
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَــومي لَأَنتُــم عِــبرَة الأَقـوامِ
هَــل تُنســَبونَ لِيـافِتٍ أَو سـامِ
أَبنـاءُ عَمّـي مِـن نِـزارٍ وَيَغـرُبٍ
لَيســـوا بِــأَعرابٍ وَلا أَعجــامِ
يَتَرَسـَّمونَ الغَـربَ حَتّـى يُوشـِكوا
أَن يَعبُــدوهُ عِبــادَةَ الأَصــنامِ
مــا قَلَّــدوهُم مُبصـِرينَ وَإِنَّمـا
تَبِعــوا نِظــامَهُمُ بِغَيـرِ نِظـامِ
لِلغَــربِ عــاداتٌ كَغـازاتٍ سـَرَت
فـي الشَرقِ مَسرى الداءِ بِالأَجسامِ
لا تَـأمَنوا المُستَعمِرينَ فَكَم لَهُم
حَـــربٌ تَقَنَّــعَ وَجهُهــا بِســَلامِ
حَـربٌ عَلـى لُغَـةِ البِلادِ وَأَرضـِها
لَيســَت تُشــَنُّ بِمَــدفَعٍ وَحُســامِ
وَالشـَعبُ إِن سـَلِمَت لَـهُ أَوطـانُهُ
وَلِسـانُهُ لَـم يَخـشَ قَطـعَ الهـامِ
لا أَعــرِفُ العَرَبِــيَّ يَلـوى فَكَّـهُ
إِنَّ هَـــمَّ يَومـــاً فَكُّـــهُ بِكَلامِ
إِن فــاهَ تَسـمَعُ لَكنَـةً مَمقوتَـةً
مَــن فيــهِ سَكســونِيَّة الأَنغـامِ
لَفظـاً مِـنَ الفُصـحى وَآخَرَ نابِياً
كَالغــازِ مَمزوجـاً بِكَـأسِ مُـدامِ
لَهفـي عَلـى الفُصحى رَماها مَعشَرٌ
مِـن أَهلِهـا شـُلَّت يَميـنُ الرامي
لَـم يَهتَـدوا لِكُنوزِها فَإِذا بِهِم
يَرمونَهــا بِــالفَقرِ وَالإِعــدامِ
الــدَرُّ فـي طَـيِّ البُحـورِ مُخَبَّـأٌ
وَالتِّـبرُ إِن تَنشـدهُ تَحـتَ رُغـامِ
لَـن يَسـتَعيدَ العُربُ سالِفَ مَجدِهِم
وَلِســانُهُم غَــرَضٌ لِرَمـيِ سـِهامي
أَن يَرفَعوا ما اِنقَضَّ مِن بُنيانِهِم
فَالضـــادُ أَوَّلُ حــائِطٍ وَدعــامِ
إِن يَـزهُ شـَرقِيٌّ بِغَيـرِ العُربِ مِن
أَجــــدادِهِ الأَتـــراكِ وَالأَروامِ
فَأَنـا الفَخـورُ بِـأَنَّني لا يَنتَمي
لِلعُجــمِ أَخــوالي وَلا أَعمــامي
إِن تَسـأَلوا عَنّـي إِلى مَن أَنتَمي
فَــإلى رُعـاةَ النـوقِ وَالأَغنـامِ
أَبِغَيـرِ مَجـدِ بَنـي نِـزارَ وَيَعرُبٍ
يُزهــى عِراقِــيٌّ وَيَفخَــرُ شـامي
عبد الرحيم بن محمود بن عبد الرحيم أبو الطيب العنبتاوي.شاعر ثائر شهيد، من أهل فلسطين، ولد ونشأ في (عنبتا) من قرى طولكرم، وتعلم بها وبكلية النجاح في نابلس.وعين مدرساً في النجاح إلى سنة 1936، ونشبت الثورة ضد الإنجليز فخاضها وله البيت المشهور الذي ألقاه بين يدي سعود بن عبد العزيز يوم زار فلسطين عام 1935.المسجد الأقصى أجئت تزوره أم جئته قبل الضياع تودعهوطورد من قبل البريطانيين فذهب إلى العراق والتحق بكلية بغداد العسكرية، وعين مدرساً في البصرة، وعمل في ثورة رشيد عالي الكيلاني (1941) ثم عاد إلى بلده.وعمل مدرساً في النجاح سنة (1948) وقامت المعركة في فلسطين فدخل جيش الإنقاذ برتبة ملازم، وخاض حرباً حتى أصيب بشظية مدفع في معركة الشجرة في الناصرة، واستشهد فيها.وجمع ما وجد من شعره بعد وفاته في (ديوان -ط)