
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَأَحمِلُ روحـي عَلـى راحَـتي
وَأَلقـي بِها في مَهاوي الرَّدى
فَإِمّــا حَيـاةٌ تَسـُرُّ الصـَديقَ
وَإِمّــا مَمـاتٌ يَغيـظُ العِـدى
وَنَفـسُ الشـَريفِ لَهـا غايَتانِ
وُرودُ المَنايـا وَنَيـلُ المُنى
وَما العَيشُ لا عِشتَ إِن لَم أَكُن
فَخَـوفَ الجِنـابِ حَـرامَ الحِمى
إِذا قُلـتُ أَصغى لي العالَمونَ
وَدَوّى مَقــالي بَيــنَ الـوَرى
لَعَمــرُكَ إِنّــي أَرى مَصــرَعي
وَلكِــن أَغــذُّ إِلَيـهِ الخُطـى
أَرى مَقتَلـي دونَ حَقّي السَليب
وَدونَ بِلادي هُـــوَ المُبتَغــى
يَلِــذُّ لِأُذنـي سـَماعُ الصـَليل
يَهيِّــجُ نَفسـي مَسـيلُ الـدِّما
وَجِســمٌ تَجَـدَّلَ فَـوقَ الهِضـابِ
تُناوشـــُهُ جارِحـــاتُ الفَلا
فَمِنــهُ نَصـيبٌ لِأُسـدِ السـَماءِ
وَمِنــهُ نَصــيبٌ لِأُسـدِ الشـَرى
كَســا دَمُـهُ الأَرضَ بِـالأُرجُوانِ
وَأَثقَـلَ بِـالعِطرِ ريـحَ الصَبا
وَعَفَّــرَ مِنــهُ بَهِـيَّ الجَـبينِ
وَلكِـن عَفـاراً يَزيـدُ البَهـا
وَبـانَ عَلـى شـَفَتَيهِ اِبتِسـام
مَعـانيهِ هُـزءٌ بِهـذي الـدُنا
وَنــاَ لِيَحلـمَ حُلـمَ الخُلـودِ
وَيَهنَـأَ فيـهِ بِـأَحلى الرُوءى
لَعُمـرُكَ هـذا مَمـاتُ الرِجـالِ
وَمَـن رامَ مَوتـاً شـَريفاً فَذا
فَكَيـفَ اِصطِباري لِكَيدِ الحُقودِ
وَكَيـفَ اِحتِمـالي لِسـومِ الأَذى
أَخَوفـاً وَعِنـدي تَهونُ الحَياةُ
وَذُلّاً وَإِنّـــي لَـــرَبُّ الإِبــا
بِقَلـبي سـَأَرمي وُجوهَ العُداة
وَقَلــبي حَديـدٌ وَنـاري لَظـى
وَأَحمـي حِياضـي بِحَـدِّ الحُسامِ
فَيَعلَـمُ قَـومي بِـأَنّي الفَـتى
عبد الرحيم بن محمود بن عبد الرحيم أبو الطيب العنبتاوي.شاعر ثائر شهيد، من أهل فلسطين، ولد ونشأ في (عنبتا) من قرى طولكرم، وتعلم بها وبكلية النجاح في نابلس.وعين مدرساً في النجاح إلى سنة 1936، ونشبت الثورة ضد الإنجليز فخاضها وله البيت المشهور الذي ألقاه بين يدي سعود بن عبد العزيز يوم زار فلسطين عام 1935.المسجد الأقصى أجئت تزوره أم جئته قبل الضياع تودعهوطورد من قبل البريطانيين فذهب إلى العراق والتحق بكلية بغداد العسكرية، وعين مدرساً في البصرة، وعمل في ثورة رشيد عالي الكيلاني (1941) ثم عاد إلى بلده.وعمل مدرساً في النجاح سنة (1948) وقامت المعركة في فلسطين فدخل جيش الإنقاذ برتبة ملازم، وخاض حرباً حتى أصيب بشظية مدفع في معركة الشجرة في الناصرة، واستشهد فيها.وجمع ما وجد من شعره بعد وفاته في (ديوان -ط)