
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـذا الحِمـى فـاِنزِلْ علـى جَرعائِهِ
واِحْـذَرْ ظُبـا لَفَتـاتِ عِيـنِ ظِبـائِهِ
واِنشـُدْ بـه قلبـاً أضـاعَتْه النّوى
مــن أضـلُعي فعَسـاهُ فـي وَعْسـائِهِ
وســَلِ الأراكَ الغـضَّ عـن روحٍ شـكَتْ
حَــرَّ الجَـوى فلجَـتْ إلـى أفيـائِهِ
واِقصــِد لُبانـاتِ الهَـوى فلعلّنـا
نَقضــي لُبانـاتِ الفـؤادِ التّـائِهِ
واِضـمُم إليـكَ خُـدودَ أغصانِ النّقا
واِلثِـمْ ثُغـورَ الـدُرِّ مـن حَصـبائِهِ
واِسـْفَحْ بـذاكَ السـّفْحِ حـول غَديرِه
دمعــاً يعســجِدُ ذَوبَ فضــّةِ مـائِهِ
ســَقياً لــه مـن ملعـبٍ بعُقولِنـا
وقُلوبِنــا لعِبــتْ يَــدا أهـوائِهِ
مغنـىً بـه تهـوى القُلـوبُ كأنّمـا
بــالطّبعِ يجــذبُها حصـى مَغنـائِهِ
أرجٌ حكــى نفَــسَ الحَـبيبِ نَسـيمُهُ
يُـذكي الهَـوى في الصّبِّ بَردُ هَوائِهِ
نفَحــاتُهُ تُــبري الضـّريرَ كأنّمـا
ريــحُ القميـص تهـبّ مـن تلقـائِهِ
فلتحْـذَرِ الجَرحـى بـه أن يسـلكوا
يومــاً فيشــتاقوا ثَـرى أرجـائِهِ
عهـدي بـه ونُجـومُ أطـرافِ القَنـا
والبِيــضُ مشــرقَةٌ علــى أحيـائِهِ
والأُســْدُ تـزأرُ فـي سـُروجِ جِيـادِه
والعِيـنُ تبغَـمُ فـي حِجـالِ نِسـائِهِ
والطّيــفُ يَطرقُـه فيعثُـرُ بـالرّدى
تحــت الـدُجى فيصـدُّ عـن إسـرائِهِ
والظــلُّ تقصــرُه الصــَّبا وتمـدُّهُ
والطيـرُ يعـرِبُ فيـه لحـن غِنـائِهِ
لا زالَ يَســقي الغَيـثُ غُـرَّ مَعاشـرٍ
تَســقي صــوارِمُهم ثَــرى بَطحـائِهِ
لا تُنكِــرَنْ يـا قلـبُ أجـرَك فيهِـمِ
هُـمْ أهـل بَـدرٍ أنـت مـن شـُهدائِهِ
لــولا جُمـودُ الـدُرِّ بيـن شـِفاهِهم
مـا ذابَ فـي طَرْفـي عقيـقُ بُكـائِهِ
للَّــهِ نفــسُ أسـىً يصـعِّدها الأسـى
ويردّهــا فـي العَيْـنِ كـفُّ قَـذائِهِ
حُبِســَتْ بمُقلتِــه فلا مــن عَينــه
تجــري ولـم تَرجـعْ إلـى أحشـائِهِ
مَـنْ لـي بخِشـفِ كِنـاسِ خِـدرٍ دونَـه
مــا يُحجِـمُ الضـرغامُ دون لِقـائهِ
أحـوى حـوى إلْفَ الجآذِر في الفَلا
والشــيءُ منجــذبٌ إلــى نُظـرائِهِ
حسـنٌ إذا فـي ظُلمـةِ اللّيلِ اِنْجلى
تعشـو الفـراشُ إلـى ضـياءِ بَهائِهِ
يُلقـي شـعاعُ الخدِّ منه على الدُجى
شــفقاً يعصــفِرُ طيْلَســانَ سـمائِهِ
فـالبرقُ منـه يلـوحُ تحـت لِثـامِه
والغصــنُ منـه يَميـلُ تحـت ردائِهِ
لا غَــــرْوَ إن زارَ الهلالُ محلّـــهُ
فشــقيقُهُ الأســنى برُحْــبِ سـنائِهِ
أو نحـوَهُ نسـرُ النجـومِ هَـوى فلا
عجبــاً فبَيضــتُهُ بخِــدرِ خِبــائهِ
أنيــابُ لَيـثِ الغـابِ مـن حُجّـابهِ
ولــواحظُ الحربــاءِ مـن رُقَبـائِهِ
كـم قـد خلـوْتُ بـه وصـِدقُ عَفافِنا
يجلـو دُجـى الفحشـاءِ فجـرُ ضِيائهِ
مـا لـي ومـا للـدّهرِ ليـسَ ذُنوبُه
تفْنــى ولا عُتــبى علــى آنــائهِ
يجنـي علـى فضـلي الجَسـيمِ بفضلِه
وكـذا الجَهـولُ الفضـلُ من أعدائهِ
فكأنّمــا هـو طـالبي بقِصـاصِ مـا
صـــنعَتْهُ آبـــائي إلــى أرْزائهِ
شِيَمُ الزّمانِ الغدرُ وهو أبو الوَرى
فمـتى الوفـاءُ يُـرام مـن أبنائهِ
لحِقــوهُ فــي كـلِّ الصـفاتِ لأنّهـم
ظُرِفـوا بـه والمـاءُ لـونُ إنـائِهِ
فعَلامَ قلـبي اليـومَ يجرَحُـه النّوى
ولقـد عهِـدْتُ الصـّبرَ مـن حُلَفـائهِ
وإلــى مَ نَــدبي للــديارِ كـأنّه
فــرضٌ علــيّ أخــافُ فَــوْتَ أدائِهِ
يـا حبّـذا عيـشٌ على السّفحِ اِنقضى
والــدّهرُ يلحظُنــا بعَيـنِ وفـائِهِ
والشـملُ منتظِـمٌ كما اِنتظمَ العُلا
بِنــدى علــيٍّ أو عُقــودِ ثنــائهِ
ولياليــاً بيضــاً كــأنّ وجوهَهـا
مــن فوقِهــا ســحّت أكـفُّ عطـائِهِ
بحـرٌ إذا مـا مـدّ فـاِبنُ سـحابِنا
يــدري بــأنّ أبــاهُ لـجُّ سـخائهِ
ذو فتكَـةٍ إن كـان بـاللّيثِ الفَتى
يُــدعى مجـازاً فهـو مـن أسـمائِهِ
وأنامِــلٍ إن كـان يُعـرَفُ بالحَيـا
فيــضُ النّـوالِ فهـنّ مـن أنـوائِهِ
ملـكٌ يعـوذُ الـدينُ فيه من العِدى
فيَصــونُ بيضــتَهُ جنــاحُ لِــوائِهِ
كالزَّنْــدِ يُلهِبُـه الحديـدُ بقَرْعِـهِ
فيكـادُ يـوري البـأس مـن أعضائِهِ
يسـطو بعزْمَتِـه الجبانُ على العِدى
كالســّهمِ يحمِلُــه جنــاحُ سـوائِهِ
بالفضــلِ قلّــد فيـه جِيـدَ متـوّجٍ
تُمســي الثُريّــا وهْـي قُـرطُ علائهِ
مَــنْ للهِلالِ بــأن يَصــوغَ سـِوارَهُ
نَعْلاً فيمشــي وهْــو تحــت حِـذائِهِ
بــل مَـنْ لنعْـشٍ أن تكـونَ بنـاتُه
تُضــحي لــديه وهْـيَ بعـضُ إمـائهِ
فطـنٌ تكـادُ العُميُ تُبصرُ في الدُجى
لـو أنّهـا اِكتحلَـتْ بنـورِ ذكـائِهِ
يرمــي العيـوبَ بـذهنِ قلـبٍ قُلَّـبٍ
فتلــوحُ أوجهُهــا لــه بصــفائهِ
لـو أنّ عيـنَ الشـمسِ عـن إنسانِها
ســُئِلتْ لأهــدَتْنا إلــى ســَودائِهِ
أو قِيــلَ للمِقــدارِ أيـن سـهامُه
كـــانت إشـــارتُه إلـــى آرائهِ
يـا طـالبَ الـدُرِّ الثّميـنِ لحَلْيِـهِ
لا تشــتريه مــن ســوى شــُعرائهِ
أيــنَ اللآلــي مــن لآلــئ مَـدحِه
ظفِـرَتْ بهـا الأفكـارُ مـن دأمـائهِ
إنْ كُنــتَ تجهـلُ يـا سـَؤل صـِفاتِه
فعليــكَ نحــنُ نقـصُّ مـن أنْبـائهِ
العـدلُ والـرأيُ المسـدَّدُ والتُقـى
والبــأسُ والمعـروفُ مـن قُرَنـائِهِ
ذاتٌ مجــرّدةٌ علــى كــلّ الــورى
صــدقَتْ كصـدقِ الكُـلّ فـي أجـزائهِ
انظُــرْ مَغاضـَتَهُ تَـرى عجبـاً فقـدْ
شـملَ الغـديرَ البحـرُ فـي أثنائِهِ
فهْـو ابـنُ مَـنْ سـادَ الأنامَ بفضلِه
خلَـفُ الكِـرامِ الغُـرِّ مـن أبنـائهِ
صــلّى ووالــدُه المُجلّــي قبلَــه
فـأتى المـدى فخـراً علـى أكفائِهِ
سـِيّانِ فـي الشـرفِ الرفيـع فنَفْسُه
مــن نفســِه وعُلاهُ مــن عَليــائِهِ
مـن آل حيـدرةَ الألى ورثوا العُلا
مــن هاشـمٍ والضـّربَ فـي هيجـائهِ
آلُ الرســـولِ ورهطُـــه أســباطُه
أرحــامُه الأدْنَــوْنَ أهــلُ عبـائهِ
نســبٌ إذا مــا خُـطَّ خِلْـتَ مِـدادَهُ
مـاءَ الحيـاةِ يفيـضُ فـي ظَلْمـائِهِ
نســبٌ يَضــوعُ إذا فضَضــْتَ خِتـامَه
فيُعطِّــرُ الأكــوانَ نَشــرُ كِبــائِهِ
أيــنَ الكـرامُ الطـالبونَ لحـاقَهُ
منــهُ وأيــن ثَنـايَ مـن نَعمـائِهِ
يـا أيّهـا المَـولى الّـذي بيمينِه
فـي المـال قـد فتكَـتْ ظُـبى آلائِهِ
ســَمعاً فــدَيْتُك مـن حَليـفِ مـودّةٍ
مــدْحاً يَلــوحُ عليــهِ صـِدقُ ولائِهِ
مـدحاً تَميـلُ لـه الطِبـاعُ كـأنّني
أتلـو عليـهِ السـحرَ فـي إنشـائِهِ
بصــفاتِك اللّاتــي بهــرْنَ مزَجتُـه
فعبِقْــن كــالأفواهِ فــي صـَهبائِهِ
فاِســتَجلِه نظمــاً كــأنّ عروضــَه
زهَــرُ الرُبــا ورويّــهُ كــرُوائِهِ
واِســْرُرْ هِلالَ العيـدِ منـكَ بنظـرةٍ
تكفيــهِ نقْــصَ التِــمِّ مــن لألائِهِ
فجبينُـك المَيمـونُ يمنحُـه السـّنا
وعُلاكَ يرفعُـــــه لأوجِ ســـــنائِهِ
طلــب الكمــالَ وليـس أوّلَ طـالبٍ
وأتــى إلــى جَـدواكَ باسـتجدائِهِ
واِظْهَــرْ لــهُ حتّــى يـراكَ فـإنّه
صــبٌّ كســاهُ الشـوقُ ثـوبَ خَفـائِهِ
ولَيَهْنِــكَ الصـّومُ المُبـاركُ فِطـرُهُ
واللَّــهُ يختِمُــه بحُســنِ جــزائِهِ
شهاب الدين بن معتوق الموسوي الحويزي.شاعر بليغ، من أهل البصرة. فلج في أواخر حياته، وكان له ابن اسمه معتوق جمع أكثر شعره (في ديوان شهاب الدين -ط).