
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ويـا وَميـضَ بُـروقِ المُـزنِ إن سفَرتْ
عـن الثّنايـا فغُـضَّ الطَّـرْفَ واِستَتِرِ
ويـا وَجيـزَ عِبـارات البيـان لقـد
أطْنَبـتَ فـي وصف ذاك الخَصْر فاِختصِرِ
هـذا الأُبَيـرِقُ فـي فِيهـا فَيا ظمئي
إلـى عُـذَيبِ عَقيـق المَبسـمِ العَطِـرِ
وذا الغـوَيرُ تراءى في الوشاح فَوا
شـوقي إليـه وهـذا الجزعُ في الأزُرِ
بمهجَــتي نـارُ حسـنٍ فـوق مِرشـفِها
تشـَبُّ مـن حـولِ ذاك المنظـرِ الخَضِرِ
مـرّت بنـا وهْـي تُبـدي نونَ حاجِبها
والصـُّدغُ يلثـم منهـا وردةَ الخفَـرِ
ففـوّقَ القـوسُ نبـلَ العين وا حزَني
وقـاربَ العقـرَبُ المِرّيـخَ وا حـذَري
وحــدّثتْنا فخِلنــا أنّهـا اِبتسـَمَتْ
زُهْـرُ النجـومِ حـديثاً في فمِ القمرِ
أمَــا وبلّــورَتي فَجــرٍ تلثّـم فـي
يــاقوتَتي شــفقٍ يفــترُّ عــن دُرَرِ
مـا خِلـتُ قبلَـك أنّ الحتْف يَبرزُ في
زِيّ العُيــونِ مــن الآرامِ والعُفُــرِ
لـولا اِبتسـامُكَ لم تجرِ العيونُ دَماً
والمُـزْنُ لم تبكِ لولا البَرقُ بالمطَرِ
لــو بِيـعَ وصـلُك للعـاني بمُهجتِـه
هـانَتْ عليـه ومَـن للعُمـي بالبصـَرِ
أفنَيْـتُ مـاءَ عيـوني بالصـّدودِ بُكاً
وجـذوةُ الصـيفُ تُفنـي لجّـةَ الغُـدُرِ
خُلـوُّ قلبـك مـن نـارِ الهـوى عجَـبٌ
ومكمَـنُ النـارِ لا ينفَـكُّ فـي الحَجَرِ
لا تمقُـتي أثـراً بي في الخُطوبِ بَدا
فزينَــةُ الصــّارم الهِنـديّ بـالأثرِ
ولا تــذُمّي بيـاض الشـّيب إن شـُعِلَتْ
شـموعُه فـي سـواد الليـل من شَعَري
فالمرءُ كالجمرِ في حالِ الخُمودِ يُرى
فيه السّوادُ ويبدو النورُ في السَّعَرِ
للَّــه دَرُّ لَيــالٍ بــالحِمى ســلَفتْ
بيـضٌ تُـرى فـي جِباه الدّهر كالغُررِ
وكـم عَشـَوْنا بجنّـاتِ النّعيـم إلـى
سـَناءِ نـارَينِ مـن جَمْـرٍ ومـن قُطُـرِ
وبَــدرِ خِـدر بِشـبهِ الليـل مُنتَطِـقٍ
مُبَرقــعٍ بســناءِ الفَجــرِ مُعتَجِــرِ
لا أصـبح الليـلُ من فَودَيهِ ما بزَغَتْ
شــمسُ المُدامــة بالآصـالِ والبُكَـرِ
ولا عَـدا اللّثْمُ ذاك البدرَ ما قذَفَتْ
أيـدي اِبـنِ منصور للعافين بالبُدَرِ
سـوادُ عيـنِ المَعـالي نَقْـشُ مِعصَمِها
بيـاضُ صـَلْتِ العَطايـا مَبسـِم السّتَرِ
ســهمُ المنيّــة دِرعُ المُلـكِ جُنّتُـه
سـِنانُ رمـحِ الليـالي صـارمُ القدَرِ
ممَلّــكٌ ســاس أحـوالَ الرعيّـة فـي
عَــدْلٍ يؤلّــفُ بيـن الأُسـْدِ والبَقَـرِ
لـو ذاقـتِ النَحْـلُ مَرعى سَوطِ نِقمَتِه
لَمُـجَّ منهـا مَسـيلُ الشـّهدِ بالصـّبرِ
لـو جـاد صـيّبُه العِينَ المَها نَبتَتْ
جُلودهـا بـالحرير المَحْـضِ لا الوَبَرِ
لــه جِبــالُ حُلــومٍ لـو شـوامخُها
رسـَتْ علـى السـّبعة الأفلاكِ لـم تَدُرِ
قِـرْنٌ تقنّـص بـالبيضِ الجـوارِح مـنْ
أعلـى غُصـونِ العَـوالي طائرَ الظّفَرِ
يـا عُصـبةَ الحـاجِ هـذا لُـجُّ راحتِه
فيَمّمـي اليـمّ تسـتغني عـن الحجَـرِ
ويـا شـُموسَ الكُماة الشوسِ إن طلَعت
نجــومُه فـي ظلامِ النّقـع فاِنكَـدري
بَـدا لنـا فبـدا في ضمن جوهَره الْ
فَــردِ الكِـرام بجمـعٍ غيـرِ منحصـِرِ
فكـان فـي الحِلم كالمرآة حين يُرى
يُعَـدّ فـرداً ومـا فيهـا مـن الصّورِ
وِتْـرُ البريّـة شـفعُ الـدّهر جُملَتُـه
جمْـعُ الفخـارِ مُثنّـى النّفْع والضّررِ
فـالحربُ تُثنـي عليـه لُسـْنُ أنصُلِها
والحتـفُ يَثنـي عليـه عِطـفَ مـؤتَمِرِ
لـو فـاضَ طوفـانُ نـوحٍ من ندى يدِه
لمـا نَجـا منـهُ بـالألواحِ والدُّسـُرِ
أو شــاهدَ الملْــكُ شــدّادٌ جلالَتـه
لعفّــر الــذُعْرُ منــه خـدَّ مُحتقـرِ
دعِ الروايـات فـي الماضـي فرؤيتُه
أقـوى فليـس عِيـانُ الأمـر كـالخبَرِ
فأشـرقَ النّقـعُ منهـا واِنجلـى شفقٌ
مـن الـدِماءِ علـى الهامات والطُّرَرِ
يا ناظمَ المجدِ يا سِمْطَ الفضائلِ بل
يـا حِليةَ المَدْح بل يا زينةَ البَشرِ
ثمَنْتَ في سيفكَ السّبْعَ الزّواخرِ والس
سـبعَ الكـواكبَ لا بـل سـبعة الكِبَرِ
وزِدْتَ فــي المُلــك إجلالاً ومقــدرةً
حتّـى جلَلْـتَ عـن التحديـد والقـدرِ
مـولاي يـا واحِـدَ الـدُنيا وسـيّدَها
والماجِـدَ المُحسـِنَ المُزْري بكلّ سَري
ســَمعاً لــدعوةِ عبــدٍ تحـت رِقّكُـمُ
يرجـو لـديكَ ينـالُ الفـوزَ بالوَطَرِ
قـد فرّ من عبدِك الدهرُ المُسيءُ إلى
حُسـنى صـَنيعِك يـا ذا العِزِّ والخَطَرِ
فــأنتَ إن خــانتِ الأيّـامُ معتمَـدي
وأنــتَ إن قــلّ وَفْـري خيـرُ مـدَّخَرِ
شهاب الدين بن معتوق الموسوي الحويزي.شاعر بليغ، من أهل البصرة. فلج في أواخر حياته، وكان له ابن اسمه معتوق جمع أكثر شعره (في ديوان شهاب الدين -ط).