
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خـذ مـن نسـيم الصـبا أخبـار أسـماء
فكـــم لــه مــن إشــارات وإيمــاء
وطَــارَحَ الـبرقُ أخبـارَ الحمـى فَـأَرى
ســَنَاهُ مســتبئراً مــن ثَغْــرِ لميـاء
يـا حبـذا الخـاطر النجـدي مـرَّ بنـا
مُضـــَمَّخ الجيــب مــن أردان ظميــاء
أَنـــاف معتليــاً مــن جــو كاظمــة
حـــتى أطـــاف بأشـــباح وأنضـــاء
وَحمْلُهـــا نفحـــات الريــح باســمة
أنفاســـها بيـــن بانــات وجرعــاء
أمَّــا نســيم أريــض الــروض يبعثـه
ريــح الصـبا عطـراً مـن نحـو تيمـاء
كســـاه وادي أُشـــيٍّ مـــن خمــائله
بُــــرْداً ولــــم يصـــنع بصـــنعاء
فَنَبِّــهِ الرَّكـب إن مـال النعـاس بهـم
علــى الغــوارب مــن أيــن وإغفـاء
وأعبــق النشــر مــا بـاتت نـوافجه
يســري شــذاه علــى غيــم وأنــداء
قـــالوا أتــاجر مســك رَائدٌ حلبــاً
أم نشـــر جاريــة بالرمــل أَدْمَــاء
فقلــت لا بــل نســيم مــن أحبتنــا
ســرى علــى روضــة بــالجزع غَنــاء
للــه مشــتط ذاك الرمــل مــن إضـم
وخطفــة الــبرق فــي ديجـور ظلمـاء
وحبــــذا بــــدوات بــــذي ســـلم
وقــد حمــت ســمرها أعطــاف سـمراء
وجــاد مغنــاك يـا وادي الأراك حيـاً
يضــاحك الــبرق فيــه كــل وطفــاء
كأنّمـــا الناصــر الســلطان علمــه
نهــج الســماحة فــي بــذل وإعطـاء
داود محيـي النـدا بـالجود أكـرم من
يـــدعي لمكرمـــة أو كشـــف غمــاء
جلـى ديـاجي الخطـوب السـود عن أملي
بطلعـــة كبيـــاض الصـــبح غـــراء
ملــك يروقــك بشــراً إذ يَـرُوع سـَطَا
كالســيف يجمـع بيـن النـار والمـاء
يغضــي حيــاءً ويرضـي الـبيض مسـلطة
يقظــان فــي حــالتي ســلم وهيجـاء
مــن دوحــه نشــأت فــي أرض مكرمـة
ففــاء منهــا علينــا ظــل نعمــاء
طِبْتُـمْ فروعـاً مـن الأصـل الزكـيِّ فقـد
أصــــبحتمُ خيـــر أبنـــاء لآبـــاء
إذا تفــــاخرت الأملاك كـــان لكـــم
حقيقــة الفخــر مــن مجــد وعليـاء
يا ابن الأولى ملكوا الرق العلا وسموا
فخـــراً بأحســـن أفعـــال وأســماء
إليكـــم تســـتحث العيـــش واخــدة
وفودهــــا بيــــن إدلاج وإســــراء
أمــا وشــعث علــى شــعث مناســمها
بــالمرو مــا بيــن إدمـان وإدمـاء
بـاتوا علـى شـعب الأكـوار ليـس لهـم
ميــل إلــى طيــب تهــويم وإغفــاء
مسـتقبلين بهـا الـبيت الحـرام وهـم
حســرى كأنضــائهم مــن حمـل أعبـاء
لَيَـــأْتِيَنَّ إليـــك الــدهر معتــذراً
ممــا جنـاه ويـدنو المطلـب النـائي
فثــق بأعمامــك الغــرّ الّـذين بهـم
تنــال مــا شــئت مـن عَـوْدٍ وإبـداء
فالكامــل الأبلــج الوضـاح إن غسـقت
حـــــوادث الــــدهر جلاهــــا بلألاء
واشـدد بموسـى أبي الفتح الجواد يداً
فكـم لـه مـن يـد فـي الجـود بيضـاء
مــن كــل أبلـج تزهـي التـاج غرتـه
يـــوم الســـلام مهيـــب ربِّ إعضــاء
كـم رضـت بالعزم ما أعيى الكهول وكم
أنزلـــت مستصــعباً مــن رأس شــماء
وكـــم أَعَــدَاكَ لا خَــابَ اصــْطِفَاؤُهُمَا
لـــدفع حادثـــة أو غـــزو أعــداء
وأنـت ذاك الـذي تبكـي الرقـاب دمـاً
لوقـــع أســيافه فــي نقــع حــواء
فاســتجلها يــا صـلاح الـدين سـافرة
كــالروض فــي وَشــْي أنـوار وأنـواء
عــذراء لـم يسـكن الإقـواء قَـطُّ لهـا
بيتــاً ولا جُلِيــت فــي ثــوب إكفـاء
طلــت البريــة فــي علـم وفـي كـرم
ولــم أقصـر بهـا عـن رتبـة الطـائي
فــدمت يـا قبلـة الإقبـال تعمـل فـي
تجديــــد مملكــــة تســــديد آراء
أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين.شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق.وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين.وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله ( ديوان كبير - خ ).