
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أطلّـــت علــى ســحبِ الظلامِ ذُكــاءُ
وفُجِّــرَ مــن صــخرِ التنُوفــةِ مَـاءُ
وخُبّــــرت الأوثـــانُ أنَّ زمانَهـــا
تـــــولّى وراحَ الجهــــلُ والجهلاءُ
فمــا سـجدت الا لـذى العـرش جبهـة
ولـــم يرتفـــع الا إليــه دعــاء
تبسـّم ثغـرُ الصـبحِ عـن مولدِ الهُدى
فللأرضِ إشــــراقٌ بــــه وزُهَــــاءُ
وعــادت بـه الصـحراءُ وهـي جديبـة
عليهــا مــن الـدينِ الجديـد رُوَاءُ
ونافســـت الأرضُ الســـماءَ بكــوكبٍ
وضــيءِ المحيّــا مــا حَـوَتْه سـماءُ
لــه الحـق والإيمـانُ بـاللّه هالـة
وفــي كــلِّ أجــواءِ العقـولِ فَضـاءُ
تــألّق فــي الـدنيا يُزيـح ظلامَهـا
فــزال عمــىً مــن حــولِه وعَمــاءُ
كلامٌ هــو السـحرُ المُـبين وإن يكـن
لـــه ألـــف مثـــل الكلام وَبَــاءُ
عجيــبٌ مــن الأمــيِّ علــم وحكمــة
تضــاءَل عــن مرماهِمَــا العُلمــاءُ
ومـن يَصـطَفِ الرحمـن فـالكون عبـده
ودُهــم الليــالي أيـنَ سـارَ إِمـاءُ
نـبي الهـدى قـد حـرَّق الأنفسَ الصدَى
ونحــن لفيــضٍ مــن يــديك ظِمَــاءُ
أفِضـــْها علينــا نفحَــةً هاشــميةً
يُلَـــمُّ بهـــا جُـــرحٌ ويــبرأُ دَاءُ
فليـــس لنـــا إلاّ رِضــَاكَ وســيلةٌ
وليـــس لنـــا إلإّ حِمَـــاكَ رَجــاءُ
حننـا إلى مجدِ العروبةِ يُزهى بقومه
ومــا طــالَه فـي العـالمين لِـواءُ
زمــان لـواء العُـربِ يُزهـى بقـومه
ومــا طــالَه فـي العـالمين لِـواءُ
زمــان لنــا فـوق الممالـكِ دولـة
وفــي الــدهر حكــمٌ نافِـذٌ وقَضـاءُ
يُنــادى جريــءَ الأصــغريْن بــدعوةٍ
أكـــبَّ لهــا الأصــنامُ والزُعمــاءُ
دعــاهم لــربٍ واحــدٍ جــلَّ شــأنه
لـه الأمـرُ يـولي الأمـرَ كيـف يَشـاءُ
دعـاهم إلـى ديـنٍ من النورِ والهُدىَ
ســـماحٌ ورفـــقٌ شـــاملٌ ووفَـــاءُ
دعــاهم إلـى نبـذِ الفخـارِ وأنهـم
أمـــامَ إلـــه العــالمينَ ســَواءُ
دعــاهم إلـى أن ينهضـوا بِعُفـاتهم
كِرامــاً فطــاحَ الفقــرُ والفقـراءُ
دعاهم إلى أن يفتحوا القلبَ كي ترى
بصـــيرتُه مـــا يبصــر البُصــراءُ
دعـاهم إلـى القـرآنِ نـوراً وحكمـةً
وفيــــه لأدواءِ الصـــدورِ شـــِفاءُ
دعـاهم إلى أن يهزموا الشركَ طاغياً
تســـيلُ نفـــوسٌ حـــوله ودِمـــاءُ
دعـاهم إلى أن يبتَنُوا الملكَ راسخاً
لــه العــدلُ أس والطمــوحُ بنــاءُ
دعـاهم إلـى أن الفـتىَ صـنع نفسـهِ
وليـــس لــه مــن قــومِه شــُفعاءُ
دعـاهم إلـى أن يملكـوا الأرضَ عنوةً
مســــــاميحَ لا كِــــــبرٌ ولا خُيلاءُ
فلبّــاه مــن عُليَــا مَعــدٍ غضـافِرٌ
كمــاةٌ إذا اشــْتدَّ الــوغَى شـُهداءُ
أشـداء مـا بـاهى الجهـادُ بمثلهـم
وهــم بينهــم فــي أمرهِـم رُحمـاءُ
أسـاءوا إلـى الأسـيافِ حـتى تحطّمـت
ومـــا مَــرّةً للمســتجيرِ أســاءوا
وقــد حملـوا أرواحَهُـمْ فـي أكفهـم
وليـــس لهــم إلاّ الخلــود جَــزاءُ
إذا حكمــوا فــي أمَّــةٍ لان حكمُهـم
فمــا هــي أنعــام ولا هــي شــَاءُ
فهــل تعلــم الصـحراءُ أنَّ رعاءَهـا
حمــــاةٌ بآفــــاقِ البلاد رِعـــاءُ
وأنهــمُ إن زاولــوا الحكـمَ سَاسـةٌ
وإن أرســـلوا أحكَـــامهم فُقهــاءُ
وردّ إلـى العُـرْب الحَيـاة وقـد مضى
عليهــــم زمـــانٌ والأمـــامُ وَراءُ
حجـابٌ طـوى الأحـدَاثَ والنـاس دونهم
فــأظهر مــا تجلـو العيـون خَفـاءُ
بنــت أمــمٌ صـرحَ الحضـارةِ حـولهم
وأقْنعهـــم إبـــلٌ لهـــم وحُــداءُ
عقــولٌ مـن الأحجـارِ هـامت بمثلهـا
وكـــل بكيـــمٍ لليكيـــمِ كِفـــاءُ
فكـم كـان للرومـان والفـرسِ صـولةً
وهــم فــي بــوادي أرضـهم سـُجناءُ
عِـــرَاكٌ وأحقـــادٌ يشــبّ أوَارهــا
جحيمـــاً وكِـــبرٌ أجْـــوَفٌ وغَبــاءُ
عجبــتُ لأمــرِ القـومِ يحمـونَ ناقـةً
وســــاداتهم مـــن أجْلِهـــا قُتلاءُ
بـدا فـي دُجـى الصـحراءِ نـورُ محمدٍ
وجلجــلَ فــي الصـحراءِ منـهُ نِـداءُ
نــبيٌ بــه ازدانــت أباطــحُ مكـةٍ
وعـــزَّ بـــه ثَــوْرٌ وتــاه حِــرَاءُ
لقـد شـربوا مـن منهـل الدين نغبةً
مطهّــــــرةً فالظــــــامئون رِوَاءُ
وقــد لمحـوا مـن نـورِ طـه شـُعاعةً
فكـــل ظلامٍ فـــي الوجــود ضــِياءُ
نــبيٌّ مــن الطهـرِ المصـفّى نجـاره
ســــماحة نفـــسٍ حُـــرّةٍ وصـــَفاءُ
وصــبرٌ علــى اللأواءِ مـا لانَ عُـودهُ
ولا مَســـّهُ فـــي المعضــلاتِ عَنــاءُ
وزهــدٌ لــه الـدنيا جنـاح بعوضـة
وكــل الــذي تحــت الهبـاءِ هَبـاءُ
تـراه لـدى المحـراب نُسـكاً وخشـيةً
وتلقــاهُ فـي الميـدانِ وهـو مَضـَاءُ
إذا صــالَ لـم يـترك مَصـالاً لصـائلٍ
وإن قَــال ألقــت سـمعَها البُلغَـاءُ
كلامٌ مــن اللّــه المهيمــن روحــه
ومــن حلــل الفُصــحى عليــه رداءُ
كلامٌ أرادتــه المقاويــلُ فــالتوى
عليهـــا وضــلَّت طرقَــه الحُكَمــاءُ
فيــا رب هيىــء للرشــادِ سـبيلَنَا
إذا جَــــار خَطْـــبٌ أو ألـــمّ بَلاءُ
ونصـراً وهـدياً إن طغى السيلُ جارفاً
وفــاضَ بمــا يحــوي الإنـاء إنَـاءُ
نناجيـكَ هـذي رايـة العُـربِ فاحمها
فمـــن حولهــا أجنــادُكَ البُســَلاءُ
رميْنــا بكــفٍّ أنــت سـدّدت رميهـا
فمــا طــاشَ ســهمٌ أو أخــلّ رَمَـاءُ
أعِرْنَــا بحــق المصـطفَى منـك قـوةً
فليـــس لغيـــرِ الأقويــاء بَقــاءُ
وأســبِغْ علينــا درعَ لطْفِــك إنّهـا
لنــا فــي قتـامِ الحادثـاتِ وِقـاءُ
إليـك أبـا الزهـراء سـارت مواكبي
مـــواكبُ شـــعر ســـاقهن حَيـــاءُ
وأَنَّـــى لمثلــي أنْ يُصــوّر لمحــةً
كَبَــا دُوِّن أدنــى وصـفها الشـُعراءُ
ولكنهــا جهــدُ المحــبِ فهـل لهـا
بقُدســِك مــن حــظ القبــولِ لِقـاءُ
ولــي نســبٌ يُنمــى لبيتِـكَ صـانني
وصـــانتهُ منِّـــي عِـــزّة وإبَـــاءُ
عليــكَ ســلامُ اللّــهِ مَـا ذَرّ شـارِقٌ
ومــا عطّــر الــدنيا عليـكَ ثَنَـاءُ
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.