
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تِلــكَ أَوطــاني وَهــذا رَسـمُها
فــي ســُوَيداءِ فُــؤادي مُحتَفَـرْ
يَتَــراءى لــي عَلــى بَهجَتِهــا
حَيثُمـا قَلَّبـتَ فـي الكَونِ النَظَرْ
فـي ضـِياءِ الشَمسِ في نورِ القَمَر
في النَسيمِ العَذبِ في ثَغرِ الزَهَرْ
فـي خَريـرِ الجَـدوَلِ الصافي وَفي
صــَخَبِ النَهــرِ وَأَمـواجِ البَحَـرْ
فـي هَتـونِ الدَمعِ مِن هَولِ النَوى
فـي لَهيبِ الشَوقِ في قَلبي اِستَعَرْ
دِقَّــةُ النــاقوسِ مَعنـى لِاِسـمِها
وَاِســمُها مِلـءَ تَسـابيح السـّحَرْ
فِكــرَةٌ قَـد خـالَطَت كُـلَّ الفِكَـر
صــورَةٌ قَـد مـازَجَت كُـلًّ الصـُوَرْ
هِــيَ فــي دُنيــايَ سـِرٌّ مِثلَمـا
قَد غَدا اِسمُ اللَهِ سِرّاً في السُوَرْ
يــا بِلادي يــا مُنـى قَلـبيَ إِن
تَسـلَمي لـي أَنـتِ فَالـدُنيا هَدَرْ
لا أَرى الجَنَّـــةَ إِن أُدخِلتُهـــا
وَهـــيَ خُلــوٌ مِنــكَ إِلّا كَســقَرْ
مُنيَـتي فـي غُربَـتي قَبـلَ الرَدى
أَن أُمَلّــي مِـن مَجاليـكَ البَصـَرْ
ظَمِئَت نَفســـي لِمَغنـــاكِ فَهَــل
يُطفىـءُ الحَرقَـةَ بِالفُؤادِ القَدَرْ
فَيُصــلّي القَلــبُ فــي كَعبَتِــهِ
وَتَضــُمُّ الــروحُ قُدســِيَّ الحَجَـرْ
وَتَمرِّيــــنَ بَيمَنــــاكِ عَلـــى
جَسـَدٍ أَضـناهُ فـي البُعـدِ السَهَرْ
وَيُغَنّــي الطَيــرُ فــي أَشـجارِهِ
نَغَمــاً يُرقِــصُ أَعطــافَ الشـَجَرْ
خَبَـــرٌ تَنقُلُــهُ ريــحُ الصــِبا
وَيُــذيعُ الزَهـرُ أَنسـامَ الخَبَـر
وَيُلاقـــي كُـــلُّ إِلـــفٍ إِلفَــهُ
وَيَلُمّـــانِ الشــَتيتَ المُنتَثِــرْ
يـــا بِلادي أَرشـــِفيني قَطــرَةً
كُــلُّ مـاءٍ غَيـرَ مـا فيـكَ كَـدَرْ
لَيـتَ مِـن ذاكَ الثَـرى لـي حَفنَةٌ
أَتَمَلّـى مِـن شـَذا التُـربِ العَطِرْ
عبد الرحيم بن محمود بن عبد الرحيم أبو الطيب العنبتاوي.شاعر ثائر شهيد، من أهل فلسطين، ولد ونشأ في (عنبتا) من قرى طولكرم، وتعلم بها وبكلية النجاح في نابلس.وعين مدرساً في النجاح إلى سنة 1936، ونشبت الثورة ضد الإنجليز فخاضها وله البيت المشهور الذي ألقاه بين يدي سعود بن عبد العزيز يوم زار فلسطين عام 1935.المسجد الأقصى أجئت تزوره أم جئته قبل الضياع تودعهوطورد من قبل البريطانيين فذهب إلى العراق والتحق بكلية بغداد العسكرية، وعين مدرساً في البصرة، وعمل في ثورة رشيد عالي الكيلاني (1941) ثم عاد إلى بلده.وعمل مدرساً في النجاح سنة (1948) وقامت المعركة في فلسطين فدخل جيش الإنقاذ برتبة ملازم، وخاض حرباً حتى أصيب بشظية مدفع في معركة الشجرة في الناصرة، واستشهد فيها.وجمع ما وجد من شعره بعد وفاته في (ديوان -ط)