
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا رَبــعَ رامــة مَربَــع الآرامِ
دَرَســـَت مَعــالِمُهُ عَلــى الأَيّــامِ
مـا آض طَـرفُ اللحـظِ فيـكَ مُسـلِّماً
إِلّا وَفاضــــَت مُهجَــــتي بِســـَلامِ
هَــل وَقفَــةٌ بِعراصـِهِ أَشـفي بِهـا
مِــن حُــبِّ ســاكِنهِ غَليـلَ أوامـي
رَبــعٌ أَذَلــتُ بِـهِ مَصـونَ مـدَامِعي
وَأَطَلــتُ فيــهِ تَــوَلُّعي وَقِيــامي
لَـم تُبـقِ نازِلَـة النَـوى مِنهُ سِوى
طَلَــل عَلــى حُكـمِ الزَمـان رِمـامِ
نُــؤيٌ بِمُنعَطَــفِ الـدِيار وَرَسـمِها
يُبـدو كَمـا اِنعَطَفَـت حنيَّـةُ رامـي
وَثَلاث جـــاراتٍ أَقَمـــن بِســـاحِهِ
ســُفع الوُجُــوه كرائِمــاتِ حَمـامِ
وَلَقَـد حَبَسـتُ عَلـى الـدِيار عِصابَةً
حَنَــتِ الضـُلوعَ عَلـى جَـوىً وَضـِرامِ
مُتَهــافتينَ عَلـى الرِحـال كَفِتيَـةٍ
خَــرّوا ســُجوداً بَعـدَ طُـولِ قيـامِ
شـَرِبَت بِكاسـاتِ السـُرى خَمرَ الكَرى
حَتّــى اِغتَـدَت صـَرعى بِغَيـرِ مُـدامِ
طَلَــلٌ وَقَفــتُ عَلـى ربـاه نائِحـاً
غَــربَ المَـدامِع مِثـلَ فَيـضِ غَمـامِ
وَلهــانَ أنشـدُ فـي مَعاهـد رَسـمِهِ
عَهــد الشـَباب مَضـى كَطَيـفَ مُقـامِ
يـا مُـذكري زَمَـن الصَبابة وَالصِبا
ذَكَرتُـــكَ ذِكــري هــاطلاتِ رهــامِ
وَكَســتكَ مِـن خَلـع الشـَباب وَرفِّـهِ
خِلَعـــاً تَــروقُ لِنــاظر مُســتامِ
قَــد كُنـتَ مَـألف كُـلِّ ريـمٍ أَهيَـفٍ
يَهفــو إَلَيــكَ وَرَبــع كُـلِّ غَـرامِ
مِـن كُـلِّ مُخطَفَةِ الحَشا كَأَخي الرَشا
لِلِحاظِهـا فـي القَلـبِ وَقـعُ سـِهامِ
رُعبُوبَــةٌ ســُقيَت ميــاه شــَبيبةٍ
فَغَــدَت كَزَهــرِ الـرَوضِ غـبَّ سـِجامِ
بَـدرٌ بِلَيـلِ الشـعرِ مَهمـا أَسـفَرَت
فيــه أَرتــكَ الشــمسُ جُنــحَ ظلَامِ
قــالَت وَقَـد نَثَـرَت فَريـدَ مَـدامِعٍ
فــي خَــدِّها كَفَريــد عِقـد نِظـامِ
وَالــبينُ زُمَّــت لِلرَحيــل رِكـابُهُ
وَيَــدُ النَـوى تَعطـو بِفَضـلِ زِمـامِ
لَيـتَ الَّـذي خَلَقَ النَوى جَعلَ الحَصى
بِخِفـــافِهِنَّ مَفاصـــِلي وَعِظـــامي
فَأَجبتُهــا لَمّــا ســَمِعتُ مَقالَهـا
وَالــدَمعُ مِـن حَـذَر التَفَـرُّق هـامِ
لا تَجزَعــي مِمّــا دَهــاكِ فَرُبّمــا
جُعـــلِ التَرحُّــلُ وَصــلةً لِمقــامِ
وَإِلـى جَنـاب أَبـي السـعودِ وَربعه
نُصــّي الرَكــايب تَظفَــري بِمَـرامِ
بِجَنـاب أَفضـَل عـالمٍ وَطِـئَ الثَـرى
فــي ذا الــوَرى أَوفـاهُمُ بِـذِمامِ
خَيــر اِمــرئٍ لَــم تَشـتَبه آراؤُهُ
عِنـــدَ اِشــتباه البيــدِ وَالأَعلامِ
بِـذُراه يُلفـى الجـودُ ملـقٍ رَحلَـهُ
وَالمَجـــدُ لا بِأَباطِـــحٍ وَأَكـــامِ
علَمُ الهُدى بَحرُ الندى مَولى الجَدَا
طُــولَ المَـدى لِـذَويهِ خَيـر إِمـامِ
مَـن لَـم تَـزَل أَعتابهُ لِذَوي النُهى
حــرمُ النَــوالِ وَكَعبــةُ الإِكـرامِ
بَــل إِن تَمُــتَّ إِلـى ذُراه بِنِسـبَةٍ
هَــذي أَمِنــتَ إِذاً مِــنَ الإِعــدامِ
أَســرَت لَــهُ الآفــاق عَزمـة هَمِّـهِ
ضــَرَبت رُواقَ المَجـدِ فَـوقَ الهـامِ
وَاِحتـاطَ هَـذا الـدينُ مِنـهُ بِصارِمٍ
ماضـي الشـَبا كَالصـارِمِ الصَمصـامِ
وَرَســا لَــهُ طَـوداً تَقـاعَس دُونَـهُ
هَضـَباتُ رَضـوى مِـن ذراهـا السامي
يـأوي إِلَيـهِ الحِلـمُ مُعتَصـِماً إِذا
طــارَت رِيــاحُ الطَيــشِ بِــالأَحلامِ
عَــفُّ الإِزارِ يَجُــرُّ أَذيـالَ التُقـى
وَالـــدين لا بِتغَطـــرُفٍ وَعُـــرامِ
لا تطَّــبيهِ مَطــامِعُ الـدُنيا وَلَـو
بَســَمَت لَــهُ عَـن ثَغرِهـا البَسـّامِ
مَـولايَ يـا رُكـنَ الهِدايَـةِ وَالهُدى
وَمَــنِ اِغتَـدى لِلـدين خَيـرَ قِـوامِ
لا تُغبــب الأَنــواءُ رَبعَــكَ إِنَّــهُ
حِصــنٌ لَنــا مِــن حــادِثِ الأَيّـامِ
وَإِلـى حِمـاكَ الرَحـبِ وافَـت غـادَةٌ
بَســـّامَةٌ تُزهـــى كَبَــدر تَمــامِ
قَصـَدَتكَ مِـن عُليـا دِمشـق رَجاءَ أَن
تَحظــى بِبِــرِّكَ يــا أَبَــرَّ هُمـامِ
لا زِلــتَ مَحــروسَ الجَنـاب بِدَولَـةٍ
تَســمو مَــدى الأَيّــام وَالأَعــوامِ
مـا حَـنَّ لِلـوَطَنِ الغَريـبِ وَما شَدَت
وُرقُ الحَمــام عَلــى فُـروع بَشـامِ
درويش محمد بن أحمد الطالوي الأرتقي أبو المعالي.أديب له شعر وترسل من أهل دمشق مولداً ووفاةً.ونسبته إلى جده لأمه طالو.جمع أشعاره وترسلاته في كتاب سماه (سانحات دمى القصر في مطارحات بني العصر -خ) في الظاهرية.