
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
داعِـبِ الشـرقَ باسـماً وسـعيدا
وائتلِـقْ يـا صباحُ للناسِ عِيدا
نَســِيَتْ لحنَهـا الطيـورُ فصـوِّرْ
لبنـاتِ الغُصـُونِ لحنـاً جديـدا
فزَّعتْهــا عـن الريـاضِ خَفـافي
شٌ تَسـُدُّ الفضـاءَ غُبْـراً وسـُودا
ألِفَـــتْ مُــوحِشَ الظلامِ فــودَّتْ
أن تبيـدَ الـدنيا وألاّ يَبيـدا
فاسـجَعي يا حمامةَ السلْمِ للكو
نِ وهُـــزِّي أعطــافَه تغريــدا
غـرِّدي فالـدموعُ طاح بها البِشْ
رُ وأضـحى نَـوْحُ الثَكالَى نشيدا
واسـمَعي إنّ فـي السماء لحُونا
أســمعتِ الترتيـل والترديـدا
كلّمـــا اهــتزَّ للملائكِ صــَوتٌ
رجّعْتـــه أنفاســُنا تحميــدا
رنَّـةُ النصر في السماواتِ والأر
ضِ أعـادتْ إلى الوجودِ الوجودا
مَوْلِــدٌ للزمــان ثـانٍ شـهدْنا
هُ فيـا مَـنْ رأى الزمانَ وليدا
سـكنَ السـيفُ غِمْـدَه بعد أنْ صا
ل عنيفــاً مُنــاجزاً عِرْبيــدا
مـا احمـرارُ الأصـيلِ إلا دمـاءٌ
بقيـتْ فـي يَـدِ السـماء شُهودا
طـائراتٌ ترمـي الصـواعقَ لا تخْ
شــى إلاهــاً ولا تخـافُ عبيـدا
أجهـدتْ فـي السرى خوافقَ عِزْري
لَ فرفّــتْ مــن خَلْفهِـنَّ وئيـدا
كلّمــا حلّقــت بــأُفْقِ مكــانٍ
تركــتْ فيـه كـلَّ شـيءٍ حصـيدا
كـم سـمِعْنا عَزيفَهـا مـن قريبٍ
فغـدا الـرأْيُ والسـدادُ بعيدا
يلفَــحُ الشـيخَ والغلامَ لَظاهـا
ويُصــيبُ الشــجاعَ والرِعْديـدا
كـم وحيـدٍ بين الرجامِ بكى أمّ
اً وأمٍ بكــتْ فتاهـا الوحيـدا
مُــدُنٌ كــنَّ كالمحـاريبِ أمْنـاً
تــرك الْخَســْفُ دُورَهـنَّ سـُجودا
وقُصــورٌ كــانت ملاعــبَ أُنْــسٍ
أصــبحتْ بعــد زَهـوهِنَّ لُحـودا
لَهْـف نفسـي عَلَـى دمـاءٍ زكيّـا
تٍ كَقْطـرِ الغمـامِ طُهْـراً وجُودا
سـِلْنَ مـن خَـدِّ كـلِّ سـيفٍ نُضارا
بعـد مـا حَطَّم الحديدُ الحديدا
لَهـفَ نفسـِي عَلَـى شـبابٍ تحـدَّى
عَـذَباتٍ الفِـرْدَوْسِ زَهْـراً وعُودا
لَهـفَ نفسِي والنارُ تعصِفُ بالجيْ
شِ فتلقـاه فـي الريـاح بَديدا
ذكّرتْنـــا جَهنّمــاً كلَّمــا أُلْ
قِـيَ فَـوْجٌ صـاحتْ تُريدُ المَزيدا
كــالبراكينِ إنْ تمشـَّتْ وكـالب
حـر إذا جـاشَ بـالْحَميم صَهُودا
وإذا المـاءُ كان ناراً فَمَنْ يَرْ
جـو لنـارٍ إذا استطارتْ خُمودا
أُمَـمٌ تلتَقـي صـباحاً على المو
تِ لتســتقبلَ المســاءَ هُمـودا
وفريــقٌ للفتـك يلقـى فريقـاً
وحُشــودٌ للهَـوْلِ تلقـى حُشـودا
كـم حُطـامٍ في الأرضِ كان عقولاً
ورَمـادٍ فـي الْجَـوّ كـان جُهودا
وأمــــانٍ ونَشـــْوةٍ وشـــَبابٍ
ذهبـتْ مثـلَ أَمسـها لـن تَعودا
قُبُلاتُ الحسـانِ مـا زلن في الخَ
دِّ فهـل عفَّـرَ الـترابُ الْخُدودا
ووعـودُ الغـرامِ مـاذا عراهـا
أغـدتْ في الثَرَى الْخضيبِ وعيدا
كـم دُمـوعٍ وكـم دمـاءٍ وكم هَوْ
لٍ وكــم أنَّــةٍ تفُـتُّ الكُبـودا
إنَّما الحربُ لعنةُ اللّهِ في الأر
ضِ وشــَرٌّ بمَــنْ عليهـا أريـدا
صـَدَّقَتْ مـا رأى الملائكُ مـن قَبْ
لُ ومــا كـان قـولهم تفنيـدا
إن اللـه حكمـة دونهـا العـق
ل فَخَــلِّ المِــراءَ والترديـدا
كيـف نصـفو ونحن من عُنْصِر الط
يــنِ فســاداً وظلمـةً وجُمـودا
ذَهَـبَ المـوتُ بـالْحُقودِ فمـاذا
لو محوتم قبلَ المماتِ الْحُقودا
شــهواتٌ تــدمِّرُ الأرضَ كـي تـح
يــا وتجتـاحُ أهلَهـا لتسـودا
وجنـونٌ بالمُلْـكِ يعصـِفُ بالـدن
يـا لكـي يملِـكَ القُبورَ سعيدا
يذبـح الطفلَ أعْصَلَ النابِ شيطا
نـاً ويحسـو دَمَ النسـاء مَرِيدا
ويُســَوِّي جَمـاجمَ النـاسِ أَبْـرا
جـا ليبغـي إلى السماءِ صُعودا
قـد رأينـا الأُسودَ تقنَعُ بالقُو
تِ فليـتَ الرجـالَ كـانت أسودا
قُتِـلَ العلـمُ كيـف دبّـر للفَـتْ
كِ عَتَــاداً وللــدّمارِ جنــودا
فهـو كـالخمر تَنْشُرُ الشرَّ والإثْ
مَ وإنْ كــان أصــلُها عُنقـودا
أبــدعَ المهلكـاتِ ثـم تـوارَى
خلفَهــا يملأُ الــوَرى تهديـدا
مـادتِ الراسـياتُ ذُعْـراً وخَفَّـتْ
مِـنْ أفـانينِ كَيْـدهِ أنْ تميـدا
وقلـوبُ النجـوم ترجُـفُ أن يـج
تـازَ يوماً إلى مَداها الْحُدودا
مُحْـدَثاتٌ عـزّتْ علـى عقـلِ إبلي
سَ فعَـضَّ البنـانَ فَـدْماً بليـدا
عــالِمٌ فـي مكـانِه ينسـِفُ الأر
ضَ وثـانٍ يحُـزُّ منهـا الوَريـدا
حَسـْرَتا للحيـاةِ مـاذا دهاهـا
أصــبح النـاسُ قـاتلاً وشـهيدا
أصـحيحٌ عـاد السـلامُ إلى الكو
ن وأضـــحى ظِلاً بــه ممــدودا
ورنيـنُ الأجْـراسِ يصـدَحُ بـالنص
ر فيــا بِشـْرَهُ صـباحاً مَجيـدا
ســايَرتْها قلوبُنـا ثـم زِدْنـا
فأضــَفْنا لشــَدْوِهنّ القصــيدا
رَدِّدي ردِّدي ترانيـــمَ إســـحا
قَ وهُـزِّي الحسـانَ عِطْفـاً وجِيدا
أنـتِ صُورُ الحياةِ قد بَعَثَ النا
سَ وكــانوا جماجمــاً وجُلـودا
قـد سـئِمنا بـالأمسِ صَفَّارةَ الإنْ
ذارِ والوَيْـلَ والعذابَ الشديدا
ردِّدي صــوتَكِ الحنــونَ طـويلاً
وابعَـثيِ لحنَـك الطـروبَ مديدا
واهتِفـي يـا مآذِنَ الشرقِ باللَّ
ه ثنـــاءً وباســمِه تمجيــدا
واسـطَعي أيهـا المصابيحُ زُهْراً
واجعَلـي شـوقَنا إليـك وَقـودا
قـرَّتِ النفـسُ واطمـأنَّتْ وكـانت
أملاً حــائرَ الطريــقِ شــَريدا
ليت شعري ماذا سنجني من النص
رِ وهـل تصدُقُ الليالي الوُعودا
وهــل الأربـعُ الـروائعُ كـانت
حُلُمــاً أو مواثِقــاً وعُهــودا
وهـل انقـادتِ الممالـكُ للعـد
لِ فلا ســيِّداً تَــرى أو مَسـُودا
وهـل الحـقُّ صـار بالسـلمِ حقّاً
وأذابَـتْ لظَـى الحروبِ القُيودا
وهــل العُــرْبُ تسـتردُّ حماهـا
وتنــاجي فِرْدَوْسـها المفقـودا
وَتـرى فـي السـلامِ مجداً طريفاً
جـاء يُحْيـى بالأَمسِ مجداً تَليدا
بـذَلتْ مصـرُ فوق ما يبذُلُ الطَّوْ
قُ وقـد يُسـْعِفُ النديدُ النديدا
فـي فيـافيِ صَحْرائِها لَمَعَ النص
رُ وولَّـى رُوميـلُ يعْـدو طريـدا
فهـي إذْ تنثُـرُ الـورودَ تُناغي
أملاً ضــاحكاً يفــوقُ الـورودا
وهـي ترجـو لا بـل تريدُ وأَجْدِرْ
بابنـةِ النيلِ وَحْدها أنْ تُريدا
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.