوتَنا
وَجميعنـا لـكَ قَـد أَجـاب نداءَ
وَأَقمـتَ مِـن بَلـدٍ إِلى بلدٍ تحض
ض النـاس أن لا يمهلوا الأعداءَ
وَلهـم لَقـد أَقسـمت أنّك لا تني
أَبــداً وَأَن لا تَشــتكي إِعيـاءَ
حتّـى تـردّ إِلـى الحمـى هيلانة
قســراً ويــؤذي خـاطف إِيـذاءَ
هيلانـة مَعشـوقة اليونـان مـن
فينــا يعطـر ذكرهـا الأرجـاءَ
مَن قد تعشّقها الجميع وأَقسموا
لأخيـــك إِذ حلّـــت لــه إِعلاءَ
إِن يَنصـروك وَيَنصـروه وينصروا
هيلانـــة لا يبتغـــون جــزاءَ
حتّـى لَقَـد تَركـوا لأجلك أَهلهم
بِرِضـى وَكَـم عـانوا لذاك شقاءَ
اِنظـر إِلى هذي الملوك تقودهم
مِـن كـلّ مـن باراك لو هو شاءَ
هُـم يَبـذلون دعاءهم هم يحرمو
ن هنـاءهم هـم يجهـدون عنـاءَ
هُـم يَرفَعون لَنا اللّواء وأنتمُ
لــدمٍ قَليــلٍ تنكســون لـواءَ
وَيـذاع أَمركـم علـى أَجنادنـا
أَن لا يُطيلـوا في المكان بقاءَ
أَلِمثـل هَـذا قَـد حَشَدتم جُندنا
وَلِمثــل هَــذا قـدتم الأمـراءَ
شبلي بن إبراهيم شميل.طبيب، بحاث، كان ينحو منحى الفلاسفة في عيشته وآرائه، ولد في كفر شيما (بلبنان) وتعلم في الجامعة الأميركية ببيروت، وقضى سنة في أوربة، وسكن مصر، فأقام في الإسكندرية، ثم في طنطا، ثم في القاهرة، وتوفي فيها فجأة.أصدر مجلة (الشفاء) سنة 1886-1891م، وألف (فلسفة النشوء والارتقاء-ط)، و(مجموعة مقالات -ط) مما نشره في الجرائد والمجلات، وله رسالة (المعاطس-ط) صغيرة، على نسق رسالة الغفران للمعري، وكتب شروحاً وتعليقات على كتب طبية قديمة تولى نشرها، كفصول أبقراط، وأرجوزة ابن سينا. وكان من أكبر مزاياه التنديد بالظالمين، والمجاهرة بما يعتقده حقاً، ولو خالف فيه جميع الناس؛ قلمه ولسانه في ذلك سيان، وله نظم، وكان يجيد الفرنسية، ويعد من الكتّاب بها.