
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا حُرِّكَــتْ سـَكَناتُ الأعيُـنِ النُجُـلِ
إلّا وقـــد رشــقَتها أســهمُ الأجَــلِ
رَنَـتْ إلينـا عُيـونُ العِيـنِ مـن مُضَرٍ
فاِسـتهدَفَتنا رُمـاةُ النَّبْـلِ مـن ثُعَلِ
وهـزّتِ الخُـرَّدُ الهيـفُ الحِسـانُ لَنـا
قامـــاتهِنّ فخِفنــا دولــةَ الأســَلِ
بمُهجـتي رَبْـرَب السـّربِ المُخيّـم فـي
قلــبي هِلالَ نُجــومِ الحـيّ مـن ذُهـلِ
تـاللَّهِ لـم أنـسَ بـالزّوراءِ زَورتَـه
والليـلُ خـامرَ عيـنَ الشـمس بالكَحَلِ
أمَــا وزَنْـجِ لَيالينـا الّـتي سـلَفتْ
والســادةِ الغُـرِّ مـن أيّامنـا الأُوَلِ
لـولا هـوى ثغـرِه الـدُرّيّ ما اِنتشرتْ
تلـك اليـواقيتُ مـن عينـي على طلَلِ
ولا شـــجانِيَ بـــرقٌ فـــي تبســُّمه
ولا جَنَيْــتُ بســمعي شــهدَةَ الغــزَلِ
إنّــا لَقــومٌ تقُـدُّ الـبيضَ أنصـُلُنا
ومـا لَنـا فـي لقـاءِ البيضِ من قِبَلِ
نَغشـى النِصـال مـن الأجْفانِ إن برزَتْ
ونَختَشــيها إذا اِنسـلّت مـن المُقَـلِ
ويَصــدرُ النّبْـلُ عنّـا ليـس يَنفـذُنا
إلّا إذا كــان مطبوعــاً مـن الكحَـلِ
وشــَمسِ خِـدرٍ بـأوجِ الحُسـنِ مَطلِعُهـا
فـي دارةِ الأسـدِ الضـّرغامِ لا الحَمَـلِ
شـمسٍ مـن الـذهب الرومـيّ قـد حُرِست
بـأنجُمٍ مـن حَديـد الهِنـدِ لـم تَحُـلِ
مخمــورةَ الجَفــنِ لا تنفـكّ مُقلَتُهـا
يــردّدُ الغُنـجُ فيهـا حيـرةَ الثَمِـلِ
تَحـولُ مـن دونِهـا لـجُّ النِصـال فلو
رامَ الوصـولَ إليهـا الطّـرْفُ لم يصِلِ
خَرَقْـتُ سـَجْفَ الضـِيا عنهـا وجُزتُ إلى
كِناسـِها فـوقَ هامـاتِ القَنـا الذُبُلِ
حتّـى إذا مـا لَثَمـتُ الوردَ واِنفتحَتْ
مـن مُقلتَيْهـا جُفـونُ النرجـسِ الكَسَلِ
قـــامتْ فعــانَقَني ظــبيٌ فقبّلَنــي
بـرقٌ ومـال علـيّ الغُصـنُ فـي الحُلَلِ
واِســتقبلَتني ببِشــرٍ وهــيَ قائلـةٌ
والــذُعرُ يصـبُغُ منهـا وردةَ الخجَـلِ
أمَـا خشـيتَ المنايـا مـن مَناصـلِها
فقلــتُ والقلـبُ لا يُطـوى علـى وَجـلِ
لـو أتّقي الرّجْمَ من شُهبِ النِصالِ لَما
في الليلِ نلتُ عِناقَ الشمسِ في الكُلَلِ
لا يُــدرك الأمــلَ الأسـنى سـوى رجـلٍ
يشـقُّ بحـرَ الـرّدى عـن جـوهرِ الأمـلِ
ولا ينـالُ المعـالي الغُـرَّ غيـرُ فتًى
يــدوسُ شـوكَ العَـوالي غيـرَ مُنتعِـلِ
يـولي النُضـارَ إذا ضـنّ الحيا كرَماً
ويعصـِمُ الـرأيَ أن يُفضـي إلى الزّلَلِ
متـوَّجُ السـُمْر عـالي الـبيضِ مجتمـعٌ
مفـرَّقُ الطّعـمِ بيـن الصـّابِ والعسـلِ
قِـرنٌ إذا مـا اِكفهـرّ الخطـبُ سلَّ له
رأيـاً كمُنصـُلِ منصـورِ اللّـوا البطلِ
قـاني الصـّوارمِ مُسـودُّ الملاحـمِ مُـبْ
يَـضُّ المَكـارمِ مخضـَرُّ النـدى الخَضـلِ
قُطـبُ الفَخـارِ شـِهابُ الرّجم يوم وَغىً
بــدرُ الممالـك شـمسُ الأرضِ والحلـلِ
الخـائضُ الغَمـراتِ السـودِ حيـثُ بـه
فَوقَ النواصي المواضي البيضُ كالظُّلَلِ
عِقــدٌ تقلّــدَ جيــدُ الـدّهرِ جـوهرَهُ
فأصــبحَ الـدّهرُ فيـه حـاليَ العَطَـلِ
قــرّتْ بــه مُقَــلُ الأيّـامِ واِبتَسـمتْ
بــه الثّغـورُ وزانـت أوجُـهَ الـدولِ
هـو الجـوابُ الّـذي ردّ السـؤالَ بـه
لســائلٍ مَـن كعبـدِ اللَّـهِ أو كعَلـي
معــرَّفُ البــأسِ لا ينفـكّ يـبرزُ فـي
ضــميرِ جَفــنٍ بقلــبِ القِـرن متّصـلِ
يــا مَــنْ يشــبَّهُ بالأمطـار نـائِلُهُ
أقصــِرْ فمـا لُجـجُ الأبحـارِ كالوَشـَلِ
اِنظُـرْ إليـه تـرى ليثـاً وشـمسَ عُلاً
وبحـرَ جـودٍ بَراهـا اللَّـهُ فـي رجـلِ
هيهــاتَ يَلقـى العُلا قِرنـاً يمـاثلُه
إلّا إذا غـــضَّ عينيــهِ علــى حــوَلِ
إذا أعــدَّ قِســيُّ الجـودِ يـومَ نـدىً
رمـى بسـهمِ العطايـا مهجـةَ البُخُـلِ
مـنَ الألى المُكرِمي الجارِ الملمِّ بهمْ
والمُنزليــهِ هِضــابَ العـزِّ والجَـذَلِ
أمَـــا وبـــارقِ هنـــديٍّ وطلعتــهِ
بعــارِضٍ مــن نجيـع القـومِ منهمِـلِ
لــولاك حلّــتْ بـأرض الحَـوزِ زلزلـةٌ
ترمــي دعـائمَ ديـنِ اللّـهِ بالخـذَلِ
أتيتَهـا بعـد أن كـادتْ تَميـدُ بنـا
وكــاد يُقــرعُ ســنُّ الأمـرِ بالخبَـلِ
قــرّتْ بحُكمــكَ حتّــى قـال قائلُهـا
قُدِّسـْتَ يـا عرَفـات المجـدِ مـن جبَـلِ
ثقّفْـتَ ميـلَ قنـاةِ المُلـكِ فاِعتـدلتْ
قسـراً وقـوّمْتَ مـا بـالحقِّ مـن مَيَـلِ
كـم قد رمى إِذ نفى الأعرابُ مجدَك في
قــوسِ الخِلاف ســِهامَ الغـيّ والجـدَلِ
فلــم تُصــِبْكَ ومــا أشـوَتْ سـهامُهُمُ
بـل أثخنَتهُـمْ جِـراحُ الخِـزْيِ والفشَلِ
سـلّوا مـن البغي سيفاً فانتضَيْتَ لهم
حِلمـاً أعـادَ حُسـامَ البغي في الخلَلِ
ألقيـتَ فيهـم عصا الرّأي المُسَدَّد إذ
ألقَـوْا إليـكَ حِبـالَ المَكـرِ والحِيَلِ
تـاللّهِ لـو لـم يُـردّوا عـن ضَلالَتِهم
لأصــبحَ الجيــشُ فيهــم أوّلَ السـَّفَلِ
فاِصــْلِحْ بتَـدبيركَ السـامي فسـادَهمُ
واِسـْدُدْ برأيـكَ مـا تَلقـى من الخَلَلِ
أنـت الرّجـاءُ لرفـعِ النـازلاتِ بنـا
إذ يَكشـِرُ الـدهرُ عـن أنيابه العُضَلِ
قـد خصـّنا اللَّـهُ من تقديس ذاتِك في
ســَمحٍ يجــلُّ عــنِ الأنـدادِ والمثَـلِ
مـــولايَ لا برِحــتْ يُمنــاكَ هاميــةً
علـى المُوالينَ في غَيثِ الندى الهَطِلِ
أمطرْتَنــا خِلَعــاً حتّـى ظننْـتُ بِهـا
قـد أمطرَتْنـا عُيـونُ الوَبْـلِ بالبَدَلِ
شـُكراً لِصـُنعِكَ مـن غَيـثٍ هَمـى فَبـدا
روضُ الحريـر علـى الأجسـامِ والمُقَـلِ
لقـد كفـى العِيـدَ فخراً أن يُقال به
هُنّيـــتَ يــا ســيّدَ الأيّــامِ والأزَلِ
العيـدُ فـي العـامِ يـومٌ عُمْرُ عودتِه
وأنــت عيـدٌ مـدى الأيّـام لـم تـزَلِ
إن كـان يُـدعى بعيـدِ الفِطـرِ تسميةً
فـأنتَ تُـدعى بعيـدِ الجـود والخَـوَلِ
فلتَهْــنَ غرّتُـهُ مـن بِشـرِ وجهـكَ فـي
هِلال تِـــمٍّ بنــورِ الفضــل مكتَمــلِ
واِســتَجْلِها حــرّة الألفــاظِ واحـدةً
بالحُسـن تَسـمو جمـال السـّبعةِ الأُوَلِ
فلا بَرحْــتَ بــأوج العــزّ مرتَفِعــاً
تجـرّ ذيـلَ المعـالي مـن علـى زُحَـلِ
شهاب الدين بن معتوق الموسوي الحويزي.شاعر بليغ، من أهل البصرة. فلج في أواخر حياته، وكان له ابن اسمه معتوق جمع أكثر شعره (في ديوان شهاب الدين -ط).