
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَمَــعَ الشــُّجُونَ وبَــدَّدَ الأحْلاَمَـا
خَطْــبٌ أَنَــاخَ بكَلْكَــلٍ وأَقَامَــا
أَخْلَـى الكِنَانَـةَ مِـنْ أَمَرِّ سِهَامِها
عُــوداً وَرَاع النِيــلَ والأَهْرَامـا
وعــدَا عَلَـى رَوْضِ الشـَّبَابِ وظِلِّـهِ
فَغَــدَا بِـه رَوْضُ الشـَّبَابِ حُطَامـا
غُصـْنَان هَزهُمَـا الصـِّبَا فتَمَـايلا
وســَقَاهُما الأَمَـلُ الـرَّوِيُّ جِمَامـا
نَجْمـان غالهُمـا الزَّمـانُ فأصْبحَا
بَعْــدَ التَّـألُّقِ والسـُّطُوعِ رُكَامـا
نَسـْران لـو رَضـِيَ القَضـَاءُ لحلَّقا
دَهْـراً علـى أُفُـقِ الـدِّيارِ وَحَاما
اِبْـكِ الشـَّبَاب الغَـضَّ فـي رَيْعَانِه
وأَفِـضْ عَليـه مِـنَ الـدُّمُوعِ سِجَامَا
وانْثُـرْ أَزَاهِيراً عَلَى الزَّهْرِ الَّذي
كــانَتْ لَـه كُـلُّ القُلـوبِ كِمامـا
وابْعَــثْ أَنينَـكَ للسـَّحابِ شـِكَايةً
فــإلاَمَ تحْتَبِــسْ الأَنِيــنَ إِلاَمــا
لَهْفِـي عَلَـى أَمـلٍ مَضـَى فـي لَمْحةٍ
لوْ دَامَ في الدُّنْيا السُّرورُ لَدَاما
لــمْ نَشـْكُرِ الأيَّـامَ عنـد بَريقِـهِ
حَتَّــى أَخــذْنَا نَشــْتَكِي الأيَّامـا
لـم تَلْمَـحِ العَيْـنُ الطَّمُوحُ شُعَاعَه
حَتَّــى رَأَتْ ذَاكَ الشــُّعاعَ ظَلامَــا
حَجَّــاجُ لاقيْــتَ اليقيـنَ مكَافِحـاً
بَطَلاً ويــا شــُهْدِي قَضـَيْتَ هُمَامَـا
رَكِبَـا الهَـوَاءَ وكـلُّ نفْسٍ لَو دَرَتْ
غَــرَضٌ تَنَــازَعُهُ المنُـونُ سـِهَامَا
والمَـوْتُ يَلْقَـى الأُسـْدَ في عِرِّيسِها
ويَغُــولُ حَــوْلَ كِنَاسـِها الآرَامـا
الــدِّرْعُ تُصـْبِحُ حيـنَ تَبْطِـشُ كَفُّـه
دِرْعـاً ولاَ السـَّيْفُ الْحُسـَامُ حُسَاما
رَكِبَـا جَمُـوحَ الْجَـوِّ يَلْـوِي رَأْسـَه
كِبْــراً ويَـأْنَفُ أَنْ يُنيـلَ زِمَامَـا
فـي عَاصـِفَاتٍ لـم تُزَعْـزِعْ مِنْهُمـا
عزْمــاً كَحَـدِّ السـَّيْفِ أَوْ إِقْـدَاما
والْجَــوُّ أَكْلَـفُ والسـَّماءُ مَرِيضـَةٌ
واللَّيْــلُ دَاجٍ والْخُطُــوبُ تَرَامَـى
والمـوْتُ يَخْفِـقُ فـي جَنَـاحَيْ جَارِحٍ
مَلأَ الفَضـــَاءَ شَرَاســَةً وعُرَامــا
بسـَمَا إِلـى الْخطْب العَبُوسِ وإنّما
يَلْقَــى الكمــيُّ قَضــَاءَه بَسـّاما
لَهْفِي عَلَى البَطَلين غالَهُمَا الرَّدَى
لَــمْ يَمْلِكــا دَفْعـاً ولاَ إِحْجَامـا
المَــوْتُ تَحْتَهمـا يَصـُولُ مُخـاتِلاً
والمَــوتُ فَوقَهمـا يَحُـومُ زُؤَامـا
ثَبَتَــا لِحُكْــمِ اللّـه جَـلَّ جَلاَلـهُ
والْخطْـبُ يَلْقَـاه الكِـرَامُ كِرَامـا
والسـَّيْفُ أَكْثَـرُ مـا يُلاقِـي حَتْفَـه
يــومَ الكَرِيهـةِ صـَارِماً صَمْصـَاما
قـد يُنْسىءُ المَوتُ النِّمالَ بِجُحْرِها
ويَغُــولُ فــي آجَـامِه الضـِّرْغَاما
يـا هَوْلَهـا مـن لَحْظـةٍ لا نَارُهـا
بَــرْدٌ ولاَ كــانَ اللَّهيــبُ سـَلاَما
هَـلْ أَخْطَـرا فِيهـا عَلَـى بَالَيْهما
النيـــلَ والآبـــاءَ والأَعْمَامــا
والمَـوْطِنَ الصـَّدْيَانَ يَرْقُـبُ عَـوْدةً
وَيْلاَه قَــدْ عــادَا إِليـه رِمَامـا
أَتَقَاسـَما فيهـا الـوَدَاعَ بلَفْظَـةٍ
أَمْ لَـمْ تـدَعْ لَهُمَـا المَنُونُ كلاَما
هـل فَكَّـرا فـي الأُمِّ تنـدُب حَظَّهـا
والــزَّوْجِ تُسـْكِتُ وَالهِيـنَ يَتَـامَى
إنّ الســَّلامَةَ قــد تَكُــونُ مَذَلَّـةً
ويَكُــونُ إقْـدامُ الجريـءِ حِمَامـا
والمـرءُ يَلْقَـى باختيـارِ كِلَيْهِما
حَمْــداً يُحلِّــقُ بِاسـْمِه أَوْ ذَامـا
والمَجْــدُ يَعْتَـدُّ الْحَيَـاةَ قَصـِيرةً
ويَــرَى فَنـاءَ الْخَالِـدِين دَوَامـا
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.