
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَــاذَا طَحَــا بِــكَ يَــا صـَنَّاجَةَ الأدَبِ
هَلاَّ شـــَدَوْتَ بِأَمْــدَاحِ ابْنَــةِ العَــرَبِ
أطَــارَ نَوْمَــكَ أَحْــدَاثٌ وَجَمْــتَ لَهَــا
فَبِــتَّ تَنْفُــخُ بَيْــنَ الهَــمِّ والْوَصــَبِ
وَالْيَعْرُبِيَّــةُ أَنْــدى مَــا بَعَثْــتَ بِـهِ
شـَجْواً مِـنَ الْحُـزنِ أَوْ شـَدْواً منَ الطَّرَب
رُوحٌ مِــنَ اللّــهِ أَحْيَــتْ كُــلَّ نَازِعَـةٍ
مِـــنَ البَيَـــانِ وَآتَــتْ كُــلَّ مُطَّلَــبِ
أَزْهَــى مِــنَ الأَمَــلِ البَسـَّامِ مَوْقِعُهَـا
وَجَــرْسُ أَلْفَاظِهَــا أَحْلَــى مِـنَ الضـَّرَبِ
وَســْنَى بِأخْبِيَــةِ الصــَّحْرَاءِ يُوقِظهَــا
وَحْـيٌ مِـنَ الشـَّمْسِ أَوْ همْـسٌ مِـنَ الشـهبِ
تُحْـدَى بِهَـا اليَعْمَلاَتُ الكُـومُ إِنْ لَغِبَـتْ
فَلاَ تُحِـــــسُّ بِإِنْضـــــَاءٍ وَلاَ لَغَــــبِ
تَهْتَـــزُّ فَـــوْقَ بِحَـــارِ الآلِ رَاقِصــَةً
وَالنَّصــْبُ لِلنيـبِ يَجْلُـو كُرْبَـةَ النَّصـَبِ
لَــمْ تَعْــرِف الســَّوْطَ إِلاَّ صـَوْتَ مُرْتَجِـزٍ
كَــأنَّ فــي فيـهِ مِزْمـاراً مِـنَ القَصـَبِ
تُصــْغِي إِلَــى صــَوْتِهِ الأَطْيَـارُ صـَامِتَةً
إِذَا تَـــردَّدَ بَيْــنَ القُــورِ وَالهِضــَبِ
كَـــــأنَّهُ وَظَلاَمُ اللَّيْــــل يَكْنٌفُــــهُ
غُثَـــاءَةٌ قُـــذِفَتْ فــي مَــائِجٍ لَجِــبِ
قَــدْ خَـالَطَ الـوَحْشَ حَتَّـى مَـا يُرَوّعُهَـا
إِذَا تَعَــرَّضَ لَــمْ تَنْفِــرْ وَلَــمْ تَثِــبِ
يَرْنُــو بِعَيْــنٍ عَلَـى الظَّلْمَـاءِ صـَادِقَةٍ
كَــأَعْيُنِ النَّســْرِ أَنّــى صــُوّبَتْ تُصــِبِ
هُــوَ الْحَيَــاةُ بِقَفْــرٍ لا حَيــاةَ بِهـش
كالمَاءِ في الصّخْرِ أَوْ كالمَاءِ في الْحَطَبِ
يَبِيــتُ مِــنْ نَفْســِهِ فــي مَنْـزِلٍ خَضـِلٍ
وَمِــنْ شــَبَا بِيضــِهِ فــي مَعْقـلٍ أَشـِبِ
يَهْتَـــزُّ للجُــودِ والمَشــْتَاةُ بَاخِلَــةٌ
وَالقُــرُّ يَعْقِــدُ رَأْسَ الكلْــبِ بالـذّنَبِ
تهْفُــو إِلَيْــهِ بَنَــاتُ الْحَــيّ مُعْجَبَـةً
وَالْحُــبُّ يَنْبُــتُ بَيْـنَ العُجْـبِ وَالعَجَـبِ
إِذَا تَنَقَّبْــــنَ إِذْ يَلْقَيْنـــهُ خَفَـــراً
فَشــــَوقُهُنَّ إِليْـــهِ غَيْـــرُ مُنْتقِـــبِ
تَـــرَاهُ كُـــلُّ فَتَــاةٍ حِيــنَ تَفْقِــدُهُ
فـي البَـدْرِ والسـَّيْفِ والضِّرغَامِ وَالسُّحُبِ
زَيْــنُ الفِنَــاءِ إِذَا مَــا حَـلَّ حَبْـوَتَهُ
لِلْقَـــوْلِ لَبَّــاهُ مِنْــهُ كُــلُّ مُنْتَخَــبِ
أَوْ هَـــزَّ شـــَيْطَانُهُ أَوتَــارَ مَنْطِقِــهِ
فَــاخْشَ الأَتِــيَّ وَحَــاذِرْ صـَوْلَةَ العُبُـبِ
مَـــامَسَّ بِــالكَفِّ أَوْرَاقــاً وَلاَ قَلَمــاً
وَرَأْيُــــهُ زِنَــــةُ الأَوْرَاقِ وَالكُتُـــبِ
يَطِيـــرُ لِلحَــرْبِ خِفّــاً غَيْــرَ مُــدَّرِعٍ
فـي شـِدَّةِ البَـأْسِ مَـا يُغْنِـي عَنِ اليَلَب
إذَا دَعَـــاهُ صـــَرِيخٌ كَـــانَ دَعْــوَتَهُ
وَإنْ دَعَتْــهُ دَوَاعِــي الـذُّعْرِ لَـمْ يُجِـبِ
لاَ تَرْهَــبُ الْجَــارَةُ الْحَســْنَاءُ نَظْرتَـهُ
كَـــأَنَّ أَجْفَـــانَهُ شــُدَّتْ إِلَــى طَنُــبِ
جَزِيـــرَةٌ أَجْـــدَبَتْ فِ كُـــلِّ نَاحِيَـــةٍ
وَأَخْصــَبَتْ فــي نَــوَاحِي الخُلْـقِ والأَدَبِ
جَـــدْبٌ بِـــهِ تَنْبُـــتُ الأَحْلاَمُ زَاكِيَــةً
إِنَّ الحِجَــارَةَ قَــدْ تَنْشــَقُّ عَــنْ ذَهَـبِ
تَــوَدُّ كُــلُّ ريَــاضِ الأَرْضِ لَــوْ مُنِحَــتْ
أَزْهَارُهَــا قُبْلَــةً مِــنْ خَـدِّهَا التَّـرِبِ
وَتَرْتَجِــي الغِيــدُ لَــوْ كَـانَتْ لآلِئُهَـا
نَظْمـاً مِـنَ الشـِّعْرِ أَوْ نَثْـراً مِنَ الْخُطَبِ
يَــا جِيــرَةَ الْحَــرَمِ المَزْهُـوِّ سـَاكِنُهُ
ســقَى العُهُــودَ الْخَـوالِي كُـلُّ مُنْسـَكِبِ
لِــي بيْنَكُــمْ صــِلَةٌ عَــزَّتْ أوَاصــِرُهَا
لأَنَّهَـــا صـــِلَةُ القُـــرآنِ وَالنَّســـَبِ
أرى بعَيْــــنِ خَيــــالي جـــاهِليَّتكُمْ
ولِلتَّخيُّـــلِ عَيْـــنُ القَــائِفِ الــدَّربِ
وَأَشـْهَدُ الْحَشـْدَ لِلشـُّورَى قَـدِ اجْتَمعُـوا
وَلَســـْتُ أَســْمَعُ مِــنْ لَغْــوٍ وَلاَ صــَخَبِ
مِــنْ كُــلِّ مُكْتَهِــلٍ بــالبُرْدِ مُشــْتَمِلٍ
لِلقَـــوْلِ مُرْتَجِـــلٍ لِلهُجْـــرِ مُجْتَنِــبِ
وَأَلْمَـحُ النَّـارَ فـي الظَّلْمَـاءِ قَدْ نُصِبَتْ
لِطَــارِقِ اللَّيْــلِ وَالْحَيْــرَانِ والسـَّغبِ
نَـــارٌ وَلَكِنَّهـــا قَـــدْ صــُوِّرَتْ أَمَلاً
بَــرْداً إِذَا خَــابَتِ الآمَــالُ لَـمْ يَخِـبِ
رَمْـزُ الْحَيَـاةِ وَرَمْـزُ الْجُـودِ مَـا فَتِئَتْ
فَــوْقَ الثَّنِيَّـاتِ تَرْمِـي الجَـوَّ بـاللَّهَبِ
يَشــــُبُّهَا أرْيحـــي كُلَّمَـــا هَـــدَأَتْ
أَلْقَــى عَلَـى جَمْرِهَـا جَـزْلاً مِـنَ الحَطَـبِ
وَأُبْصـِرُ القَـوْمَ يَـوْمَ الـرَّوْعِ قَدْ حُشِدُوا
لِلْمَــوتِ يَجْتَــاحُ أَوْ لِلنَّصــْرِ وَالغَلَـبِ
يَرْمُــونَ بِالشــَّرِّ شــَراً حِيـنَ يفْجَـؤُهُمْ
وَرَايُهُـــمْ فَـــوْقَهُمْ خَفَّاقَــةُ العَــذَبِ
وَأَحْضــُرُ الشـُّعَرَاءَ اللُّسـْنَ قـدْ وَقَفُـوا
وَلِلْبَيـــانِ فِعَــالُ الصــَّارِمِ الــذَّرِبِ
أَبُــو بَصــيرٍ لَــهُ نَبْــرٌ لَـوْ اتُّخِـذَتْ
مِنْــهُ الســِّهَامُ لَكَـانَتْ أَسـْهُمَ النُّـوَبِ
إِذَا رَمَاهَـــا كمَــا يَخْتَــارُ قَافِيَــةً
دَارتْ مَــعَ الفَلَــكِ الـدَّوَّارِ فـي قُطُـبِ
وَأُغْمِــضُ العَيْــنَ حِينــاً ثُـمَّ أَفْتَحُهَـا
عَلَـــى جَلاَلٍ بِنُـــورِ الْحَـــقِّ مُؤتَشــِبِ
نُــورٌ مِـنَ اللّـهِ هَـالَ القَـوْمَ سـَاطِعُهُ
وَلَيْــسَ يُحْجَــبُ نُــورُ اللّــهِ بِـالْحُجُبِ
تَكَلَّمَـــتْ ســـُوَرُ القُـــرْآنِ مُفْصـــِحَةً
فَأَســـْكَتَتْ صـــَخَبَ الأَرْمَــاحِ والقُضــُبِ
وَقَــامَ خَيْــرُ قُرَيْــشٍ وَابْــنُ سـَادَتِهَا
يَـدْعُو إِلَـى اللّـهِ فـي عَـزْمٍ وفـي دَأبِ
بِمَنْطِــقٍ هَاشــمِيِّ الوَشــْي لَــوْ نُسـِجَتْ
مِنْــهُ الأَصــَائِلُ لَـمْ تَنْصـُلْ وَلَـمْ تغِـبِ
طَــابَتْ بِــهِ أَنْفُــسُ الأيَّـامِ وَابْتَهَجـتْ
ومَــرَّ دَهْــرٌ وَدَهْــرٌ وَهــي لَــمْ تَطِـبِ
وَهُــزَّتِ الرَّاســِيَاتُ الشــمُّ وَارْتَعَــدَتْ
لِهَـوْلِهِ البَـاتِرَاتُ البِيـضُ فـي القُـرُبِ
وَأَصـــْبَحَتْ بِنْـــتُ عَـــدْنَانٍ بِنَفْحَتِــهِ
تِيهــاً تُجَــرِّرُ مِــن أَذْيالِهَـا القُشـُبِ
فَــازَتْ برُكْــنٍ شــَديدٍ غَيْــرِ مُنْصــَدِعٍ
مِــن البَيَــانِ وَحَبْــلٍ غَيْــرِ مُضــْطَرِبِ
وَلَـمْ تَـزَلْ مِـنْ حِمـى الإِسـْلاَمِ فـي كَنَـفٍ
ســَهْلٍ وَمْــن عِــزِّه فــي مَنْــزِلٍ خَصـِب
حَتَّــى رَمَتْهَـا اللَّيَـالي فـي فَرَائدهـا
وَخَــرَّ ســُلْطَانُهَا يَنْهَــارُ مِــنْ صــَبَبِ
وَعَــاثَت الْعُجْمَــةُ الْحَمْقَــاءُ ثَــائِرَةً
عَلَـى ابْنَـةِ البِيـدِ فـي جَيْشٍ مِنَ الرَّهَبِ
يَقُــــودُهُ كُــــلُّ وَلاَّغٍ أَخِـــي إِحَـــنٍ
مُضـــَمَّخٍ بِـــدِمَاءِ العُـــرْبِ مُخْتَضـــِبِ
لَــمْ يُبْــقِ فِيهَـا بِنَـاءً غَيْـرَ مُنْتقِـضٍ
مِــنَ الفَصــِيحِ وَشــَمْلاً غَيْــرَ مُنْقضــَبِ
كَـــأَنَّ عَـــدْنَانَ لَـــمْ تَملأْ بَــدَائِعُهُ
مَســامِعَ الكَــوْنِ مِــنْ نَــاءٍ وَمُقْتَـرِبِ
مَضـــَتْ بِخَيْـــرِ كُنــوزِ الأَرْضِ جَائِحــةٌ
وَغَــابَت اللُّغَــةُ الفُصـْحَى مَـعَ الغَيَـبِ
لَـوْلا فُـؤَادٌ أَبُـو الفَـارُوقِ مَـا وجَـدَتْ
إِلَـى الْحَيَـاةِ ابنَـةُ الأَعْـرَابِ مِـنْ سَبَبِ
أعَــزَّ مِنْهَــا حِمــىً رِيعَــتْ كَرَائِمُــهُ
وَكَـــانَ مَمْنُـــوعُهُ نَهْبـــاً لمُنْتهِــبِ
وَرَدَّ بِـــالمَجْمَعِ المَعْمُـــورِ غُرْيَتَهَــا
وَحَاطَهـــا بِكَرِيــمِ العَطْــفِ والْحَــدَبِ
يَــا عُصـْبَةَ الَخَيْـرِ لِلْفُصـْحَى وَشـِيعَتِها
حَيَّـاكِ صـَوْبُ الْحَيَـا يَـا خِيـرَةَ العُصـَبِ
هَلــمَّ فَــالْوَقْتُ أَنْفَــاسٌ لَهَــا أَمَــدٌ
وَلاَ أقُــولُ بــأنَّ الــوَقْتَ مِــنْ ذَهَــبِ
فَإِنَّمَــا المَــرْءُ فِ الــدُّنْيَا إِقَـامَتُهُ
إِقَامَــةُ الطَّيْــفِ وَالأَزْهَــارِ وَالْحَبَــبِ
الـــدَّهْرُ يُســـرِعُ وَالأَيَّـــامُ مُعْجِلَــةٌ
وَنَحْـنُ لَـمْ نَـدْرِ غَيْـرَ الوَخْـدِ والْخَبـبِ
وَالمُحْــدَثَاتُ تَســُدُّ الشــَّمْسَ كَثْرَتُهَــا
وَلَــمْ تَفُــزْ بِخَيَــالِ اســْمٍ وَلاَ لَقَــبِ
وَالتَّرْجَمَـــاتُ تَشـــُنُّ الْحَــرْبَ لاَقِحَــةً
عَلَــى الفَصــِيح فَيَـا لِلْوَيْـلِ وَالْحَـرَبِ
نَطيــرُ لِلَّفْــظِ نَســْتَجْدِيه مِــنْ بَلَــدٍ
نَـــاءٍ وَأَمثْــالُهُ مِنَّــا عَلَــى كَثَــبِ
كَمُهْـرِقِ المَـاء فـي الصـَّحْراءِ حِينَ بَدَا
لِعَيْنِـــهِ بَـــارِقٌ مِــنْ عَــارِضٍ كَــذِبِ
أَزْرَى بِبِنْـــتِ قُرَيْـــشٍ ثــمَّ حَارَبَهــا
مَــنْ لاَ يُفــرِّقُ بَيْــنَ النَّبْـعِ وَالغَـرَبِ
وَرَاحَ فِـــي حَمْلَـــةٍ رَعْنَــاءَ طَائِشــَةٍ
يَصــُولُ بالْخَــائِبَيْن الْجَهْــلِ وَالشـَّغَبِ
أنْتْـــرُكُ العَرَبـــيَّ الســَّمْحَ مَنْطِقُــهُ
إلَــى دَخِيــلٍ مِــنَ الألْفَــاظِ مُغْتَــرِبِ
وَفِــي المَعَــاجِمِ كَنْــزٌ لاَ نَفَــادَ لَـهُ
لِمَــنْ يُمَيِّــزُ بَيْــنَ الــدُّرِّ وَالســُّخُبِ
كَـــمْ لَفْظَــةٍ جُهِــدَتْ مِمَّــا نُكرِّرُهَــا
حَتَّــى لَقَــدْ لَهَثــتْ مِـنْ شـِدَّةِ التَّعَـبِ
وَلَفْظَـــةٍ ســُجِنَتْ فــي جَــوْفِ مُظْلِمَــةٍ
لَـمْ تَنْظُـر الشـَّمْسُ مِنْهَـا عَيْـنَ مُرْتَقِـبِ
كَأنَّمَــا قَــدْ تَــوَلَّى القَارِظَـانِ بِهَـا
فَلَـمْ يَؤُوبَـا إِلَـى الـدَّنْيَا وَلَـمْ تَـؤُبِ
يَــا شــِيخَةَ الضـَّادِ وَالـذِّكْرَى مُخَلِّـدَةٌ
هُنَـــا يُؤَســَّسُ مَــا تَبْنُــونَ لِلْعَقِــبِ
هُنَــا تَخُطُّــونَ مَجْــداً مَـا جَـرَى قَلَـمٌ
بِمِثْلِــهِ فــي مَــدَى الأَدْهَـارِ وَالْحِقَـبِ
لَبَّيْــكَ يَــا مَلِــكَ الــوَادِي وَمُنْشـِئَهُ
يَــا حَــارِسَ الــدِّين وَالآدَابِ وَالْحسـَبِ
هَــذَا غِرَاســُكَ قَــدْ مَاســَتْ بَوَاســِقُهُ
تُــدَاعِبُ الرِّيــحَ فـي زَهْـوٍ وَفـي لَعِـبِ
المُلْــك فِــي بَيْتِكــمْ كَسـْباً وَمَوْهِبَـةً
يُزْهَــى عَلَــى كــلِّ مَوْهُــوبٍ وَمُكْتَســَبِ
ســـَفِينَةٌ أَنْـــتَ مُجْرِيهَــا وَكَالِئُهَــا
مِــنَ الزَّعَــازِعِ لاَ تَخْشــَى أَذَى العَطَـبِ
وَأُمَّـــةٌ أنْـــتَ مَجْرِيهَـــا وَحَافِزُهَــا
فـي حَلْبَـةِ السـَّبْقِ لاَ تُبْقـي عَلَى القَصَبِ
وَدِيعَــةُ اللّــهِ صـِينَتْ فـي يَـدَيْ مَلِـكٍ
للّــــهِ مُرْتَقِــــب للّــــهِ مُحْتَســـِبِ
بَصــِيرَةٌ كَضــِيَاءِ الصــُّبْحِ لَــوْ لَطَمَـتْ
غَيَــاهِبَ اللَّيْـلِ لـم يُظْلِـمْ وَلَـمْ يُهَـبِ
وَعَزْمَــةٌ كَحَديــدِ النَّصــْلِ لَــوْ طَلَبَـتْ
زُهْــرَ الكَــواكِبِ نَـالَتْ غَايَـةَ الطَّلَـبِ
قَــدْ صــَمَّمَتْ فَمَضــَتْ عَجْلَــى لِمقْصـِدَهَا
تَحثُــو التُّـرابَ بِـوَجْهِ الشـَّكِّ وَالرِّيَـبِ
فَـانْظُرْ تَـرى مِصـْرَ هَـلْ تَلْقَى لَهَا مَثَلاً
فــي صـَوْلَةِ المُلْـكِ أَوْفـى قُـوَّةِ الأُهَـبِ
فَثَــرْوَةٌ مِــنْ ســَريِّ العِلْــمِ وَاســِعَةٌ
وَثَــرْوَةٌ مِــنْ ســريِّ الْجَــاهِ وَالنَّشـَبِ
بَنَى فُؤَادُ بِنَاءَ الْخَالدِيِنَ مِصْرَ واحْتَجَبَتْ
فَـــإِنَّ بِـــرَّ يَـــدَيْهِ غَيْــرُ مُحْتَجِــبِ
مَـنْ مُبْلِـغُ العُـرْبِ أَنَّ الضـَّادَ قَدْ بَلَغتْ
بِقُــرْبِ صــَاحِبِ مِصــْرٍ أَرْفَــعَ الرُّتَــبِ
أَعَــادَ مَجْــداً لَهَــا مَــالَتْ دَعَـائِمُهُ
فَيَــا لهَــا قُرْبَـةً مَـنْ أَعْظَـمِ القُـرَبِ
وَحَفَّهَــــا بِســـِيَاجٍ مِـــنْ عِنَـــايَتِهِ
كَمَــا تُحَــفُّ جُفُــونُ العَيْــنِ بالهُـدُبِ
إِنْ عَقَّهَــا أَهْــلُ وَادِيهــا وَجيرَتُهــا
فَـــأَنْتَ أَحْنَــى عَلَيْهَــا مِــنْ أَخٍ وَأَبِ
رَأَتْ بِرَبْعِــكَ عِــزَّ المُلْــكِ فَانْصــَرَفَتْ
عَـنْ ذِكـر لُبْنَـى وَذِكْـرَى رَبْعِهَـا الْخرِبِ
لاَذَتْ بِـــأَكْبَرِ مِعْـــوَانٍ لِـــذِي أمَــلٍ
نَـــاءٍ وَأَشـــْرَفِ عُنْـــوَانٍ لِمُنْتَســـِبِ
عِـــشْ لِلْكِنَانــةِ تَبْلُــغْ أَوْجَ عِزَّتِهَــا
وَلْلعُلاَ وَالنَّـــــدَى وَالعِلــــمِ والأدَبِ
وَعــاشَ فَــارُوق نَجْمــاً فــي تــأَلُّقِهِ
ســَعْدُ الســُّعودِ وَفِيــه مُنْتَهَــى الأَرَبِ
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.