
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـارِي الْهَـواءِ مَلَكْـتَ أَيَّ جَنـاحِ
وحَلَلْـــتَ أيَّ مَشـــارِفٍ وَبِطــاحِ
وبِــأَيِّ ناحِيَــةٍ أَقَمْــتَ فـإِنَّني
أَلْقــاكَ بَيْــنَ تَــوثُّبٍ وجمِــاحِ
فـي كُـلِّ مَغْـدىً مِـنْ ذُيُولِكَ مَسحَبٌ
وخُطــاكَ ماثِلَــةٌ بِكُــلِّ مَــراحِ
تَجْـرِي فَتَنْتَظِـمُ الْمَدَائِنَ والْقُرَى
وتَفُــوتُهُنَّ إلــى مَــدىً فَيَّــاحِ
لا الْبَـرْقُ يَسْرِي حَيْث سِرْتَ ولا رَمَى
نَســْرٌ إِلــى مـا رُمْتَـهُ بِجنَـاحِ
يَكْبُـو الظَلِيـمُ وأَيْنَ مِنْكَ عِداؤُهُ
ويَكِــلُّ جُهْــدُ الأَجْــرَدِ السـَبّاحِ
تَمْضـِي فلا تَقِـف الْعَـوَائِقُ حائِلاً
وتَمُــرُّ بَيْــنَ الصـَلْدِ والصـُّفّاحِ
دانٍ ومــا عَلقَـتْ بِشَخْصـِكَ أَعْيُـنٌ
يَوْمــاً ولا مُســَّتْ يَــداكَ بِـراحِ
تَتَمايَـلُ الأشـْباحُ إنْ تَخْطِـرْ بها
ومِــنَ السـُرورِ تَمايُـلُ الأَشـْباحِ
وتَهُــزُّ أَدْواحَ الريـاضِ فَتَنْثَنِـي
شــَوْقاً إِلَيْــكَ بَواســِقُ الأَدْواحِ
لَـوْلاكَ مـا صـَبَّ الْغَمـامُ عُيْـونَهُ
تَســْقِيِ الْبِطــاحَ بِوابِـلٍ سـَحَّاحِ
لَـوْلاكَ مـا زَهَـتِ الربَـا بِمُرَقَّـشٍ
مِـنْ نَسـْجِ مَنْثُـورٍ وَوَشـِي أقـاحِي
قَـدَحُ الْحَيَـاةِ وَأَنْتَ أَغْلَى مَشْرَباً
مِـنْ صـَفْوَةِ الْمَـاذِيِّ فـي الأَقْدَاحِ
سـِرْ يـا هَـواءُ فَأنْتَ أَوْطَأُ مَرْكَبٍ
واهْتِـفْ بِصـَوْتِ الطَـائِرِ الصـَدَّاحِ
واحْـرِصْ عَلَـى سِحْرِ الْبَيانِ وَوَحْيِهِ
وَارْفُـقْ بـآيٍ فـي الْقَرِيـض فِصاحِ
جَمَعَـتْ مِـنَ الزَهْرِ النَديِّ قَوافِياً
تَسـْبِي النهَـى بِعَبِيرِهـا الْفَوّاحِ
دُرَرٌ صــِحاحٌ لَـوْ تُقـاسُ بِشـِبْهِهَا
لَبَـدَتْ دَرارِي اللَّيْـلِ غَيْـرَ صِحاحِ
مـا السـَيْفُ في كَفِّ الْمُفَزَّعِ قَلْبُهُ
كالسـَيْفِ فـي كَفِّ الفَتَى الْجَحْجَاحِ
الشـعْرُ مِـنْ سـِرِّ السـَماءِ فَهمْسُهُ
وَحْــيُ النُفُــوسِ وَرَاحَــةُ الأَرَْاحِ
كَمُلَـتْ صـِفَاتُ الـراحِ في نَشَوَاتِهِ
وَنَجـا فَلَـمْ يُوصـَمْ بـإِثْمِ الراحِ
سِرْ يا قَرِيضُ إِلَى الْعُرُوبَةِ مُسْرِعاً
وَانْــزِلْ بآفــاقٍ بِهـا ونَـواحِي
وَامْــزُجْ بمِســْكِيِّ الأَثِيـرِ تَحيَّـةً
لِعَشــائِرٍ شــُمِّ الأُنُــوفِ ســِماحِ
شـَحُّوا بِـأَنْ تَلِدَ الْمَكارِمُ غَيْرَهُمْ
وَهُـمُ عَلَـى النَّجَـداتِ غَيْـرُ شِحاحِ
جَعَلُـوا مِـنَ الْفُصْحَى وَمِنْ آياتِها
نَسـَباً مُضـِيئاً كالنهـارِ الضاحِي
الضـادُ تَجْمَعُهُـمْ وَتَـرْأَبُ صـَدْعَهُمْ
ســِيَّانِ فــي الأَفْـراحِ وَالأَتْـرَاحِ
دارَ الإِذاعَــةِ لا تَمَلــيِّ إنَّنــي
أَطْلَقْــتُ لِلأَمَـل الْبَعيـدِ سـَراحِي
حُـبُّ الْعُروبَـةِ قَـدْ جَرَى بِمفَاصِلي
بـالرَّغْمِ مِـنْ هَـذِرِ الْحَدِيثِ مُلاَحي
دارَ الإِذاعَــةِ أَنْـتِ بِنْـتُ ثَلاثَـةٍ
مَــرَّتْ كَــوَمْضِ الْبَـارِقِ اللَّمَّـاحِ
كَـمْ فِيـكِ لِلْقُـرآنِ رَنَّـةُ قـارِىءٍ
تَحْلُــو لَـدَى الإِمْسـَاءِ والإِصـْبَاحِ
كَشـَفَتْ عَنِ النفْسِ الْمَلُولِ حِجابَها
فَتَـــوَجَّهَتْ لِلْخَـــالِقِ الْفَتَّــاحِ
الـدِينُ سـَلْوَى النفْـسِ في آلامِها
وطَبيبُهــا مِــنْ أَدْمُــع وَجِـراحِ
أوْدَعْتُـه حُزْنـي فَلَـمْ تَعْبَـثْ بِـهِ
شــكْوَى ولا صـَدَع الـدجَى بِنُـواحِ
دارَ الإِذاعَـةِ كَـمْ نَشـَرْتِ ثَقافَـةً
جَلَّــتْ مَآثِرُهــا عَــنِ الإِفْصــَاحِ
كـمْ جـازَ صـَوْتُك مِـنْ بِحارٍ سُجِّرَتْ
وَفَدافِــدٍ شــُعْثِ الْفِجـاجِ فِسـاحِ
أَصـْبَحْتِ أُسـْتاذَ الشـُعُوبِ وَكافَحَتْ
نَجْــواكِ جَيْـشَ الْجَهْـلِ أَيَّ كِفـاحِ
وَمَلأْتِ بِـــالْعِلْمِ الْبِلادَ فَنُــورُهُ
فــي كُــلِّ مُنْعَطَـفٍ وَبُهْـرَةِ سـاحِ
تَتَلَقَّـفُ الـدنْيَا حـديثَكِ مِثْلَمَـا
يَتَلَقَّــفُ الأَبْـرارُ وَحْـيَ الْـوَاحِي
دَارَ الإِذاعَـةِ أَنْـتِ أَمْـرَحُ أَيْكَـةٍ
صــَدَحَتْ فكــانَتْ أيْكَـةَ الأَفْـراحِ
صـاحَتْ بَلابِلُـكِ الْحِسـانُ فَـأَخْمَلتْ
فـي الْجَـوِّ صـَوْتَ البُلْبُلِ الصَيَّاحِ
مِــنْ كُـلِّ شـادِيَةٍ كَـأَنَّ حَنِينَهـا
هَمْــسُ الْمُنَـى لِلْيـائِسِ الْكَـدَّاحِ
اللَّيْـلُ إِنْ نـادَتْهُ مـاسَ بِعِطْفِـهِ
فَتَـراهُ بَيْـنَ الْمُنْتَشـي والصَاحِي
كَـمْ فِيـك مِْ لَهْـوٍ بـهِ رِيُّ النهَى
وفُكاهَـــةٍ مَحبُوبَـــةٍ ومُـــزاحِ
النفْـسُ تَسـْأَمُ إِنْ تَطـاوَلَ جِـدُّها
فَأكْشــِفْ ســَآمَةَ جِــدِّهَا بِمُبـاحِ
زُمَـرَ الشـَبابِ وَلـي مَلامَـةُ ناصِحٍ
لَــوْ تَســْمَعُونَ نَصـِيحَةِ النصـاحِ
بِــالْعِلْمِ مَرْكُـونِي تَسـَلَّقَ لِلْعُلا
وَبعَزْمَـــةِ الْوَثّابَــةِ الطمّــاحِ
رَجُـلٌ عِصـامِيُّ الأَرُومَـةِ لَـمْ يَنَـلْ
مَجْـــداً بِـــآمُونٍ ولا بِفتـــاحِ
تَتَطَلـعُ الـدنْيا إِلَيْـهِ وتَمْتَطِـي
ذِكْــرَى مَــآثِرِهِ مُتُــونَ رِيــاحِ
إِنَّ التفــاخُرَ بِالْقَــدِيمِ تَعِلَّـةٌ
وَالْجَهْـلُ لِلْمَجْـدِ الْمُؤَثَّـلِ مـاحي
والْعِلْـمُ مِصـْباحُ الْحَياةِ فَنَقِّبُوا
مِـنْ قَبْـلِ أَنْ تَثِبُوا عَنِ الْمِصْباحِ
بَلَـى السـِلاحُ مَـعَ الْقَدِيمِ وَعَهْدِهِ
والآنَ صــارَ الْعِلْــمُ خَيْـرَ سـِلاحِ
الْيَـوْمَ فِكْـرَةُ عـالِمٍ فـي مَصـْنَعٍ
تُغْنِــي عَــنِ الأَسـْيافِ والأَرْمـاحِ
وَتَصـــُدُّ كُــلَّ كَتِيبَــةٍ مَــوَّارَةٍ
خَضــْرَاءَ تَقْــذِفُ بِالْكُمـاةِ رَدَاحِ
أَمْضـُوا الْجُهُودَ وأخْلِصُوا لِبلادِكُمْ
فــي الْجَهْـدِ والإِخْلاص كـلُّ نَجـاحِ
لاَ يُرْتَجَــى مِــنْ أُمَّــةٍ مَفْتُونَـةٍ
بِـــاللَّهْوِ والتســـْوِيفِ أَيُّ فَلاحِ
خُوضـُوا الصـعابَ ولا تَملُّوا إنَّما
نَيْـلُ الْمُنَـى بالصـبْرِ والإِلْحـاحِ
قَـدْ يُنْجِـدُ اللُّـجُّ الْغَرِيقَ بِقَذْفِهِ
حَيَّـا فَيَلْقَـى الْمَوْتَ في الضَحْضَاحِ
الْعَهْــدُ مِثْلكُــمُ جَدِيــدٌ مُشـْرِقٌ
فَهَلُــــمَّ لِلإِنْتـــاجِ والإِصـــْلاحِ
وَمَلِيكُكُــمْ مَثَـلُ الشـبابِ مُجّمَّـلٌ
بِخلائِقٍ غُـــرِّ الْوُجُـــوهِ صــِباحِ
يَتَفـاءَلُ النيـلُ الْـوَفِيُّ بِعَهْـدِهِ
وَبِيُمْــنِ طَلْعَــةِ وَجْهِـهِ الْوَضـّاحِ
ســارَتْ مَحَامِـدُهُ وسـارَتْ خَلْفَهـا
تَشــْدُو بِســابِغِ فَضـْلِهِ أَمْـداحِي
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.