
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طُمــوحٌ وإلاّ مــا صــِراعُ الكتــائبِ
وعَـــزمٌ وإلاّ فيــمَ حَــثُّ الركَــائبِ
إذا المجـد لـم يـترك وراءَكَ صـَيحةً
مُدَوِّيـــةً فالمجــدُ أوهــامُ كــاذبِ
يخــوضُ الهمــامُ العبقــري بِعزمـهِ
ظلامَ الفيــافِي فــي ظلامِ الغَيــاهبِ
وأرْوَعُ مـا تهفـو لـه العيـنُ رايـةٌ
تُــداعبها الأرواحُ فــي كَــفِّ غَـالبِ
وكــم بَطــلٍ فـي الأرضِ غـابَ وذكـرهُ
يُحلِّــق فــي الآفــاقِ ليــسَ بغـائبِ
يُــــدونُه الميلادُ بيـــنَ لِـــداتِهِ
ويكتُبــه التاريــخُ بيـنَ الكـواكبِ
ومـا مَـاتَ مـن أبقـى لمصـر مجـادةً
تُطــاول أعنــانَ الســماءِ بغَــاربِ
حَماهَــا بعــزمٍ لــو رأَتْـه قواضـبٌ
لأضــحَى ســناهُ حسـرة فـي القواضـبِ
ومـن مثـل إبراهيـم إن حمـى الوغَى
وأمطـــرت الأرضُ الســـماءَ بحاصــبِ
صــَواعِقُ تلقــى للحتــوفِ صــَواعقاً
وســـُحْبُ عُجَـــاجٍ تلتقــي بســحائبِ
وزمزمــةٌ تُنســى الرعــودَ هزيمَهـا
وتثقـــب آذانَ النجــومِ الثــواقبِ
ســلُوا عنـه عكـا إنَّهـا إن تكلَّمـتْ
معَاقلُهـــا حـــدثتكُمْ بالعجـــائبِ
رماهَـا بجيـشٍ لـو رمَـى مشرِقَ الضُحى
لفــر حسـيرَ الطـرفِ نَحـو المغـاربِ
رماهَــا فـتىً لا يعـرف الشـك رأيـه
ويعــرف بالإلهَــام ســرَّ العــواقبِ
ممنعــةٌ مــا راضــَها عــزمُ قـائدٍ
وعـذراءُ لـم تَظْفَـرْ بهـا كَـفُّ خَـاطبِ
أتاهــا بنوبــارتٌ يُــداوي نـدوبَهُ
وآبَ يصــُك الــوجه صــَكَّ النــوادبِ
أتاهَـا يجُـر الـذيْلَ فـي تيـه واثقٍ
فعـادَ يَجُـر الـذيْلَ فـي خِـزي خَـائبِ
رآهَا وفي العنقودِ والكرم ما اشْتهَى
وأيْـنَ مـن العنقُـودِ أيـدِي الثعالبِ
وكـم وضـَعت مِـنْ إصـْبع فـوقَ أنفهـا
وكــم غمــزَتْ أســوارُهَا بـالحواجبِ
رأت فاتــحَ الــدنْيا يفــرُّ جبانـةً
ويُلْقِــي علـى الأقـدارِ نظـرةَ عـاتبِ
ولكــنَّ إبراهيـم فـي الـروْعِ كـوكبٌ
إذا انقــضّ فالآطــام لُعبــة لاعــبِ
ويــوم نصـيبين الـتي قـامَ حولهـا
بنُـو الـتركِ والألمـانُ حُمْرَ المخالبِ
عَلاهَــا فــتى مصــرِ بضــربةِ فيصـلٍ
ولكنَّهــــا للنصــــرِ ضـــربة لازبِ
فريـعَ لهـا البوسـفورُ وارتّـج عرشَه
وصــاحت ذئابُ الشـر مـن كـلِّ جـانبِ
أبـى الغـربُ أن تختـالَ للشرقِ رايةٌ
وأن يقـفَ المسـلوبُ فـي وجـهِ سـالبِ
أيُـدْعَى سـليلُ الشـرقِ للشـرق غَاصِباً
ومغتــالُه فـي الغـربِ ليـسَ بغاصـبِ
سياســَةُ حِقْــدٍ أيَــن مـن نفثاتِهَـا
لعــاب الأفَـاعِي أو سـموم العقـاربِ
حنَانــاً لإبراهيــم لاقــى كتائِبــاً
مـن الكيـدِ لـم تَعْرِف نضَالَ الكتائبِ
غـــزُوه بجيــشٍ بالــدهاءِ مُحــارِبٌ
ولكنّـــه بالســـيف غيــر محــاربِ
فمــا ليَّنُــوا منــه قنـاةً صـليبةً
ولا كـدّرُوا مـن صـفو تلـك المنـاقبِ
عرفنــا لحــامِي القبلـتيْنِ جهـادَهُ
وكَــمْ هــانَ مطلــوبٌ لعــزّةِ طَـالبِ
لـه العُـرْبُ ألقـتْ فـي إباءٍ زِمَامَها
وكــانت ســَراباً لا يُنــالُ لشــاربِ
فوحـــدهَا فـــي دولـــةٍ عربيـــةٍ
تُزاحــم فــي ركـب العُلا بالمنـاكبِ
يقولـون قِـفْ بـالجيش مـاذَا تريـدُه
ومــاذا تُرجِّــي مـن وَرَاءِ السباسـبِ
فقـالَ إلـى أَنْ تنتهـي الضادُ أنتهي
وحيـث تسـيرُ العُـرْبُ تسـري نجـائِبي
لقــد زُهيــت مصــر ببـاعثِ شـعبِها
لكسـب المعَـالي واقتنـاءِ الرغـائبِ
وكَــمْ كتــبَ التاريــخُ لابـن محمـدٍ
خَوالِــدَ والتاريــخُ أصــدَقُ كــاتبِ
وكَــمْ صـانَ مصـراً مـن بنيـه مملـكٌ
بعيــد منـال العـزمِ جَـمّ المطَـالبِ
شـــمائلُ فـــاروقٍ وعـــزّةُ ملكِــه
تَزِيـــدُ جَلالاً فـــي جلال المناســـبِ
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.