
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعا الوَطَنُ الذَبيحُ إِلى الجِهادِ
فَخَــفَّ لِفَــرطِ فَرحَتِــهِ فُـؤادي
وَســابَقتُ النَسـيمَ وَلا اِفتِخـارٌ
أَلَيــسَ عَلَــيَّ أَن أُفــدي بِلادي
حَمَلـتُ عَلـى يَـدي روحـي وَقَلبي
وَمـــا حَمَّلتُهـــا إِلّا عَتــادي
وَقُلـتُ لِمَـن يَخـافُ مِنَ المَنايا
أَتَفــرَقُ مِـن مُجابِهَـةِ الأَعـادي
أَتَقعُـدُ وَالحِمـى يَرجـوكَ عَونـاً
وَتَجبُــنُ عَـن مُصـاوَلَةِ الأَعـادي
فَــدونَكَ خِــدرُ أُمِّـكَ فَـاِقتَحِمهُ
وَحَســبُكَ خِســَّةُ هـذا التَهـادي
فَلِلأَوطـــانِ أَجنـــادٌ شـــِدادُ
يَكيلــونَ الــدَمارَ لِأَيِّ عــادي
يُلاقــونَ الصــِعابَ وَلا تُشــاكي
أَشــاوِسُ فــي مَيــادينُ الجِلاد
تَراهُـم فـي الوَغى أُسداً غِضاباً
مَعاوينـاً إِذا نـادى المُنـادي
بَنـي وَطَنـي دَنـا يَومُ الضَحايا
أَغَــرُّ عَلـى رُبـا أَرضِ المعـادِ
فَمَـن كَبـشُ الفِـداءِ سـِوى شَبابٍ
أَبِــيٍّ لا يُقيــمُ عَلـى اِضـطِّهادِ
وَمَـن لِلحَـربِ إِن هـاجَت لَظاهـا
وَمِــن إِلّاكُــمُ قَــدحُ الزِنــادِ
فَسـيروا لِلنِّضـالِ الحَـقِّ نـاراً
تُصـَبُّ عَلـى العِـدى فـي كُلِّ وادِ
فَلَيــسَ أَحَــطَّ مِـن شـَعبٍ قَعيـدٍ
عَــنِ الجُلّــى وَمَـوطِنُهُ يُنـادي
بَنـي وَطَنـي أَفيقـوا مِـن رُقادٍ
فَمـا بَعـدَ التَعَسـُّفِ مِـن رُقـادِ
قِفـوا فـي وَجـهِ أَيٍّ كـانَ صـَفّاً
حَديـداً لا يَـؤولُ إِلـى اِنفِـرادِ
وَلا تَجِمــوا إِذا اِربَـدَّت سـَماءٌ
وَلا تَهِنــوا إِذا ثـارَت بِـوادي
وَلا تَقِفـوا إِذا الـدُنيا تَصـَدَّت
لَكُـم وَتَكـاتَفوا فـي كُـلِّ نادي
إِذا ضــاعَت فِلِســطينُ وَأَنتُــم
عَلـى قَيدِ الحَياةِ فَفي اِعتِقادي
بِـأَنَّ بَنـي عُروبَتِنـا اِستَكانوا
وَأَخطَــأَ سـَعيَهُم نَهـجَ الرَشـادِ
عبد الرحيم بن محمود بن عبد الرحيم أبو الطيب العنبتاوي.شاعر ثائر شهيد، من أهل فلسطين، ولد ونشأ في (عنبتا) من قرى طولكرم، وتعلم بها وبكلية النجاح في نابلس.وعين مدرساً في النجاح إلى سنة 1936، ونشبت الثورة ضد الإنجليز فخاضها وله البيت المشهور الذي ألقاه بين يدي سعود بن عبد العزيز يوم زار فلسطين عام 1935.المسجد الأقصى أجئت تزوره أم جئته قبل الضياع تودعهوطورد من قبل البريطانيين فذهب إلى العراق والتحق بكلية بغداد العسكرية، وعين مدرساً في البصرة، وعمل في ثورة رشيد عالي الكيلاني (1941) ثم عاد إلى بلده.وعمل مدرساً في النجاح سنة (1948) وقامت المعركة في فلسطين فدخل جيش الإنقاذ برتبة ملازم، وخاض حرباً حتى أصيب بشظية مدفع في معركة الشجرة في الناصرة، واستشهد فيها.وجمع ما وجد من شعره بعد وفاته في (ديوان -ط)