
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طـافت علـى مسـتنير الروض وطفاء
فللــثرى بالــذي أولتـه إثـراء
وآن للغصـــنِ أن يهــتز مــورقه
وتَنْثَنِــي لغنــاء الــوُرق غنـاء
فقـم إلـى خُلَـس اللـذات مغتنمـاً
أوقاتهــا فلطـرف الـدهر إغفـاء
فمـا اعتـذارك مـن عـذراء جامحة
تليـن عطفاً إذا ما افتضها الماء
فـاعكف علـى بنت كرم للعقول بها
مـــوت وحـــيٌّ وللأرواح إحيـــاء
لــو عرســت بجمـاد ولـدت فرحـاً
فـي الصـخرة البكر منه وهي صماء
لـم يـأو ركـب أسى منها إلى كنف
ولا طــوت ربعهـا المـأهول سـراء
فحـيّ فـي الكـأس كسـرى تحي رمته
بـروح راح لهـا فـي السـر إسراء
وأدْنِ مِنِّــيَ دَنّــاً حيــن تــبزله
ينســى فصــاحة قـس وهـو فأفـاء
وعاطنيهــا ســلافاً مــا تَهَضـَّمَها
عصـر فيفسـد منهـا الصـفو إقذاء
ولا بـدت شمسـها فـي الكون مشرقة
إلا وجَلَّـــى دُجــا الظلمــاء لألاء
ففيـم عـذر أولي الألباب إن جهلت
حلــومَهم ثيــبٌ منهــا وعــذراء
راحٌ إذا عَــبَّ منهــا شـارب ثَمِـل
خفــت عليــه مـن الأوزار أعبـاء
يسـعى بهـا نـاعم الأطـراف معتدل
الأعطــاف يعطفــه غمــز وإيمـاء
عــذب المقبــل للصـادي بِرِيقتـه
وبردهــا مـن عـذاب الصـد ارواء
وافـى وحيـا بهـا صرفاً ليصلح من
نفـوس شـرابها مـا أفسـد المـاء
وجــاد بالجيـد حـتى بـت ألثمـه
ومــا ثَنَتْنِـي عـن اللَّمْيـاء نجلاء
راضـت شـمائله كـأس الشـمول وكم
قــد ليَّنــت شــرس الأخلاق صـهباء
فلا عـدمت الحميـا كـم أبيـح بها
حمـىً بـه غـارة المشـتاق شـعواء
كمـا أبـاحت نفـوس الناكثين سطا
غـازي بـن يوسـف لما أعضل الداء
ملــك تحمــل أعبـاء العلا وَوَهَـى
عنهـا ملـوك لهـم بـالعبء إعياء
بــدر تضـيء لسـار الليـل غرتـه
بحيــث أنــواره للوفــد أنـواء
لـديه للمعتـدي والمجتـدي كرمـاً
فـي الحـرب والجدب إعطاب وإعطاء
حماســة فيــه زانتهــا سـماحته
كمـا تُزِيـن دُجـى الظلمـاء أضواء
حـالان طـاب حلـول الحمـد بينهما
جــود وبــأس همــا روض ورمضـاء
إذا رجــاء طريــد حــل ســاحته
تــأرجت منــه بالإحســان أرجـاء
مسـتيقظ الجـود تـروى من عوارفه
كـف امـرئ نـام عنها الحظ ظمياء
تهـــز عطــف معــاليه مــدائحه
وطالمــا بعــث الإطــراب إطـراء
حلـو الأنـاة تميـت السـخط قدرته
فيســتطيل علــى الإغضـاب إغضـاء
مجــد تعــاظم أن تحتــل ذروتـه
وعـــزة تبهـــر الأملاك قعســـاء
تنــدى وتخضــر للراجيـن سـاحته
والســحب صــادية والأرض غــبراء
ملـك إذا عـم عام المَحْل كان لنا
حصـناً فمـا يطـرق الشهباء شهباء
يريــه مـا فـي غـدٍ وَارِي تيقظـه
إذا هفــــت لملـــوك الأرض آراء
يـا مـن يـؤم بنـو الآمـال كعبته
وهــم علـى شـعب الأنضـاء أنضـاء
لولاك والنقع داجي الوقع ما سفرت
عـن أبيـضِ النصـر للخطـيّ سـمراء
سـما إِبـاؤك والمجـد المنير سنى
عمــا بَنَــى لــك أجــاد وآبـاء
سـهرت فـي حفـظ ما أوتيت مجتنباً
مـا ليـس فيـه لـرب العرش إرضاء
فمـن يسـاميك من صيد الملوك وقد
حفظـت شـيئاً وغـابت عنـك أشـياء
فاسـعد بطاعـة أعيـاد تـدوم لها
عليـك يـا ذا العلا عـود وإبـداء
ودم لنـا مـا حدت بُزْل المَطِيِّ وما
شـدت علـى مـورق الأغصـان ورقـاء
أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين.شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق.وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين.وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله ( ديوان كبير - خ ).