
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَغــى فـي قِسـمَةِ الأَرزاقِ نـاسُ
وَقــالوا هكَــذا قَســَمُ الإلـهُ
وَقـالوا إِنْ أَحَـبُّ اللَّـهُ عَبـداً
بِرِزقَتِــــهِ المقـــدِرَةَ اِبتَلاهُ
دَعَونــا إِن يَكُـن هـذا صـَحيحاً
يَــرَ الفُقَــراءُ مَعبــوداً خَلاهُ
رَأَيـتُ القَلـبَ إِمّـا ضـاقَ صَبراً
بِمَحبــــوبٍ لِحِرمـــانٍ ســـَلاهُ
لَقَـد وَصـَفوا الإِلـهَ بَشـَرِّ ظُلـمٍ
بِمــا كَــذَبوا تَنَـزَّهَ فـي عُلاهُ
قـالَ الظـالِمونَ وَقَـد تَمـادَوا
بِظُلـمِ النـاسِ غايَتُنـا السـَلامُ
فلَّمــا رامَ طَـرحَ القيـدِ عَبـدٌ
وَفَــكَّ قُيــودَهَ غَضـِبوا وَلامـوا
وَقـالوا أَثـائِرٌ يَبغي اِهتِزاماً
لِعـــالَمِهِم فَهَـــل هــذا كَلامُ
فَــإِن نَنظُـر إِلَيهِـم بِاِحتِقـارٍ
وَإِن نَحقِــد عَلَيهِــم هَــل نُلامُ
أَتَينــا لِلحَيــاةِ فَلـي نَصـيبٌ
كَمـا لَـكَ أَنتَ في الدُنيا نَصيبُ
فَلَــم تَعـدو وَتَغصـِبُني حُقـوقي
وَتَطلُــبُ أَن يُســالِمكَ الغَصـيبُ
أَعَـدلَكَ قـالَ أَن أَسـعى وَتَجنـي
وَأَطلُـــبُ المَعــاشَ فَلا أُصــيبُ
فَاِنصـــِفني وَلا تَجحَــف فَــإِنّي
أَخـوكَ إِذا دَهـا الخَطبُ العَصيبُ
إِلـى مـن هـادِمٍ جِسـمي فُتاتـاً
فَجابَــلَ طينَـتي فَمُعيـدَ سـَبكي
فَيَعبِكُنــي بِهـذا النـاسُ إِنّـي
غَريــبٌ بَينَهُــم فَيُجيـدَ عَبكـي
فَــإِنَّهُمُ رَأَوا وَرَأَيــتُ شــَيئاً
فَراحـوا يَضـحَكونَ وَرُحـتُ أَبكـي
كَــأَنّي مِــن رِوايَتِهِــم نَشـازٌ
سـَها الـراوي فَلَم يَحفَل بِحَبكي
جَعَلتُ نِضالي الظُلمَ هَمّاً وَدَيدَنا
لِأَنّـي بِـهِ حُلَّـت لَـدَيَّ المَعاضـِلُ
فَـأَحبَبتُهُ حُـبَّ الحَيـاةِ لِفَضـلِهِ
عَلَـيَّ وَلا تُنسـى لَـدَيَّ المَفاضـِلُ
فَواعَجَبـاً إِن نِلـتُ غايَةَ مَطلَبي
غَـداً فيـمَ أَلقاني أَعودُ أُناضِلُ
وَإِن وَصـَلَت أَرضـي رَغابي مُطيعَةً
فَهَـل لِسـَمائي عَـن وِصالِيَ عاضِلُ
أَرى المَعنــى بِقَلـبي جِـدَّ وافِ
وَإِن اِنظُمــهُ يُصــبِح غَيـرَ وافِ
فَــأَبحَثُ عَــن بَقايـاهُ فَـألَقى
بَقايــاهُ بِأَســنانِ القَــوافي
فَواتَعَبــاً تَعَــوَّفتُ المَعــاني
وَلَـم تَتعَـب وَعَبَّـت فـي عَـوافي
وَأَمــا كُنــتُ فـي جِنـاتِ عَـدنٍ
تَجــرِّرُ بـي لِصـَحراءِ السـَوافي
أَتَعشـُرُنا القَـوافي فـي قَصـيدٍ
كَمـا عُشـرَ الحَجيـجُ عَلـى طَوافِ
فهَـل مِـن شـارِعٍ شـَرعاً صـَحيحاً
يُوافينـا الحُقـوقَ عَلـى لِيـافِ
عبد الرحيم بن محمود بن عبد الرحيم أبو الطيب العنبتاوي.شاعر ثائر شهيد، من أهل فلسطين، ولد ونشأ في (عنبتا) من قرى طولكرم، وتعلم بها وبكلية النجاح في نابلس.وعين مدرساً في النجاح إلى سنة 1936، ونشبت الثورة ضد الإنجليز فخاضها وله البيت المشهور الذي ألقاه بين يدي سعود بن عبد العزيز يوم زار فلسطين عام 1935.المسجد الأقصى أجئت تزوره أم جئته قبل الضياع تودعهوطورد من قبل البريطانيين فذهب إلى العراق والتحق بكلية بغداد العسكرية، وعين مدرساً في البصرة، وعمل في ثورة رشيد عالي الكيلاني (1941) ثم عاد إلى بلده.وعمل مدرساً في النجاح سنة (1948) وقامت المعركة في فلسطين فدخل جيش الإنقاذ برتبة ملازم، وخاض حرباً حتى أصيب بشظية مدفع في معركة الشجرة في الناصرة، واستشهد فيها.وجمع ما وجد من شعره بعد وفاته في (ديوان -ط)