
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـامَ بَـرقُ الشامِ بِالروم جَزُوعا
فَـاِنبَرَت أَجفـانُهُ تذري الدُموعا
هَــبَّ مِــن عَليـا دِمَشـقٍ مَوهِنـاً
هَبَّـةَ المِصـباحِ في اللَيلِ ذَريعا
جـــزع الآفـــاق فـــي هَبَّتِــهِ
وَأَتـى الـروم سـُرى الأَيمِ جَزُوعا
خَفَقَـــت رايــاتُهُ فــي أُفقِــهِ
خَفَقـانَ القَلـبِ قَـد أَمسى مَرُوعا
وَقَعَــت شــُعلَتُهُ وَســطَ الحَشــا
وَسـَناهُ طـالَ فـي الجَـوِّ رَفيعـا
لَيــسَ يَــدري وَقعَهـا غَيـرُ شـَجٍ
فـارَقَ الأَوطـان مِثلـي وَالرُبوعا
أَو مُعَنّــــىً بِهَــــوىً تَيَّمَـــهُ
مِــن غَـزالٍ راحَ لِلوَصـلِ مَنوعـا
يُخجِــلُ الشــَمسَ ســَناءً وَســَنا
وَمَهــاةَ الرَمـلِ جِيـداً وَتَليعـا
أَســهَرَ الجَفـنَ خَلِيّـاً عَـن كَـرىً
مُقلَـةً لَـم تُطعَـمِ النَـومَ هُجُوعا
كَيـــفَ يَكــرى نــاظِرٌ فــارَقَهُ
نـاظِرُ العَيـشِ مِـنَ اللَيلِ هَزيعا
وَشــــَبابٍ شــــَرخُهُ مُقتَبــــلٌ
كـانَ في الصَدِّ لَدى العَبدِ هَزيعا
لَــم يَكُــن إِلّا كُحُلــمٍ وَاِنقَضـى
أَو خَيـالٍ فـي الكَـرى مَرَّ سَريعا
أَزمَعَـــت حَســـرَتُهُ لا تَنقَضـــي
آهِ مـا أَعجَـلَ مـا وَلّـى زَميعـا
لَســتُ أَرضـى مِنَّـةَ السـُقيا لَـهُ
وَسـَحابُ الجفـنِ يَسـقيهِ الرَبيعا
وَالَّــذي هــاجَ الجَــوى قَمَرِيَّـة
بِالضــُحى تَهتِـفُ بِالأَيـكِ سـُجوعا
كُلَّمــا نــاحَت عَلــى أَفنانِهـا
هــاجَتِ الصــَبَّ غَرامـاً وَوُلُوعـا
وَإِذا غَنَّـــت لَـــهُ عَنَّــت لَــهُ
ذِكــرَةٌ لِلشــامِ زادَتـهُ نُزوعـا
يــا سـَقى اللَـهُ حِماهـا وَابِلاً
مُسـبِلَ الطَـرفِ مِـنَ الغَيثِ هَمُوعا
حَيــثُ ربـعُ اللَهـوِ مِنهـا آهِـلٌ
وَالمَغـاني فـي مَغانيهـا جَميعا
كُــلُّ رودٍ أُلبِســَت شـَرخَ الصـِبا
وَكَسـاها الحُسـنُ ديباجـاً بَديعا
لَـم يَرعَهـا غَيـرَ رَيعـان الصِبا
وَهَــوىً إِن تَــدعُهُ لَبّـى مُطيعـا
كَــم لَنــا فيهِـنَّ مِـن بَهنانَـةٍ
وَلـعَ القَلـبُ بِهـا خـوداً سَموعا
لَسـتُ أَنسـى سـاعَةَ التَوديـعِ إِذ
وَقَفَـت فـي مَوقـفِ الـبينِ خَضُوعا
وَهــيَ تُـذري لُؤلُـؤاً مِـن نَرجِـسٍ
فَـوقَ وَردٍ كـادَ طيبـاً أَن يَضُوعا
عَلِقــتَ ذَيلـي وَخانَتهـا القُـوى
فَـاِنثَنَت مِـن وَقعَةِ البينِ صَريعا
وَأَفـــاقَت وَبِهـــا رسّ الجَــوى
ثُـمَّ قـالَت وَشـَكَت دَهـراً خَـدوعا
لا رَعـى اللَـهُ المَعـالي مَطلَبـاً
كَـم تَـرى مُغـرى بِها صَبّاً وَلوعا
كُنـتَ لـي بَـدراً مُنيـراً فَاِختَفى
فـي سـِرارٍ بَعـدَ مـا سـرَّ طُلوعا
وَشـــَباباً لاحَ بَـــدراً عِنــدَما
أَشـعَلَ الـرَأس سـَناً راحَ مريعـا
أَيُّهــا الظــاعِنُ وَالقَلـبُ عَلـى
إِثـرِهِ مُـذ سـارَ مـا زالَ هَلوعا
لا تَكُــن لِلعَهــدِ بَعـدي ناسـِياً
يـا حَيـاتي وَاِعطِفَن نَحوي رُجُوعا
وَإِذا لَــم تَـرعَ عَهـدي فَـاِذكُرَن
عَهـدَ مِـن خَلّفتَ وَالطفلَ الرَضيعا
كَيــفَ تَنسـى زَينَبـاً أَو أُختَهـا
كُلَّمـا قـالَت أَبـي أَذَرَت دُموعـا
لَهُمــا مِنــكَ وَإِن طـالَ المَـدى
ذِمَّــةٌ تُرعـى وَعَهـدٌ لَـن يَضـيعا
وَشـــَفيعُ الــدَمعِ يَجــري دُرَراً
مِثـلَ دُرٍّ وَقعُـهُ يَحكـي الصـَقيعا
قُلـــتُ هَيهــاتَ شــَفيع أَو أَرى
فَضـلَ سـَعدِ الـدينِ فيهِـنَّ شَفيعا
ســَعدُ ديــنِ اللَـهِ مَجلـى سـِرِّهِ
فـي ظُهـورٍ بَلَـغَ السَقفَ الرَفيعا
مُظهِــرُ الأَلطــافِ فَيّـاضُ النَـدى
عَـن أَيـادٍ تُخجِلُ الغَيثَ الرَبيعا
عــالمٌ عَــذبُ الســَجايا ناسـكٌ
كُلَّمــا اِزدادَ تُقـىً زادَ خُشـوعا
قـــانِتٌ لِلّـــهِ فيـــهِ خِشــيَةٌ
يَقطَــعُ اللَيـلَ قِيامـاً وَرُكوعـا
طــاهِرُ الشـيمةَ عَـفُّ الـذَيلِ لا
يَزدَهيـهِ جانِبـا الـدُنيا مُريعا
مُسـتَنيرُ الـرَأيِ مَرهـوبُ الحِجـى
أَريَحِـيُّ الجـود كَـم أَولى صَنيعا
قَــد حَمــى الإِسـلام مِنـهُ صـارِمٌ
فَـلَّ عَنّـا حـادِثَ الخَطـبِ شـَنيعا
وَيَـــراعٍ ينظِـــمُ الشــُهبَ وَإِن
نَثَـرَ الـدُرَّ كَسـا الـرَوضَ وَشيعا
مـا مَشـى فـي الطِـرسِ إلّا خِلتَـهُ
أَرقَمـاً يَنسـابُ في الرَوضِ ضَليعا
يَنفُـــــثُ الأَريَ لراجــــي وُدِّهِ
وَلِبــاغي ضـِدِّهِ السـُمَّ النَقيعـا
مُـذ رَسـا لِلملـكِ طَـوداً لَم يَزَل
رُكنـهُ مِـن حـادِثِ الـدَهرِ مَنيعا
يَحتَــبي الحُلــمَ بِحِقــوَيهِ إِذا
زَعزَعـت عاصـِف ريـحِ الطَيشِ ريعا
أَيُّهـا السـالِكُ مِـن نَهـجِ الهُدى
طُــرُقَ الحَـقِّ دَعِ المَشـيَ هَيوعـا
وَاِســتَبِق ســدَّةَ ســَعد نورهــا
قَـد بَـدا مِـن أُفـقِ الحَقِّ صَديعا
الإِمــامُ المُجتَـبى سـَعدُ الـوَرى
فَهـوَ مَـن يَنتَظِـرُ القَـومَ تَبيعا
صــاحِبُ الخيـرَةِ وَالنُـور الَّـذي
مَلَأَ الآفـــاقَ وَالكَــونَ شــُيوعا
هُــوَ ظِــلُّ الظِــلِّ وَالظـلُّ كَمـا
قيـلَ عَيـنُ الشَمسِ إِن كُنتَ سَميعا
لَيــسَ تَخفــي ذاتُــهُ إِلّا عَلــى
أَكمـهٍ لا يَعـرِفُ الصـُبحَ الصَديعا
رُتَـــبٌ تَســقطُ حَســرى دونَهــا
مُســـتَطيلاتُ الأَمـــانيّ وُقوعــا
لَــم تُنَــل بِالســَعيِ كلّا إِنَّمـا
هُـوَ فَضـلُ اللَـهِ فيـهِ قَد أُذيعا
أَيُّهــا المَـولى الَّـذي أَعتـابُهُ
لِأُلـي العِلـمِ غَـدَت ربعـاً وَسيعا
وَأَقــامَ الســَعدُ فـي أَكنافِهـا
بَيـتَ فَضـلٍ حَجّـهُ النـاسِ رَفيعـا
رُكنُـــهُ رُكـــنٌ لَنــا مُلتَــزَمٌ
وَحِمــاهُ حَــرَمٌ يُلفــى مَنيعــا
فَبنــو الآمــال طــافَت حَــولَهُ
تَبتَغـي مِـن فَضـلِهِ الفَضلَ نُجوعا
وَبَنـــو الآداب فـــي ســاحاتِهِ
قَـد أَقامَت تُنشئُ الوَشيَ البَديعا
وَمُلــوكُ النَظــمِ وَالنَـثر بِهـا
هَيبَـةٌ مِـن نُطقِـهِ تُبدي الخُضوعا
يــا لَهـا أَكنـافُ سـَعدٍ أَصـبَحَت
يَـذكُرُ الفَضـلَ حِماهـا وَالرَبيعا
فَــاِبنُ عَبّـادٍ لَـوِ اِجتـازَ بِهـا
لَــرَأى فَضــلاً يُنسـّيهِ البَـديعا
وَدَرى أَنّ المَعــالي لَــم تَكُــن
تَحـتَ حَصـر العَصر بَل فَضلٌ أُشيعا
فَلَعَمـــري إِنَّ مَغناهـــا لَنــا
جَنَّــةٌ أَنهارُهــا تَجـري نُبوعـا
أَبتَغـي فيهـا مُقـامي مِثـلَ مـا
يَبتَغي فَضلكَ في الدُنيا الشُيوعا
وَلِسـاني عَنـكَ يَهـوى السـرَّ كـي
يَنثُـر الإِحسـانَ فـي الأَرضِ مشيعا
بَيـــنَ أَقطــار دِمَشــق وَيَــرى
مَنــزِلاً فــارَقَهُ الجِسـم جَزوعـا
مــا شـَرِبنا المـاءَ كَلّا وَالكَلا
مُنـذُ عـامَينِ وَحَسـبي أَن أَضـيعا
مــا لَهُــم ثَــمَّ ســِوى مَـولاهُم
ثُـمَّ هَـذا العَبـدُ فَاِرسِلهُ سَريعا
لا بَرِحــتَ الــدَهرَ ردّافَ العَطـا
عَـن أَيـادٍ تُخجِـلُ السـحبَ صَنيعا
بَيـــنَ إِقبــالِ وَعيــدٍ عايِــدٍ
بِأَمــانٍ فـي زَمـانٍ مـا أُريعـا
وَبَنُــوكَ الغُــرُّ سـاداتُ الـوَرى
فـي الـوَرى طابُوا أصولاً وَفُروعا
مــا صــَبا صــَبٌّ إِلـى أَوطـانِهِ
نــازِحُ الـدار وَاِشـتاقَ رُبوعـا
درويش محمد بن أحمد الطالوي الأرتقي أبو المعالي.أديب له شعر وترسل من أهل دمشق مولداً ووفاةً.ونسبته إلى جده لأمه طالو.جمع أشعاره وترسلاته في كتاب سماه (سانحات دمى القصر في مطارحات بني العصر -خ) في الظاهرية.