
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جــاد ومـا ضـَنَّ عَلَيْـهِ ضـَنَاهْ
وَمَـا شـَفَاهُ غَيْـرُ لثم الشِّفاهْ
أَصـــْبَحَ مَكْفُوفــاً بِلاَ مِرْيَــةٍ
لأَنَّــه يَعْشــَقُ مَــنْ لاَ يَــرَاهْ
هــذا وقـد أَقْـدم حـتى شـَرَى
رِيمَ الفَلاَ مَنْ بَينِ أُسْدِ الشَّراهْ
ظـبيٌ ومِسـْكُ الظُّبْـي فـي سـُرَّةٍ
يُوجَـدُ لَكِـنْ مِسـْكُ ذَا في لَمَاهْ
غُصــنٌ جَنَــتْ أَزهــارَه أَعيـنٌ
وأَعيـنُ العشـَّاقِ أَيْدي الجُنَاهْ
شــمسٌ يــرى الشــمسَ ولكنَّـه
يُبْصـِر مِنْهـا وجْهَـه فـي مِرَاه
حــوريُّ إِنْــسٍ سُنْدُسـِيُّ القَبَـا
لا مِثْــل أَعْرابيـةٍ فـي عَبـاهْ
فـي طَرْفِـهِ الرَّاحُ وأَجفانُه ال
كَاسـَاتُ والأَهْدَابُ مِنْها السُّقاه
تقلَّــد الســَّيف فَقُلْنـا فـتىً
وجَــاءَ للبَيْـتِ فقُلنـا فَتَـاه
أَحْســُد لفظــاً قَـالَه عنـدما
قبَّــل فـاهُ لَفظُـه حِيـن فَـاه
يـا سـاكناً قلبـاً بـه سـَاكِنٌ
فَهـو بِهَـذا قـد حَوَى مَا حَواه
أَمِنـتُ مِنـكَ الموتَ مِنْ يَوْم أَن
شـَرِبتُ مـن رِيقِـكَ مَاءَ الحَياه
آهــاً لعيــشٍ قـد تَقَضـَّى بـه
مـا كـانَ أَبْهَـاه وأَحْلـىَ حُلاه
أَيَّــامَ غُصــْني مُــورِقٌ مُثْمـرٌ
وقبــلَ أَنْ فـلَّ شـَبَابي شـباه
وكــان عَيْشــِي بِمَشـيبي قـذىً
نَعَـم فَمَـا الشـَّيْبَةُ إِلاَّ قَـذَاه
وفـي حصـاةِ القلْبِ طَوْدُ الهوى
فـاعْجَبْ لطَـوْدٍ كـامنٍ في حَصَاه
وبـي جَـوىً تضـعُفُ منـه القوى
وبـي أَسـىً تَعجِـزُ مِنْـه الأُساه
جـار علـيَّ الـدَّهرُ فـي حُكْمِـه
وزاد فــي طُغْيـانِه واعْتِـدَاه
لا يعلـقُ الـدَّهرُ حبـالَ امـرئٍ
بــابن علــيٍّ عُلِّقَـتْ رَاحَتَـاه
وليكفـك الجـورُ فَظَهْـري حِمـىً
منــه لأَنـي سـَاكِنٌ فـي حِمَـاه
وأَنــت يـا خَطْـبَ زمـانٍ غَـدَا
ذَرنـي فـإِنِّي قـاطن فـي ذُرَاه
إِنَّ صــَفيَّ الـدّين حِصـْني فمـا
يَقْـرعُ هذا الدَّهرُ لي من صَفاه
أَروعُ رِيـعَ الـدَّهْرُ مـن بأسـِه
وخــاف أَن تَنْفُـذَ فِيـه سـُطَاه
طـــارَتْ أَحــادِيثُ ســياداتِه
حُسْناً وطالَتْ في المعالي خُطَاه
أَثـرى مـن السـُّودَدِ جَـدّاً فما
تُقَبِّــل الســاداتُ إِلاَّ ثَــراه
تتبَّـــعُ الســـاداتُ آثــارَه
وَرَاءَه تَســْعَى وتَجْــرِي حُفـاه
أَوسـَعُهُم صـدراً لَحَمْـلِ الْعَنـا
فـي هِبَـة البِـرِّ وفَـكِّ العُنَاه
فكـــلُّ خَلْــقٍ جــادَه جَــودُه
وكــلُّ أَرْضٍ أَمْطَرَتْهــا ســَماَه
شـتَّتَ شـَمْلَ المـالِ جُـوداً بـه
حتَّـى ظَنَنَّـا مَـالَه مَـنْ عِـدَاه
مَـا دَارُه الـدارُ التي شَاءَها
تلك مَقيلُ الوفْدِ مأوَى العُفَاه
وابْـنُ علـيٍّ لـم يَـزَلْ واصـِلاً
لِمُنْتَهَـى العَليـاءِ في مُبْتَدَاه
النــارُ فـي خـاطِره والنَّـدى
والبطـشُ فـي عَزْمتِـهِ والأَنـاه
أَرْضـَى عـن الدنيا وما تَبْتَغي
منــه ملــوكُ الأَرضِ إِلاَّ رِضـَاه
لـــولاهُ للمُلْـــكِ وتَشــْيِيدِه
عُــرىً لـه لانْحَـلَّ مِنْـه عُـراه
شــُدت عُــرى الملـكِ بـآرائِه
وزِيــدَ منـه قُـوَّةً فـي قُـواه
وحِيــلَ مِنْــه بأَجَــلِّ الـورى
بأَشـْوَسِ الخَلـقِ وأَكْفى الكُفاه
يـا ابـنَ علـيٍّ أَنْتَ ذاكَ الذِي
أَوْدَع فيـه اللـهُ سـرَّ السُّراه
أَنْـتَ الـذي أَوْليْتَنـي أَنْعُمـاً
قَـدْ نَقَلْتُها إِذ رَوَتْها الرُّواه
أَنشــَرْتَ آمـاليَ بَعْـدَ البِلـى
أَحيَيْـتَ أَحْـوَاليَ بَعْـدَ الوَفاه
حاشــاي أَن أُظْلَـم فـي دَوْلَـةٍ
شــعارُها العـدلُ وحَاشـَا عُلاَه
قـد كَـفَّ أَعـدائي وقـد ردَّهـم
بغيظِهــم لمـا أَتَـوْنِي غُـزاه
قــابَلَهم دونــي علـى أَنَّهـم
مـا فيهـمُ من أَنال منّي مُنَاه
لـو مـدَّ صَرْف الدَّهر نَحْوي يداً
واحــدةً منــه لشــُلَّت يـداه
وخــاب مــن يَقْصـِدُني راميـاً
لا يَصـِلُ النَّجْـمَ سـِهامُ الرُّمَاه
قـالوا لـه مـالٌ نعـم إِنَّ لي
مـن جُـودِه الفـائِض مالٌ وجَاه
حـــاليَ كــالْحَلْي بإِنعــامِه
والحَلْـيُ لا تُؤْخَـذُ مِنْـهُ زكـاه
هبة الله بن جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي أبو القاسم القاضي السعيد.شاعر من النبلاء، مصري المولد والوفاة، كان وافر الفضل، رحب النادي جيد الشعر بديع الإنشاء، كتب في ديوان الإنشاء بمصر مدة، ولاه الملك الكامل ديوان الجيش سنة 606 هـ.وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيهله (دار الطراز- ط) في عمل الموشحات، (وفصوص الفصل- خ) جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و(روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ و "كتاب مصايد الشوارد"، و(ديوان شعر- ط) بالهند، وفي دار الكتاب الظاهرية بدمشق الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) يُظن آنها له.وترجم له الصفدي في الوافي قال:قال ابن سعيد المَغرِبي": كان غالياً في التشيّع (ثم سمى كتبه ثم قال):وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رَزين رجلاً يهودياً صيرفيّاً بمصر وكانت له ثروةٌ، فأسلم ثم مات، وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً، وكان له مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكتسب بها أموالاً جمّةً ولم يكن عنده من العلم ما يشتهِر إلا أنه ظفِر بمصر بجزء من كتاب الصِحاح الجَوهري، وهو نِصف الكتاب بخط الجوهري نفسِهِ فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروساً عدّة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجلٌ أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبيّ بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تُعطِيَني النصفَ الذي عندك وأنا أدفَعُ إليك وزنَه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماساً لأسداس ويخاصم نفسَه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزَن له ما أراد، وكان مقدارها خمسةَ عشر ديناراً، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنهُ هبةُ الله، فتردّد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البَهنَسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قَبولٌ وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلاً مغربيّاً كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقّفه على أسرارها وباحثه فيها وكثّر حتى انقَدَح له في عملها ما زاد على المَغاربة حُسناً، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خَطّه جيّداً، انتهى، قلتُ: وكان يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه "مصايد الشوارد":تــأَمَّلتُ تَصــنيفَ هــذا السـعيد وإنـــــي لأمثـــــالِهِ ناقــــدُفكــم ضــَمَّ بيــتَ نُهـىً سـائراً وصــــِيدَ بـــه مَثَـــلٌ شـــارِدُوفــي عَجَــب البحـر قـولٌ يطـول وأعجبَـــــه ضــــفدعٌ صــــائدُوفيه يقول أيضاً وقد سقط عن بغل له، كان عالياً جدّاً ويسمَّى الجَمَل:قالوا السعيد تعاطى بَغلَه نَزِقاً فــزلّ عنــه وأهـلٌ ذاك لِلزلَـلفقُــل لـه لا أقـالَ اللـهُ عَـثرَتهُ ولا سـَقَته بَنـانُ العـارضِ الهَطِـلأَبغَضـت بـالطَّبع أُمَّ المؤمنين ولم تُجِيـب أباهـا فهـذي وقعةُ الجملوهذا دليل على أن ابنَ سناء الملك كان شيعيّاً، ...إلخولم يذكر ابن خلكان أن جده كان يهوديا ولا أنه كان ينبز بالضفدع قال:ابن سناء الملك القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمدسناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري صاحب ديوان الشعر البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، ...إلخ.وفي السلوك للمقريزي ترجمة نادرة لوالده الرشيد في وفيات سنة 592 ونصها:وفي خامس ذي الحجة: مات القاضي الرشيد ابن سناء الملك. قال القاضي الفاضل فيه: "ونعم الصاحب الذي لا تخلفه الأيام، ولا يعرف له نظير من الأقوام: أمانة سمينة، وعقيدة ود متينة، ومحاسن ليست بواحدة، ومساع في نفع المعارف جاهدة. وكان حافظا لكتاب الله، مشتغلا بالعلوم الأدبية، كثير الصدقات، نفعه الله، والأعمال الصالحات، عرفه الله بركاتها".ومن شعر ابن سناء الملك قصيدة في 68 بيتا يودع بها والده القاضي الرشيد في سفرة له إلى دمشق، وفيها قوله:فلا يعجــبِ الصــبحُ مــن نــوره فـــوجهُ الرشــيدِ أبــى أنْــورُواخبـــارُ ســؤدده مــن ســناه أبهـــى ومـــن حســـنه أبهــرهــو الســيد المشـتري للثنـاءِ وقــد عجــز القـومُ أن يشـترواوراحتــــهُ قبلــــةُ الآمليـــنَ علـــى أنهـــا ديمـــةٌ تمطــرفللجــــود باطنهــــا مَشـــْرَعٌ وَلِلَّثْــــمِ ظاهرهــــا مَشــــْعَرُفــإن شــئتَ قــل إِنــه جنـةُ النعيــــمِ وراحتُــــهُ الكـــوثرتُقَصـــِّرُ إِنْ ســابقَتْهُ الريــاحُ وتوجـــدُ فـــي إِثـــره تَعْثُــرومن مدائحه في الرشيد الموشح الذي مطلعه:أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ - دُرُّ الدراريوفيه قوله:لا شــــمسَ إلا مــــن مــــدامْ ذاتِ وقـــــــــــــــــــــودِتجلــــــو بتمزيـــــقِ الظلامْ وجــــــــــهَ الرشـــــــــيدنفــــسُ العلا معنـــى الأنـــامْ ســـــــــــرُّ الوجــــــــــودوهــــو إِذا عُــــدَّ الأنــــام بيــــــــــتُ القصـــــــــيدِثم أورد العماد موشحا له في رثاء أمه أوله:يـا مَـا عَـرَا قلـبي ومـا دهـاهْ مضـــــــــــى نُهَـــــــــــاهْوكلا الموشحين ليسا في ديوانه المنشور في إصدارات الموسوعة السابقة(1) قلت أنا بيان: انفرد ياقوت بهذه المعلومة الخطيرة وقد فندها الأستاذ محمد إبراهيم نصر في كتابه (ابن سناء الملك) انظر كلامه كاملا في صفحة القصيدة الدالية التي أولها:خـانت جفـوني لمـا لـم تفـض بدملكـن وفـىَ الجسم لما فاض بالسقم