
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تلثّــمَ بــالعقيقِ علـى اللآلـي
فغشـّى الفجـرَ مـن شـفَقِ الجمالِ
وقنّــعَ بالــدُجى شـمسَ المُحيّـا
فــبرقَعَ بالضـُحى ليـلَ القَـذالِ
وهــزّ قَــوامَهُ فثَنــى قضــيباً
إليــهِ تنقّلــتْ دولُ العــوالي
ودبّ عِـــذارُهُ فســـعتْ إلينــا
أفـاعي المـوتِ فـي صُوَر النِّمالِ
بَــدا فتقطّعــتْ مُهَـجُ الغـواني
وخاضــَتْ فيــه أحـداقُ الرجـالِ
وخُتِّــمَ بــالعقيقِ فـزان عنـدي
بمعصــَمِ وعــدِه حَلــيَ المِطـالِ
لقــد جرَحَــتْ نــواظِرُه فـؤادي
فمـا لَـك يـا صـَوارمَها وما لي
عمِلْـتِ الجـزْمَ بـي وخفضـْتِ منّـي
محــلّ النّصـبِ ثـمّ رفَعْـتِ حـالي
بروحــي منــه شخصــاً جُؤذَريّـاً
يَصـيدُ الأُسـْدَ فـي فعـلِ الغَـزالِ
تَــزاوَر عــن خِبـاهُ فثـمَّ شـمسٌ
تبلّــجَ حولَهــا فجــرُ النِّصـالِ
وخُــذْ عــن وجنتَيْــهِ فثـمَّ وردٌ
حَمـاهُ الهُـدْبُ مـن شـوكِ النِّبالِ
إلامَ أُلامُ فيــــه ولا أُحاشــــي
ويرقُبُنــي الحِمــامُ ولا أُبـالي
أورّي عــنْ هــواهُ بحــبِّ ليلـى
وفيــه تغزُّلــي وبـهِ اِشـتغالي
وليــلٍ كالبنفســجِ بــاتَ فيـهِ
ينشـــّقُني رَيـــاحينَ الوِصــالِ
دخلْــتُ عليـه والظُلُمـاتُ تُرخـي
ذَوائِبَهـــا علــى صــَلْتِ الهِلالِ
فقـدّم لـي العَقيـقَ قِـرىً لعَيني
وقــرّطَ سـَمعي الـدُرَرَ الغَـوالي
وبــات ضــجيعهُ الضـرغامُ منّـي
ومنــهُ مُضــاجعي ريـمُ الحِجـالِ
وقــام لـديهِ مـن وَرَعـي وعيـظٌ
يعرّفُنــي الحَــرامَ مــن الحَلالِ
إذا اِمتـدّتْ إليـه يَميـنُ نَفسـي
ثنَيْــتُ عنانَهـا بيَـدي الشـِّمالِ
وإنّـي فـتىً أميـلُ بلحْـظِ طَرْفـي
لمَـنْ أهـوى ويُغْضـي عنـهُ بـالي
وإنْ قـامتْ إلـى الفَحْشـاءِ يوماً
بــي الشـّهواتُ تُقعِـدُني خِصـالي
أحـبُّ الكِـذْبَ فـي التشبيهِ هَزْلاً
وأهـوى الصـِّدقَ فـي جِـدِّ المَقالِ
فلــي وَعْـظٌ أشـدُّ مـن الرّواسـي
ولــي غــزَلٌ أرقُّ مــن الشـَّمالِ
أنا الهادي إذا الشُعراءُ هامُوا
بـوادي الشـِّعرِ فـي ليـلِ الضّلالِ
مُجَلّـي السـابقين إلـى المَعاني
وفــارسُ بحثِهــا يـومَ الجِـدالِ
تـدلُّ لـدى النّشـيدِ بنـاتُ فِكري
علــى أذُنــي وتُنسـيني فِعـالي
ويشـهدُ لـي بـدعْوى الفضلِ قُربي
لــدى برَكــاتِ نقّـادِ المعـاني
تملّكَنــي هــواهُ فــزِدْتُ فضـلاً
وفضـلُ العبـدِ مـن شرَفِ المَوالي
جمــالُ الفضــلِ مركــزُ نيّرَيْـهِ
كمــالُ بُــدورِ أبنـاءِ الكَمـالِ
رفيــعُ عُلاً إلــى هـامِ الثُريّـا
رَقــي بسـلالِم الهِمَـمِ العَـوالي
مـوقّى العِـرضِ فـي سَنَنِ السّجايا
مُبيـدُ المـالِ فـي سـَبْقِ النّوالِ
شــُجاعٌ فيــه تتّســعُ المنايـا
إذا مـا كـرّ فـي ضـيقِ المجـالِ
إذا بـدُجى القَتـامِ بَـدا بـدِرْعٍ
أرانـا الشـمسَ فـي ثـوبِ الهِلالِ
هـو العـدلُ الّـذي بالوَصْفِ يعنو
لــه العلَــمُ المعـرَّفُ بـالجَلالِ
فكـمْ لعِـداهُ فيـه مـنَ الصّياصي
بُــروجٌ مــن كَواكبِهــا خــوالِ
غَــوامضُ فِكـرِه تَحكـي الـدَّراري
وطيــبُ ثَنـاهُ يَرخُـصُ بـالغوالي
يـرى الـدُنيا وإنْ عظُمَـتْ وجلّـت
لــديه أقـلَّ مـن شِسـْعِ النِّعـالِ
بـه اِنطلـقَ السـّماحُ وكان رَهْناً
وأضـحى البُخْـلُ مَشـدودَ العِقـالِ
تَزيــنُ بـه عواطِلهـا القـوافي
كمــا تـتزيّنُ الـبيضُ الحـوالي
فلـوْ مـسّ الصـّخورَ الصـُّمَّ يومـاً
لفجَّرَهُـــنَّ بالعَـــذْبِ الـــزُلالِ
كَمـــيٌّ لا تُقـــاتِلُهُ الأعـــادي
بأمضــى مــن ســُيوفِ الإبتهـالِ
إذا رَويَـــتْ صــَوارِمُهُ نَجيعــاً
ورَتْ بحُــدودِها نــارَ الوَبــالِ
كــأنّ دَمَ القُــرونِ لهـا سـَليطٌ
وحُمــرَ شــِفارِها شـُعَلُ الـذُبالِ
مـنَ القـومِ الّذين سَمَوْا وسادوا
علـى العَـرَبِ الأواخِـرِ والأوالـي
مُلــوكٌ كــالملائكِ فـي التّلاقـي
عَفـــاريتٌ جِيــادُهُمُ الســّعالي
أثيــلُ المجــدِ منصـورٌ عليهـمْ
وصـــارَ العــزُّ مَمــدودَ الظِلالِ
تـبيّن لـي الحِجـى والجـودُ فيه
ونـورُ المجـدِ مـن قبـلِ الفِصالِ
غَنيـتُ عـن الكِـرامِ بـه جميعـاً
وصـُنْتُ الـوجهَ عـن بـذْلِ السّؤالِ
أأسْتَســقي الســّحائِبَ نازِحــاتٍ
وهــذا البحـرُ معترِضـاً حِيـالي
وألقَيْـتُ السـِلاحَ ومـا اِحتِيـاجي
وفيــه تــدرُّعي وبـه اِعتِقـالي
ألا يــا أيُّهـا البطَـلُ المُرَجّـى
لــدَفعِ كتـائِبِ النـوَبِ العُضـالِ
ويــا سـَيفَ المَنـونِ وسـاعِدَيْها
وبــاري قَوســِها يـومَ النِّضـالِ
ويــا قمَــر الزّمـانِ ولا أُكَنّـي
وشـمسَ ضـُحى المُلـوكِ ولا أغـالي
لقــد غُبِــطَ العُلا بخِتـانِ شـِبلٍ
أبــوهُ أنـت يـا ليـثَ النِّـزالِ
شــَقيقُ الرُشــْدِ تَسـمِيةً وفـألاً
ســـَليلُ المجــدِ خيــرُ أبٍ وآلِ
نشــا فنَشــا لنـا منـه سـُرورٌ
يكــادُ يهــزُّ أعطــافَ الجِبـالِ
وحَمْحَمَـــــتِ الجِيــــادُ مهلِّلاتٍ
وصــالَ مكَبِّــراً يــومَ القِتـالِ
وقــرّتْ أعيُـنُ الـبيضِ المواضـي
ومِســْنَ معـاطِفُ السـُّمرِ الطِـوالِ
هـو الولَـدُ الّـذي بـأبيهِ نالَتْ
خُلــودَ الأمْــنِ أفئِدَةُ الرّجــالِ
فـدامَ ودُمْـتَ مـا اِكتَسـَبَتْ ضِياءً
نُجـومُ الليـلِ مـن شـمسِ النّوالِ
ولا زالَــتْ لــك الأيّــامُ تَـدعو
ولا بَرِحَـــتْ تُهنّيــكَ اللّيــالي
شهاب الدين بن معتوق الموسوي الحويزي.شاعر بليغ، من أهل البصرة. فلج في أواخر حياته، وكان له ابن اسمه معتوق جمع أكثر شعره (في ديوان شهاب الدين -ط).