
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تواضــع لــرب العــرش علّــك تُرفـع
لقــد فــاز عبــد للمهيمــن يخضـع
وداو بـــذكر اللـــه قلبــك إنــه
لأعلــــى دواء للقلــــوب وأنفـــع
وخـذ مـن تقـى الرحمـن أمنـاً وعُـدّةً
ليـــوم بــه غيــر التقــى مــروّع
وبالســنة المثلــى فكــن متمســكاً
فتلـــك طريـــق للســـلامة مهيـــع
هــي العــروة الـوثقى وحجـة مقتـد
نبُّــت بهــا أســباب مـن هـو مبـدع
رأيــت رســول اللــه أنصــح مرشـد
وأنجـــح ذي جـــاه كريـــم يشــفع
وأصــدق رؤيـا المـرء رؤيـاه إنهـا
لمــن شــبه الشـيطان تُحمـى وتمنـع
فقبّلــت فــاه العــذب تقبيـل شـيّق
ومـا كنـت فـي تقبيـل ممشـاه أطمـع
وقلـت لـه هـذا الفـم الصـادق الذي
بــوحي آلــه العــرش كــان يمتّــع
فبشـــّرني خيـــر الأنــام بميتــتي
علــى ســنة بيضــاء بــالحق تشـرع
فهــا أنــا تصـديقاً لبشـراه ثـابت
عليهـــا بحمــد اللــه لا أتتعتــع
بمعتقــد الثبـت الإمـام ابـن حنبـل
أديـــن فهـــو الناقــل المتــورع
لئن لـــم أتــابع زهــده وتقــاءه
فــإني لــه فـي صـحة العقـد اتبـع
أمــرّ أحــاديث الصــفات كمـا أتـت
علــى رغــم غمــر يعتــدى ويشــنع
فلا يلــج التعطيــل قلــبي ولا إلـى
زخـارف ذي التأويـل مـا عشـت أرجـع
أقــرّ بــأن اللـه جـلّ ثنـاؤه آلـه
قــــــديم قــــــاهر مــــــترفع
ســميع بصــير مــا لـه فـي صـفاته
شــبيه يــرى مـن فـوق سـبع ويسـمع
وخُلــق الطبـاق السـبع والأرض واسـعٌ
وكرســيّه منهــن فــي الخلـق أوسـع
قضــى خلقـه ثـم اسـتوى فـوق عرشـه
ومـن علمـه لـم يخـل فـي الأرض موضع
ومــن قــال إن اللــه جــلّ بـذاته
بكــــل مكــــانٍ جاهـــلٌ متســـرع
إليــه الكلام الطيــب الصـدق صـاعدٌ
وأعمــال كــل الخلـق تُحصـى وترفـع
فمــا لـم يشـاه اللـه ليـس بكـائن
ومــا شــاءه فـي خلقـه ليـس يـدفع
يُضـــلُّ ويهـــدي والقضــاء بــأمره
مضــى نافــذاً فيمــا يضــرّ وينفـع
وللشــر والخيــر المهيمــن خــالق
وإبليــس مـن أن يخلـق الشـرّ أوضـع
ولكنــــه للشـــر أخبـــثُ محـــدث
بوسواســه فــي موبــق الإثـم يُوقـع
علا عـــن مُعيـــن ربُنـــا ومظــاهر
علـى الملك أو كفوا على الغيب يُطلع
لقـد بـرأ الخلـق ابتـداء من الثرى
بلا مســـعد فيمـــا يســوّى ويصــنع
وقـــال لهـــم ذرّاً ألســت بربكــم
فقـــال بلــى منهــم عصــىً وطيــع
وســوف ينــاديهم جميعـاً إذا أتـوا
حفــاةً عـراةً فـي المعـاد فيسـمعوا
ويســـمع ســـكان الســموات وحيــه
فهــم لســماع القــول صـرعى وخضـّع
وكلــــم موســــى والكلام حقيقـــة
بتوكيــده بالمصــدر الخصــم يقطـع
ومعتقــــدي أن القــــرآن كلامـــه
قــديم كريــم فــي المصـاحف مـودع
وقــد ســبق الوعــد المصــدّقُ أنـه
إذا جــاءت الأشــراط منهــا سـيرفع
وأودع حفظــاً فــي الصــدور وإنــه
لبـــالعين مـــرئٌ وبــالأذن يُســمع
بالســـنة القـــراء يُتلــى وإنــه
بحـــرف وصـــوت ضــلّ مــن يتنطــع
هـو السـور الهـادي إلى الحق نورها
وآيـــات صـــدق للمنيــبين تنفــع
بــه نــزل الــروح الأميــن مصـدقاً
علــى قلـب عبـد كـان بـالحق يصـدع
وليــس بمخلـوق ومـن قـال عكـس مـا
ذكـرتُ لـه فـي النـاس بـالكفر يقطع
ولا محـدث قـد جـاء عـن سـيد الـورى
حـــديث لمعنـــاه أســـوق وأوضــع
لقــد قــرأ الرحمــن طــه جميعهـا
ويــــس أيضــــاً والملائك تســــمع
ولـم يخلـق السـبع الطباق ولا الثرى
وهــذا دليــل مـا لهـم عنـه مـدفع
وقــولهم خلــق فظيــع وقــول مــن
يشـــير إليـــه بالعبــارة أفظــع
ومــن كــان فيــه واقفيــاً محيـراً
فــــذلك واللفظـــي كـــل مبـــدّع
وفــي كتــب اللــه القديمـة كلهـا
أقـــول بهـــذا القــول لا أتفــزّع
ومعتقــــدي أن الحـــروف قديمـــة
وإن حــار فــي قــولي غـويٌّ متعتـع
تبـــارك ربـــي ذو الجلال صـــفاته
تجــلّ عــن التأويـل إن كنـت تتبـع
يـــداه همــا مبســوطتان تعاليــاً
عـن المثـل يعطـى مـن يشـاء ويمنـع
وألـــواح موســـى خطّهــا بيمينــه
مــواعظ تشــفى مــن ينيــب ويخشـع
وكلتــا يــديه جــلّ عـن مشـبه لـه
يميــن إلــى خيــر البريــة يرفـع
وينــزل فـي الأسـحار فـي كـل ليلـة
كمـا جـاء فـي الأخبـار والنـاس هجّع
ينـادي أولـي الحاجات والتوب طالباً
فهـــل راهـــب أو راغـــب متضــرع
ومــن قــال إثبـات الصـفات شـناعة
فجرأتـــه إذ عــارض النــصّ أشــنع
وينظـــره الأبــرار يــوم معــادهم
ويحجـب عنـه مـن إلـى النـار يـوزع
كمـا ينظـرون الشـمس لا غيـم دونهـا
لقــد خــاب محجــوب هنــاك ممنّــع
ولـم يرفـى الـدنيا مـن النـاس ربّه
بعينيـــه إلا الهاشـــمي المشـــّفع
محمــد المخصــوص بالرؤيــة الــتي
غـــدا الطــور إجلالاً لهــا يتقطّــع
وإن نعيـــم القـــبر ثــم عــذابه
لحــــق فمســــرور بـــه ومـــروّع
يخــالف ضـيقاً بيـن أضـلع مـن طغـى
ويفســـح فيـــه للتقـــى ويوســـع
ويســأل فيــه الميـت الملكـان عـن
هـــداه فمرحـــوم وآخـــر يُقمـــع
ويعـرف مـن فـي القـبر من زاره وإن
يُسـلم علـى الأموات في القبر يسمعوا
ومــن يقـرأ القـرآن للميـت مهـدياً
يصـــله وبالإطعــام والــبر يُنفــع
وقـد يسـأل الأمـوات مـن مـات بعدهم
عــن الأهـل مـن منهـم مقيـم ومقلـع
وربـــي أحصـــى خلقهــم ويميتهــم
ويبعثهـــم بعــد الممــات ويجمــع
وينفــخ إسـرافيل فـي الصـور نفخـةً
فكــل مــن الأجــداث للحشــر مُهطـع
وتــدعى البرايــا للحسـاب جميعهـم
فلا ظلــم والميــزان للعــدل يوضـع
وذلـــك يــوم فيــه نــور نبينــا
برفــع لــواء الحمـد يعلـو ويسـطع
ويظهـــر فيـــه جـــاهه بشـــفاعة
إليهـا لكـرب الموقـف الخلـق يهـرع
وينقـذ فـي يـوم القيامـة مـن لظـى
مــن الأمــة العاصـين إذ هـو يشـفع
وينصــب فيــه حوضــه كاشـف الصـدى
وذلــك حــوض بـالروا العـذب مُـترع
وإن لـــه فيـــه مقامـــاً مقربــاً
ومقعـــد صـــدق نـــوره يتشعشـــع
ويســـبق كــل العــالمين مبــادراً
لحلقــة بـاب المنـزل الرحـب يقـرع
فيــدخل والشــعث الخمــاص كأنمــا
وجــوههم شــمس الضــحى حيـن تطلـع
وينزلـــه اللــه الوســيلة رتبــةً
لـــه ليـــس فيهــا للخلائق مطمــع
وقــد خلــق اللــه الجنــان معـدة
لأربابهــــا فيهــــا ظلال ومرتـــع
وحـــور حســـان ناعمـــات كــواعب
بهـــا كـــل أوّابٍ حفيـــظ ممتـــع
وقــد خلــق اللــه الجحيـم لأهلهـا
لبــأس أذاهــا عنهــم ليــس ينـزع
لهــم ظلــل منهــا عليهـم وتحتهـم
لأمعـــائهم شـــرب الحميــم يقطــع
وبعـد التقاضـي يّبـح المـوت بينهـم
فمستبشــــر زاض وآخــــر يجــــزع
وأعتقـــد الإيمـــان قــولاً مســدداً
وأعمــال صــدق فـي الصـحائف تـودع
يزيــد بفعـل الخيـر مـن كـل مـؤمن
وينقـــص بالعصـــيان فهــو ممــزع
وإيماننـــا بضــع وســبعون شــعبةً
حـــديث صــحيح النقــل لا يتضعضــع
وإنــي إذا مــا قلــت إنــي مـؤمن
ولا شـــك عنــدي بالمشــيئة اتبــع
وليــس كــبير الــذنب مخلـد مـؤمن
بنــار بلــى فيــه النــبي مشــفع
ولســت أرى رأي الخــوارج بــل إذا
رعـــى أمرنــا والٍ أطيــع وأســمع
وإن جهــــاد المســـلمين عـــدوهم
لفـرض وقـرن الشـمس فـي الغرب يطلع
وأمســح فــوق الخــفّ والمسـحُ سـنة
إلـــى مــدة معلومــة ثــم اخلــع
وللســحر تــأثير ولا بــاس بـالرقى
بـــأم الكتـــاب أو دعــاء يرفــع
ولســـت لميــت المســلمين بشــاهد
أيُســقى رحيقــاً أم حميمــاً يُجــرع
بلـــى أرتجـــي للمحســنين ســلامة
وأخشــى علــى مـن يعتـدي أو يضـيّع
ولا ريـب عنـدي فـي ثبـوت كرامـة ال
ولـي ولـي ولواضـحي على الماء يُسرع
وبالحمـــد للــه افتتــاح صــلاتنا
لمــا صـح مـن نقـل المحقيـن اتبـع
ولا أر فــي الفجــر القنـوت ولا أرى
علـــيّ إذا أذنـــتُ أنـــي أرجّـــع
وإن مــرّ فــي شـعبان عشـرون ليلـة
وتســع وغُــمّ الـبرج بالصـوم أقطـع
ومـذهبنا الوسـطى هـي العصر فاستفد
مســائل خمســاً مــن فــروع تفــرّع
ولســت لمــن فيهــا يخـالف مانعـاً
ولكـــن خلاف فـــي الأصـــول ممنّــع
ومــا شــاع فيــه مــن خلاف لمسـلم
فــإني لمــن يُفــتى بــه لا أبــدّع
وأشــــهد أن الأنبيـــاء جميعهـــم
ومعجزهــــم حـــقٌ وذلـــك يُقنـــع
وأن رســـول اللــه أحمــد خيرهــم
وأفصــــحهم عنـــد البلاغ وأبـــرع
علــى عرشــه خـطّ اسـمه ولقـد عفـا
لآدم إذا أضــــحى بــــه يتضــــرع
وكـــان صـــفي اللـــه آدم طينــة
وفيـــه لأقمـــار النبـــوة مطلــع
وأودعـــت التـــوراة غــرّ صــفاته
فمــن نعتــه الأحبــار آمــن تبــع
وأودعــت الرهبــان ســلمان وصــفه
فكـــان إلـــى أخبـــاره يتطلـــع
فأبصـــر برهــان العلامــات عنــده
فأضـــحي بجلبــات الهــدى يتلفــع
وقــد كــان حملاً والجبــاه منيــرةٌ
بــه وســمت أنــواره وهــو مرضــع
تنكّســــت الأصــــنام عنــــد ولاده
كمـا نكّسـتها منـه فـي الفتـح إصبع
وشـــبّ شـــباباً للنــواظر ناضــراً
وفيــه لســر المجــد مـرأىً ومسـمع
لقـــد شــرحت منــه الملائك صــدره
وكــان لـه مـن أبـرك العمـر أربـع
وكــان ابــن خمــس والغمـام تظلـه
وفي العشر نور الشرح في الصدر يلمع
وفـي الخمـس والعشـرين سـافر تاجراً
بمــــال رزان للمفــــاوز يقطـــع
رأه بحيــــرا والغمامـــة فـــوقه
ومســـيرةٌ والحـــرّ للــوجه يســفع
وأبصـــرت الكــبرى فتــاة خويلــد
ومــن فــوقه ظلــل الغمــام مرفـع
إلـــى أن أرتــه الأربعــون أشــدّه
فأضـــحى بســربال الهــدى يتــدرّع
ولمـــا تحلّــى بــالنبوة وانتهــى
إلـــى مســتوٍ عنــه الملائك تــوزع
أتــى وعلــى عطفيــه أفخــر حلــة
وتـــاجٌ بـــدرّ المكرمـــات مرصــّع
رأى ليلــة المعــراج أمـراً محققـاً
ومنكــر هــذا الأمــر يخفـى ويـردع
وفيهــا قُبيــل الرفـع أكمـل صـدره
بشــــرح منيـــر نشـــره متضـــوّع
بــه أظهــر اللــه المهيمـن دينـه
فأصـــبح وجــه الــدين لا يتــبرقع
وأحكـامه فـي الأمـر والنهـي والشرى
وفــي الـبيع تبقـى والجبـال تصـدّع
ومعجـــزة القـــرآن ظلــت لحســنه
وترتيلــه فــي نخلــة الجـن تخضـع
وللقمـــر المنشــق نصــفين معجــزٌ
عزيـــز علــى مــن رامــه متمنــع
ونـــادى فلبتـــه بمكـــة دوحـــةٌ
تخـــد إليـــه الأرض خــداً وتســرع
ولمــا دنــا منــه ســراقةُ طالبـاً
علــى فــرس كــادت لـه الأرض تبلـع
فعـــاذ بـــه مســـتأمناً فأجــاره
وأطلقهـــا حـــتى غـــدت تتقلـــع
وحــنّ إليــه الجــذع عنــد فراقـه
كمــا حــنّ مســلوب القريــن مفجـع
وخــرّ لــه النــاب المهـدّدُ سـاجداً
وأجفــانه خوفــاً مـن النحـر تـدمع
فـــأطلقه مـــن أهلـــه فبجـــاهه
نجـا مـن اليـم الذبـح هذا الجلنقع
فكيــف بنــا إذ نحـن عـذنا بجـاهه
مـن الحـادث المغـرى بنـا فهو مرجع
وخــرّ لــه ســاني الأبــاعر سـاجداً
وكــان شــروداً فــانثنى وهـو طيّـع
وعــاذت بــه ريــمٌ فقّــك إســارها
فمــرت علـى الخشـفين تحنـو وتُرضـع
ومـــدّ يـــديه والرّبـــى مقشــعرّة
فمـــا رام إلا والســـحائب تهمـــع
فــدام الحيــا سـبعاً فمـدّ لكشـفها
يــداً غمــرت جــوداً فظلــت تقشــّع
ودرّت لــه فـي الجـدب عجفـاء حـائلٌ
وبكــل علــى نــزل الفحــول تمنـع
وقـد كان من مدّ من التمر أو من الش
عيــر بجــوع الجحفــل الجـم يشـبع
ومـن لبـن فـي القعـب أشـبع كـل من
حــوت صــُفة الإســلام والقــوم جـوّع
وآض أبــو هــرٍ وقــد كــان آيســاً
مــن الــرّي وهـو الشـارب المتضـلع
ولمـا اشـتكوا يـوم الحديبية الصدى
غـدا المـاء مـن بيـن الأصـابع ينبع
وقــد أصــبح المـاء الأجـاج بريقـه
يـــروي غليــل الظــامئين وينقــع
وســـاحت بـــه بئر ومقلــة حيــدر
شـفاها فلـم يرمـد لهـا الدهر مدمع
وكلّمـــة الصــم الصــوامت مثلمــا
يكلمـــه بـــادي الفصــاحة مصــقع
وكــان علـى شـهر لـه الرعـب ناصـر
وريـح الصـبا للنصـر هـو جـاء زعزع
وإن رُمــت مــن أخلاقـه ذكـر بعضـها
فتلــك مــن المسـك المعنـبر أضـوع
اتتـــه مقـــالي الكنــوز فردّهــا
وقــال أجــوع اليـوم والغـد أشـبع
فصــحّ لــه الزهــد الصـريح بقـدرة
وعلــم فمــن ذا منـه أغنـى وأقنـع
وفـي الحلـم مـا جـاز مسـيئاً بفعله
ألــم يعــف عمــن للســّمام تُجــرع
وعـــن ســاحر جزيــان رام بكيــده
أذاه فلــم يجــزه بمـا كـان يصـنع
فقــال لقــوم عنــد دركلــة لهــم
رؤوه ففـــروا آل أرفــدة أرجعــوا
ليعلــم أعــداء الهــدى أن ديننـا
هــو الحــق فيـه الأمـر سـهل موسـع
ويستنشــد الأشــعار مستحســناً لهـا
وقــد كـان مـن حسـّان للمـدح يسـمع
ولابــن أبـي سـُلمى أجـاز وقـد دعـا
علــى المـدح للعبـاس نعـم المشـرع
وكــان لــه حســن التواضــع شـيمةً
حبـــاه بـــه الرحمـــن لا يتصــنع
ففــي بيتــه قـد كـان يخصـف نعلـه
وكــان إذا مـا انهـج الثـوب يرقـع
ويجلــس فــوق الأرض لا فــرش تحتــه
ومطعمــه أيضــاً علــى الأرض يُوضــع
دعـــاه يهـــوديٌّ أجـــاب دعـــاءه
وعـــن دعـــوة الملــوك لا يتمنّــع
وفـي الجـود فاسـئل عـن خباء يمينه
أئمــة أهــل النقــل يــا متتبــع
ألـم يهـب الشـاء الكـثيرة عـدادها
لعـــافٍ أتـــاه يعـــتريه ويقنــع
أمــا فضــّها ســبعين ألفـاً بمجلـس
فلــم يبــق منهــا درهــم يتوقــع
وفـي البـأس فاسـأل عنـه يوم هوزان
أمـا انهزمـوا وهـو الكمّـى السميدع
ومــا التقــت الأقـران يـوم كريهـة
علــى الطعـن إلا وهـو أقـوى وأشـجع
لهــم منـه يـوم السـلم شـرع وسـنة
وفــي الحــرب نصــر والأسـنة تشـرع
وأمتـــه خيـــر القــرون وخيرهــم
صــــحابته أزكـــى الأنـــام وأورع
وخيرهـــم الصــدّيق إذ هــو منهــم
إلـى السـبق فـي الإسـلام والبرّ أسرع
وفــي ليلـة الغـار افتـداه بنفسـه
حــذاراً عليــه مــن أراقــم تلسـع
وقــاه مـن الرقـش العـوادي برجلـه
فبــات يعـاني السـم والطـرف تـدمع
واتحفـــه بــالبكر عائشــة الــتي
براءتهــا فــي ســور النـور تُسـمع
وكــان لــه صــهراً وصـلّى وراءه ال
نــبي صــلاة الصــبح والصـحب أجمـع
وردّ فريــق الــردّة الــزائغ الـذي
لفــرض زكــاة المــال أصـبح يمنـع
إلـى أن أقـام الـدين بعـد اعوجاجه
وأضـحى حمـى التقـوى بـه وهـو ممرع
رضــينا بــه بعــد النــبي خليفـة
علــى عقــده كـل الصـحابة أجمعـوا
ومــن بعـده الفـاروق مظهـر ديننـا
بإســـلامه والأمـــر خـــافٍ مــبرقع
هـــو العــدويّ العبقــريّ المفهّــم
المبصــر والبــاب الحديـد الممنـع
خلافتــــه صـــحت بعقـــد خليفـــة
علــى فضــله حــزب الصـحابة مجمـع
ورؤيــا النـبي المصـطفى أنـه علـى
قليــب غزيـر المـاء بـالغرب ينـزع
وتأويــل هــذا مــا ســمعت فتـوحه
وعـــدل لــه بيــن الأنــام مــوزع
لــه العلـم والحكـم السـديد وصـحة
التوكــل وصــف والتقــى والتــورّع
وعـن زهـده فاسـأل خـبيراً ألـم يقم
خطيبــــاً عليهـــم والأزار مرقّـــع
ومـن بعـده عثمـان من كان في الدجى
يرتّـــل آيـــات الكتـــاب ويركــع
يرتلـــه فــي ركعــة وهــو الــذي
لــه كــان فــي رقّ المصـاحف يجمـع
وزوجــه الهــادي ابنــتيه كرامــةً
ولـو كـنّ عشـراً لـم يكـن بعـد يمنع
وأعطـاه سـهماً يـوم بـدر ولـم يكـن
وبــايع عنــه نائبـاً حيـن بُويعـوا
وســبّل بئراً ماؤهــا ينقــع الصـدى
وجهّــز جيشــاً وهــو بالعسـر مـدقع
وقمّصـــه الرحمـــن ثـــوب خلافـــة
بوعــد النـبي المصـطفى ليـس يخلـع
ومــن بعــده الهــادي علـي بقـوله
السـديد إذا مـا أشـكل الأمـر يقطـع
إذا ذكـــر الــراوون صــحب محمــد
يكــون لــه فيهــم خصــائص أربــع
إخـاءٌ مـع المختـار وهـو ابـن عمـه
وســـبطاه والزهــراء فضــل منــوّع
وأعطــاه خيــر النـاس أشـرف رأيـة
وكــان لــه بالفتـح والنصـر مرجـع
ولـو شـاء أن يرقـى السـموات إذ له
علــى كتــف الهـادي البشـير ترفـع
أمــام بطيــن فــي العــوم وإنــه
مــن الشــك والشــرك الخفـي لأنـزع
ومــن بعــدهم خيــر الصـحابة سـتة
لهـم بالجنـان المصـطفى كـان يقطـع
فــذكرك منهــم طلحـة الخيـر شـائع
وقولــك فيــه طلحــة الجـود أشـيع
ويعـــرف بالفيــاض إذ جــود كفــه
أعــمّ مــن البحــر الخضــم وأنفـع
فكـم مـائتي ألـف علـى النـاس فضّها
عليهــم بهــا فـي الضـائقات يوسـّع
ويمنــاه شــلت يــوم أحــد لـدفعه
بهــا عــن نــبي اللــه لا يـتزعزع
وإن الزبيــر الفاتـك الشـهم منهـم
أشــد رجــال الحــرب بأسـاً وأمنـع
وفــارس بــدر وابــن عمـة سـيد ال
ورى والجـــواد المنفــق المتطــوّع
حـــواريّه وهــو الــذي باختيــاره
لرأيتـه العليـاء فـي الفتـح يرفـع
ومنهـم أميـر الحـرب سـعد بـن مالك
وأفضــل مــن رامٍ عـن القـوس ينـزع
وثلـــث أربـــاب الهــدى ودعــاؤه
إليــه مــن اللــه الإجابــة تسـرع
وكــان لــه خــالاً وأول مــن رمــى
بســهم لـه فـي عصـبة الشـرك موقـع
ومنهــم ســعيد خصــّه ســيد الـورى
وآخّــره عــذر عــن الغــزو يمنــع
بســهمٍ وأجــرٍ يـوم بـدر وقـد غـدا
كمــن هــو فــي بــدر كمـتىٌ مـدرّع
وإن ابـن عـوف منهـم المنفـق الـذي
بـــأنفس مــال لــم يــزل يتــبرع
ومنهــم أميــن الأمـة الثبـت عـامر
فيــا لفــتىً فيــه غنــاء ومقنــع
وأبطــال بــدر فضــلهم غيـر منكـر
بــأفخر ثــوب فـي الجهـاد تـدرّعوا
وفــي بيعــة الرضـوان فضـل لأهلهـا
وتفضـيل أهـل الـبيت مـا ليـس يُدفع
وأزواجــه فــي جنــة الخلـد عنـده
بهــن مــع الحــور الحســان يمتـع
وللفضــل أيضـاً فـي معاويـة أعتقـد
ردافتــــه تفضــــيلها لا يضــــيع
هـو الكـاتب الـوحي الحليـم وأختـه
مـع المصـطفى فـي جنـة الخلـد ترتع
وكـــــل صـــــحابي رآه ففضــــله
علــى غيــره فـي نيلـه ليـس يُطمـع
ولا أبتغـي التفـتيش فـي ذكر ما جرى
لأصـــحابه خـــاب الغــوى المشــنع
فيـا طالبـاً أرض الحجـاز إذا انطوى
لـــه أجــرعٌ منهــا تعــرّض أجــرع
يحــاول أســباب العلــى فـي طلابـه
فيوجــف فـي البيـد الركـاب ويوضـع
إذا بلغــت ســلعاً مطايــاك غــدوةً
ولاح لهـــا مــن أرض طيبــة مرتــع
فـذلك مـأوى العلـم والحلـم والهدى
وفيـــه لمكنــون الحقــائق منبــع
لأن بـــه خيـــر الأنـــام محمـــداً
لــــه كــــل الفضــــائل تجمـــع
فقـل يـا رسـول اللـه أنـت نصـيرنا
علـــى فتــن فــي وقتنــا تتقــرع
بـك السـنة المثلـى عرفنـا وأنكـرت
قلـــوب عليهــا بالغبــاوة يطبــع
بتســليمنا فيهـا وعينـا وفرقـة ال
هـوى قلّـدوا فيهـا العقول فلم يعوا
فســل ربــك الرحمــن أن لا يزيلنـا
عــن الســنة المثلــى وأنـت مشـفع
عليـك سـلام اللـه مـا أعقـب الـدجى
صــباح ومــا لاحــت بــوارق تلمــع
يحيى بن يوسف بن يحيى الأنصاري أبو زكريا جمال الدين الصرصري.شاعر، من أهل صرصر (على مقربة من بغداد)، سكن بغداد وكان ضريراً.قتله التتار يوم دخلوا بغداد، قيل قتل أحدهم بعكازه ثم استشهد وحمل إلى صرصر فدفن فيها.وله قصيدة في كل بيت منها حروف الهجاء كلها أولها:أبت غير فج الدمع مقلة ذي خرت.له (ديوان شعر -خ) ومنظومات في الفقه وغيره، منها (الدرة اليتيمة والحجة المستقيمة -خ) قصيدة دالية في الفقه الحنبلي 2774 بيتاً، شرحها محمد بن أيوب التاذفي في مجلدين، و(المنتقى من مدائح الرسول- خ)، و(عقيدة- خ)، و(الوصية الصرصريةـ خ).وذكر الزركشي في عقود الجمان أن شعره يقع في ثمانية مجلدات، وكله جيد ونعته بصاحب المدائح الحنبلية السائرة في الآفاق قال: ولم يمدح سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكثر منها.