
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مِيلـوا بنـا نحـوَ الحجـونِ ونكّبوا
حيــثُ الهــوى منـه فثـمّ المَطلَـبُ
أُمّــوا بنــا أُمَّ القُــرى فلعلّنـا
نـدنو إلـى لَيلـى الغَـداةَ ونقـرُبُ
وَصـِفوا لسـُكّانِ الصـّفا كـدَري عسـى
أن يُنصـِفوا يومـاً فيَصـفو المشـرَبُ
وذَروا القُلــوبَ الواجبـاتِ برَبْعِـه
تقضــي الحُقـوقَ الواجبـات وتنـدُبُ
وقِفـوا علـى الجمَراتِ نسألُ مَنْ بها
عمّــن لهـا بصـُدورِنا قـد ألهَبـوا
واِرْعـوا الجوارِحَ أن تصيّدَها المَها
فمــنَ العُيــونِ لهـا شـِراكٌ تُنصـَبُ
وتجسّسـوا قلـبي فـإنْ لـم تظفَـروا
فيـهِ بهـا وأنـا الضـّمينُ فحَصـِّبوا
واِنحـوا يَميـنَ منـىً فثمَّ منَ المُنى
ســـرٌّ بأحشـــاءِ المَنــونِ محجَّــبُ
واِهْوُوا سُجوداً في ثَراهُ وصدّقوا الر
رُؤيــا بنحرِكُــمُ القلـوبَ وقرّبـوا
يــا ســاكني جمــعٍ وحـقِّ جميعكُـم
لَهـــوايَ بيــن شــِعابِكم متشــعِّبُ
أظَنَنْتُـــم أنّـــي أمَــلُّ عــذابَكُم
وعـــذابكُم يحلــو لــديّ ويعــذُبُ
وجّهْتُـــمُ تِلقـــاءَ مَــدْيَنِ حبّكــم
قلـــبي فأصــبحَ خائِفــاً يــترقّبُ
وأخــذتُموهُ فــي قِصــاص خُــدودِكم
وهـو البَـريُّ وطَـرفُ عَينـي المُـذنِبُ
إنّـــي لأعجَــبُ مــن كِلام ظِبــائِكُم
وطلــوعُ أنجُمِكــم ضـُحىً هـو أعجَـبُ
أســتغربُ الأســنان تُنبــتُ لؤلـؤاً
وتصــــوّرُ الألفـــاظَ دُرّاً أغـــرَبُ
والقلــبُ تحرُســُهُ مَعاصــمُ ريمِكُـم
ويزيـدُ فـي نُطـقِ الوشـاحِ الرَبـرَبُ
يبــدو بحبّكُــمُ الغــزالُ مبرقعـاً
ويميــلُ غصــنُ البـان وهـو معصـَّبُ
أقمـــارُكم فـــوقَ الأهلّــةِ طُلَّــعٌ
وشُموســـُكُمْ تحــت الأكِلّــة تَغــرُبُ
صـُنتُم ثُغـورَ الحُسـنِ عن جُندِ الهَوى
فحميتُموهـــا فــي جُفــونٍ تضــربُ
للَّــه مغنــىً فـي الحِمـى بخـدورِه
يكفُلْــنَ بيضــاتِ النّعــامِ الأعقُـبُ
مغنـىً تُشـاهَدُ فـي مواقـف حيّـه ال
آســـادُ تمــرَحُ والجــآذِرُ تلعــبُ
نُــزُلاً يُضــيءُ كــأنّ ملعَــبَ سـربِه
فلَـــكٌ بأقمـــارِ الظّلامِ مُكَـــوكَبُ
أفــدي بُــدورَ ســَراةِ حــيٍّ فـوقَه
ضـربوا القِبابَ على الشموسِ وطنّبوا
ونُجـــومَ حُســـنٍ تحتمــي بأهلّــةٍ
أجـرَتْ ضـِياها فـي الشـّبيبةِ أقضـُبُ
ومعاشـــِرٍ فضــلاتُ قصــدِ رمــاحِهم
يــومَ القِـرى تكفيهِـم أن يخطُبـوا
نصـبوا السـّحابَ الصـاعِقاتِ فقلّدوا
منهـا ومـن فـوقِ البُـروقِ تنقّبـوا
يــا حبّـذا عصـرٌ مضـى لا عَيـبَ فـي
عُقبــــاهُ إلّا أنّــــه لا يُعقــــبُ
أزكــى وألطَــفُ مـن رسـائِل عاشـقٍ
آصــــالُه وأرقُّ ممّــــا يُنســــَبُ
فــإلى مَ يمطُلُنـي الزّمـانُ بعَـوْدِه
هيهــاتَ ليــس بعــائِدٍ مـا يـذهَبُ
وعْــدُ الزّمــانِ إذا تحقّــق صـِدْقُه
فعســاهُ مــن فلَـقِ الدُّجنّـة أكـذَبُ
عجبـاً لهـذا الـدّهرِ يغـدُر بالفتى
ويَســوءُ نفــسَ المـرءِ وهْـو محبَّـبُ
لــم يُــرْوِ منتجِعـاً رَشـاشُ سـحابةٍ
لــولا نـوالُ أبـي الحُسـينِ الصـيّبُ
ملــكٌ تَزيــنُ الـدّهرَ حِليـةُ فضـلِه
ويفــوزُ بالشـّرفِ الرفيـعِ المنصـبُ
حـرٌّ إذا نسـبوا الكِـرامَ يَفـوحُ من
أنســـابِه عبَــقُ النّــبيّ الأطيَــبُ
نســبٌ لـوَ اِنّ الفجـرَ حـاز ضـياءَهُ
عـاش الضـُحى أبـداً ومـات الغَيهَـبُ
أو فـي الـدُجى عن نورِه كُشِفَ الغطا
قــامت لــه الحِربــاءُ ليلاً ترقُـبُ
مــن آلِ حيــدرَةَ الغطارفـةِ الأُلـى
فرضـوا على الذِمَمِ النّوالَ وأوجَبوا
قـومٌ هـمُ الأمطـارُ إن فُقِـدَ الحَيـا
وهـمُ الصّواعقُ في الورى إن حُوربوا
النـاثرو عِقـدَ الطُلـى إن قوتِلـوا
والنـــاظِمو دُرَّ العُلا إن خُوطِبــوا
بشــرٌ تكــوّن مــن نــدىً وسـماحةٍ
فلِـــذا جــوانبُه تَليــنُ وتصــعُبُ
ليــثٌ يهــزُّ يَــداهُ شــُعلةَ صـارِمٍ
مــاءُ المَنـونِ يكـادُ منهـا يشـربُ
نهــرٌ مــن الفـولاذ أصـبح جاريـاً
منــهُ الفرِنـدُ وشـبّ منـه المضـرِبُ
عــدلٌ لـه صـفةُ الزّمـانِ إذا قضـى
بالســيف يخفِـضُ مـن يَشـاءُ وينصـِبُ
يقضــي بصـرْفِ الجمـعِ عـادلُ رُمحِـه
ولــدَيه يَبنـي المجـدَ مـاضٍ مُعـرَبُ
هــذا وحيــدُ العصـر فاضـلُه فـإن
شــكّكْتُمُ فــاِبْلوا الأنـام وجرّبـوا
لا يُشــكَرُ النــادي ويعبَــقُ طيبُـه
إلّا إذا غنّـــى ثنـــاهُ المُطـــرِبُ
بحــرٌ إذا ســُئِلَ النّــوالَ فــدُرُّه
يطفــو ودُرُّ البحــرِ فيــه يَرســُبُ
تَقفــوهُ مـن فتـحِ العقـابِ عِصـابةٌ
ويحــفّ فيــه مـن الضـّراغِم مـوكِبُ
غــازٍ إذا فـي اللّيـل صـلّتْ قُضـبُه
غنّــى الحمـامُ بـه وصـاح الحُنـدَبُ
يفـــترّ مُبتســماً فيُصــبحُ مــالُه
يبكــي ويرضـى السـيفُ لمّـا يغضـبُ
فطـــنٌ لفكرتِـــه بكـــلّ بديعــةٍ
لــفٌّ ونشــْرٌ فــي الأمــورِ مرتّــبُ
يصــفرُّ وجــهُ التّـبرِ خيفـةَ بـذلِه
فيكـــادُ جامــدُه يســيلُ ويــذهَبُ
لــو كـان شمسـاً لـم يسـعْهُ مشـرقٌ
ولَضـاقَ عـن كتـمِ الشـُعاعِ المَغـرِبُ
أو حـازَ وجـهُ الـدّهْر أدنـى بشـْرِهِ
مـا بـان فيـه مـن الخُطـوبِ تقَطُّـبُ
يـا اِبْـنَ الّـذي فـي عِلمِـه وحُسامِه
عُــرِفَ الإلــه وبـان فيـه المـذهبُ
لـم تتّخـذْ غيـرَ المهنّـدِ في الوغى
إلْفــاً ولا غيــرَ المثقَّــفِ تَصــحَبُ
ولَـــرُبَّ معـــترَكٍ كـــأنّ قَتــامَهُ
والــبيضُ تلمــعُ فيـه نـورٌ أشـيَبُ
تبكـي بمـوقفِه الطُلـى وفـمُ الرّدى
بالضــّربِ يبســِمُ منـه ثغـرٌ أشـنَبُ
صـــامَتْ صـــوارمُه وصــلّتْ قُضــبُه
فالهــامُ تســجدُ والمنايـا تخطُـبُ
كـم فيـه ألقـى مـن غـديرِ مُفاضـةٍ
يبــدو عليـه مـن صـَداها الطّحْلُـبُ
أورَدْتَ فيــه الســيفَ وهْـو حديـدةٌ
وصــدرْتَ وهْــو مـن النّجيـع مـذهّبُ
وتركْـتَ فيـه مـن الـرؤوس صـوامِعاً
صــلّى عليهــا القشــْعَمُ المـترهِّبُ
وركبْــتَ تلحقُــك النســورُ وإنّمـا
يسـري وراهـا فـي حشـاها المقنَـبُ
للّــه دَرُّك مــن فــتىً لـم تـترُكَنْ
شــيئاً مـن المجـدِ المؤثّـلِ يُطلَـبُ
صـيّرْتَ سـيفَك يـا علـيُّ إلـى العُلا
فركِبْــتَ منــه غضــنْفَراً لا يُركَــبُ
مــا فـوّق المِقـدارُ سـهماً صـائِباً
فرمـــى بـــه إلّا ورأيُــكَ أصــوَبُ
مــولايَ ســَمعاً مــن رقيــقٍ مُخلـصٍ
مــدْحاً لــه الـودُّ الصـحيحُ يهـذِّبُ
مــدحاً غَــدا هـاروتُ عنـدَ نشـيدِه
للســـّحرِ مـــن ألفــاظِه يتكســّبُ
تَحكــي فــرائِدُه العُقــودَ وإنّمـا
أبكارُهــــا مكنونـــةٌ لا تُثقَـــبُ
فأجِــلْ بهــا فِكـراً ولا تغـترَّ فـي
بـــرقٍ ســواهُ فــإنّ ذلــك خُلَّــبُ
وتَهَــنَّ بالعيــد الّـذي لـولاكَ مـا
عــادَ الأنــامُ فكــرّروه ورحّبــوا
وتـــوفَّ أجْـــرَ صــيامِه وفِطــارِه
قلــبَ العِــدا واِلْبَــسْ عَلالاً يُسـلَبُ
شهاب الدين بن معتوق الموسوي الحويزي.شاعر بليغ، من أهل البصرة. فلج في أواخر حياته، وكان له ابن اسمه معتوق جمع أكثر شعره (في ديوان شهاب الدين -ط).