
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هلّا شـــَجَتْكَ بســـجعِها الوَرْقَــاءُ
وغِنَــا الحمــائم للِشــَجِيِّ غَنـاءُ
مـــا رَدَّدَتْ ألحانَهـــا بخميلــةٍ
إِلّا وألقَـــتْ صـــُحْفَها القـــرَّاءُ
وكأنمــا أخــذتْ مواثيـقَ الغِنـا
أبــداً عليهــا الروضـةُ الغَنَّـاءُ
أنَّـى يَميـلُ عـن الصـبابةِ والجوَى
دَنِـــفٌ تَمَلَّــكَ قلبَــهُ البرَحــاءُ
مـا الصـبحُ إِذْ يَمْضـي عليهِ وليلُهُ
إِلا أســـــــىً وكآبــــــةٌ وبلاءٌ
وكلاهمــا بــالوجهِ يُشــْهِدُ طَرْفَـه
داجٍ أمِيطَـــتْ عنهمـــا الأَضــْوَاءُ
مـا الليلـةُ القمـراءُ حسْبُكَ عنْدهُ
فــي اللــون إِلا الليلـةُ الليلاءُ
وبمهجــتي قمــرٌ يلــوحُ بتَــاجِهِ
ووشـــاحُهُ الإكليـــلُ والجــوزاءُ
مـا مـاسَ غصـنُ قَـوَامِهِ إلا انْبَـرتْ
تـــترنَّمُ الورقـــاءُ والشــُّعَراءُ
يَســقي بمـاءِ الحسـنِ روضـةَ خـده
فــترقُّ فيــه الــوردةُ الحمـراءُ
يرنــو بطَـرفِ غـزالِ أحْـوَى أحْـوَرٍ
غَنِـــجٍ تلــوذُ بجفْنِــه الأهْــوَاءُ
مَــنْ شــَامَ حُمْــرةَ جلَّنـارةِ خـدِّهِ
لا غَــرْوَ إِنْ لعبــتْ بـهِ السـوداءُ
إِنَّ العيــونَ لضــوء شـمس جمـالهِ
فـي العشـقِ تَزْعُـمُ أنَّهـا الحرْبَاءُ
وَيفيــضُ دمعــي إِنْ ذكـرتُ وصـالَهُ
بــدمٍ ومــا كــلُّ الـدموعِ دمـاءُ
فـي روضـةٍ لمَّـا انْجَلَـتْ في زهرِها
منهـــا تــراءتْ أنجــمٌ وســَمَاءُ
تُـزْري العـبيرَ بنشـْرها سِيْما إِذا
وَهْنــاً تراخــتْ للغصــونِ رُخَــاءُ
كــم ليلــةٍ بتْنَـا بـأَطيبِ عيشـةٍ
فيهــا تُــدِيرُ كؤوسـَها الصـَّهْبَاءُ
نُطْفـي صـَميمَ الوجْـدِ بالقُبَلِ التي
منهـا يميـل إِلـى الثلـوجِ الماءُ
نَجْنــي أزاهيـرَ العتـابِ فتَنْجَلـي
عنــد التَّعــانُقِ روضــةٌ خضــراءُ
فكأنَّنــا فــي ظــلِّ طُـوبَى فَرْحَـةٍ
بتْنــا وقـد كَمُلَـتْ لنـا السـَّرَّاءُ
أوْ أنَّنــا بتْنَــا برْبــعِ محمَّــدٍ
بالبِشــْرِ مَـنْ تَنْـأى بـه الضـَّرَّاءُ
ذي المجـدِ والـبيتِ الرفيعِ عمادُهُ
مـن فـي الأنـام لـه سـَناً وسـَناءُ
نجلِ الهُمامِ النْدبِ سالمِ ذى الحجى
مــن أوْرَقــت بنــوالِه البيـداءُ
كــم مــأقط صـلَّت سـَلاهِبُه الضـحى
فيــه وخَــرَّتْ بالقَنَــا الأعــداءُ
عــدل يفــضُّ سـطاه أصـلاد الصـفا
وإذا قضــى لــم تظلـم الخصـماءُ
وإذا تــألَّقَ لفظُــهُ فــي غيهــبٍ
فُتِحــتْ لــديه المقلـةُ العميـاءُ
ذَلِــقٌ إذا جاشــَتْ بحــارُ علـومِهِ
أيقنْــتَ فيــه تَغــرِقُ العُلمــاءُ
عَلَـمٌ رسـا في العلم لو وَزَنوا به
يومــاً حِــراء لخــفَّ عنـه حِـرَاءُ
ضــخُم الدســيعةِ لا تـزالُ بجـودِهِ
جــذلاً تجــرُّ رداءهــا الفقــراءُ
كــم معهـدٍ بنـداهُ أصـبحَ مُورِقـاً
تشــْدُو بظــلِّ رياضــِهِ الورقــاءُ
وَلَكـمْ حِمـىً للخصـم أصـبحَ مُقْفِـراً
فيــهِ تجــرُّ ذيولَهــا النكبــاءُ
تُغْضـي حواسـدُه علـى جَمْـرِ الغَضـا
وقلـــوبُهم تنْتاشـــُها الغَمَّــاءُ
إِنّــى أحــاذِرُ مــن عــدوٍّ بشـرُهُ
مَلَـــقٌ يلـــوحُ بــوجههِ وريــاءُ
ومحمــدٌ كــأبيهِ لــي سـيفٌ غـدَتْ
تَنْقَــدُّ منــه الصــخرةُ الصــمَّاءُ
أصـبْحتُ لا أخشـْى الخطـوبَ إِذا دَجا
ديجورُهــــــا وتـــــوالت الآلاءُ
تنجـابُ عـن قلبي الهمومُ ولم تَزَلْ
عنِّــــي تـــزودُ الفاقـــةَ الآلاءُ
أمْســي وأصــْبحُ لـي ريـاضُ مَسـَرَّةٍ
لا تســـتظِلُّ بِســـَرْوِها البأســَاءُ
فــالله يكلُــوهُ فَظَلْــتُ بجــوده
تثنـــي علــيَّ بحمــدِه الفُضــَلاءُ
وأمـدَّهُ بالنصـرِ مـا الأفـقُ انْتَضَى
ســيفَ الصــباحِ ووَلَّــتِ الظلمـاءُ