
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـل عنـد طرفـي والفـؤاد المدنف
غيــر الــدموع وأنــة المتأسـف
فعلام يخــدعني الزمــان وقلّمــا
تــأتي حــوادثه بمــن لا أعــرف
أأكــون قـد مارسـت غـدر طبـاعه
وأســومه مـن بعـد ذلـك أن يَفِـي
يــا لِلرجـال لنكبـة لـم ألقهـا
إلا بِجُنَّــــة خاضــــع متخــــوف
شــنت علــى أبنـاء يوسـف غـارة
كسـت الضـحى ثـوب الزمان المسدف
أطــوادُ عــزٍّ حــطّ مـن هضـباتها
مـا انهـدّ من طود الفخار المشرف
ملــك رمتــه النائبـات فـأثبتت
سـهم الردى في مقتل الملك الخفي
فالويـل للمُهْجـات إن هـي لم تذب
حرقــاً وللعــبرات إن لـم تُـذْرَف
أذكــى مصــاب محمـد فـي أضـلعي
نــاراً بوابــل أدمعـي لا تنطفـي
فالصــبر يخـذلني وينصـر لوعـتي
دمــع إذا استصــرخت لـم يتوقـف
أيـن الـذي مـا زال يـورد سـمره
مــن نهــر كــل مُــدَرَّع ومزَغَّــف
وجــدت لمصـرعه السـماء فراعنـي
خفقــان قلــب البـارق المتخطـف
والبـدر ليلـة تِمِّـه لـو لـم يكن
مســتيقناً بوفــاته لــم يخســف
فعلام زهــر ظلامهــا لــم تنكـدر
حزنــاً وشـمس نهارهـا لـم تكسـف
والأرض قــد دكّــت قواعـد طودهـا
بيـد المنـون فمالهـا لـم ترجـف
يـا راكبـاً يطـوي بـه عرض الفلا
والبيــد عـزمٌ كالحسـام المرهـف
شـارفْ دمشـق إذا دنـا بـك شـارِفٌ
عــوْدٌ كعُــود النبعــة المتعطـف
واعلــم بأنــك خيـر مـأمون إذا
أعلنــت بالشــرفين نعـي الأشـرف
وإذا لقيــت مواليــاً ومــداجياً
يُشــْفي علــى تلـف وآخـر يشـتفي
فــاعقر بجامعهـا وبـاب بريـدها
قُلُــص الــدموع وعـز رمـة يوسـف
وقــل الســلام علـى ضـريحك إنـه
لحجيـجٍ وفـد الحمـد أكـرم موقـف
يـا ناصـر الـدين الحنيف وكاشفاً
كربــاً بغيــر ظبـاه لـم تتكشـف
أعلمــت رُزْء محمــد لمــا ســرى
بِنَعْيِّــهِ ركــبُ الحِمــام الموجـف
عصـفت بـه ريـح المنـون فأسـقطت
ملآن مــن غصــن الشــباب الأهيـف
ولقـد أَسـِيتُ عليـه لـو نفع الأسى
وأَسـِفْت لـو نقـع الغليـل تأسـفي
يـا طـول أشـواقي إليـه وحرقـتي
أبــداً عليــه ويـا دوام تلهفـي
أبكـي عليـه بكـاء عبـدٍ لـم يشب
يومــــــاً خلائق وده بتكلُّـــــف
أيــاب لــم يثْلِــم غـروب مهنـد
عضــب ولــم يحْطِــم كعـوب مثقـف
والخيـل تمرح في الطوائل لم تثر
نقعــاً كمعتكــر الظلام المغــدف
والمرهفـات الـبيض فـي أجفانهـا
لــم تشـتهر والسـمر لـم تتقصـف
فبكــاه منبجــس الرِّكـام بـأدمع
يسـفحن مـن جفـن الغمـام الأَوْطَـف
كمواهب الغازي الغياث إذا اعترت
ســنوات مَحْــل أو تعــرض معتفـي
ملــك لـه الغـزوات ليـس بِمُنْكَـرٍ
ذلّ الصــليب بهــا وعـزّ المصـحف
وعــزائم يــوم الـوغى نيرانهـا
تـذكو علـى عـذب اللـواء المشرف
وأســنة تــرد الــدماء كأنهــا
حبـب يجـول علـى الشـمول القرقف
أأبـا المظفـر لا سـعى فـي شملكم
صــرف الـردى مـن بعـدها بتصـرف
صـبراً علـى نكـد الزمان فلم تزل
تــوليه حيـن يطيـش حلـم الأحنـف
واسـلم غيـاث الـدين غيـر محاذر
فـي الملـك بطش الحادث المتغطرف
لا راعكــم صـَرف الزمـان بمثلهـا
أبــــداً ولا لاقــــاكم بتخـــوف
أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين.شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق.وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين.وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله ( ديوان كبير - خ ).