
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـدا لهـا بـرق الحمى يلتهب
وَهْنــاً فبــاتت للفلا تنتهـب
أذكرهــــا ظلاًّ ظليلاً دونـــه
مــاءٌ نَمِيــرٌ ومَــرَادٌ مُعْشـِب
فاقتادهـا إلـى أَرِيـضِ روضـة
شـوق بأرسـان الحنيـن يجـذب
فـاعجب لهـا مجـدة في سيرها
تمــرح فـي أرسـانها وتلعـب
عِيــسٌ تَرَامَـى بنشـاوى لوعـة
لغيـر كاسات الهوى ما شربوا
لهـم علـى أهـل النقـا ظلامة
نصـيبهم منهـا الأسـى والنصب
لــو قُضـِيت لـم يتجشـم بهـم
هـولاً ولـم يشـدد عليهـا قتب
وبالغضــا حَـيٌّ غريـب عنـدهم
قِـرَى الملميـن الجوى والنصب
يبغـي القِـرَى نزيلهم فينثني
ودون مــا قـد زودوه السـغب
تَبّــاً لغِــرٍّ تســتبيح قلبـه
سـلمى وتسـتولي عليـه زينـب
يشـغله الكـأس ويثنـي سـمعه
عـن العلا والمكرمـات الطـرب
يـا لِلزمـان مـا يـزال صَرفه
يســرف فيمـا سـاءني ويسـهب
يقصـر عزمـي أن يطـول بـاعه
إلـى المعـالي وهـي شتى شعب
مـا اسـتكملت لي من سِنِيَّ عدة
تســع وعشـرون ورأسـي أشـيب
ففيم أرضى الفضل بالنزر ولا
يخــف بـي إلـى العلاء مركـب
إذا رضــيت بـالخمول مركبـاً
فــأين مــا أسـار فـي الأدب
لقـد أبـى لي أن أبيت حاملاً
للضــيم أنقــاد لـه وأصـحب
عزمي وحزمي والقوافي والحِجَا
ومحتـــدي واليعملات النجــب
يـا قلـب حتـام تنام عن علا
تَصــْدُف عنهــا ضــَلَّة وترغـب
وأنـت يـا نفـس ثقـي برتبـة
منيفــة تنحـط عنهـا الرتـب
هـذا غيـاث الدين أقصى منية
لطــالب الرفــد وهـذي حلـب
فالملـك الظـاهر ليـس بعـده
منتجــــع لآمــــل ومطلـــب
ملــك زهــت لنصــره صـحائف
يملـي الـردى إنشاءها فيطنب
سـُطُورُ خَيْـلٍ فـي طُـرُوسِ معـرك
عنوانهـا إلـى الطغاة الحرب
تنقطهـا سـمر الرماح والظبا
تجيــد شـكلاً والعجـاج يـترب
تجــل أقلام قنــاه أن تــرى
مضـطرباتٍ فـي الظهـور تكتـب
لكنهــا تعجــم مــا تخطــه
فــي وجـه كـل باسـل وتعـرب
يجـزم هامـات الأعـادي أمرها
وعامـل الرمـح عليهـا ينصـب
ذو الجيـش إمـا جاش لج بحره
ضـاق بمـا مد الفضاء السبسب
غـاراته لـولا تـوالي جنحهـا
مـا ذم عـام المَحْل وهو أشهب
لـو حاولت فرسانه بدر الدُّجى
لـم يحمـه مـن النجـوم موكب
ســيوفه مـن الصـباح تُنْتَضـَى
ونقعـــه مــن الظلام يســلب
ظبـاً إذا مـا طلعـت شموسـها
فمـا لهـا غيـر الرقاب مغرب
كالأسـد في غاب القنا يقدمهم
منـه إلـى الـروع هِزَبْر أَغلب
إذا تَبَـدَّى فـي الـدَّلاص طاعناً
بالرمـح والمـاقط ضـنك أشيب
رأيـت بحـراً فـي أضاة حاملاً
صـلاً يبيـد الأسـد منـه ثعلـب
يـا ملكـاً أنسـت سطاه عنتراً
ودان فـي الجـود لـه المهلب
أيــن ملـوك الأرض لا أم لهـم
مـــن شــرف أوتيتــه ولا أب
تيقنـوا أن قـد حكـوك رتبـة
وشـــرفتهم كنيــة أو لقــب
فالبـأس معنـى لفظـه مشـترك
ومــا يســاوى بعَلِــيٍّ مرحـب
لا يـدعي المجـد الأثيـل مـدعٍ
فهـو إلـى هـذا المقـر ينسب
أحللتـــه شــهباء ذات ذروةً
شـماء لا تسـمو إليهـا الرتب
تضـاحكت بالبـدر إذ طاولهـا
ثــم هـوى والـوجه دام تـرب
إرث خليــل اللــه غيـر لائق
إلا بـه أو بـك هـذا المنصـب
لئن علــوت فالــذي أدركتـه
وَهْـيَ المساعي بعض ما تستوجب
تفـديك أملاك زمـان مـا لهـم
فيمــا اقتنيـت مـن عَلاء أرب
قـد أعـوزت وعـودهم فـإن همُ
جـاؤوا بها فالبرق منها خُلَّب
ذلـك صـرف الـدهر بعـد عـزة
حـتى تجلـت عـن بنيـه الكرب
لقـد تـولى نصـرك اللـه فما
يُنْجِـي طريـداً من سطاك الهرب
ويـح الأولى تقاعدوا عنك وقد
بلغتهـم مـن سؤلهم ما طلبوا
وفـت لعلياك الظُّبا مذ غدروا
والصـافنات والرمـاح السـُّلب
مـا كـان مـا خَوَّلْتَهُمْ من نعمٍ
إلا كسـحْب فـي السـباخ تسـكب
للــه أنــت قـاهراً وغـافراً
والبطـش يخشـى والذنوب توهب
خلائق كالمــاء يبـدو تحتهـا
ثــاقب عــزم نــاره تلتهـب
ملأت أكنــاف العلا مــن همـم
يحسـده علـى السـمو الكـوكب
تجتنـب الأحـداث مـا لا تشتهي
وتسـرع الأقـدار فيمـا تطلـب
درى عــدوٌّ منــك غيــر وائلٍ
أنـك فـي يـوم اللقـاء تغلب
أقسـمت ما الروض الأريض جاده
مُتْعَنْجِـرٌ حـامي الربـاب صـَيِّب
يــروق مــن نــواره مفضــض
زاه ومـــن بهـــاره مــذهب
مـا راوحتـه الريـح إلا حسبت
أنفاســه فَـارات مسـك تنهـب
يســتوقف النــاظر خـد ورده
القـاني وثغر الأقحوان الأشنب
أحسـن مـن أيامـك الغر التي
تملـح فـي اقتبالهـا وتعـذب
أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين.شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق.وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين.وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله ( ديوان كبير - خ ).