
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَقَفْـــتَ تُجـــدِّد آثارَهــا
وتُنْشــِرُ للعُــرْب أشـْعَارَها
وتَرْجِـعُ بَغْـدادَ بعد الفَنَاءِ
تُحــدِّثُ للنَّــاسِ أَخْبارَهــا
وتَبْعَــثُ حَســَّان مـن رَمْسـِهِ
وتُحيِــي عُكــاظَ وســُمَّارها
بشــِعْرٍ لــه نَبَــراتٌ تَهُـزُّ
نِيــاطَ القُلـوبِ وأوْتَارهـا
أطـاعَتْ قوافِيه بَعْد الشِّماسِ
جَرِيــءَ القريحــةِ جَبَّارَهـا
ونَظْـمٍ لـه نَفَحَـاتُ الرِّيـاضِ
إذَا نَقَّــط الطَّـلُّ أزهارَهـا
فمِـن حِكمـةٍ عَلَّمتْها السِّنُونَ
حِــوارَ النفُّـوسِ وإِسـْرَارَها
لهـا صـَفْحَةُ الْكَـوْن مَنْشورةٌ
يُتَرْجــم بالشـّعر أَسـْطارَها
وتَشـْبِيبِ لاهٍ لَعُـوبِ الشـَّبابِ
يُنـاجي السـّماءَ وأقْمارَهـا
تــراه وَظِــلُّ الصـِّبَا وارفٌ
جَمــوحَ العَرِيكــةِ مَوَّارَهـا
يُغنــى كمَــا صـَدَحت أيْكـةٌ
وقـد نَبَّـةَ الصـبحُ أطْيارها
ويَبْكِـي فَيُبكي رُسومَ الديارِ
حَنَانــاً عَليــه وآثارهــا
ويَنْسـَبُ حـتى يَليـنَ الهَـوَى
وتَقْضـي الصـّبَابةُ أوْطارهـا
وتنْسـَى الكواعبُ آيَ الحِجابِ
وتَبْكِـي العَجـائزُ أعمارَهـا
وتَصـْويرِ طَـبٍ صـنَاع اليَدَيْن
حَبَتْــه الطَّبيعـةُ أَسـرارها
كــأنَّ رُفائيــلَ فــي كَفِّـهِ
يُعيــدُ الفُنـونَ وأَعْصـارها
يُريــك إذا خَـطَّ فـي طِرْسـِه
حيــاةَ القُـرون وأدْوَارهـا
ويَرْســُم أندُلُسـاً بـاليَرَاعِ
فتلمِـــسُ كفُّــك أَســْوارها
وإِن وَصَف الحربَ خِلْتَ الْحِرابَ
تَســُدُّ مــن الأرض أقطارهـا
فتُمْسـِكُ جَنْبـك ذُعـراً تخـافُ
قَناهــا وتَرْهَــبُ بتَّارهــا
أشـَوْقيِ وأنـت طَبيبُ النُّفوسِ
وَضـَعْت عـن النفـس آصـارَها
نَصـَرْتَ الفَضـيلةَ مِن بَعْدِ أنْ
طَوَاهـا الزمـانُ وأنْصـَارَها
وجِئْتَ لمِصـْرَ كعيسـى المسيحِ
تُفَتِّــحُ للنّــورِ أَبْصــَارَها
بـــآيٍ تُفَصــِّلَها مُحْكَمَــاتٍ
كـأنَّ مِـنَ الـوَحْيِ أَفْكارَهـا
تَــرُدُّ الشـبِيبَةَ للصـالحاتِ
وتَرْجِــعُ للــدِّين هَتَّارهــا
جَزَيْــتُ بِشـِعْرِك شـعراً وهـل
تُجـازِي الخمـائلُ أمطارَهـا
فكنـتَ شـَريفَ قَوافي البَيانِ
وكنــتُ بِفَضــْلك مِهْيارَهــا
فَغـرِّد كمـا شـِئْتَ لا فُضّ فُوكَ
وعِـش بَطَـلَ الضـّادِ مِغْوارها
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.