
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قلــبي يَقُــولُ لِطَيــفٍ منــكَ يطرقُنـي
عَســَى بفضــلِكَ تَحْــتَ اللَّيـلِ تَسـْرِقُني
خــذني لأَلْحَــقَ مَــوْلىً كنــتَ منزِلَــهُ
وَصــَاحِبي مَــنْ ضــَنَاهُ ليــس يَلْحقُنـي
ولـــو أَراد لَحَـــاقي كنــتُ أَســبقُه
لكــنْ مَــدامِعُ عينــي ســَوف تسـْبِقُني
يــا آخِـذَ القَلْـبِ فـي حِـلٍّ وفـي سـَعَة
بِشــَرْط أَخْــذِكَ بَعْــد القلْــبِ للبَـدَنِ
أَثِمــتَ فــي أَخْــذِ شــَيْءٍ واحـدٍ وإِذا
أَرَدْتَ تُــؤجَرُ خُــذْ شــَيْئَينِ فــي قَـرَنِ
يـا جنَّـةَ الخلـدِ قـد خلَّـدتِ فـي خَلَدِي
وســنَّةَ البَــدْرِ حُبِّــي فِيـكِ مِـن سـَنَي
وفِتْنــةً ســُلَّ فيهــا ســيفُ نَاظِرِهَــا
بـذا جَـرَى الرَّسـْمُ سَلُّ السيفِ في الفِتَنِ
لا شــيءَ أَعجــبُ عنــد الخلـقِ قاطبـةً
مِـنْ عِشـْقيَ السـرِّ أَو مـن حُسـْنِك العَلَنِ
والغصــنُ يُعْـرَف فـي البسـتان مَنْبِتُـه
وقَــدْ رأَينـا بِـكَ البُسـتَانَ فـي غُصـُنِ
حليــتُ ســمعي بأَلفــاظٍ نطقْــتَ بِهـا
لا زالَ لفظُــك مثـلَ القُـرْطِ فـي أُذُنـي
تهــوى الســَّماءَ وتســتَجْلي كواكِبهـا
شـوقاً إِلـى الأَهْـلِ أَو شَوْقاً إِلى الوَطَنِ
يقــولُ قــد غَــارَ حُسـْنى إِذ تُزَاحِمُـه
أَمَــا عَلِمْــتَ بــأَن الحُســْن يعشـقُني
بــالله قـم نَخْتَلـي الصـهباءَ ضـَاحكةً
وخــلِّ غَيْلاَنَ يَبْكِــي مــيَّ فــي الـدَّمَن
واجعـــل تواصـــُلنَا لَيْلاً ولا ســـُقِيت
فيــه حــوائمُ أَجْفَــانٍ مِــنَ الوَســَن
ســأَلتُ مــن لــم يَجِبْنـي مـن تَعـزُّزِه
فــانظر إِلــى ذُلِّ مِســْكينٍ وعـزِّ غَنـي
فَكَـــمْ يَعِـــزُّ وشــيطاني يَــذِلُّ بــه
وكــم يجــور وســُلْطَاني أَبُـو الْحَسـَنِ
مـن لا يُـرى الجـورُ فـي أَيـامِ دولتِـه
أَو يُبصــَرُ البَـرُّ يُجْـرَى فيـه بالسـُّفُنِ
الــواهِبُ الأَلْــفِ بعــد الأَلْـفِ سـَالمةً
مــن المِطَــالِ مُبَــرَّاةً مــن المِنَــن
انظـــر إِليــه إِذا جَــادَتْ أَنــامِلُه
وانظــر لخجْلَـةِ وجُـهِ العـارض الهَتـنِ
كَهْـــلُ الحداثَـــةِ نَظَّـــارٌ بِفطْنَتِــه
إِلــى العَــواقِبِ ريَّــانٌ مِــنَ الفِطَـن
مقــدَّس العقــلِ عــن عيـبٍ وعـن خَطَـلٍ
منــزَّهُ الســِّرِّ عــن عيــبٍ وعــن دَرَنِ
فــي الحسـْنَ والطِّيـب أَخبـارٌ لسـيرته
تُعْــزَى بعــدْنٍ ولا تُعــزَى إِلــى عَـدَن
لا نُطْـــقَ إِلا عَليـــهِ مـــن مَحَبَّتِـــه
يُثنـــى ولا مَــدْحَ إِلاَّ فــي عُلاه ثَنــي
يُبنَـى لـهُ القصـْر في بَحْرِ الوغى حُفِرت
أَساســُه وعلــى مَــوْجِ الســُّيوفِ بُنـي
تــأْبى ســجاياه أَن تَنْفَــكَّ عـن كَـرمٍ
في المقبض اللين أَو في الموقِفِ الخَشِن
عَلاَ عَلـــــيٌّ علــــى الأَملاك كلِّهــــمِ
بملكـــــه لِنواصــــيهِمْ ولِلزَّمَــــن
زانَ الســـِّلاحَ الــذي يحــوي وشــرَّفَه
فالمشـــْرَفيُّ بــذا ســمَّوه واليَزَنــي
وقــد بكَــتْ إِذْ قَلاَهــا كــلُّ ســابِغَةٍ
فَشــِدَّةُ البــأْس تُغْنِيــه عَــن الجُنَـن
يَعـــزُّ للــدِّرْعِ مــن قــرَّتْ شــَجَاعَتُه
وقــد يكــونُ لبعــضِ النَّـاسِ كَـالكَفَن
كــم موقــفٍ لــك أَرضــَيْتَ الإِلـهَ بِـه
مــعَ النَّــبيّ بِمَــا أَهْلكْـتَ مِـنْ وَثَـنِ
أَغْمَــدْتَ ســيْفَكَ لكِــنْ فــي قلــوبِهِم
وَظــلَّ ســَيْفُكَ فــي غِمْــدٍ مــن الإِحَـنِ
تناقضـــوا بـــك فالأَجســامُ باكيَــةٌ
مـــن الإِقامـــةِ والأَرواحُ فــي ظَعَــن
يــا أَفضــلَ الخلـقِ قـولٌ لا يُلِـمُّ بـه
ظَــنٌّ مِـنَ القَـولِ أَو قَـوْلٌ مـن الظُنَـنِ
فــارقتُ قُطْـرَكَ يَـا لَهْفـي ويـا أَسـَفي
وجُــزتُ قَصــْرَكَ يـا شـَوْقي ويـا حَزَنـي
وإِنَّ حَـــالي لــو أَنِّــي أَقَمْــتُ بِــه
حــالٍ كمـا أَنَّ عَيشـي كـان فِيـه هَنـي
حلَّيــتَ جيــدي بِحَلْــيٍ صـيغ مـن مِنَـنٍ
مـا أَحْسـَنَ الجِيـدَ فـي حَلْـيٍ مِنَ المِنَن
لمَّـــا دعــوتُ علــى بُعــدٍ مــواهبَه
جــاءَ النَّــوالُ هنيّـاً والعطـاءُ سـَني
بِـــرٌّ تـــودَّد حـــتى صــَارَ يــأْلفُه
كفِّــي فيســكن مــن كَفِّـي إِلـى سـَكَني
لا فَخْـــرَ إِلا بجيـــش فيـــه نِســْبَتُه
قـد جـلَّ بـالفخر عـن قيـسٍ وعـن يَمَـنِ
هبة الله بن جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي أبو القاسم القاضي السعيد.شاعر من النبلاء، مصري المولد والوفاة، كان وافر الفضل، رحب النادي جيد الشعر بديع الإنشاء، كتب في ديوان الإنشاء بمصر مدة، ولاه الملك الكامل ديوان الجيش سنة 606 هـ.وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيهله (دار الطراز- ط) في عمل الموشحات، (وفصوص الفصل- خ) جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و(روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ و "كتاب مصايد الشوارد"، و(ديوان شعر- ط) بالهند، وفي دار الكتاب الظاهرية بدمشق الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) يُظن آنها له.وترجم له الصفدي في الوافي قال:قال ابن سعيد المَغرِبي": كان غالياً في التشيّع (ثم سمى كتبه ثم قال):وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رَزين رجلاً يهودياً صيرفيّاً بمصر وكانت له ثروةٌ، فأسلم ثم مات، وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً، وكان له مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكتسب بها أموالاً جمّةً ولم يكن عنده من العلم ما يشتهِر إلا أنه ظفِر بمصر بجزء من كتاب الصِحاح الجَوهري، وهو نِصف الكتاب بخط الجوهري نفسِهِ فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروساً عدّة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجلٌ أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبيّ بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تُعطِيَني النصفَ الذي عندك وأنا أدفَعُ إليك وزنَه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماساً لأسداس ويخاصم نفسَه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزَن له ما أراد، وكان مقدارها خمسةَ عشر ديناراً، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنهُ هبةُ الله، فتردّد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البَهنَسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قَبولٌ وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلاً مغربيّاً كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقّفه على أسرارها وباحثه فيها وكثّر حتى انقَدَح له في عملها ما زاد على المَغاربة حُسناً، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خَطّه جيّداً، انتهى، قلتُ: وكان يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه "مصايد الشوارد":تــأَمَّلتُ تَصــنيفَ هــذا السـعيد وإنـــــي لأمثـــــالِهِ ناقــــدُفكــم ضــَمَّ بيــتَ نُهـىً سـائراً وصــــِيدَ بـــه مَثَـــلٌ شـــارِدُوفــي عَجَــب البحـر قـولٌ يطـول وأعجبَـــــه ضــــفدعٌ صــــائدُوفيه يقول أيضاً وقد سقط عن بغل له، كان عالياً جدّاً ويسمَّى الجَمَل:قالوا السعيد تعاطى بَغلَه نَزِقاً فــزلّ عنــه وأهـلٌ ذاك لِلزلَـلفقُــل لـه لا أقـالَ اللـهُ عَـثرَتهُ ولا سـَقَته بَنـانُ العـارضِ الهَطِـلأَبغَضـت بـالطَّبع أُمَّ المؤمنين ولم تُجِيـب أباهـا فهـذي وقعةُ الجملوهذا دليل على أن ابنَ سناء الملك كان شيعيّاً، ...إلخولم يذكر ابن خلكان أن جده كان يهوديا ولا أنه كان ينبز بالضفدع قال:ابن سناء الملك القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمدسناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري صاحب ديوان الشعر البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، ...إلخ.وفي السلوك للمقريزي ترجمة نادرة لوالده الرشيد في وفيات سنة 592 ونصها:وفي خامس ذي الحجة: مات القاضي الرشيد ابن سناء الملك. قال القاضي الفاضل فيه: "ونعم الصاحب الذي لا تخلفه الأيام، ولا يعرف له نظير من الأقوام: أمانة سمينة، وعقيدة ود متينة، ومحاسن ليست بواحدة، ومساع في نفع المعارف جاهدة. وكان حافظا لكتاب الله، مشتغلا بالعلوم الأدبية، كثير الصدقات، نفعه الله، والأعمال الصالحات، عرفه الله بركاتها".ومن شعر ابن سناء الملك قصيدة في 68 بيتا يودع بها والده القاضي الرشيد في سفرة له إلى دمشق، وفيها قوله:فلا يعجــبِ الصــبحُ مــن نــوره فـــوجهُ الرشــيدِ أبــى أنْــورُواخبـــارُ ســؤدده مــن ســناه أبهـــى ومـــن حســـنه أبهــرهــو الســيد المشـتري للثنـاءِ وقــد عجــز القـومُ أن يشـترواوراحتــــهُ قبلــــةُ الآمليـــنَ علـــى أنهـــا ديمـــةٌ تمطــرفللجــــود باطنهــــا مَشـــْرَعٌ وَلِلَّثْــــمِ ظاهرهــــا مَشــــْعَرُفــإن شــئتَ قــل إِنــه جنـةُ النعيــــمِ وراحتُــــهُ الكـــوثرتُقَصـــِّرُ إِنْ ســابقَتْهُ الريــاحُ وتوجـــدُ فـــي إِثـــره تَعْثُــرومن مدائحه في الرشيد الموشح الذي مطلعه:أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ - دُرُّ الدراريوفيه قوله:لا شــــمسَ إلا مــــن مــــدامْ ذاتِ وقـــــــــــــــــــــودِتجلــــــو بتمزيـــــقِ الظلامْ وجــــــــــهَ الرشـــــــــيدنفــــسُ العلا معنـــى الأنـــامْ ســـــــــــرُّ الوجــــــــــودوهــــو إِذا عُــــدَّ الأنــــام بيــــــــــتُ القصـــــــــيدِثم أورد العماد موشحا له في رثاء أمه أوله:يـا مَـا عَـرَا قلـبي ومـا دهـاهْ مضـــــــــــى نُهَـــــــــــاهْوكلا الموشحين ليسا في ديوانه المنشور في إصدارات الموسوعة السابقة(1) قلت أنا بيان: انفرد ياقوت بهذه المعلومة الخطيرة وقد فندها الأستاذ محمد إبراهيم نصر في كتابه (ابن سناء الملك) انظر كلامه كاملا في صفحة القصيدة الدالية التي أولها:خـانت جفـوني لمـا لـم تفـض بدملكـن وفـىَ الجسم لما فاض بالسقم