
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَلــوحُ فتسـتَدْعي الفِـراشَ وتَبْسـُمُ
فيفتَـرُّ ثَغـرُ الصـُبْحِ والليلُ مُظلِمُ
وتُبـدي ثَناياهـا لنـا كَنْـزَ جَوْهرٍ
فترصـُدُها فـي فرعِهـا وهْـوَ أرقَـمُ
وتقضـي فيَمشي السحرُ في غِمدِ فِتنةٍ
وترنـو فيُضـحي مُصـْلَتاً وهْـوَ مُحرِمُ
وتَسـعى فتخشى الطّعْنَ من عِطفِ قدِّها
ورُبّ قَـــوامٍ وهْــو رُمــحٌ مُقــوَّمُ
إمَــا وحبــابٍ وهــو ثغـرٌ مُفلَّـجٌ
وجامِــدِ خمــرٍ وهْــو خـدٌّ معَنْـدَمُ
لصـِنوان مَسـموم السـِّهامِ ولحظُهـا
ومَبْسـِمُها والجـوهَرُ الفـردُ تـوأمُ
وقامتُهـــا والســـّمهريُّ وإنّهــا
لأعـدَلُ منـه وهـو فـي الفتكِ أظلَمُ
هـي البدرُ في الإشراقِ لولا حِجالُها
وشـمسُ الضـُحى لولا السِجافُ المخيّمُ
وبيـضُ الدُمى لولا البراقِعُ والحَيا
وظـبيُ الحِمـى لولا الثّوى والتكلّمُ
مَهـاةٌ لديها السُمرُ في حرَمِ الهَوى
تُحـلُّ دِمـاءَ الصـَّيْد والبِيـضُ تحرُمُ
تحـفُّ الظِّباءُ العِينُ فيها إذا شدَتْ
وتـزأرُ آسـادُ الشـّرا حيـنَ تَبغُـمُ
فكــمْ حوْلَهــا ليـثٌ بحُلّـة أرقَـمٍ
يطــوفُ وكـم خِشـفٍ بعينيـهِ ضـيغَمُ
تحـامَى حِماها واِحْذَرِ الموتَ دونَها
فليـس الحِمـى إلّا الحِمـامُ المرخّمُ
ومــا الحِـبُّ إلّا أن يكـون مـزارُه
عَزيــزاً إليــه لا يَجـوزُ التـوهّمُ
بحيـثُ الـدمُ المحظـورُ فيـه محلَّلٌ
علـى السـيف والماءُ المُباحُ محرَّمُ
وإنّـا لَقـومٌ قـد نَشـا في قُلوبِنا
بحـبِّ الـدِما والمَكرُمـاتِ التسـَنُّمُ
ففـي الـدُرّ رُخْـصٌ عندَنا وهْو جَوهَرٌ
ويغلـو لـدَينا قيمـةً وهْـو مَبسـِمُ
نفِــرُّ إذا يرنــو غــزالٌ مقنَّــعٌ
ونســطو إذا يرنــو هِزَبـرٌ معمَّـمُ
نُضــاحِكُ ضـوءَ الـبرقِ وهـو مهنّـدٌ
ونبكــي نجيعـاً وهْـو ثغـرٌ ملثّـمُ
ونحـذرُ مـن نَبـلِ الرّدى وهْو أعيُنٌ
ونلْقـاهُ فـي لَبّاتِنـا وهْـو أسـهُمُ
ومحجوبـةٍ لـو ينظُـرُ البدرُ وجهَها
لخـرّ صـريعاً واِنثَنـى وهْـوَ مُغـرَمُ
إذا حــدّثَتْ فـي بُقعـةٍ أو تنفّسـَتْ
ففـي بابـلٍ أو باِسـْمِ دارِينَ تُوسَمُ
سَقى دارَها ماءَ الطُلى بارقُ الظُّبا
ففـي التُـربِ منها لا يَسوغُ التيمّمُ
ممنّعــةٌ لا يُمكــنُ الطّيـفَ نحوَهـا
صــُعودٌ ولــو أن المجــرّة ســُلَّمُ
تأتّيْتُهـا والنّسـرُ فـي الأفْقِ واقعٌ
وبيـضُ حَمـامِ الأنجُـمِ الزُهْـرِ تُرجَمُ
وبتْنـا كِلانـا في العَفافةِ والتُقى
أنـا يوسـُفٌ وهْـي الكريمـةُ مَريـمُ
ومـا أنا ممّنْ يتّقي الحتْفَ إن بغى
مَرامـاً ولا يثنيـهِ فـي الحُـبِّ لوَّمُ
ورَكْبٍ تعاطَوا في الدُجى دلَجَ السُّرى
يميلـونَ منْ سُكرِ الكَرى لم يهوّموا
سـِهاماً على مثلِ القِسيّ اِرْتَمَتْ بهِم
يَؤمّـون نَجـداً والهَـوى حيثُ يمّموا
تَـراءَى لهُـم قلـبي أمامـاً فغرّهُم
وأوهمَهُــم نـارَ الغَضـا فتوهّمـوا
أروحُ ولــي رَوْحٌ إلـى نحـوِ رامـةٍ
وآرامُهــا شــوقاً تحِــنُّ وتــرأمُ
وقلـبٌ إلـى نحـوِ الحِجـازِ وأهلِـه
يغـورُ بـه الـوُدُّ الصـّحيحُ ويُتْهِـمُ
إذا مـرّ ذكرُ الخَيفِ لو لم يكن به
ولاءُ علــيٍّ كــادَ بالنّــارِ يُضـرَمُ
جَـوادٌ هَـوى المعـروفَ قبـل رَضاعِه
ومـال إلـى حُـبِّ العُلا قبـلَ يُفطَـمُ
هُمـامٌ إذا قـامتْ وغـىً فهو ساقُها
وإنْ شـمّرَتْ عـن زَنْـدِها فهْـو مِعصَمُ
فـتىً حُبُّـه للمجـدِ أفقـدَهُ الغِنـى
كمــا فقــد السـُّلوانَ صـبٌّ مـتيّمُ
يلَــذُّ دُعــاءُ الســامعين بسـمعِه
كمـا لـذّ فـي سمعِ الطَّروبِ الترنُّمُ
كَسا العِرضَ من حُسنِ الثّنا خيرَ حُلّةٍ
لهـا الفخـرُ يُسدي والمَكارِمُ تُلحِمُ
لـه الطّعَنـاتُ النُّجْـلُ تبكي كأنّها
عُيـونٌ رأتْ يـومَ النّـوى فهْيَ تَسْجُمُ
ولا عجبـاً يَجـري حَيـاً وهْـو شـُعلةٌ
ويَضـرمُ نـاراً في الوغى وهْو خِضْرِمُ
يَصــولُ بفجــرٍ كـاذبٍ وهـو صـارمٌ
ويســطو بنجـمٍ ثـاقبٍ وهْـو لهـذَمُ
دنــانيرُه صـُفْرُ الوجـوهِ لعِلمِهـا
بــأنّ النّــوى فـي شـَملهِنّ محكَّـمُ
إذا زارَه العـافونَ يومـاً تشـتّتَتْ
كــأدمُعِ صــَبٍّ قــد دعتْهُـنّ أرسـُمُ
فلـو جلـسَ الأقمـارُ مـن حولِه دُجىً
دَرَوا أنّـه المَـولى وإنْ كان منهُمُ
ولـو أنفقَتْهـا فـي الهِباتِ يَمينُه
لقــلَّ لـدَيها بَـدرُها وهْـوَ دِرْهَـمُ
ولـو كفِلَـتْ أهـلَ الهوى دِرعُ أمنِه
لـردّتْ سـِهامَ الأعيُـنِ النُجْـلِ عنهُمُ
حطَمْــنَ عَــواليهِ قَنـا كُـلِّ فتنـةٍ
فكِـدْنَ لِقامـاتِ الدُمى البِيضِ تُحطَمُ
ورُدَّتْ ســُيوفُ الجَـورِ وهـي كليلـةٌ
فأوشـَكْنَ حتّـى أنصـُلُ الغُنـجِ تكْهَمُ
لـه بَيـتُ مجـدٍ شـامخٌ فـي صـعيدِه
تعفَّــرُ آنــافُ المُلــوكِ وتُرغَــمُ
تُطنِّبُـه شـمسُ الضـُحى فـي حِبالِهـا
وتســمُكُه أيــدي السـِّماكِ وتـدعَمُ
يـودّ حَصـاهُ الـدهرُ لـو أنّـه غَدا
علــى جِيـدِه عِقْـداً يُنـاطُ ويُنظَـمُ
وحسـبُ الـدُجى فخـراً بحَصباءِ أرضِه
لـو اِنتـثرَتْ مـن فـوقِه وهْي أنجُمُ
تُقبِّلُهــا الأفــواهُ حتّــى كأنّهـا
ثُغـورُ الغَـواني فهْـي تُهوَى وتُلثَمُ
نجيـبٌ نمَتْـهُ الغُـرُّ مـن آلِ حيـدَرٍ
مُلـوكٌ علـى كـلِّ المُلـوكِ تقـدّموا
جِنــانُ نَعيــمٍ غيــر أنّ سـُيوفَهُم
لتعــذِيبِ أرواح الطُغــاةِ جهنّــمُ
مُزانـونَ فـي حَلْي العُلا منذُ خلعِهم
تمــائِمَهمْ بالمَكرُمــاتِ تختّمــوا
مَصـاليتُ يـومَ الكَـرِّ من شِئتَ منهمُ
بـه يُصـدَم الجيـشُ اللُّهـامُ ويُهزَمُ
مَضـوا وأتـى مـن بعـدِهم فأعادَهُم
إلـى أن رأى كـلَّ الـوَرى إنّهم هُمُ
تحـدّر فـي الأصـلابِ حتّـى أتَـتْ بـه
فكـان هـو السـرُّ الخفـيّ المُكتّـمُ
أبــوهُ ذُكـاءٌ أعقبَـتْ خيـرَ أنجُـمٍ
ولكنّــه نجــمٌ هـو البـدرُ فيهـمُ
كريــمٌ لــديه زِدْتُ قـدْراً ورِفعـةً
وتكرمــةً والحُــرُّ للحُــرِّ يُكــرمُ
فلــي كـلَّ حيـنٍ منـه لُطـفٌ مجـدَّدٌ
ولـي كـلَّ يـومٍ مـن أيـادِيه أنعُمُ
أمَــولايَ يــا مـولايَ دعـوةَ مُخلـصٍ
حليـــفِ ولاً فـــي وُدّه لا يُجَمْجِــمُ
لقـد أوجبَـتْ نُعمـاكَ حجّـاً وعُمـرةً
علــى ذمّــتي والحـجُّ فـرضٌ محتّـمُ
فهـل إذن لـي أقضـي حُقـوقَ مناسكٍ
تُشــاركُني فيهـا الثّـوابَ ونَغنَـمُ
ليَهنـكَ صـومُ الشـهرِ وُفّيـتَ أجـرَهُ
وبـالعزِّ عُقبـاهُ لـك اللَّـهُ يختـمُ
وعــودةُ عيــدٍ قــد تزيّـن جيـدُه
بطَــوقِ هِلالٍ نُــونُه ليــس تُعجَــمُ
هِلالٌ إذا قــــابلْتَه زال نقصـــُه
فيشــرقُ ليلاً وهــو بــدرٌ متمَّــمُ
يصــوغ لـوِردِ الليـلِ مِخلـبَ فضـّةٍ
ولــولاك أمســى وهْـو ظُفـرٌ مقلَّـمُ
فلا زِلـتَ تَكسو وجههُ مَنْ سَنا العُلا
ولا زال بالإقبــالِ نحــوكَ يخــدُمُ
لعينيـكَ يبـدو وهْـو قلـبُ حَـبيبِه
ويَلقـى الأعـادي وهْـو سـيفٌ مصـمِّمُ
شهاب الدين بن معتوق الموسوي الحويزي.شاعر بليغ، من أهل البصرة. فلج في أواخر حياته، وكان له ابن اسمه معتوق جمع أكثر شعره (في ديوان شهاب الدين -ط).