
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتَـت تَنثَنـي كَالغُصـنِ وَالغُصنُ يابِسُ
وَتَرنــو بِطَــرفٍ أَوطـفٍ وَهـوَ نـاعِسُ
رَداحٌ بخــوط البـانِ تُـزري رَشـاقَةً
وَتَهـــزَأُ بِــالخَطّيِّ حيــنَ تُقــايسُ
مِـنَ القاصِراتِ الطَرفِ مَهضومة الحَشا
لَطيفــةُ طَــيِّ الكَشـحِ هَيفـاءُ آنِـسُ
يَفــوقُ سـَناها البَـدرَ لَيلـة تِمِّـهِ
وَيَــأوي لِـداني أُفقِـهِ وَهـوَ نـاكِسُ
إِذا مـا رَنَـت نَحـوَ الحَليمِ اِستَفَزَّهُ
هَــوىً وَاِســتَمالَتهُ ظُنــونٌ هَـواجِسُ
أَتَـت مَنزلـي تَختـالُ وَاللَيـلُ دامِسٌ
كَمــا زارَنـي وَهنـاً حَـبيبٌ مُـؤانِسُ
فَمـا الـرَوضُ بِالأَزهـارِ كلّلَه النَدى
كَمـــا كُلّلــت تيجــانَهنَّ عَــرائِسُ
بَكــاهُ الحَيـا حَتّـى تَضـاحَكَ نَـورُهُ
وَحَلّــت عَزالَيهــا عَلَيـهِ البَـواجِسُ
كَســَتهُ يَـدُ الأَنـواءِ وَشـياً كَأَنَّمـا
حَبتــه بِــأَنواع التَصـاوير فـارِسُ
فَأَصــبَحَ غِــبَّ القَطـر يُزهـى لِجَنَّـةٍ
جَنــيُّ جَناهــا لَــم يُصـافِحهُ لامِـسُ
بِـهِ الزَهـرُ بِالأَكمـامِ يَسـطَعُ نَـورُهُ
كَزُهــرٍ لَهــا سـَيفُ المَجَـرَّةِ حـارِسُ
يَطيـفُ بِـهِ واشـي النَسـيمِ فَتَنثَنـي
غُصــونُ رُبـاه الهيـفُ وَهـيَ مَـوائِسُ
وَقـامَ خَطيـبُ الـدَوحِ فيهـا مُغَـرِّداً
عَلَيــهِ قَميــصٌ حــاكَهُ الطـلُّ وارِسُ
تُجـــاوبه ورقٌ بِأَلحـــانِ مَعبَـــدٍ
وَتَشـدُو عَلـى الأَغصـانِ وَهـيَ أَوانِـسُ
تُــذَكِّرني عَهــدَ التَصـابي فَـأَنثَني
وَفـي القَلـبِ مِن فَرطِ الغمومِ وَساوِسُ
بِأَحســَن مِنهـا بِهجَـةً حيـنَ أَقبَلَـت
وَحيّــت كَمــا حَيّــت ظِبـاءٌ كَـوانِسٌ
وَكَيــفَ وَمَــن وَشـّى مَعاطِفَهـا فَـتىً
نَمتـهُ إلـى نَحـوِ المَعـالي مَغـارِسُ
رُقــى مِـن ذرى الآدابِ أَرفَـع هَضـبَة
فَمَــن ذا يُضـاهيهِ وَمَـن ذا يُجـانِسُ
فَيا اِبنَ الأُلى شادوا الفَخارَ بِعِزِّهم
وَلَيـسَ لَهُـم فـي غَيـرِ مَجـدٍ تَنـافُسُ
بَعَثــتُ بِنَظــمٍ كَالليــالي مُنظّمـاً
حَكـى دُرَّ دَمعـي حيـنَ بـانَ المجالِسُ
وَكَلَّفتَنــي عَنــهُ الجَــوابَ وَحَبَّـذا
ســُؤالٌ وَلَكِــن أَيــنَ مِنّـي تَجـانُسُ
أَثبتــكَ بِالرضــراضِ مِـن دُررٍ حَكَـت
عَـرائس زَهـر قَـد جَلَتهـا الحَنـادِسُ
فَــإِن يَـكُ مِنـهُ مـا يَـروقُ لِنـاظِرٍ
فــإِنّي لَـهُ مِـن نُـورِ وَصـفِكَ قـابِسُ
وَدُونكهـا تَمشـي الهـوينى وَتَنثَنـي
حَيـاءً وَطَـرفُ العَيـنِ فيهـا يُخـالِسُ
إِلـى بـابِكم تَرجُـو القَبـولَ تَفَضُّلاً
عَســاها بِقُـربٍ مِنـكَ تَحظـى وَتَـأنَسُ
فَلا زِلــتَ بِــالآدابِ تُتحِــف صـاحِباً
مَـدى الـدَهرِ مـا طَنَّـت بِعلمٍ مَدارِسُ
وَمــا نـاحَ قُمـرِيُّ الرِيـاض مُغَـرِّداً
وَحَــنّ مُشــَوقٌ نــازِحُ الـدارِ آيِـسُ
درويش محمد بن أحمد الطالوي الأرتقي أبو المعالي.أديب له شعر وترسل من أهل دمشق مولداً ووفاةً.ونسبته إلى جده لأمه طالو.جمع أشعاره وترسلاته في كتاب سماه (سانحات دمى القصر في مطارحات بني العصر -خ) في الظاهرية.