
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وافَــت فَـأَرَّجَتِ الأَرجـاءَ وَالأُفُقـا
أُمنيّـةٌ مِـن شـَذاها قُطرُنـا عَبِقا
وافَـت كَـأَنَّ الصـَبا باتَت تعلِّلُها
بِالشـَجرِ بَيـنَ ريـاضٍ طَلعُها بَسَقا
أَو نَفحَـةٌ مِـن رُبـى دارين عاطِرَةٌ
أَهـدَت لَها أَرجاً جنحَ الدُجى غَسَقا
هَيفــاءُ تَزهُـو بِقَـدٍّ زانَـهُ هَيـفٌ
كَخــوطِ بـانٍ غَضـيضٍ مُثمِـرٍ بَنَقـا
تَرنُــو إِلَــيَّ بَطَــرفٍ كُلُّـهُ حَـوَرٌ
مَهمـا اِنبَرَت لِفُؤادٍ هامَ أَو عَشِقا
لَـو شـاهَدَ اِبنُ عُنَين حسنَ طَلعَتِها
لأَذكرتُــهُ زَمانـاً يَبعَـثُ الحُرَقـا
يـا حُسـنَها حيـنَ زارتنـا مُحَبَّرةً
قَـد نُظـم الـدُرُّ في لبّاتِها نَسَقا
أَوِ اِنبَـرَت لِحَـبيبٍ وَهـوَ ذُو لسـنٍ
أَزرَت بِـهِ وَكَـذا سـَحبان إِن نَطَقا
أَهــدَت تَحيَّـة وُدٍّ مِـن أَخـي ثِقَـةٍ
يُـزري شَذاهُ بِرَيّا المِسكِ إِذ فَتَقا
لا غَـروَ أَنّـي مَشـوقٌ في الأَنامِ لَهُ
فَـالحُرُّ يَشتاقُ إِخوان الصِبا خُلُقا
أَشـتاقُ طَلعَتـهُ الغَـرّاء ما طَلَعَت
شـَمسُ النَهـارِ وَأَبـدى صُبحُهُ شَفَقا
وَكُلَّمـــا ســَحَراً هَبَّــت شــآميةٌ
بِسـفحِ جِلَّـقَ أَو بَـرقِ الحِمى خَفَقا
أَحبابُنـا وَالَّـذي أَرجُـوهُ مُبتَهِلاً
بِــأَن يَمُـنَّ عَلـى مُضـناكُمُ بِلِقـا
مـا إِن تَـذَكَّرتُ مَغنىً راقَ لي بِكُم
إِلّا وَرُحــتُ بَـدَمعي جازِعـاً شـَرقا
وَلا شـَدَت بِرِيـاضِ الغُوطَـتينِ ضـُحىً
وَرقـاءُ تَنـدب إِلفـاً نازِحاً شَفَقا
إِلّا وَغـاضَ اِصـطِباري أَو وَهى جَلَدي
وَفـاضَ مِـن مُقلَتيَّ الدَمعُ وَاِنطَلَقا
ســُقيا لِأَيّامِنـا وَالشـَملُ مُجتَمِـعُ
والضــِدُّ مُنصـَدِعٌ لا نَختَشـي فَرَقـا
إِذ جـانبُ العَيـشِ طَلـقٌ رائِقٌ بِهجٌ
وَالدَهرُ قَد غَضَّ عَنّا الجفن مُنطَبِقا
نَلهُـو بِكُـلِّ كَحيـلِ الطَـرفِ ساحِرِه
يُـزري بِغُـزلان عُسـفانٍ إِذا رَفَقـا
لا سـِيّما إِن غَـدا بِالكَأسِ مُصطَبِحاً
أَو راحَ فـي دلِّـهِ بِالكاسِ مُغتَبِقا
لَيتَ الزَمانَ الَّذي فينا غَداهُ قَضى
بشـتّ مَلمُومنـا في الدَهرِ لا خُلِقا
يا هَل أُوَيقاتُنا اللّاتي بِكُم سَلَفَت
تَعُـودُ يَومـاً فَـأَجني مِنكُـم بِلِقا
إِنّـي لَأَرجـو مِـن الرَحمـن عَـودَكُم
يَومـاً فَننظم شَملي بَعدَما اِفتَرَقا
سـَقى العَواصـم سـَحّاً غَيرَ مُفسِدها
وَجادَها مِن رَوايا المُزنِ ما غَدَقا
عَلَيـكَ مِنّـي سـَلامُ اللَـهِ ما بَقِيَت
صـُبابَةٌ تَبعَـثُ الأَشـجانَ وَالحُرَقـا
تَهـديهِ ريـحُ النُعامى نَحوَ أَرضِكُم
كَمِسـكِ داريـنَ يَزكـو كُلَّمـا نُشِقا
درويش محمد بن أحمد الطالوي الأرتقي أبو المعالي.أديب له شعر وترسل من أهل دمشق مولداً ووفاةً.ونسبته إلى جده لأمه طالو.جمع أشعاره وترسلاته في كتاب سماه (سانحات دمى القصر في مطارحات بني العصر -خ) في الظاهرية.