
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـل الخطـب إن أصـغى إلى من يخاطبه
لمـــن علقـــت أنيــابه ومخــالبه
نشـــدتك عـــاتبه علــى نائبــاته
وإن كـان نـائي السـمع عمـن يعاتبه
لــي اللـه كـم أرمـي بطرفـي ضـلاله
إلـى أفـقٍ مَجْـدٍ قـد تهـاوت كـواكبه
فمـالي أرى الشـهباء قـد حال صبحها
علـــيَّ دجـــىً لا تســتنير غيــاهبه
أحقـاً حِمـى الغـازي الغياث بن يوسف
أبيـــح وعــادت خائبــات كتــائبه
نعــم كُـوِّرت شـمس المـدائح وانطـوت
ســماء العلا والنُّحـج ضـاقت مـذاهبه
فمـن مخـبري عـن ذلـك الطود هل وهت
قواعـــده أو لان للخطـــب جـــانبه
أجــلْ ضــعفت بعـد الثبـات وزعزعـت
بريــح المنايـا العاصـفات منـاكبه
وغُيِّـضَ ذاك البحـر مـن بعـد مـا طمت
وَطَمَّـــتْ لغشـــيان البلاد غـــواربه
فشـــلت يميـــن الخطــب أي مهنــد
برغــم العلا ســلت فقلــت مضــاربه
لئن حُبِــسَ الغيــث الغيــاثيُّ قطـره
فقــد ســَحَبَتْ فـي كـل قطـر سـحائبه
فـأين يَكُـد العيـس بعـد ابـن يوسـف
أخــو أمــل أكــدت عليــه مطـالبه
فلا أدركـــت نيـــل العلا طلبـــاته
ولا بركــت فــي أرض أمــن ركــائبه
ولا انتجعــــت إلا معيــــس حقبـــة
مـن الجـدب لا يُثْنَـى عليهـا حقـائبه
مضـى مـن أقـام العـدل فـي ظل عدله
وآمـــن مــن خطــب يَــدِبُّ عقــاربه
فكــم مـن حمـى صـعب أبـاحت سـيوفه
ومــن مســتباح قــد حمتـه مـواكبه
أرى اليـوم دسـت الملـك أصبح خاوياً
أمــا فيكـم مـن مخـبر أيـن صـاحبه
فمـن سـائلي عـن سائل الدمع لِمْ جرى
لعـــل فــؤادي بــالوجيب يجــاوبه
فكــم مــن نـدوب فـي قلـوب نضـيحة
بنـــا وكـــروب أججتهــا نــوادبه
أيُســْلَم لــم تحطــم صــدور رمـاحه
بــذبٍ ولــم تثلــم بضــرب قواضـبه
ولا اصــطدمت عنــد الحــروب كمـاته
ولا ازدحمــت بيــن الصـفوف جنـائبه
ولا ســيم أخــذ الثـأر يـوم كريهـة
تشــق مثــار النقــع فيهـا سـلاهبه
أيـا ملبسـي ثوبـاً مـن الحزن مُسْبَلاً
أيحســـن بــي أنَّ التَّســَلِّي ســالبه
خــدمتك روض المجــد تضــفو ظلالــه
علــيّ وحــوض الجـود تصـفو مشـاربه
وقــد كنــت تـدنيني وترفـع مجلسـي
لمقــروض مــدح مــا تعـداك واجبـه
فمـا بـال إذنـي قـد تمادى ولم يكن
إذا جئت يثنينـي عـن البـاب حـاجبه
أرى الشـمس أخفـت يـوم فقـدك نورها
فلا كــان يـوم كاشـف الـوجه شـاحبه
فكيــف نبـا سـيف اعتزامـك أو كبـا
جـواد مـن الحـزم الـذي أنـت راكبه
فمــن لليتــامى يـا غيـاث يغيثهـم
إذا الغيم لم ينقع صدا العام ساكبه
ومـــن لملـــوك كنـــت ظلاً عليهــم
ظليلاً إذا مـا الـدهر نـابت نـوائبه
فيــا تـاركي ألقـى العـدو مسـالماً
مــتى ســاءني بالجــد قمـت ألاعبـه
ســقت قـبرك الغـر الغـوادي وجـاده
مــن الغيـث سـاريه الملـثُّ وسـاربه
فـإن يـك نـور مـن شـهابك قـد خبـا
فيـا طالمـا جلـى دجـى الليل ثاقبه
فقــد لاح بالملــك العزيــز محمــد
صــباح هــدىً كنَّــا زمانـاً نراقبـه
فــتى لــم يفتــه مـن أبيـه وجـده
إبــاءٌ وجــد غالبــاً مــن يغـالبه
ومـن كـان فـي المسـعى أبـوه دليله
تـدانى لـه الشـأو الـذي هـو طالبه
وبالصـــالح اســتعلى صــلاح رعيــة
لهــا منـه رَعْـيٌ ليـس يقلـع راتبـه
فحســب الــورى مــن أحمــد ومحمـد
مليكــان مــن عاداهمــا ذل جـانبه
همـا أحـرزا عليـاء غـازي بـن يوسف
ومـا ضـيَّعَا المجـد الـذي هـو كاسبه
فــأفق العلـى لولاهمـا كـان أظلمـت
مشـــارقه مـــن بعـــده ومغــاربه
سـتحمي علـى رغـم الليـالي حماهمـا
عــوالي قنـاً تـردي الأسـود ثعـالبه
فكــم مــن ملــم جــل موقـع خطبـه
فســـاءت مبــاديه وســرت عــواقبه
فيــا قَمَــرَيْ سـعد أطلا علـى الـدجى
فـولَّى ومـا ألْـوَى علـى الأفـق هاربه
أيمكــث بالشــهبا عبيــد أبيكمــا
ومــــادحه أو تســــتقل نجـــائبه
فــإن شـئتما بعـد الغيـاث أغثتمـا
مصـــاب فـــؤاد فوقتهــا مصــائبه
كـأنْ لـم أقـف أجلـو التهاني أمامه
وتضــحك فــي وجـه الأمـاني مـواهبه
فهُنِّئتمـــا مــا نلتمــا وبقيتمــا
لإحـــراز ملـــك ســاميات مراتبــه
أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين.شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق.وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين.وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله ( ديوان كبير - خ ).