
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِغَايتــكَ الأمثــالُ للنــاسِ تُضـْرَبُ
فمـا فاتهـا فـي الأرض شـرقٌ ومغربُ
ســموتَ محلّاً يَــزْدَرِي البـدرَ رفعـةً
فهيهــاتَ يسـمو حيـثُ حَلَّقْـتَ كـوكبُ
ولـم يَـدْجُ لمَّـا فـاضَ عـدلُك مُشْرِقاً
بمغربِنــا والشــرقِ للظلـمِ غيهـبُ
فَكَشـَّفْتَ مـا لم يَكْشِفِ الصبحُ بالضيا
بعزمـكَ حُجْبـاً دونَهـا الشـمسُ تَغْربُ
أقــول لنفــسٍ حيـث حَلَّقْـتَ حـاوَلتْ
بِعجْبِــكَ مــا عنقـاءُ مُغْـرِب أعجـبُ
وللـــه أســـرارٌ يخــصُّ بكشــْفِها
قلوبــاً بحمْــلِ العــزمِ لا تَتَقلَّـبُ
أنـا حيـنَ أدنـو قُـرْبَ لَمْح شعاعها
لغايتهــا مـن قـاب قوسـَيْنِ أقـربُ
لكَ المجدُ فاستجلي طلا العِزِّ فالهنا
ترقـرقَ فـي الكـأس الذي فيه تشربُ
وَجَـرِّرْ عوالِي الفخرِ من صهوةِ العُلا
بميـدان عـزٍّ مـن فَضـا الأرض أرحـبُ
فــأنت ولا ميـنَ ابـنُ بَجْـدتِها إِذا
عَزَتْـكَ العـوالي والعُـذَيْقُ المرُجَّـبُ
فـإنَّ يـد التوفيـقِ مـن أنـتَ واهبٌ
ونـــاهبُه تكســُوهُ عــزّاً وتنهــبُ
فتكسـُو الـذي تكسـُوُه عـزّاً ونعمـةً
وتسـلُبُ عنـه الفخـرَ مـن أنتَ تَسْلُبُ
وإِنـي امرؤ في القِدم من شطِّ جُودكم
لعمـرُ أبـي مـا شـطَّ لـي منه مشربُ
وأنــتَ بحمــدِ اللــه لسـتَ مَبخَّلاً
بفيـــضٍ ولا وَمَّـــاضُ برقِــكَ خُلَّــبُ
وكيــفَ وروضــي مــن نـداكَ مبهَّـجٌ
ووجْــهُ فضــائي مـن غمامـكَ مُعْشـِبُ
وأطيــارُ حَظِّــي فــي ظلالــكَ رُتَّـعٌ
تميــلُ بهـا أعوادُهـا حيـنَ تَخْطُـبُ
وفـي كـلِّ يـومٍ للمقلِّيـنَ لـم تَـزَلْ
دراهمُــكَ الحمْــرُ الجليَّـاتُ تُضـْرَبُ
وتــاللهِ مــا أوْلَيْتمــوني أقَلُّـهُ
مـن الفضـلِ يزهُو الدهر منه ويَعجبُ
أقــول لصــحبي إِن تلـوتُ حـديثَكُمْ
ألا مثْلَهُمْ إِن شئتُمو الفضلَ فاصحبوا
ومــن شـاء ظـلَّ الأمـنِ غيـر مُنَغَّـصٍ
فعـنْ ظِلِّهِـمْ ظـلُّ السـَّنَا ليـس يَرْغَبُ
لقــد ضــمنَ البـاري لكـلِّ مسـالمٍ
فـتى سـالمٍ عـن قلبِـهِ الهـمُّ يعزبُ
ولــم تــزل الأقـدارُ أقلامَ لَوحِهـا
لكــلِّ امــرئٍ والاه بـالفوز تَكْتُـبُ
وكــم مـن يَـدٍ بْيضـا لـه أريحيّـةٌ
يكــادُ ضـِيا البَيْضـا بهـا يتحجَّـبُ
إذا انهمـرتْ بـالجودِ أمواهُ سُحْبِها
تـردَّى الحَيـا ثـوبَ اسمِه حين يُسْكَبُ
وإِن ركــبَ الخيـلَ العتِـاقَ لمعـركٍ
رَجَفْـــنَ وأيــديها دَمــاً تتخضــَّبُ
فيــــومئذٍ لا هــــامَ إِلا مُفَلَّـــقٌ
ولا نَحْــــرَ إِلا للعُـــداةِ مَثَقَّـــبُ
لقــد علــمَ الأعــداءُ أنَّ ســيوفَهُ
شــُوَاظُ الـرَّدَى فـي غَرْبهـا يتلهَّـبُ
وفـي سُمْرِهِ السمُّ الذُّعافُ فما استقَى
جَنَـانَ امـرئٍ أطرافُهـا فيـهِ تَنْشـِبُ
وحسـُب الـذى عـن فتكهـا فَرَّ مُفْلِتاً
إِلــى الحتـف منهـا خـائفٌ يـترقَّبُ
تُصــَارِعُهُ بــالطيفِ أحلامُــه بهــا
فيُقْسـمُ بـالرحمنِ مـا الطيـفُ يَكْذِبُ
ويـوهمُهُ سـجعُ الحمـائم فـي الرُّبى
شــَوَاجحَ غِرْبـانٍ علـى الأيـكِ تَنْعَـبُ
فشـتَّانَ مـن والى وناواهُ في الدُّنا
وكــلُّ حـديثٍ عنهُمـا النـاَسُ تَطْـرَبُ
يــبيتُ الـذي والـى بأهنـأِ عيشـةٍ
يضــاحكُه ثغْــرٌ مـن البشـْرِ أشـْنَبُ
وينهــلُ مــن نـاجودِ كرْمَـةِ جـودِه
كُؤوسـاً شـعاعُ الشـمسِ فيهـا يُـذَهَّبُ
ولـم ينقلـبْ للهـمِّ والبـؤسِ قلبُـهُ
ولــمَ يخْــشَ دهــراً صـرفُهُ يتقَلَّـبُ
ألا فَلْيُـوالِ المـرءُ إِن شـاءَ رفعـةً
محمــدَ والعــزَّ الـذي ليـسَ يـذهبُ
مليــكٌ لـه الإحسـان عفـواً وشـيمةً
إذا حــلَّ نــاديه ضــَريكٌ ومُــذْنِبُ
فلا حــاتمٌ يحكــي نــداه وخالــدٌ
ولا طلحــةٌ يحكــي وَفــاهُ ومُصــْعَبُ