
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَبـعَ الغَمـامُ بِرَبعِ ذاكَ المَنزلِ
وَسـَخا بِـهِ نـوءُ السـِماك الأَعزَلِ
وَغَـدَت عَلَيـهِ مِـنَ الزَمان نَضارَةٌ
شــُفِعَت نَضــارَتُها بِشـَرخ مُقبِـلِ
وَكَسـا مَعـالِمَهُ الرَبيـعُ مَطارِفاً
خُضــراً تُسـدّيها رِيـاحُ الشـَمألِ
وَمَشـَت بِعُقـوتِهِ الرِياحُ كَما مَشَت
صـِرفُ الحُميّـا في مَجاري المِفصَلِ
فَلَرُبَّمــا اِرتَبَعَـت ربـاهُ فتيـةٌ
مِثـلُ البُـدورِ طَوالِعـاً لَم تَأفُلِ
طارَحتُهــا قِـدماً حَـديثَ صـَبابَةٍ
وَهــوَ ســُلافٌ كَالســُلافِ السَلسـَلِ
حَتّى اِرتَقَت شَرفَ السِيادة وَالعُلا
وَبقيـتُ مُلقـىً في الحَضيضِ الأَسفَلِ
وَلهـانَ فـي تِلكَ المَعاهِدِ مُنشِداً
فـي إِثرِهـا حُزنـاً مَقـالَ مُفَضـِّلِ
لِلّـــهِ دُرُّ عِصـــابة نــادَمتُهُم
يَومـاً بِجِلَّـق فـي الزَمـان الأَوّلِ
حَيـثُ الشـَبابُ الغَـضُّ مُقتَبِلٌ وَلي
بِهَـوى الغَـواني غَمرةٌ ما تَنجَلي
وَلَقَـد وَقَفتُ عَلى المَعاهِدِ سائِلاً
عَهـدَ الشـَبابِ وَخابَ مَن لَم يَسألِ
وَذَكَـرتُ أَيّـامَ الصـِبا فَبَكَيتُهـا
ذِكـرى حَـبيبٍ يَـومَ بـانَ وَمَنـزِلِ
وَغَـدوتُ أُنشـِدُ فـي مَعـالِمِ رَسمِهِ
وَالعَيـنُ سـَكرى بِالـدموعِ الهُمَّلِ
حُيّيـتَ يـا ربـع الصِبا مِن مَنزلٍ
وَسـُقيتَ رَيعـانَ الغَمـامِ المُسبلِ
وَرَسـا النَسـيمُ بِساحَتيكَ فَأَصبَحَت
عَرَصــاتُ داركَ نزهَــة المُتَأمّـلِ
يـا مَنـزِلاً نَزَلَتـهُ أَحداثُ النَوى
وَخُطــوبُ دَهــرٍ لِلصــِعاب مُـذلَّلِ
إِن يُمـسِ رَبعُـكَ مُبـدلاً مِـن ديمةٍ
بِـالريمِ أَو مِـن طِفلَـةٍ بِالمُطفلِ
فَلَقَـد شـَهِدتُ بِكَ الحِسانَ كَواعِباً
بيضـاً طَوالـع كَالبُـدور الكُمَّـلِ
مِـن كُـلِّ غَيـداء التَثَنّـي ألبِسَت
أَعطافهـا بُـرد الشـَباب المُسدلِ
رُودٌ سـَقاها الحُسـنُ مـاءَ شَبيبةٍ
فَغَـدَت كَزَهرِ الرَوضِ غاداه الوَلي
قـالَت وَقَـد بَصـُرت بَوَجهي شاحِباً
أزجـي الركـاب إِلى العُلا بِتَنقّلِ
أَقـفُ المُطِيَّ عَلى الطلولِ رَواسِماً
أَبكــي رُسـوماً فـي مَحـلّ مُحـولِ
أَتَـرومُ إِدراكَ المَعـالي جاهِـداً
نِضــوَ القَريـضِ بِمَعلَـمٍ وَبِمَجهَـلِ
تَــاللَهِ لَـن تَرقـى مَحلاً سـامِياً
حَتّــى تُلِـمَّ بِصـَدر ذاكَ المحفـلِ
هِـيَ حَضـرةُ المَولى المُعَظَّمِ قَدرُهُ
قاضي العَساكر مَن سَما شَرَفاً عَلي
مَــن رَأيُــهُ لِلمُهتَـدي وَنَـوالُهُ
لِلمُجتَـــدي وَعَطــاؤهُ لِلمُرمِــلِ
كُســِيَت بِـهِ الأَيّـام لِيلـة تِمِّـهِ
مُتَهَلّلاً كَالعــــارض المُتَهَلِّـــلِ
طلـقُ المُحيّـا قَـد علتـهُ مَهابَةٌ
فَكَــأَنَّهُ مِـن نُورِهـا فـي جَحفَـلِ
عَـفُّ الإِزارِ يَجُـرُّ أَذيـالَ التُقـى
وَالـدين بِـالرَأيِ الأَسـَدِّ الأَكمَـلِ
لا تَزدَهيـهِ مَطـامِع الـدُنيا وَلا
يَرنـو لِزُخـرُفِ حُسـنِها المُتَعَجِّـلِ
بِنَـداه أَمسـى الجـود مُلقٍ رَحلَهُ
لَمـا اِغِتَـدى فيـهِ مَحَـطَّ الأَرحُـلِ
بَــوَّأتُ أَطمــاعي بِــهِ فَكَأَنَّمـا
بَـوَّأتُ رَحلـي في المَرادِ المبقِلِ
يـا مَـن لَـهُ قَلـم شـباةُ قناتِهِ
أَمضـى وَقُوعـاً مِـن شباة المنصُلِ
إِن يُمطِـهِ الخمسُ الجَداول مُفرغاً
مِـن بَحـرِ فِكـرٍ فيـهِ دُرُّ المِقوَلِ
خَضــَعَت لَــهُ فُرسـانُ كُـلِّ بِلاغَـةٍ
وَســَطاً بِناديهـا لِخِطبـةِ فَيصـَلِ
حَتّـى يُـرى عَبدُ الحَميدِ حَميدَ ما
أَنشـاه مِـن إِنشـاء حُسـن تَرسـّلِ
وَاِبـنُ العَميـدِ عَميـدَ نَشر بَلاغةٍ
فـي طَيِّهـا دُرُّ النِظـامِ المُرسـَلِ
لَـكَ هَضبةُ العِلمِ الَّتي فرعت عُلا
هَـامَ النَعـائم وَالسـماك الأَعزَلِ
لَـو رامَ رِسـطاليسُ يُـدركُ شأوَها
لَم يَستَطع وَكَذا الرَئيسُ أَبو علي
مَـولاي يـا مَـن جُـود راحَـةِ كَفِّهِ
يَربُـو عَلـى جـودِ السَحاب الأَهطَلِ
لا تُغبِــبُ الأَنــواءُ ربعـك إِنَّـه
مِـن حـادِثِ الأَيّـامِ أَحصـنُ مَعقَـلِ
وَليَهــنِ مَنصــِبُ دَولَــةٍ قُلِّـدتَهُ
عَفـواً كَمـا مِـن قَبـلُ قيـلَ لأَوّلِ
مــا مَنصــبٌ إِلّا وَقَــدرُكَ فَـوقَهُ
فَبِمَجـدِكَ السـامي يُهَنّـا ما يَلي
وَإِلَيـكَ وافَـت غـادةٌ أَمسـَت عَلى
فَلَـكِ القَريـضِ بِوَصفِ مَدحِكَ تَعتَلي
شــامِيّةُ المَنشــا غَـدَت لَكِنَّهـا
طائيّــةُ الأَنســابِ مَهمـا تُسـألِ
لَــو أَنَّهـا عَرَضـَت لِقُـسٍّ خاطِبـاً
بِعكــاظهِ لعرَتــه هِــزّةُ أَفكـلِ
قَصـَدَت إِلـى عُليـا ذُراكَ لَعَلَّ أَن
يَرنُـو لَهـا لَحظُ السَعادَةِ مِن عَلِ
فَتَعــودُ صـادِرَةً وَقَـد أَنهَلتهـا
مِـن وَردِكَ الفَيّـاضِ أَعـذبَ مَنهَـلِ
لا زِلـتَ مَحـروسَ الجَنـابِ بِدَولـةٍ
تَسـمو بِسـُؤدد مَجـدِها المُتَأَثِّـلِ
وَعــراصُ رَبعِــكَ لِلوُفـودِ مَحَطَّـةٌ
تَــأوي لَهــا آمـالُ كُـلِّ مُؤمّـلِ
مـا راقَ مَـدحٌ فـي عُلاكَ وَما شَدَت
وُرقُ الحَمـائم في الغُصونِ المُيَّلِ
وَسـَرى نَسـيمُ اللُطـفِ مِنكَ مُبَشِّراً
بِبلــوغِ آمــالي بِغَيــرِ تَعلُّـلِ
درويش محمد بن أحمد الطالوي الأرتقي أبو المعالي.أديب له شعر وترسل من أهل دمشق مولداً ووفاةً.ونسبته إلى جده لأمه طالو.جمع أشعاره وترسلاته في كتاب سماه (سانحات دمى القصر في مطارحات بني العصر -خ) في الظاهرية.